راسم عبيدات
منذ مؤتمر أنابوليس وحتى اللحظة الراهنة تكثفت ومن المتوقع أن يزداد تكاثف عمليات الحجيج الأمريكي- الأوروبي الى منطقة الشرق الوسط، وفي قلبها فلسطين، وهذا "تسونامي" الحجيج بهذا الحجم والمستوى،لم نعهده في أية فترة من الفترات السابقة، فهو على مستوى قادة دول ووزراء من أمريكيا وأوروبا الغربية وحتى الشرقية(الرئيس التشيكي ووزير الخارجية الروسي)،
منذ مؤتمر أنابوليس وحتى اللحظة الراهنة تكثفت ومن المتوقع أن يزداد تكاثف عمليات الحجيج الأمريكي- الأوروبي الى منطقة الشرق الوسط، وفي قلبها فلسطين، وهذا "تسونامي" الحجيج بهذا الحجم والمستوى،لم نعهده في أية فترة من الفترات السابقة، فهو على مستوى قادة دول ووزراء من أمريكيا وأوروبا الغربية وحتى الشرقية(الرئيس التشيكي ووزير الخارجية الروسي)،
والحجيج بهذا الحجم والمستوى يؤشر بشكل لا يقبل التأويل، بأن لهذا الحجيج مرامي وأهداف وغايات، وهو لم يأتي اعتباطاً ،ويمكن لنا أن نستشف من هذا الحجيج الأمريكي- الأوروبي الغربي تحديداً، أن هناك شيء ما يطبخ بين تلك الأطراف وإسرائيل، يتعلق بمستقبل المنطقة لعشرات سنوات قادمة، وارتفعت بشكل ملحوظ عمليات الحجيج تلك، بعد ما أقدمت عليه إسرائيل وأمريكيا من عملية اغتيال،لأبرز قادة حزب الله العسكريين، القائد الشهيد عماد مغنية، وكذلك الهجمات التصعيدية التي شنتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وتحديداً في قطاع غزة، والتي حصدت مئات الأبرياء الفلسطينيين من أطفال وشيوخ ونساء،وأن قدر لي أن أقول وأستشف من هذا الحجيج، أن الهدف المركزي لهذه المجموعة بالتحديد من هذا الحجيج، عدا عن الالتزام بأمن إسرائيل وطلب الصفح والغفران منها من خلال الزيارات لنصب"يد فاشيم" نصب ضحايا النازية وحائط البراق الغربي
وفي صلب ذلك زيارة السكان"الأبرياء" في مستعمرة سديروت والذين يتعرضون لخطر صواريخ"الإرهاب" الفلسطيني،من أجل التضامن معهم، وإدانة "الإرهاب" الفلسطيني الذي تمارسه قوى المقاومة الفلسطينية ،أما الإرهاب الحقيقي الذي تمارسه إسرائيل بشكل يومي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ،فيجري الصمت تجاه ووصفه بالحق المشروع لإسرائيل في الدفاع عن مواطنيها
وقد عبرت عن ذلك المستشارة الألمانية "ميركيل" وصرح به نائب الرئيس الأمريكي "ديك تشيني" ومرشح الحزب الجمهوري ماكين، والذي حالة الضعف والانهيار العربي، جعلته يتواقح بشكل غير عادي، ويعلن من قلب عاصمة عربية،بأن القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل، ويدعو لنقل السفارة الأمريكية الى القدس الشرقية، وحتى بان كي مون شارك في هذا الحجيج والدعم لإسرائيل
وعدا أن هذا الحجيج ،هو رخصة وتشريع لإسرائيل للاستمرار في مسلسل قتلها وقمعها وإذلالها للشعب الفلسطيني،دون حسيب أو رقيب،فإن الهدف المركزي لهذا الحجيج، هو توجيه ضربة قاسمة لقوى الممانعة والمقاومة والمعارضة العربية والإسلامية، ويقف في سلم أولويات ذلك، منع إيران من امتلاك أسلحة الدمار الشامل، لما يترتب على امتلاكها ،من تنامي لدور ونفوذ إيران في المنطقة، وخاصة أن إيران أصبحت لاعب رئيسي في أكثر من ساحة شرق أوسطية من العراق وحتى فلسطين
وهذا يعزز من الحضور والوجود الإيراني، والذي قد تطال مفاعيله وتداعياته، تهديد مباشر للمصالح الأمريكية في المنطقة،النفط والطاقة، ناهيك عن التهديد الجدي لوجود إسرائيل كدولة، والتي نرى أنها تعيش لأول مرة حالة من الفزع والخوف، لم تعشها في أية مرحلة سابقة، وخصوصاً وهي تستمع لخطاب سماحة الشيخ حسن نصر الله بأن الحزب،سيعاقب قتلة الشهيد القائد مغنية في الزمان والمكان المناسبين، وخوف إسرائيل مصدره هذا أن سماحة الشيخ نصر الله ينفذ ما يقوله، وهذا الرد قد يترتب عليه اندلاع حرب إقليمية،رسمت سيناريوهاتها الدوائر العسكرية الإسرائيلية،بأنها ستكون مرعبة وقاسية لإسرائيل
ومصدر القلق الأخر لهذه القوى، هو تصاعد وتنامي دور قوى المعارضة والمقاومة والممانعة العربية دول وأحزاب، وما لذلك من مفاعيل وتأثيرات شعبية عربية، والتي ترى في الأنظمة الرسمية العربية خادمة ومنفذة،بل وشريكة في السياسات الأمريكية في المنطقة، ومن هنا فانا قد أرى أن العديد من زيارات الحجيج القادمة من أوروبا الشرقية ودول آسيا،قد تأتي في سياق زيارات المجاملة والعلاقات العامة ،مع هدف يتلخص في خطب ود إسرائيل، كبوابة رئيسية لكسب رضا أمريكيا عن هذه الدول والحصول على دعم ومساعدات اقتصادية منها ،أما مسلسل الحجيج الأمريكي- الأوروبي الغربي المتواصل،فله أهداف وأجندات غير تلك، ولعل الزيارة القريبة لوزيرة الخارجية الأمريكية للمنطقة يوم الجمعة القادم، قد تحسم أهداف هذا الحجيج، إذا ما كان بالإمكان فرض رؤية أمريكية- إسرائيلية للتسوية في المنطقة، تلعب دوراً هاماً في فك التحالفات القائمة في المنطقة بين قوى المقاومة والممانعة العربية والإسلامية،وبما يمكن من الاستفراد في هذه الحلقات وتحطيمها
أما في حال وجدت رايس أن هذا غير ممكن فرضه،فإنها ستوصي بخيار الحل العسكري بالجملة وليس بالقطاعي،أي شن حرب شاملة على كل هذه الحلقات مجتمعة، ومن خلال ترتيبات تحافظ على مصالح تلك القوى أمريكيا وأوروبا الغربية وإسرائيل في المنطقة بعد الانتهاء من هذه الحرب، وهذه المصالح تتطلب أن يكون هناك إعادة رسم كامل لخريطة المنطقة، بحيث تبقى عاجزة عن النهوض لعشرات السنين القادمة، وتصبح خارج إطار الفعل والتأثير الدوليين في كافة المجالات والميادين، وبحيث تكون محميات تابعة، ومرتبطة ومكبلة باتفاقيات عسكرية وأمنية واقتصادية مع أمريكيا وإسرائيل تحديداً ويبدو أن هذا الخيار هو الخيار الأرجح، وأن هذا الحجيج المكثف والمتواصل، يضع اللمسات الأخيرة له، وخصوصاً أن الحلول السلمية ، ومهما كانت مكبلة باشتراطات ورؤى أمريكية وإسرائيلية، فإنها لن تحد من قدرات حزب الله العسكرية واستمراره في التسلح، وكذلك تنامى وتعاظم قوى المقاومة الفلسطينية، والتي أصبحت صواريخها ورغم بدائيتها تزداد قوة ومدى يوماً بعد يوم
وإسرائيل لن تقبل أن تكون مدنها الشمالية والجنوبية،تحت رحمة صواريخ حزب الله وقوى المقاومة الفلسطينية، ولا مجال بالمطلق لامتلاك نظام متشدد مثل النظام الإيراني للسلاح النووي،بكل ما لذلك من مخاطر على المصالح الأمريكية والإسرائيلية، والتي سيكون الفزاعة ،التي ستحاول أمريكيا تكتيل دول النظام الرسمي العربي حولها، كون هذا النظام يشكل مخاطر على مصالحها ووجودها ،ناهيك عن أن القوى اليمينية المتشددة في أمريكيا وإسرائيل، بحاجة من أجل أن تبقى في الحكم ،الى تحقيق انتصارات وانجازات خارجية، حيث هي مهددة بالسقوط داخلياُ، حيث تلاحقها الهزائم التي لحقت بها في العراق ولبنان، ناهيك عن الأزمات الداخلية سواء الاقتصادية والاجتماعية ومسلسلات الفساد والفضائح في قمة هرمها السياسي والعسكري، ومن هنا فإنني أرجح وحتى مطلع الصيف القادم، تكون أمور هذا الحجيج "التسونامي" الأمريكي والأوروبي الغربي الى إسرائيل، قد حسمت نحو شن حرب شاملة على كل حلقات المقاومة والممانعة والمعارضة العربية والإسلامية، والى ذلك التاريخ سيستمر ويتواصل التحشيد والتجييش والحجيج الى المنطقة، والخاسر الوحيد والأول في ذلك العرب كأمة وشعوب.
القدس – فلسطين
القدس – فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق