السبت، مارس 08، 2008

تعليقاً على جريمة القدس

الياس بجاني

لا لثقافة الموت التي تسوق لها وتمولها إيران وسوريا في لبنان وإسرائيل وغيرهما من الدول الشرق أوسطية

نستنكر بشدة الجريمة البشعة والهمجية التي ارتكبتها منظمة حماس الأصولية ضد طلاب المدرسة الدينية في القدس، ونرى فيها انتهاكاً فاضحاً لكل المواثيق والشرع الدولية التي تُحرِّم قتل المدنيين أو الاعتداء عليهم تحت أي ظرف. كما ندين بقوة كل التصرفات الاحتفالية التي جاءت لتُمجد وتقدس هذه العملية الانتحارية أكان في لبنان أو في بلدان أخرى.
إنه معيب جداً هذا التغني بالإجرام والقتل الحاقد الذي شهدته مدينة القدس في إسرائيل حيث استُهدفت مدرسة بطلابها العزِّل، ومُستغرب جداً أن يهلل ويفرح رجال دين كبار في لبنان لقتل الطلاب العزل في تلك المدرسة الدينية ويعتبرون عملية القتل هذه عمل استشهادي وبطولي.

هذا التمجيد والتغني البعيد كل البعد عن القيم الإنسانية، والمنافي لشرعة حقوق الإنسان، يجسد مأساة لبنان الحالية التي يمكن تلخيصها بصراع مصيري بين ثقافتين: ثقافة الموت والانتحار والهمجية التي يحمل لواءها حزب الله وتمولها وترعاها كل من إيران وسوريا، وثقافة الحياة والقانون واحترام الإنسان التي يؤمن بها غالبية الشعب اللبناني المحب للسلام والعاشق للحرية والسيادة والاستقلال.

نناشد الدول الحرة في العالم وفي مقدمها أميركا والاتحاد الأوروبي وروسيا التصرف الفوري واستعمال إمكانياتها العسكرية والاقتصادية والبشرية كافة لاستئصال كل جذور وفروع المنظمات الأصولية والإرهابية أينما وجدت، ومعاقبة كل الدول التي ترعاها وتمولها وتسوق لثقافة الموت والحقد ورفض الآخر.

يبقى إن اللغة الوحيدة التي تفهمها جماعات الإرهاب دولاً ومنظمات وأفراد، هي لغة القوة والحسم، وبالتالي فإن المواجهة العسكرية الحاسمة معها قد أصبحت حتمية ومصيرية، وهي سوف تزداد تعقيداً وصعوبة وخطورة على كل دول وشعوب العالم كلما تم تأجيلها أو الاعتقاد الواهم أنه بالإمكان احتوائها بالدبلوماسية أو بالإقناع السلمي والحضاري.


عنوان المنسقية الألكتروني

ليست هناك تعليقات: