الأربعاء، مارس 26، 2008

بكركي ليست مكسر عصا ولا ملجأ سياسي!


لاحظ س. حداد

لا نرى غرابة في أن يجتمع سيادة المطران بولس مطر وأحد أبناء رعيته ابراهيم كنعان، الماروني البارز في تيار الجنرال ميشال عون الوطني الحروالناطق بإسمه..

قد يرى سيادته، من موقع الأبوة الراعوية والروحية أن يدعو أحد أبناء رعيته إلى المحبة والتسامح لكن من المفترض بهذا الأحد أن يتذكر أمثولة الابن الضال التي وعظنا بها السيد له المجد، وبالتالي لا يكتفي بتحرير جزءٍ منها دون الآخر.. أي أن يسامح الأب فِعْلَةَ إبنه قبل أن يبادر هذا الأخير إلى الاعتراف بفعلته وطلب المسامحة عنها.. نلاحظ أن الابن الضال لم يكرر فِعلَتَه قط!

إن فِعلات [جمع فعلة] الجنرال عون المتكررة، بعد مسامحته عن فعلته الأولى التي ارتكبها بحق سيد بكركي عام 1989، وإن لم تكن في ذات المستوى الحسي فهي لا تخرج عن كونها خطايا لا يمكن تجاوزها والسكوت عنها لمجرد مبادرة أحد ممثليه لزيارة أحد الأساقفة الممثل لبكركي وإبداء الليونة وطرح بعض الاقتراحات التي يرى فيها صاحب السيادة الأسقف مبادرة اعتذار من سيد بكركي أو تحت شعارات سياسية ممجوجة أُصيبت بها بكركي بالتخمة..

إننا نتساءل:ترى لو أن بعض التصرفات والافتراءات التي اجترحها الجنرال عون بحق سيد بكركي كانت توجهت من أحد سياسي غير طائفة إلى سيد طائفته أما كان هذا السياسي قد جرفته زوبعة احتجاج من أبنء هذه الطائفة وألقت به ونبذته خارجها وقاطعته...

ونسأل لماذا يقبل هؤلاء المسيحيون جداً أن يستمر هذا الجنرال في افتراءاته على سيد بكركي ويترك حبل التطاول من من ساسة من غير طائفة، وهم بذلك يدعمون تطاوله، دون أن يرفَّ له رمش عين.. أهكذا يمتلك الجنرال القيادة السياسية للبطريركية اللبنانية المارونية؟ يضرب ثم يلجأ إلى التسامح أو التوسُّط للتسامح عن طريق بعض أزلامه!

ونسأل: هل بات الجنرال يشعر بفراغٍ في جعبةِ تصعيده للأمور السياسية تُبرز وجوده على الساحة بعد فشله في كل ما ادعاه، فلجأ إلى تحركٍ جديد ومتجدد باتجاه بكركي وسيدها كي يبقى على اسمه ساطعاً لامعاً أمامَ مصدّقيه وأزلامه..

كلا أيها الجنرال، بكركي ليست ولن تكون لك أو لغيرك مكسر عصا أو مكان يلجؤ إليه الفاشلون.. أنت توجتَ ذاتك بطريركاً سياسياً على محازبيك ورفضتَ كلَّ نصيحة مباشرة وغير مباشرة أسداها إليك سيد بكركي وعليك أنت وحدك أن تدفع ثمن نزقك وحذقك وفذلكتك ولن نستطع نسيان غطرستك وتطاولك على سيد بكركي حتى لو نسيها أو تناساها هو..
إن الخداع الذي تتعامل به أنتَ أو بعض نوابك لاقناع سيد بكركي بتوجيه الدعوة قادة الطائفة السياسيين للإجتماع في بكركي تحت ظل بركات سيدها، وهذا اعتراف كبير، ربما صدر رغما عنكَ، بأن موقع بكركي الروحي والوطني لن يرقى إليه أمثالك أو أمثال من يطأطؤون هاماتهم أمامَك.. أنتَ أيها الجنرال وغيرك أيضاً تذهبون وبكركي باقية بقاء لبنان ذاته وهي التي أُعطيت مجده وحدها..

لسنا ولن نسمح لأنفسنا بإسداء النصح إلى سيد الصرح الديني والوطني، غبطة أبينا البطريرك، وتصرفاته نبراساً دينياً ووطنياً لجميعنا في الحفاظ على شعلة رسالة وطننا السلامية الكونية، نؤكد لابناء وطننا، بخاصةٍ المسيحيين منهم وعلى وجه أخص أبناء الطائفة المارونية، ان ارتكابات الجنرال بحق سيد بكركي يجب أن تلقى القصاص المناسب كي يتوقف هذا الرجل عن ترهاته وسفاسفه التي يطلقها على غبطة أبينا البطريرك كل مرةٍ لا يستجيب غبطته لها.. ثمّ يبادر، في غطرسته المعهودة إلى التوسل والتسوّل والالتجاء إلى بكركي ولكن بعد خراب البصرة!

وليعلم ولمرة أخيرة أن من يمثلنا، دينياً و سياسياً - وطنياً لم يكن يوماً سوى سيد بكركي، أنّ مَن كان وفي كل ظرف... وهذا كان ولا زال سبب بقاء لبنان، فلن يتمكن هذا الجنرال أو غيره من إزاحة ذرة غبار من تراكمات تاريخ لبنان على صخور جدران بكركي..

ولنا كلمة أخيرة في هذا: مهما استقطبت حولك وحواليك من شبابٍ أُعجبوا لوقتٍ ما في بهوراتك فلا بد أن تأتي ساعة الحقيقة ويعود القطيع الصغير إلى أحضان أبيه، أما أنتَ ايها الجنرال فإلى الظلمة البرّانية حيث يكون صريف الأسنان!

صانك الله لبنان

ليست هناك تعليقات: