الاثنين، مارس 03، 2008

أحقر من جنبلاط وأرخص من المالكي

راسم عبيدات
..... في التاريخ العربي المجيد، عندما كان للعرب صولا تهم وجولاتهم، وكانت الأمم والشعوب تهابهم وتحسب لهم ألف حساب، كان يقال أشجع من عنترة العبسي، وأكرم من حاتم الطائي،وأبلغ من سيبويه، وأسرع من شيبوب ....الخ، واليوم دخلنا كعرب ومسلمين مرحلة الذل والهوان والانكسار وانعدام الفعل والوزن والتأثير،واستدخال الهزائم وترويجها على أنها انتصارات، وأصبح لدينا عشرات الآلاف من العقداء والعمداء والفيالق والألوية،وأحدث ما في الترسانات العالمية من الأسلحة، نستعرضها في احتفالات الجيش وأعياد ميلاد أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ونستخدمها في قمع الشعوب والجماهير وإذلالها، وكذلك في حروبنا ومعاركنا الداخلية، ونكدسها في المخازن حتى يعلوها الصدأ، ونشتري المزيد منها كلما أصبح هناك كساد في مصانع وشركات الأسلحة الأمريكية والأوروبية،بل وصل بنا الذل والهوان،دعوة القتلة و"الإرهابيين" إلى دويلاتنا ومشايخنا والاحتفال والرقص معهم بالسيوف العربية على جماجم أطفال العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها،وأيضاً المشاركة في العدوان سواء على العراق أو لبنان أو فلسطين، وكل ذلك الانهزام والانكسار يبرر باسم الواقعية والعقلانية والشرعية الدولية،فعلى سبيل المثال لا الحصر يا أخوان لبنان وفي ظل اشتداد التآمر الداخلي والخارجي عليه وتعرضه للعدوان الإسرائيلي، والتدخلات الأمريكية والأوروبية الغربية في شؤونه الداخلية، يخرج علينا ما يسمى بزعيم الحزب الاشتراكي التقدمي، والذي أساء لكل ما هو تقدمي وايجابي في هذا الحزب،وحتى لتاريخ وتراث والده المناضل الشهيد كمال جنبلاط، ويشبعنا تصريحات قدح وسب وشتم للمقاومة اللبنانية والعربية ولسوريا وإيران، ويحرض على الفتنة والحروب الأهلية علناً وجهراً، ويطالب باستقدام قوات احتلال أمريكية وأوروبية إلى لبنان،ولا يدخر أي وسيلة أو مقابلة إلا ويستخدمها من أجل أن يثبت عمالته وحقارته بشكل يثير التقزز والاشمئزاز، حتى بات يعرف في قاموس السياسة اللبنانية والعربية ،أنه لا يوجد أحقر من جنبلاط، وهو تعبير مكثف عن ما وصلت إليه قوى الرابع عشر من آذار من ذل وهوان وارتماء في أحضان القوى المعادية، وهي تعلنها على الملأ علناً وجهراً،أن لبنان لن يكون ساحة للمقاومة والنضال،بل سيكون جزء من المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وضمن ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي، والمسألة لم تقف عند حد حقارة جنبلاط، بل ابتلى الله العراق وفلسطين ،الأولى بحكومة منصبة أمريكياً وعلى رأسها المالكي، والذي يتفنن في قهر وقمع الشعب العراقي، وتعميق حالة الانقسام والشرذمة فيه،وإثارة النعرات القبلية والطائفية في صفوفه، ورعاية واحتضان مليشيات ومافيات القتل والفساد،تحت يافطة دمقرطة العراق، هذا الدمقرطة المزعومة،التي لم تجلب للعراق لا أمناً ولا استقراراً ولا رفاهية ولا ديمقراطية، بل احتلال وعصابات قتل وإجرام، حتى بات العراق أغنى الدول النفطية يستورد النفط،أما عندنا في فلسطين ،فبعد ما أقدمت عليه حماس من حسم عسكري في القطاع، وتعين حكومة تسير أعمال في رام الله، كان رياض المالكي أحد أقطابها، هذا الرياض الذي فصلته الجبهة الشعبية من صفوفها ، والتي يجب عليها أن تنتقد نفسها سلباً على أنه كان مثل هذا الرجل في صفوفها،وان كان لا يأخذ حجة عليها،فبعدما أصبح وزيراً في حكومة تسير الأعمال هذه، وحتى يثبت أنه لا يوجد أرخص منه للقيام بدور السب والشتم والقدح بحق المقاومة،وحتى يقول "لدايتون" أنا أكثر ولاء وإخلاص منك،فالجميع يذكر أنه عندما خرج أبناء شعبنا من قطاع غزة وعبر معبر رفح إلى السعودية وغيرها من الدول العربية، خرج علينا المالكي والذي أصبح خبيراً وضليعاً في التصنيفات،بأن جزء من الذين غادروا المعبر ،ذهبوا للتدرب على السلاح في إيران والسودان وغيرها، وانه يجب عدم السماح لهم بالعودة، والمسألة لم تقف عند هذا الحد، بل عندما خرجت جماهير شعبنا في مسيرات احتجاج على ما يسمى بمؤتمر"أنابوليس للسلام" انبرى يدافع عن قمع وقتل المتظاهرين، واليوم الذي يتعرض فيه شعبنا لحرب إبادة شاملة وحرب مفتوحة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والتي توعدهم فيها نائب وزير الدفاع الإسرائيلي"ماتان فلنائي" بالمحرقة،بدلاً من أن يعمل المالكي وغيره من أمثاله على فضح وتعرية السياسات الإسرائيلية العدوانية، ويدعو لوقف المفاوضات العبثية،التي لم تجلب لشعبنا سوى المزيد من الشرذمة والانقسام، وبدلاً من أن يحمل الاحتلال المسؤولية المباشرة عن ما يقوم به من قتل ممنهج ومنظم بحق شعبنا وما يرتكبه من جرائم حرب ومجازر، وبدلاً من أن يدعو في مثل هذا الظرف للتوحد والتكاتف والتعاون في صد ولجم العدوان الإسرائيلي على شعبنا في القطاع، خرج علينا ليحمل حماس وقوى المقاومة المسؤولية ،في توفير الغطاء والمبرر لإسرائيل لشن عدوانها وحربها على القطاع، بعدم وقفها إطلاق الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية، وكأن إسرائيل دولة سلام وتحترم العهود والاتفاقيات وتحتاج للذرائع والمبررات، فنابلس والذين استقدمتم "دايتون" للإشراف عليها، وطلبتم من المناضلين تسليم أسلحتهم ، كم مرة استبيحت ظ، وكم مرة جرى فيها قتل وتصفية المناضلين والمقاومين بدم بارد؟، وجنين وطولكرم ورام الله، هذه المدن لم تطلق منها لا حماس ولا المقاومة الصواريخ، بل أن العقلية الإسرائيلية القائمة على البلطجة والزعرنة والعدوان، ليس في قاموسها سوى لغة القتل والدمار،فقادتها والذين يتبجحون ويتوعدون الشعب الفلسطيني"بالهوكوست" لم نسمع ولم نرى ما يسمى بدعاة الديمقراطية والحرية، أي إدانة وشجب لمثل هذه التفوهات، والتي لو أطلاقها أي سياسي أو قائد فلسطيني، لتحركت أمريكيا وأوروبا على مستوى الرؤساء والوزراء لإدانة مثل هذه التصريحات، وربما دعت مجلس الأمن الدولي لجلسة طارئة وتحت البند السابع،لأن مثل هذا التصريح يصب في خانة دعم ومساندة وتشجيع"الإرهاب"، وبدلاً من أن تشغل نفسك في السب والقدح والشتم والتهجم على قوى المقاومة،كان الأجدى بك أن تعقد اللقاءات والمؤتمرات الصحفية مع قناصل وسفراء الدول الأوروبية، لكي تشرح لهم مخاطر سياسات إسرائيل العدوانية، وما تختمر وتمتليء به من عنصرية وحقد على شعبنا الفلسطيني.
ومن هنا فإنني أدعو الرئيس الفلسطيني إلى إقالة المالكي فوراً، والعمل على محاكمته ،لما تنطوي عليه تصريحاته من اساءة للشعب الفلسطيني ومقاومته وكفاحه ونضاله، ومثل هذا الشخص لا يمثل الشعب الفلسطيني لا من قريب أو بعيد ، وهذه اللحظات المصيرية والحاسمة من تاريخ شعبنا، يجب أن تدفع الجميع للتوحد بدلاً من استغلال دماء شعبنا وتوظيفها في مصالح خاصة وفئوية، فالمرحلة لم تعد تحتمل لا سباب ولا قدح ولا شتائم،بل المطلوب عودة فورية للحوار الوطني والوحدة الوطنية ،فهما السبيل الوحيد والمخرج لكل ما يمر ويتعرض له شعبنا الفلسطيني.


القدس – فلسطين

2/3/2008
Quds.45@gmail.com

ليست هناك تعليقات: