راسم عبيدات
..... في الوطن العربي وكما هو في فلسطين، كثيرون من الرموز القومية والوطنية غابت أو غيبت أما بفعل الموت الطبيعي، آو بفعل قوي البغي والاحتلال، كما هو الحال في قضيتي الشهيدين القائدين صدام حسين وياسر عرفات، فالأول أعدمته أدوات مأجورة نصبتها قوى الاحتلال الأمريكي،ورأينا الرفيق القائد الشهيد كما كان كبيراً في حياته ،كان كبيراً في مماته، وحتى وهو على حبل المشنقة كان يهتف للعراق وفلسطين والأمة العربية، أما الشهيد القائد ياسر عرفات فحوصر حتى الموت بالسم في مقر المقاطعة برام الله، لرفضه الخضوع للشروط والاملاءات الإسرائيلية والأمريكية لما يسمى بالتسوية، هذه الرموز التي كان لها بصماتها وتاريخها وحضورها وفعلها ودورها وتأثيرها بين الجماهير، ولا أحد يستطيع أن يتنكر لهذه الرموز والقيادات ،حتى الذين اختلفوا معهم، قادة من أمثال أحمد بن بيله وعبد الناصر وهواري بومدين وحافظ الأسد وصدام حسين وياسر عرفات وجورج حبش وغيرهم من القادة والعظماء، وكل واحد من هؤلاء القادة كان مدرسة بحد ذاته، حيث لم تجمعهم هموم القطرية والمصالح الخاصة،بل جمعتهم هموم الأمة والوطن العربي، وظلوا جميعاً يناضلون ومسكونين بهاجس الوحدة العربية،وحدة تنتشل هذه الأمة من براثين التخلف والفقر والجهل، وتخرجها من واقع الشرذمة والتقسيم والتجزئة،وحدة تفضي الى تكامل عربي وتوزيع عادل لثرواته، وحدة تخرجه من تحت عباءات ومظلات الخضوع والارتهان للأجنبي، الذي لا هم له سوى السيطرة على ثرواته ونهب خيراته، وحدة تعيد للأمة أيام عزها ومجدها،أيام صولاتها وجولاتها.
ففي عهد هؤلاء القادة والزعماء ،كان العرب أصحاب عزة وكرامة، ولهم دور ووزن وفعل على كل المستويات ،وفي كل المحافل الدولية، فالرئيس الراحل عبد الناصر، عدا أن خطاباته كانت تلهب مشاعر وعواطف الجماهير العربية من محيطها الى خليجها،إلا أنه آمن بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وفي عهده كانت تجربة الوحدة المصرية السورية، والتي دامت ثلاث سنوات، لتنقلب عليها القوى المتضررة من هذه الوحدة، من برجوازية وإقطاع وكمبرادور، أما بن بيله وهواري بومدين، فهم كانوا قادة للثورة الجزائرية، والتي تمكنت من تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، وفي عهد هواري بومدين، لعبت الجزائر دوراً هاماً وريادياً في الكثير من قضايا الأمة العربية، وشكلت سنداً وداعماً رئيسياً للثورة الفلسطينية،أما الشهيد القائد الحكيم،جورج حبش، فهو ليس فقط أحد أعمدة النضال الوطني الفلسطيني، بل هو قائد على المستوى القومي، وكان مسكون ومهووس بحب فلسطين وحق العودة، وحتى وهو على فراش الموت، وفي صحوت منه كان يسأل عن أحوال شعبه في غزة، وكان شديد الإيمان والقناعة بالوحدة العربية، فعندما هدمت جماهير غزة الحدود مع مصر،قال سيأتي يوم تهدم فيه كل الحدود والحواجز بين الشعوب العربية. أما الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد،فقد رفض إقامة أية علاقات تطبيعية مع إسرائيل دون عودة كاملة وغير منقوصة للجولان، كما انه رفض الخضوع لكل الاملاءات والشروط الأمريكية،المتعلقة بطرد قوى المقاومة الفلسطينية من سوريا، وظل أميناً لقيمة ومبادئه حتى وفاته.
واليوم بعد رحيل هذا الجيل من العمالقة ، الجيل الذي آمن بالوحدة والقومية العربية، والذي آمن بأنه يجب إبقاء خيار المقاومة كأولوية في مقارعة الأعداء، لأن هذا الخيار هو الرافعة لأي خيارات أخرى،فالتفاوض بدون المقاومة لن يقود سوى الى التسليم الكامل بكل شروط الأعداء.
جاء جيل عربي وفلسطيني، بدء يطرح مفاهيم وقيم جديدة، بدءاً من القطرية، ويا وحدنا، ورهن وتسليم كل مقاليد ومصائر الأمة الى الإدارة الأمريكية، والانتقال من العداء مع أمريكيا وحتى إسرائيل ،الى مرحلة التحالف معهما، وكذلك قتل كل روح وإرادة المقاومة عند الأمة والشعوب العربية، واعتبار هذا الخيار ضار وغير مثمر ومنتج، وإسقاطه بالمطلق والتندر عليه وعلى المؤمنين والممسكين به، ورأينا ذلك في العدوان الإسرائيلي في تموز /2006 ، كيف وفر بعض العرب الرسميين الغطاء السياسي لإسرائيل في عدوانها على لبنان، ووصفوا قول حزب الله بالصمود والانتصار على إسرائيل بالأحلام الوردية وغيرها،واستبدلوا ذلك بمقولات العقلانية والواقعية، والتفاوض من أجل التفاوض، كل ذلك في سياق ردة وانهيار عربيين شاملين، وها نحن نرى هذا النهج التفاوضي العبثي وتجلياته على الساحة الفلسطينية،حيث أكثر من خمسة عشر عام من التفاوض المارثوني والعبثي، لن تفضي لأية نتيجة عملية،لجهة إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ،فلا الاستيطان توقف ولا اللاجئين عادوا ولا القدس توقف تهويدها وأسرلتها،ولا حتى الأسرى تحرروا من المعتقلات والسجون الإسرائيلية ، وتستمر إسرائيل في ممارستها على الأرض من تهويد وتكثيف للاستيطان، وقمع وتنكيل بحق الشعب الفلسطيني، وتجري حركة مستمرة من الزيارات والمفاوضات واللقاءات، وكل ذلك في الإطار الشكلي والعلاقات العامة، ودون أن ينجح كل الجهد العربي والدولي في إقناع أو إجبار إسرائيل في إزالة حتى بؤرة استيطانية واحدة،بل وتتمادى في ذلك وبدعم أوروبي وأمريكي غير مسبوق، حيث يتسابق زعماء أوروبا وأمريكيا على خطب ود إسرائيل وتأكيد الالتزام بأمنها، وكل ذلك سببه أننا أسقطنا خيار المقاومة ،بل وتآمرنا وشاركنا في حصار وذبح أصحاب هذا النهج والخيار،وتفرقنا شيع وقبائل ودويلات ومشايخ، وخضنا حروباً ومعارك داخلية ضد بعدنا البعض ،خدمة لأغراض وأهداف خارجية، ساهمت في إضعافنا وتفكيك وتقسيم وتجزئة بلداننا،ورغم كل الخدمات التي قدمنها لأعداء الأمة ،إلا أنها لم تشفع لنا حتى في حفظ ماء الوجه، أو جعلنا وكلاء للأمريكان من الدرجة الثالثة،وها نحن ندفع ثمن ذلك خسارة صافية لنا كعرب،وربح صافي لأمريكا وإسرائيل في المنطقة،فالعراق احتل ودمر وتنهب خيراته وثرواته ويقتل علمائه ، ومسلسل إبادته اليومية مستمر، ومن لا يقتل على مذبح الديمقراطية الأمريكية، ينشد الخلاص والهجرة خارج العراق، وفلسطين يحاصر ويجوع ويذبح شعبها بشكل منظم وممنهج، وكل العرب العاربة والمستعربة،إما صامتة أو مشاركة في هذا المسلسل، لا يحركها قتل طفل رضيع ولا شيخ ولا امرأة،ولبنان ليس بأوفر حظ،حيث التآمر الداخلي والخارجي عليه، من أجل تفتيته وذبح مقاومته،وإدخاله في أتون حروب داخلية وطائفية،خدمة لأهداف وأجندات غير لبنانية، وغير ذلك الكثير الكثير، حيث نقتل ونذبح باسم الواقعية والعقلانية والديمقراطية، ونهج الشطار والواقعيين والذي ركنوا كل مصائرنا لأمريكا ولخيار التفاوض من أجل التفاوَض وأسقطوا خيار المقاومة والنضال، والتاريخ لم يعرف شعوب تحررت أو تحققت أهدافها بعيداً عن القوة والمنعة والمقاومة والصمود والنضال.
القدس- فلسطين
..... في الوطن العربي وكما هو في فلسطين، كثيرون من الرموز القومية والوطنية غابت أو غيبت أما بفعل الموت الطبيعي، آو بفعل قوي البغي والاحتلال، كما هو الحال في قضيتي الشهيدين القائدين صدام حسين وياسر عرفات، فالأول أعدمته أدوات مأجورة نصبتها قوى الاحتلال الأمريكي،ورأينا الرفيق القائد الشهيد كما كان كبيراً في حياته ،كان كبيراً في مماته، وحتى وهو على حبل المشنقة كان يهتف للعراق وفلسطين والأمة العربية، أما الشهيد القائد ياسر عرفات فحوصر حتى الموت بالسم في مقر المقاطعة برام الله، لرفضه الخضوع للشروط والاملاءات الإسرائيلية والأمريكية لما يسمى بالتسوية، هذه الرموز التي كان لها بصماتها وتاريخها وحضورها وفعلها ودورها وتأثيرها بين الجماهير، ولا أحد يستطيع أن يتنكر لهذه الرموز والقيادات ،حتى الذين اختلفوا معهم، قادة من أمثال أحمد بن بيله وعبد الناصر وهواري بومدين وحافظ الأسد وصدام حسين وياسر عرفات وجورج حبش وغيرهم من القادة والعظماء، وكل واحد من هؤلاء القادة كان مدرسة بحد ذاته، حيث لم تجمعهم هموم القطرية والمصالح الخاصة،بل جمعتهم هموم الأمة والوطن العربي، وظلوا جميعاً يناضلون ومسكونين بهاجس الوحدة العربية،وحدة تنتشل هذه الأمة من براثين التخلف والفقر والجهل، وتخرجها من واقع الشرذمة والتقسيم والتجزئة،وحدة تفضي الى تكامل عربي وتوزيع عادل لثرواته، وحدة تخرجه من تحت عباءات ومظلات الخضوع والارتهان للأجنبي، الذي لا هم له سوى السيطرة على ثرواته ونهب خيراته، وحدة تعيد للأمة أيام عزها ومجدها،أيام صولاتها وجولاتها.
ففي عهد هؤلاء القادة والزعماء ،كان العرب أصحاب عزة وكرامة، ولهم دور ووزن وفعل على كل المستويات ،وفي كل المحافل الدولية، فالرئيس الراحل عبد الناصر، عدا أن خطاباته كانت تلهب مشاعر وعواطف الجماهير العربية من محيطها الى خليجها،إلا أنه آمن بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وفي عهده كانت تجربة الوحدة المصرية السورية، والتي دامت ثلاث سنوات، لتنقلب عليها القوى المتضررة من هذه الوحدة، من برجوازية وإقطاع وكمبرادور، أما بن بيله وهواري بومدين، فهم كانوا قادة للثورة الجزائرية، والتي تمكنت من تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، وفي عهد هواري بومدين، لعبت الجزائر دوراً هاماً وريادياً في الكثير من قضايا الأمة العربية، وشكلت سنداً وداعماً رئيسياً للثورة الفلسطينية،أما الشهيد القائد الحكيم،جورج حبش، فهو ليس فقط أحد أعمدة النضال الوطني الفلسطيني، بل هو قائد على المستوى القومي، وكان مسكون ومهووس بحب فلسطين وحق العودة، وحتى وهو على فراش الموت، وفي صحوت منه كان يسأل عن أحوال شعبه في غزة، وكان شديد الإيمان والقناعة بالوحدة العربية، فعندما هدمت جماهير غزة الحدود مع مصر،قال سيأتي يوم تهدم فيه كل الحدود والحواجز بين الشعوب العربية. أما الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد،فقد رفض إقامة أية علاقات تطبيعية مع إسرائيل دون عودة كاملة وغير منقوصة للجولان، كما انه رفض الخضوع لكل الاملاءات والشروط الأمريكية،المتعلقة بطرد قوى المقاومة الفلسطينية من سوريا، وظل أميناً لقيمة ومبادئه حتى وفاته.
واليوم بعد رحيل هذا الجيل من العمالقة ، الجيل الذي آمن بالوحدة والقومية العربية، والذي آمن بأنه يجب إبقاء خيار المقاومة كأولوية في مقارعة الأعداء، لأن هذا الخيار هو الرافعة لأي خيارات أخرى،فالتفاوض بدون المقاومة لن يقود سوى الى التسليم الكامل بكل شروط الأعداء.
جاء جيل عربي وفلسطيني، بدء يطرح مفاهيم وقيم جديدة، بدءاً من القطرية، ويا وحدنا، ورهن وتسليم كل مقاليد ومصائر الأمة الى الإدارة الأمريكية، والانتقال من العداء مع أمريكيا وحتى إسرائيل ،الى مرحلة التحالف معهما، وكذلك قتل كل روح وإرادة المقاومة عند الأمة والشعوب العربية، واعتبار هذا الخيار ضار وغير مثمر ومنتج، وإسقاطه بالمطلق والتندر عليه وعلى المؤمنين والممسكين به، ورأينا ذلك في العدوان الإسرائيلي في تموز /2006 ، كيف وفر بعض العرب الرسميين الغطاء السياسي لإسرائيل في عدوانها على لبنان، ووصفوا قول حزب الله بالصمود والانتصار على إسرائيل بالأحلام الوردية وغيرها،واستبدلوا ذلك بمقولات العقلانية والواقعية، والتفاوض من أجل التفاوض، كل ذلك في سياق ردة وانهيار عربيين شاملين، وها نحن نرى هذا النهج التفاوضي العبثي وتجلياته على الساحة الفلسطينية،حيث أكثر من خمسة عشر عام من التفاوض المارثوني والعبثي، لن تفضي لأية نتيجة عملية،لجهة إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ،فلا الاستيطان توقف ولا اللاجئين عادوا ولا القدس توقف تهويدها وأسرلتها،ولا حتى الأسرى تحرروا من المعتقلات والسجون الإسرائيلية ، وتستمر إسرائيل في ممارستها على الأرض من تهويد وتكثيف للاستيطان، وقمع وتنكيل بحق الشعب الفلسطيني، وتجري حركة مستمرة من الزيارات والمفاوضات واللقاءات، وكل ذلك في الإطار الشكلي والعلاقات العامة، ودون أن ينجح كل الجهد العربي والدولي في إقناع أو إجبار إسرائيل في إزالة حتى بؤرة استيطانية واحدة،بل وتتمادى في ذلك وبدعم أوروبي وأمريكي غير مسبوق، حيث يتسابق زعماء أوروبا وأمريكيا على خطب ود إسرائيل وتأكيد الالتزام بأمنها، وكل ذلك سببه أننا أسقطنا خيار المقاومة ،بل وتآمرنا وشاركنا في حصار وذبح أصحاب هذا النهج والخيار،وتفرقنا شيع وقبائل ودويلات ومشايخ، وخضنا حروباً ومعارك داخلية ضد بعدنا البعض ،خدمة لأغراض وأهداف خارجية، ساهمت في إضعافنا وتفكيك وتقسيم وتجزئة بلداننا،ورغم كل الخدمات التي قدمنها لأعداء الأمة ،إلا أنها لم تشفع لنا حتى في حفظ ماء الوجه، أو جعلنا وكلاء للأمريكان من الدرجة الثالثة،وها نحن ندفع ثمن ذلك خسارة صافية لنا كعرب،وربح صافي لأمريكا وإسرائيل في المنطقة،فالعراق احتل ودمر وتنهب خيراته وثرواته ويقتل علمائه ، ومسلسل إبادته اليومية مستمر، ومن لا يقتل على مذبح الديمقراطية الأمريكية، ينشد الخلاص والهجرة خارج العراق، وفلسطين يحاصر ويجوع ويذبح شعبها بشكل منظم وممنهج، وكل العرب العاربة والمستعربة،إما صامتة أو مشاركة في هذا المسلسل، لا يحركها قتل طفل رضيع ولا شيخ ولا امرأة،ولبنان ليس بأوفر حظ،حيث التآمر الداخلي والخارجي عليه، من أجل تفتيته وذبح مقاومته،وإدخاله في أتون حروب داخلية وطائفية،خدمة لأهداف وأجندات غير لبنانية، وغير ذلك الكثير الكثير، حيث نقتل ونذبح باسم الواقعية والعقلانية والديمقراطية، ونهج الشطار والواقعيين والذي ركنوا كل مصائرنا لأمريكا ولخيار التفاوض من أجل التفاوَض وأسقطوا خيار المقاومة والنضال، والتاريخ لم يعرف شعوب تحررت أو تحققت أهدافها بعيداً عن القوة والمنعة والمقاومة والصمود والنضال.
القدس- فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق