عطا مناع
تابعت باهتمام غريق يتشبث بقشة مبادرة الرئيس اليمني علي عبد اللة صالح الذي عقد العزم مشكورا لإعادة اللحمة للصف الفلسطيني بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس للتصالح في اليمن السعيد وإنقاذ ما يمكن انقاذة من الحلم الفلسطيني الذي شوهه الاقتتال والتناطح بين المقتتلين الذين فقدوا البوصلة وغرقوا في خضم الحيثيات والتحليلات التي أبعدتهم عن قضية الشعب الفلسطيني المركزية.
للأسف الشديد لقد ولدت المبادرة اليمنية ميتة رغم النوايا الحسنة التي تسلح بها الإخوة اليمنيين المدركين لتعقيدات المشهد الفلسطيني الذي لم يعد ملكا للفلسطينيين، لكنهم حاولوا ولسان حالهم يقول لعل وعسى، محاولين القفز عن القوانين التي باتت تتحكم في الصراع الفلسطيني الداخلي باطرافة التي لا حول لها ولا قوة والفاقدة لقرارها المستقل وبالتالي فشلها في ردم الفجوة الآخذة بالاتساع واستسلامها للواقع الحالي بتجلياته الخطيرة.
سنفشل في اليمن كما فشلنا في تطبيق اتفاق مكة ومن قبلة اتفاق القاهرة، لان الصراع الفلسطيني الداخلي لم يعد صراعا ديمقراطيا محكوم بسقف المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، لقد دخلنا مرحلة كسر العظم بكل ما تحمله من مخاطر على مستقبل قضيتنا، وفتحنا المجال للأخر العبث بنا واستغلال صراعنا لتحقيق اهدافة، وقد استمرئنا واسترسلنا في اللعبة الجديد برغم خطورتها، ويتضح ذلك من الخطاب الناري الصادر عن غزة ورام اللة ودخول مصطلحات جديدة للقاموس السياسي الفلسطيني زادت الطين بله وفتحت المجال لتسرب قوى فلسطينية لها مصلحة باستمرار حالة الصراع، قوى تتقاطع مصالحها مع الأمريكيين والإسرائيليين.
طبعا هم يذهبون للحوار ويقررون نتائجه دون العودة للشعب الفلسطيني المتعطش للخلاص من كابوس الاقتتال الذي دفع ثمنه دما وجوعا وألما، الشعب الفلسطيني يريد العنب ولا يلقي بالا لأجنداتهم التي تقزمت أمام الهجمة الإسرائيلية التي تزداد شراسة يوما بعد يوم.
* الشعب الفلسطيني يتألم من الموت المجاني الذي يحصد أبناءة يوميا.
* الشعب الفلسطيني يستحق قيادة قادرة ترتقي إلى مستوى تضحياته.
* الشعب الفلسطيني يستحق حكومة تتخذ قرارات تعزز صموده لا حكومة ترتهن للقرارات الخارجية.
* الشعب الفلسطيني يستحق قيادة تحارب الفساد والفاسدين وتحتضن المقاومة.
* نريد الكرامة لأسرانا في سجون الاحتلال الإسرائيلي والاقتتال لن يحقق كرامة أسرانا.
* نريد مفاوضات تعبر عن مصالح الشعب بعيدة عن ردات الفعل تأخذ شرعيتها من كل الشعب.
* نريد أن نقاوم الحواجز المنتشرة في الضفة الغربية لا أن نذل ونهان من جنود الاحتلال.
* نريد الأمن الغذائي والصحي والمجتمعي ونريد تعزيز سيادة القانون وحرية الرأي والتظاهر وحماية الحريات والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
* نريد إعادة الكرامة لعلمنا الفلسطيني الذي اختفى في غابة الرايات، نريد مجلسنا التشريعي ومنظمة التحرير فلسطينية نظيفة ممثلة لكل الشعب الفلسطيني.
الشعب الفلسطيني يريد الكثير من المجتمعيين في اليمن أن يخضعوا لارادتة ويحترموا الثقة التي أولاهم إياها، لا أن يستغلوها لأهدافهم الخاصة، فمن العار أن يعودوا من اليمن دون اتفاق، إنها الفرصة الأخيرة ومن الصعب أن تتكرر، وإذا تكررت سنكون قد فقدنا المزيد من أسباب قوتنا، وخاصة أن دولة الاحتلال تعد الخطط لضرب غزة، وتعلن أنها ستغتال القادة السياسيين لحركة حماس وفصائل المقاومة.
إن فشل الحوار في اليمن سيعزز احتمالية الانقضاض على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بشراسة منقطعة النظير، وستتصاعد جرائم الدولة العبرية في الضفة الغربية باغتيال رجال المقاومة الوطنية وسلب المزيد من الأراضي والتضييق على القدس المحتلة واتساع إمكانية الاعتداء على المسجد الأقصى، وخاصة في ظل فتاوى المتطرفين اليهود الداعية لهدمة وبناء الهيكل المزعوم.
للمرحلة استحقاقات ومسئوليات وسيتحمل أقطاب الصراع بصفاتهم الشخصية والوطنية مسئولية ما ستئول إلية الأمور على الساحة الفلسطينية، فالتاريخ لن يرحم أحدا منهم، وخاصة أولئك الذين بإمكانهم وضع حد للصراع الفلسطيني الداخلي،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق