السبت، مارس 15، 2008

نَغمة الانتقام من فلسطينيي الداخل !!


د. عدنان بكريه
فلسطين الداخل
عندما يصبح القانون الإسرائيلي بيد الحاخامات المتطرفين فعلى الدنيا السلام !! وعلينا أن نتهيأ لما هو قادم !!لان القادم خطير والأخطر أن تحاول المؤسسة السياسية الإسرائيلية التغطية وإبداء اللامبالاة إزاء المخطط الانتقامي من فلسطينيي الداخل ردا على عملية مدرسة التلمود في القدس.
المخطط الذي كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية من أن هناك حاخامات كبار يخططون للانتقام من شخصية فلسطينية عربية لها صلة بالمسجد الأقصى.. والمقصود (الشيخ رائد صلاح ) ردا على مقتل الثمانية طلاب في المدرسة الدينية التلمودية يفتح الآفاق لقراءة مستقبل الأقلية الفلسطينية هنا في الداخل وما يحدق بها من مخاطر في ظل تصاعد أصوات اليمين الإسرائيلي والداعية إلى الانتقام من فلسطينيي الداخل !!
لم يكن الفلسطيني داخل إسرائيل بمعزل عما جرى ويجري من حرب إبادة جماعية لشعبنا الفلسطيني ولم تستطع كل التهديدات اليمينية الإسرائيلية أن تخرس صوته الصارخ غضبا واحتجاجا على قتل الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء شعبنا .. نعم صرخنا وهذا واجبنا لأننا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ... موت ابن غزة يعني بالنسبة لنا موت طفل من أطفالنا وابن من أبنائنا... ومن حقنا أن نعبر عن غضبنا وبالوسائل التي لا تخترق سقف القانون الإسرائيلي وضوابط المواطنة.
نتألم كما يتألم أي ثاكل على وجه الأرض ... ولا يمكن كبح المشاعر الإنسانية والأخلاقية المتأججة داخلنا ... لا يمكننا أن نقف على جدار الانتظار دون أن نحذر من مغبة أية عملية انتقامية قد توجه ضد شعبنا الأعزل هنا في الداخل وبالتحديد ضد قيادته السياسية والدينية .
إن كشف الإعلام الإسرائيلي عن مخطط إرهابي يهدف إلى ضرب أعصاب الأقلية الفلسطينية هنا في الداخل من خلال اغتيال قيادتها من شأنه أن يقلب معادلات كثيرة على المستوى الداخلي والتجارب السابقة أثبتت أن الهجمة وأي هجمة ضد الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل من شأنها أن تؤدي إلى ردة فعل لا نريدها ونحاول تجنبها وبشكل دائم ... لا نريد أن يحصل كما حصل إبان هبة الأقصى ودخول الآليات العسكرية الإسرائيلية القرى والمدن العربية والمواجهات الدامية التي حصلت بين المواطنين والجيش والتي راح ضحيتها ثلاثة عشر شهيد من أبنائنا.. لا نريد أن تتكرر مواجهات يوم الأرض عام 76 والصدام الدامي مع قوات الأمن .. لا نريد إطلاقا أن يتكرر هذا المشهد المؤلم !!
إن ما نريده من أجهزة الأمن أن تأخذ على محمل الجد المنشورات التي ظهرت وأشارت إلى تخطيط للمس بالشيخ رائد صلاح والأقلية الفلسطينية هنا في الداخل.. ما نريده هو أن تقوم هذه الأجهزة باعتقال المشبوهين وتقديمهم للمحاكمة وان تحبط مثل هذه المخططات التي فيما لو نفذت فإنها ستكون بمثابة تهديد جدي لمصير مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون داخل إسرائيل ويحملون جنسيتها..ستكون بمثابة استدراج متعمد لفلسطينيي الداخل للمواجهة التي لم يريدوها ويحاولون تجنبها وبشكل دائم...
وفي هذا السياق لا بد لنا أن نشير إلى المخططات الحكومية الرسمية الهادفة إلى ترحيل مئات آلاف من المواطنين العرب تخوفا من الخطر الديموغرافي الداهم على حد تعبير بعض القادة الإسرائيليين والربط بين الأمرين ..إن العقلية الرسمية العنصرية هي التي شجعت التطرف في الشارع الإسرائيلي وهي التي تجعل موجة العداء للعربي في تصاعد دائم.. وهي التي ستفجر البركان وعليه فان ما هو مطلوب من الأجهزة الأمنية والمؤسسة السياسية ليس فقط التحذير والتنويه والإشارة !! المطلوب اجتثاث ظاهرة الانتقام وقلب معادلة العين بالعين والسن بالسن !! المطلوب إحباط أي محاولة للمس بالأقلية الفلسطينية هنا في الداخل ونحن ندرك أن أجهزة الأمن الإسرائيلي على دراية تامة بتفاصيل المخطط، إذ ليس من المعقول أن يُفضح الأمر في وسائل الإعلام الإسرائيلي.. في حين ينكر وزير الأمن الداخلي علمه بهذا الأمر !!
********
القناة الإسرائيلية الرسمية (الأولى) كشفت إن مشاورات لهذا الغرض جرت منذ السبت في مدرسة (مركاز هراف) حيث قُتل ثمانية من طلاب المدرسة المتطرّفة، مضيفة أن أحد أهداف مخطط الانتقام شخصية عربية على صلة بالحرم القدسي الذي يضم مسجد عمر والمسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة ويُفهم من الحديث (الشيخ رائد صلاح ) زعيم الحركة الإسلامية واحد أعمدة الدفاع عن المسجد الأقصى .
وشارك حاخامان أحدهما من مدرسي المدرسة الدينية في المشاورات مع مجموعة ضمت 25-30 من الطلبة القدامى الذين أدوا الخدمة العسكرية في "وحدات الصفوة" في جيش الاحتلال. كما عُقد لقاءان آخران مع حاخامات آخرين، وقد أكد التلفزيون أن الحاخامات الذين يعتد برأيهم في الأوساط الدينية المتشددة شجعوا مخطط الانتقام. وبين الموقعين الحاخام (يعقوب يوسف) ابن الزعيم الروحي لحزب "شاس"، والحاخام (عوزي شرفاف) الذي شارك في الثمانينيات في هجوم على مدرسة في الخليل والحاخام (عيدو ألبا) الذي قضى في الماضي عقوبة بالسجن لنشر نصوصا تجيز قتل "الأغيار".
وجاء في نصّ الإعلان أن "المجزرة التي ارتكبت في مركز هاراف هي نتيجة مباشرة لعدم وجود إدارة على رأس البلاد (..) الإدارة الحقيقية يجب أن تدفع الشعب لشن حرب عادلة على أعداء الله".!!
إننا نلمس من هذا البيان بأن هناك مخطط قذر للانتقام من فلسطينيي الداخل ويبدو أن الحاخامات اخذوا زمام المبادرة ووضعوا القانون بأيديهم في ظل إنكار الأجهزة الأمنية علمها بهكذا مخطط !! ورغم نشر أسماء الحاخامات المتورطين في هذا المخطط، غير أن الشرطة الإسرائيلية أكدت أنها لا تملك معلومات محددة بشأن مشروع الانتقام هذا!!. وقال المتحدث باسم الشرطة "بصورة عامة، تم في الماضي أخذ احتمال تنفيذ عمل انتقامي في الاعتبار بعد هجوم، ولكن ليست لدينا أي معلومات محددة من هذا النوع اليوم".!! أما وزير "الأمن" الداخلي آفي ديختر فقال في الكنيست إن جهازي الشرطة "والشاباك" ليس بحوزتهما أية معلومات عن مخطط كهذا... فمن نصدق الإعلام الإسرائيلي أم قادة الأمن الداخلي ؟!
***********
لم يتجرأ بعض غلاة العنصرية على أخذ القانون بأيديهم لو كان للمؤسسة السياسية موقف حازم وخطوات عملية إزاء ما كُشف عنه مؤخرا ولو كانت جادة أصلا بالكشف عنهم وعن مخططهم .. ولن يتجرأ هؤلاء على الانتقام من فلسطينيي الداخل لو تم ملاحقتهم فهم يهدفون إلى زعزعة الشارع.. وبالإمكان تحاشي هذا الأمر لو قامت المؤسسة السياسية والأمنية بدورها في التصدي لهذه المظاهر إذ يجب عدم الانتظار حتى تحصل الكارثة وعندها لن يكن بمقدور أي كان احتواء ما قد ينتج عن ذالك من تداعيات وإسقاطات !!
إننا نضع أيادينا على قلوبنا تخوفا مما هو آت.. فهل سيستثمر اليمين الإسرائيلي عملية المدرسة (التلمودية) للانقضاض على فلسطينيي الداخل والإقدام على تنفيذ مخططات تهجيرية صيغت منذ أمد بعيد ؟! وهل ستستغل إسرائيل حالة حرب قد تندلع مع سوريا أو أي طرف آخر للإقدام على محاولة تهجير تطول الآلاف من فلسطينيي الداخل؟! من اجل الحفاظ على يهودية الدولة كما ألمحت وزيرة الخارجية (تسيبي ليفني)

ليست هناك تعليقات: