د.ابراهيم عباس نــَتــّو
عميد سابق في جامعة البترول
موضوع استقلالية المرأة و الاعتراف بكيانها و كينونتها هو بيت القصيد و مطلع النشيد لكن،..قد يحسن السعي وراء تحقيق الشيء ..اي شيء.. ثم العمل على تحقيقه، و لو بدءاً -مثلاً- بتعميم فكرة وجود "يوم" للمرأة..الذي يحل في يوم الغد، و تثيبته في عقل و ذاكرة و وجدان و(اهتمام) مواطنينا و مواطناتنا..كيوم للمرأة..في 8السبت من مارس و في نفس الأثناء: المضي..في الكتابة و التعبير و الرسم و التشكيل و الشعر و النثر و الأزياء و مختلف الاعلامياء..و ابراز المرأة بإظهار ان لها وجه يرى، و شخصية يمكن التحدث معها، و ليس فقط اليها (من وراء برقع/بوشية الخ ..بل البعض يفضل بأن يكون ذلك التحدث(إن كان..) من وراء جدار..و احياناً يعتبر المفيقهون منهم بأنّ حتى صوتها عيب صراح..و "عورة"!
دعونا نمض..دعونا نمض و لو خطوة..و لو زحفة؛ لكن بثبات و تعاضد..بين النساء انفسهن..ثم بينهن و الرجال.
كم آلمني موقف الأخ د. تركي الحمد.. قبل 5سنوات(في خضم الحديث عن "سياقة المرأة السيارة") ان كان تصريحه حينها بأن "هذا ليس من اوليات الأمور"، و مضى في التعبير هكذا- و ساهم للأسف وقتها ..لعله من حيث لا يقصد.. في فت العزم و في تراجع الموضوع!
و أرى ان المطلوب هو السعي بدأب على اكتساب الموضوعات والحاجات بمطالبات و مغالبات و ملاحقات؛ و ان نرصدها...و نمضي مباشرة بعدها للأمر التالي..و الموضوع اللاحق فنلاحقه.. تباعاً...لا ان نصر على تحقيق شيء واحد وحيد..
في خضم بقاء كومات مكومة متراكمة من الحقوق والاعتبارات..فإني ارى في ذلك تفويتاً لهذا و ذاك.و المرأة تتحمل حوالي 51% من التبعة..حيث يبدو (أنها) قابلة بالخنوع؛ فبادئ ذي بدء نجدها تنبسط (حد "الانشكاح") بأن تكون "ام نصيفان"، إشارة الى وجود ولد لها.. حتى لو كان عندها ابنة اسمها هناء او مها او فاطمة(..و تكبره بعشر سنين!)انها الذكورية العارمة!
إن المرأة عندنا..و أمامها الرجل..ترضى بأن لا يكون لها "مدونة حقوق اساسية" للمرأة...تحميها من تعسف المجتمع الذكوري..كما نجحت في تحقيقه مؤخراً المرأة المغربية و الأردنية..و قبلهما بنصف قرن: التونسية.فالمرأة عندنا تتقبل انها مجرد "مَرة"، و أن كلامها "ما هو بكلام رجال"..و في رواية "رجاجيل".
المرأة تؤمن بـ/ و تومّـن على-- كونها نصفاً..او تقل قليلا؛ فحتى مع تغير الظروف و المسوغات والزمن والأسباب، فالمرأة 1/2 مواطنة حينما تحضر كشاهدة؛ و هي نصف وريثة؛ و حتى نصف ضحية، فديتها عند مقتلها يكون نصف عدد الجمال المطلوبة للرجل المقتول ..
فهناك موضوعات تراكمت عبر القرون.. لكن..و لذلك..يحسن ان نسعى الى تحقيق كل ما يمكن يتحقيقه..و استغلال الفرض المتاحة. فمثلاً حدث حدثٌ فريد الأسبوع الماضي..حدث لا يصدق بمعاييرنا و ما الفناه حتى النخاع عندنا..أن حدث أن اصدر مجلس "الشورى" عندنا قراراُ: يقر بالمساواة بين المرأة والرجل..!و لم الحظ عندنا..لعله من تقصيري..مقالاًُ او تعليقاً او حتى تصفيقاُ لهكذا اعلان..
لقد كان الاعلان من عجائب الدنيا الثمان،صدور قرار كهذا، في الموقع الذي صدر فيه.. فلربما لا يقوى على قرار/ إعلان كهذا..و لا برلمان اسكندنافي و كان تاسع العجائب ان لا يرى ذلك صدى عند ذكراننا..و لا نسواننا!لماذا يا ترى؟؟على العموم، أرى ان على المرأة (و من ورائها الرجل) ان تطالب ثم تقبض.. ثم تطالب !و مع اليوم العالمي للمرأة، 8من مارس:كل مناسبة والجميع بخير!ا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق