سعيد علم الدين
رد على مقال الأديب الشاعر شربل بعيني المنشور في "مجلة ليلى" بعنوان "زعماء أشاوس"
أخي شربل قرأت مقالك بتمعن ويسعدني أن أقول لك أن ما كتبته صحيحا، ولكنه لا يمت بصلة إلى الوضع الحالي اللبناني المأزوم، ولا يَرى لب المشكلة التي يتخبط بها لبنان منذ 40 سنة تقريبا، وبدموية حاقدة متأججة منذ التمديد البشاري للحود، وليس له علاقة بحرب تموز التدميرية التي كلفتنا آلاف الشهداء والجرحى وعشرات المليارات، ولا بإغلاق المجلس النيابي بطريقة تعسفية، ولا بالفراغ في رئاسة الجمهورية بطريقة جهنمية، ولا بتعطيل الوسط التجاري بطريقة إرهابية.
أخي شربل، أنا أعرف أنك كلبناني تعاني مثلي ما يحل بهذا الوطن، كثيرون جدا يفرحون بأن يضعوا الملامة على ما يحدث في لبنان على النظام الطائفي الحصصي وكأنه هو الشر المستطير الذي سبب كل الحروب والمآسي، هذا صحيح من وجهة نظر سطحية ولكن النظر إلى عمق الأحداث وتحليلها يؤكد العكس.
رغم أنني مثلك أؤمن بعلمانية الدولة وديمقراطيتها وفصل الدين والطائفة عن السياسة، وأن يكون المواطن دون تمييز في حضن الدولة وليس الطائفة. وأن يكون المرأة أو الرجل المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن دينه أو مذهبه. وأن تعامل الدولة مواطنيها بالتساوي لكي يعتز المواطن مقيما أم مغتربا بالانتماء إلى وطنه. هذه أمور مفروغ منها ولحظها اتفاق الطائف الذي انهى الحرب وبحاجة فقط إلى مجلس نيابي فاعل يصدر القوانين بهذا الخصوص وحكومة وطنية تعمل على تنفيذها. ولكن كما قلت المشكلة اليوم في لبنان ليست هنا، وإنما في تعطيل البرلمان والهيمنة على القرار الوطني وإفراغ رئاسة الجمهورية بهدف ضرب أسس النظام اللبناني الديمقراطي. انه صراع مكشوف بين القوى الديمقراطية ممثلة ب 14 آذار وجماعات الأقلية الشمولية ممثلة ب 8 آذار.
تقول "لبنان، ومنذ بزوغ فجر استقلاله، يعيش تقلبات سياسية موجعة لدرجة قيل معها: كل عشر سنوات هناك حرب أهلية في لبنان. وما نراه اليوم هو امتداد لتلك التقلبات، لن يتغيّر ما لم يتغيّر نظام الحكم الطائفي، وتلتغى المحاصصة الطائفية، وتتلاشى الكانتونات الطائفية."
أقول نعم، ولكن لا تنسى أن لبنان ومنذ استقلاله عام 43 وحتى أول خضة أو قلبة موجعة تعرض لها عام 58، كان: سيداً مستقلاً، ومستقراً آمنا، ومنطلِقاً مزدهراً، ومتعايشاً منسجما، وحرا بصحافته وإعلامه وأحزابه، ومتألقا بحريته وديمقراطيته، عكس كل العالم العربي الذي كان وما زال محكوما بالقائد الضرورة والأحزاب الموتورة والنفسيات المريضة المغرورة صاحبة العنتريات المغمورة. التي تخرج من انقلاب عسكري أو ما شابه وتصبح كالديوك على شعوبها. كما ذكر في قصيدته نزار قباني. في بيتنا ديك! وصدق نزار لأن حول الديك تلتف الدجاجات. وهذا هو المطلوب ان يتحول الشعب الى دجاج ياكل الحب ويسمن ليذبح لا ليفكر ولا ليتحرر.
واذا كانت هناك اليوم كانتونات طائفية فهو كانتون الحزب اللاهي فقط. والدليل كيف أن المصلين صاروا بحاجة إلى إذن من "حزب الله" لممارسة طقوسهم الدينية لمناسبة أسبوع الآلام وذكرى قيامة المسيح في محيط كانتونه في وسط بيروت، حيث قام أفراد من الحزب والمعارضة بالتدقيق بهويات المتوجهين للصلاة في كنيسة مار جرجس في وسط بيروت". وأماكن تواجد الحزب اللاهي في كل لبنان ومربعاته الأمنيه هي كانتونات طائفية مذهبية إيرانية دخيلة على الشخصية اللبنانية.
التقلبات السياسية التي تحدثت عنها لا علاقة لها البتة بالنظام السياسي اللبناني بقدر علاقتها بالصراع العربي الإسرائيلي وتأثيراته الهائلة على الداخل اللبناني.
لا تنسى الثورة الناصرية في الخمسينيات وتمددها القومي إلى سوريا وكل العالم العربي. هذه الثورة لم تستطع فهم خصوصية لبنان الديمقراطي واعتبرته شوكة في خاصرة الأمة يجب قلعها وإخضاعها للحظيرة القومية عنوة. ومن هنا فخضة عام 58 لها علاقة أساسية بالمد القومي الناصري وخليفته البعثي السوري الحالي وليس لها علاقة بالنظام الطوائفي اللبناني، وإنما بالنظام العربي الاستبدادي.
لا بد أن نذكر هنا أن الرئس الكبير جمال عبد الناصر فهم خصوصية لبنان وأصلح موقفه بعد هذه المرحلة، وكان لقاؤه على الحدود اللبنانية السورية مع الرئيس فؤاد شهاب لقاء إخوة أنداد وليس كما يريد بشار الأسد دمى متحركة حسب الأوامر وكما قالها هو: " عبد مأمور لعبد مأمور".
الدليل على ذلك، مؤامرة اغتيال الصحفي الشهيد نسيب المتني، في 27 ايار 1958 ، التي فجرت خضة أو ثورة عام 56 على نظام الرئيس الراحل كميل شمعون. وكأن من دبر الاغتيال أراد ضرب وحدة اللبنانيين وتفجير الأوضاع في وجه الرئيس شمعون. وهنا يجب أن نعرف من له مصلحة بهذا الاغتيال!
دليل آخر مؤامرة اغتيال النائب الشهيد معروف سعد في 26 شباط 75 والتي أججت الأوضاع في كل لبنان ومهدت لحرب السنتين التي استمرت عشرات السنوات وانتهت باتفاق الطائف. وهنا يجب أن نعرف من له مصلحة بهذا الاغتيال!
محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة جاءت ردا على القرار 1559 الذي اخرج القوات السورية من لبنان. اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري جاء ردا على الحركة الاستقلالية اللبنانية التي تبلورت منذ عام 2000 بنداء بكركي تبعها المصالحة التاريخية في الجبل بين الموارنة والدروز، والتي أقضت مضاجع النظام الامني السوري اللبناني المهيمن على لبنان بمشاركة إيرانية ظهرت بوضوح خلال السنوات الثلاث المنصرمة. وكأن هناك قوة تريد الهيمنة على اللبنانيين من خلال تشتيت صفوفهم وضربهم بالمؤامرات والاغتيالات.
هذه القوة الغاشمة والاستبدادية ظهرت للمجتمع اللبناني بعد الانتخابات التي جرت عام 2005 . نتيجة هذه الانتخابات أفرزت أكثرية وأقلية. ما يحدث أن القوة الغاشمة تحاول وبالاغتيالات المركزة على انتفاضة الاستقلال والتفجيرات المركزة على المناطق المسيحية منع الأكثرية من أن تحكم البلد. كما هو معروف في كل دول العالم الديمقراطي: أكثرية تحكم وأقلية تنتقد. في لبنان أكثرية ممنوع أن تحكم وأقلية تتسلط بالتهديد والوعيد والهرطقة بالدستور وإغلاق مجلس النواب .... إلخ على البلد.
هذه الأكثرية قدمت من صفوفها الشهداء يا أخي شربل وهم قادة كبار وزعماء وخيرة أبناء البلد. وهل نجا الوزير مروان حمادة من الموت بأعجوبة من أجل الكانتون الدرزي؟ وهل استشهد الشاب الوزير بيار الجميل من أجل الكانتون الماروني؟ وهل استشهد القاضي النائب وليد عيدو من أجل الكانتون السني؟ وهل استشهد جبران تويني من أجل الكانتون الأرثوذكسي والذي كان يصرخ بأعلى صوته أمام الملايين: سنبقى موحدين مسيحيين ومسلمين إلى أبد الآبدين.
هؤلاء شهداء انتفاضة الاستقلال وهم كثر من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى ..... البطل الشهيد وسام عيد استشهدوا من أجل مصلحة لبنان ككل ووحدة شعبه وقيام دولته الحرة السيدة الديمقراطية العربية المستقلة، وليس من أجل مصلحة مناطقهم الضيقة وعصبياتهم المذهبية!
أخي إن ما تقوله صحيح ولكن علينا أولا أن نعمل لكي تنهض الدولة وبعد ذلك بإرادتنا كلبنانيين أحرار ديمقراطيين نستطيع تحويل لبنان من هذا النظام الطوائفي التحاصصي البغيض إلى نظام عصري علماني ديمقراطي سليم.
لبنان لن ينعم باستقراره، ما دام فيه قوى متسلطة ومستبدة ومتعجرفة ومسلحة ومتمردة على الشرعية، تريد زجه زجا في المحاور. والذي يزج لبنان بالمحاور هو من يفتعل الأزمات والمشاكل: كحرب تموز وخطف الجنديين لمصلحة ايران، واغلاق المجلس النيابي، وعرقلة انتنخاب رئيس للجمهورية. اغلاق بري للمجلس النيابي فرض على مجلس الامن التدخل واقرار المحكمة. وعرقلتهم لانتخاب رئيس للجمهورية أدت إلى تدخلات جمة وستؤدي الى تدخل دولي.
لبنان لن ينعم باستقلاله ما دام فيه دول ودويلات وجزر أمنية ومعسكرات وخطوط حمر في وجه الجيش تعرقل قيام الدولة وتهيمن على القرار الوطني اللبناني.
تقول: "لبنان، مبني على بركان طائفي، ينفث حممه باستمرار".
مع احترامي لرأيك إلا أن هذا الكلام غير صحيح بعد أن انهى اتفاق الطائف الحرب وأخمد البركان. مشروع مؤامرة عصابة "فتح الاسلام" ينقض كلامك مئة بالمئة. اعتقدوا أن المجتمع السني في الشمال سيحضنهم ولكن العكس هو الصحيح حيث كان التضامن مع الوطن والجيش هو الأقوى والأصدق وبحب عميق للوطن.
أشارك الرأي بالكامل يا أخي شربل بأن "إنقاذ لبنان لن يتم إلا بأيدي الشرفاء من أبنائه" وفقط الشرفاء!
مع أحلى التحية لك إلى وطنك الاسترالي!
أخي شربل قرأت مقالك بتمعن ويسعدني أن أقول لك أن ما كتبته صحيحا، ولكنه لا يمت بصلة إلى الوضع الحالي اللبناني المأزوم، ولا يَرى لب المشكلة التي يتخبط بها لبنان منذ 40 سنة تقريبا، وبدموية حاقدة متأججة منذ التمديد البشاري للحود، وليس له علاقة بحرب تموز التدميرية التي كلفتنا آلاف الشهداء والجرحى وعشرات المليارات، ولا بإغلاق المجلس النيابي بطريقة تعسفية، ولا بالفراغ في رئاسة الجمهورية بطريقة جهنمية، ولا بتعطيل الوسط التجاري بطريقة إرهابية.
أخي شربل، أنا أعرف أنك كلبناني تعاني مثلي ما يحل بهذا الوطن، كثيرون جدا يفرحون بأن يضعوا الملامة على ما يحدث في لبنان على النظام الطائفي الحصصي وكأنه هو الشر المستطير الذي سبب كل الحروب والمآسي، هذا صحيح من وجهة نظر سطحية ولكن النظر إلى عمق الأحداث وتحليلها يؤكد العكس.
رغم أنني مثلك أؤمن بعلمانية الدولة وديمقراطيتها وفصل الدين والطائفة عن السياسة، وأن يكون المواطن دون تمييز في حضن الدولة وليس الطائفة. وأن يكون المرأة أو الرجل المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن دينه أو مذهبه. وأن تعامل الدولة مواطنيها بالتساوي لكي يعتز المواطن مقيما أم مغتربا بالانتماء إلى وطنه. هذه أمور مفروغ منها ولحظها اتفاق الطائف الذي انهى الحرب وبحاجة فقط إلى مجلس نيابي فاعل يصدر القوانين بهذا الخصوص وحكومة وطنية تعمل على تنفيذها. ولكن كما قلت المشكلة اليوم في لبنان ليست هنا، وإنما في تعطيل البرلمان والهيمنة على القرار الوطني وإفراغ رئاسة الجمهورية بهدف ضرب أسس النظام اللبناني الديمقراطي. انه صراع مكشوف بين القوى الديمقراطية ممثلة ب 14 آذار وجماعات الأقلية الشمولية ممثلة ب 8 آذار.
تقول "لبنان، ومنذ بزوغ فجر استقلاله، يعيش تقلبات سياسية موجعة لدرجة قيل معها: كل عشر سنوات هناك حرب أهلية في لبنان. وما نراه اليوم هو امتداد لتلك التقلبات، لن يتغيّر ما لم يتغيّر نظام الحكم الطائفي، وتلتغى المحاصصة الطائفية، وتتلاشى الكانتونات الطائفية."
أقول نعم، ولكن لا تنسى أن لبنان ومنذ استقلاله عام 43 وحتى أول خضة أو قلبة موجعة تعرض لها عام 58، كان: سيداً مستقلاً، ومستقراً آمنا، ومنطلِقاً مزدهراً، ومتعايشاً منسجما، وحرا بصحافته وإعلامه وأحزابه، ومتألقا بحريته وديمقراطيته، عكس كل العالم العربي الذي كان وما زال محكوما بالقائد الضرورة والأحزاب الموتورة والنفسيات المريضة المغرورة صاحبة العنتريات المغمورة. التي تخرج من انقلاب عسكري أو ما شابه وتصبح كالديوك على شعوبها. كما ذكر في قصيدته نزار قباني. في بيتنا ديك! وصدق نزار لأن حول الديك تلتف الدجاجات. وهذا هو المطلوب ان يتحول الشعب الى دجاج ياكل الحب ويسمن ليذبح لا ليفكر ولا ليتحرر.
واذا كانت هناك اليوم كانتونات طائفية فهو كانتون الحزب اللاهي فقط. والدليل كيف أن المصلين صاروا بحاجة إلى إذن من "حزب الله" لممارسة طقوسهم الدينية لمناسبة أسبوع الآلام وذكرى قيامة المسيح في محيط كانتونه في وسط بيروت، حيث قام أفراد من الحزب والمعارضة بالتدقيق بهويات المتوجهين للصلاة في كنيسة مار جرجس في وسط بيروت". وأماكن تواجد الحزب اللاهي في كل لبنان ومربعاته الأمنيه هي كانتونات طائفية مذهبية إيرانية دخيلة على الشخصية اللبنانية.
التقلبات السياسية التي تحدثت عنها لا علاقة لها البتة بالنظام السياسي اللبناني بقدر علاقتها بالصراع العربي الإسرائيلي وتأثيراته الهائلة على الداخل اللبناني.
لا تنسى الثورة الناصرية في الخمسينيات وتمددها القومي إلى سوريا وكل العالم العربي. هذه الثورة لم تستطع فهم خصوصية لبنان الديمقراطي واعتبرته شوكة في خاصرة الأمة يجب قلعها وإخضاعها للحظيرة القومية عنوة. ومن هنا فخضة عام 58 لها علاقة أساسية بالمد القومي الناصري وخليفته البعثي السوري الحالي وليس لها علاقة بالنظام الطوائفي اللبناني، وإنما بالنظام العربي الاستبدادي.
لا بد أن نذكر هنا أن الرئس الكبير جمال عبد الناصر فهم خصوصية لبنان وأصلح موقفه بعد هذه المرحلة، وكان لقاؤه على الحدود اللبنانية السورية مع الرئيس فؤاد شهاب لقاء إخوة أنداد وليس كما يريد بشار الأسد دمى متحركة حسب الأوامر وكما قالها هو: " عبد مأمور لعبد مأمور".
الدليل على ذلك، مؤامرة اغتيال الصحفي الشهيد نسيب المتني، في 27 ايار 1958 ، التي فجرت خضة أو ثورة عام 56 على نظام الرئيس الراحل كميل شمعون. وكأن من دبر الاغتيال أراد ضرب وحدة اللبنانيين وتفجير الأوضاع في وجه الرئيس شمعون. وهنا يجب أن نعرف من له مصلحة بهذا الاغتيال!
دليل آخر مؤامرة اغتيال النائب الشهيد معروف سعد في 26 شباط 75 والتي أججت الأوضاع في كل لبنان ومهدت لحرب السنتين التي استمرت عشرات السنوات وانتهت باتفاق الطائف. وهنا يجب أن نعرف من له مصلحة بهذا الاغتيال!
محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة جاءت ردا على القرار 1559 الذي اخرج القوات السورية من لبنان. اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري جاء ردا على الحركة الاستقلالية اللبنانية التي تبلورت منذ عام 2000 بنداء بكركي تبعها المصالحة التاريخية في الجبل بين الموارنة والدروز، والتي أقضت مضاجع النظام الامني السوري اللبناني المهيمن على لبنان بمشاركة إيرانية ظهرت بوضوح خلال السنوات الثلاث المنصرمة. وكأن هناك قوة تريد الهيمنة على اللبنانيين من خلال تشتيت صفوفهم وضربهم بالمؤامرات والاغتيالات.
هذه القوة الغاشمة والاستبدادية ظهرت للمجتمع اللبناني بعد الانتخابات التي جرت عام 2005 . نتيجة هذه الانتخابات أفرزت أكثرية وأقلية. ما يحدث أن القوة الغاشمة تحاول وبالاغتيالات المركزة على انتفاضة الاستقلال والتفجيرات المركزة على المناطق المسيحية منع الأكثرية من أن تحكم البلد. كما هو معروف في كل دول العالم الديمقراطي: أكثرية تحكم وأقلية تنتقد. في لبنان أكثرية ممنوع أن تحكم وأقلية تتسلط بالتهديد والوعيد والهرطقة بالدستور وإغلاق مجلس النواب .... إلخ على البلد.
هذه الأكثرية قدمت من صفوفها الشهداء يا أخي شربل وهم قادة كبار وزعماء وخيرة أبناء البلد. وهل نجا الوزير مروان حمادة من الموت بأعجوبة من أجل الكانتون الدرزي؟ وهل استشهد الشاب الوزير بيار الجميل من أجل الكانتون الماروني؟ وهل استشهد القاضي النائب وليد عيدو من أجل الكانتون السني؟ وهل استشهد جبران تويني من أجل الكانتون الأرثوذكسي والذي كان يصرخ بأعلى صوته أمام الملايين: سنبقى موحدين مسيحيين ومسلمين إلى أبد الآبدين.
هؤلاء شهداء انتفاضة الاستقلال وهم كثر من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى ..... البطل الشهيد وسام عيد استشهدوا من أجل مصلحة لبنان ككل ووحدة شعبه وقيام دولته الحرة السيدة الديمقراطية العربية المستقلة، وليس من أجل مصلحة مناطقهم الضيقة وعصبياتهم المذهبية!
أخي إن ما تقوله صحيح ولكن علينا أولا أن نعمل لكي تنهض الدولة وبعد ذلك بإرادتنا كلبنانيين أحرار ديمقراطيين نستطيع تحويل لبنان من هذا النظام الطوائفي التحاصصي البغيض إلى نظام عصري علماني ديمقراطي سليم.
لبنان لن ينعم باستقراره، ما دام فيه قوى متسلطة ومستبدة ومتعجرفة ومسلحة ومتمردة على الشرعية، تريد زجه زجا في المحاور. والذي يزج لبنان بالمحاور هو من يفتعل الأزمات والمشاكل: كحرب تموز وخطف الجنديين لمصلحة ايران، واغلاق المجلس النيابي، وعرقلة انتنخاب رئيس للجمهورية. اغلاق بري للمجلس النيابي فرض على مجلس الامن التدخل واقرار المحكمة. وعرقلتهم لانتخاب رئيس للجمهورية أدت إلى تدخلات جمة وستؤدي الى تدخل دولي.
لبنان لن ينعم باستقلاله ما دام فيه دول ودويلات وجزر أمنية ومعسكرات وخطوط حمر في وجه الجيش تعرقل قيام الدولة وتهيمن على القرار الوطني اللبناني.
تقول: "لبنان، مبني على بركان طائفي، ينفث حممه باستمرار".
مع احترامي لرأيك إلا أن هذا الكلام غير صحيح بعد أن انهى اتفاق الطائف الحرب وأخمد البركان. مشروع مؤامرة عصابة "فتح الاسلام" ينقض كلامك مئة بالمئة. اعتقدوا أن المجتمع السني في الشمال سيحضنهم ولكن العكس هو الصحيح حيث كان التضامن مع الوطن والجيش هو الأقوى والأصدق وبحب عميق للوطن.
أشارك الرأي بالكامل يا أخي شربل بأن "إنقاذ لبنان لن يتم إلا بأيدي الشرفاء من أبنائه" وفقط الشرفاء!
مع أحلى التحية لك إلى وطنك الاسترالي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق