لاحظ س. حداد
مرة جديدة يبتكر رئيس حركة أمل، رئيس مجلس النواب اللبناني المعتكف، السيد نبيه برّي ملهاة جديدة يسلّط الأضواء على دوره في مسلسل تعطيل الدولة اللبنانية ونظام الحكم فيها..
أن يستعيض السيد برّي عن دوره كرئيس للسلطة التشريعية ويدعو مجلس النواب إلى جلسات مناقشة، في الأمور المصيرية التي يتعرّض لها البلد تحت شعارات لم تعد نعني سواه، بدور ليس له وأثبت فشله في نتائجه مرتين متتاليتين..
السيد بري، صاحب المبادرات والطروحات، فشل في التزام جميع ما قدّمه من اقتراحات منذ بعلبك وإلى اليوم.. فهو قال بتخليه عن موضوع الحكومة لكنه، بعد فشله في إقناع حلفائه، نجح في أحالته إلى مفوّض عنه هو على يقين من رفضه لهذا التخلي، وهكذا أعاد الجميع إلى نقطة الصفر مستجلباً اللوم بالكامل على ذلك المفوّض المسيحي جداً، وفاتحاً معركةً وهمية بين الأطراف المسيحيين وجاعلاً من نفسه فوق الشبهات.. تصرف ذكي لم ولن يخدع أحداً..
السيد بري الذي، كما يعلم الجميع، اجاز لنفسه إلغاء دور مجلس النواب الدستوري وحقه وقرر منفرداً عدم شرعية الحكومة وعدم ميثاقيتها بعد سحب وزرائه ووزراء حليفه منها؛ أما رفضه فتح مجلس النواب ودعوته في مناقشة الحكومة وسحب الثقة منها كما والبت في الأمور الوطنية بحجة رفض حضور هذه الحكومة، غير الشرعية والميثاقية فهو لثقته بأن الأكثرية النيابية سترفض مجمل طروحات المعارضة التي هو أبرز قياداتها.. وهنا يبرز دوره في تعطيل العمل الدستوري الذي يدعي الحفاظ عليه.. وهذا يثبت مجدداً عدم أهليته لإدارة أي حوار مناقشة إن لم نقل أن من واجبه إما الاستقالة من رئاسة مجلس النواب، إذا كان يعترف فعلاً بالعمل الديمقراطي، أو يجب إقالته لتنازله عن دوره الدستوري في سبيل محافظته على دوره الحزبي في المعارضة..
الشعب اللبناني سئم طروحات السيد بري ووعوده التي ما كانت ولن تكون سوى استدراج الجميع إلى المزيد من إضاعة الوقت لاستكمال مؤامرته الخاصة الرامية إلى إبراز دور حزب الله [ المقاومة الاسلامية ] وتشجيع الجزء الايراني منه، في تعطيل قيام الدولة تمهيداً لضربه وإخراجه من طريقه، وربما انتقاماً منه لتاريخٍ حافل بالصدامات معه، وبالتالي استرجاع موقع الصدارة الذي فقده لدى الطائفة الشيعية.. إنه تصرف باطني يتنافى مع كافة أخلاقيات العمل السياسي لرجل دخل إليها من باب غاب منه سماحة الإمام الصدر ورفض خليفته السيد الحسيني ولوجه.. هذا الرجل الذي، شجّعَ ويشجع حزب الله على الاستمرار في نهجه الهدام، لا يمكن أن ينتج عن سياسته سوى الشر المستطير الذي بشّرَ به!
في رسالة وجهناها إلى فخامة الرئيس المنتخب بتاريخ 12 ديسمبر الماضي، حين ظهرت هناك بوادر حل وانتخاب لهذا الرئيس، طرحنا اقتراح مبادرة إغترابية خاصة تقود إلى حلٍّ وطني متكامل تُبنى على تبني تدريجي لنظام الحياد الايجابي في لبنان، نُشِرَ في الصحافة الاغترابية، نورد فقرة أساسية منه:
(( 1) مدخل.. استعادة الثقة،
ربما كان من الأجدى، بادئ ذي بدء، أن نشير إلى أن أولى متطلبات نجاح هذا المشروع هي تلبية رغبات جميع اللبنانيين في دعوة إلى عقد مؤتمر مصالحة وطنية يتولاها فخامة رئيس البلاد، بصفته أب الجميع وحامي الدستور، والذي له وحده الأفضلية في إدارته وتحويله إلى فعل أيمان بالوطن الذي يبالغ السياسيون في إظهار ولاءَهم له دون غيره من أوطان مهما كانت انتماؤتهم العرقية أوالقومية أو حتى الدينية.. وهذا سيؤدي حتماً إلى ضرورة عقد ميثاق وطني جديد! )).
هكذا نجد أن السيد بري، وبعد أن فقد أو تخلى عن دوره الدستوري، منذ أن باشر دوره الحزبي المعارض، لم يعد من الجائز قبول إدارته أي نوعٍ من أنواع الحوارات أو المناقشات التي اضطر قادة السياسة إلى القبول به أثناء تنازل رئيس الجمهورية السابق عنه منذ أن تولى الحكم ورفضه كافة مبادرات النواب الذين طالبوه بإدارة مؤتمر مصالحة وطنية!
إننا نشجع بل نشكر جميع النواب الذين يرفضون دعوة السيد بري إلى عقد جلسات حوار إلهائية جديدة ويصرّون على دور رئيس الجمهورية الأساسي في عقد وإدارة مثل هذه المؤتمرات الوطنية..
صانك الله لبنان
التيار السيادي اللناني في العالم / نيوزيلندا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق