عطا مناع
نجح الغرب الامبريالي في تدجين الشارع السياسي العربي وزجه في دائرة النقاش البيزنطي اللاواعي لطبيعة واقعنا بقضاياه الشائكة التي يفترض أن تستقطب اهتمام المفكرين والكتاب الذين يقع على عاتقهم مسئولية النهوض بوعي الإنسان العربي وعدم الانجرار للمهاترات الفكرية الموجهة التي تستهدف حرفنا عن قضايانا القومية بما لها من قيمة تحررية ونهضوية تمهد للتخلص من التبعية السياسية والاقتصادية والفكرية للغرب الذي يعمل ليل نهار لتعزيز خلافاتنا وجهلنا.
الدوران في الحلقة المفرغة من خلال اعتماد الفلسفة أو النقاش البيزنطي في معالجة همومنا ومشاكلنا، حيث طرح أهل بيزنطة وبدون مقدمات سؤال: من خلق أولا البيضة أو الدجاجة، وهل يستطيع الجمل أن يمر من خرم الإبرة ... والكثير من النقاشات العقيمة التي لا تؤدي إلى نتيجة، وبالمناسبة انصرفت بيزنطة للإجابة على سؤال البيضة والدجاجة وهي تعيش حالة حرب مع مقدونيا التي استغلت انشغال أهل بيزنطة بسؤالهم واحتلت أراضيهم، وحالنا في هذه الأيام حال بيزنطة باختلاف وحيد وهو أن أسئلتنا أكثر.
أهل فلسطين منشغلين في طرح الأسئلة وعلى النمط البيزنطي وعلى رأسها من المسئول عن الأوضاع المتردية التي نعيشها حركة حماس أم حركة فتح، وبالطبع تفرع عن هذا السؤال العشرات من الأسئلة التي تحولت إلى إحكام مسبقة نبني عليها سلوكيتنا لنغرق وفي وحل الشتائم المتبادلة والتكفير والتخوين وننجر إلى ردات الفعل على السياسات التي تطبخ في الغرب المعادي لتطلعاتنا لنقيم الدنيا على رسام أساء للرسول الكريم أو على وفاء سلطان صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية التي وصفناها عبر وسائل الإعلام بالعاهرة والمدعوة وما شئتم من الأوصاف التي لا تخرج عن إطار الشتائم وردات الفعل.
لقد نجح الغرب في جر الشارع العربي للخروج في مظاهرات احتجاجية لحظية على الإساءات والجرائم التي يرتكبها بقنا كشعوب عربية، وأخرجنا من دائرة الفعل المنظم في معالجة الإساءات التي تستهدف ديننا وثقافتنا العربية الإسلامية، لنفقد الدفة ونتحول لمجرد مجموعات تعبر عن رأيها ولا تتخذ قرارات إستراتيجية سواء كانت مقاطعة اقتصادية أو سياسية، ولتتحول هذه الإساءات والجرائم لجرعات تفريغية تفتقر إلى التواصل، فنهب كلما أسيء لنا كما حدث في الرسوم الكاريكاتيرية أو تقولات وفاء سلطان على قناة الجزيرة الفضائية التي لم تسلم من الكثيرين رغم اعتذارها وكأننا نبحث عن جهة نلعنها.
نحن بحاجة إلى وقفة مراجعة لأدائنا، يجب أن اقتنع مثلا أن هذا المقال سيكون في متناول المئات من القراء وبالتحديد الفلسطينيين والعرب، وهذا ينطبق على العشرات من المقالات والآراء التي تطرح بالتحديد عبر المواقع الالكترونية، مما يعطينا إشارة واضحة أننا نحاول أن نقنع بعضنا بثقافتنا، نحن بحاجة إلى برامج تتخذ من الاستمرارية شعارا لها، يجب ان نقتنع أن الغرب الذي حاربنا منذ مئات السنيين لا زال يقرع طبول الحرب بإشكال مختلفة، بالضرورة أن نسير باتجاه الإصلاحات السياسية وتعزيز الديمقراطية والتوقف عن الشتم والسباب رغم أنة يشفي القلب أحيانا، لان ممارسات الغرب ضد ديننا وعروبتنا ستستمر في بعدها الثقافي والديني.
بالمقابل كان للأيدلوجية التكفيرية دورا هاما في فقداننا للبوصلة، حيث خرج البعض علينا لتوزيع مفاتيح الجنة على الشعوب واعتماد سياسة التكفير بالجملة للرؤساء والشعوب، هذا النهج دفع ملايين العرب للتساؤل عن هدف هؤلاء الذين يفجرون السيارات المفخخة في الأسواق العراقية ليذهب في كل تفجير مئات الضحايا، إنها الفوضى لأنها تستهدف الشعب وليس المحتل الأمريكي، وما يحدث في العراق ينسحب على تفجير الأردن الذي راح ضحيته العشرات من المدنيين وعلى رأسهم المخرج السوري مصطفى العقاد، والكثير من التفجيرات التي طالت بلاد عربية لم يذهب ضحيتها سوى المواطنين الأبرياء.
لقد أدت المدرسة التكفيرية بممارساتها العدائية تجاه الشعوب العربية وغيرها من الشعوب التي لا تعتنق الدين الإسلامي لإيجاد مبررات لظهور أمثال وفاء سلطان سيئة الصيت والكاتبة البنغالية تسليمه نسرين والعديد من الذين اظهروا عدائهم للإسلام دون وجه حق وإنما تساوقا مع أسيادهم الأيدلوجيين في الغرب، مما يؤكد تفوهات الرئيس الأمريكي جورج بوش عن الإسلام وصراع الحضارات، هذا الصراع الذي وجد أدوات عربية للتعبير عنة وبدعم غربي غير مسبوق.
كما لعب التكفيريون دورا في نشر بذور الخلاف والتشكيك بادوار قادة وطنيون وعملوا على تحويل الاختلاف الفكري إلى تناقض حيث لم سلم منهم احد حتى حركات المقاومة من أمثال حزب اللة وحركة حماس، واكبر مثال على عدمية الفكر التكفيري ما جاء على لسان محمد اسعد بيوض التميمي بحق القائد العربي الفلسطيني الدكتور جورج حبش في مقالة وسلسلة ردود تحت عنوان"جورج حبش صليبي ماركسي لينيني عدو للة والعروبة والإسلام"، ليجسد وبشكل فاضح عقم الخطاب التكفيري المتستر بالدين الإسلامي المتسامح والبعيد عن العداء للآخر، وليتناغم دون أن يدري مع ما يطرح من قبل المدرسة الإلحادية العدمية، ولنصبح ضحايا الفكر المتطرف الذي لا يحترم قناعات وتوجهات الآخر، هذا الفكر الذي عبرت عنة وفاء سلطان بشكله الإلحادي ومحمد اسعد بيوض التميمي بشكله التكفيري ولتكتمل الصورة البشعة الموجهة والتي لا هدف لها سوى إثارة البلبلة والفرقة كمقدمة لتعزيز العنصرية الفكرية وإقصاء الآخر.
وما يزيد واقعنا صعوبة ويعزز حالة الضياع الفكري ظهور بعض المشايخ الذين يجوز أن نسميهم بالمشعوذين من أمثال الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر والذي أفتى بإرضاع المرأة زميلها في العمل ما أثار بلبلة في أوساط العلماء والأزهر الشريف ليتراجع عن فتواه مكرها ولكن بعد أن عاث بالأوساط الساذجة فسادا، فها هي إحدى السيدات من الجزائر قدمت شكوى ضد زوجها الذي وصفته أنة متدين سلفي ملتزم طلب منها إرضاع صديقة المتدين أيضا ليتمكن الأخير من قضاء شهر رمضان في بيتهما والإفطار معهما،وهددها بالطلاق إذا لم تفعل ما دفع بالشيخ شمس الدين يوروبي وهو احد أشهر رجال الإفتاء في الجزائر للكشف عن الحادثة والدعوة لوقف خطر الفتوى المستورة في إشارة لفتوى"إرضاع الكبير".
ومن الفتاوى الشاذة ما نادى بة المفكر الإسلامي جمال ألبنا الذي أفتي بإباحة القبلات بين الشباب والفتيات في الأماكن العامة ما أثار جدلا في في الأوساط الدينية والعلمية في مصر ليصفه بعض العلماء بأنة ينشر الفاحشة وطالبوه بالتراجع عن فتواه.
المشهد واضح، وهو يعبر عن البعض الذي ارتضي لنفسه أن يعوم ضد التيار الوطني الملتزم بأخلاقيات اتفقت عليها الشعوب العربية بنخبها المختلفة التي ترفض وبالمطلق الاستهانة بعقولها وتراثها الإنسان الذي اتخذ من فلسفة احترام الآخر طريقا للحوار، ولكن التراجع ألقيمي والعمى الفكري عند القابعين في قصورهم العاجية التي تفصلها مساحات شاسعة عن الواقع نظرا لسيادة مصالحهم الضيقة على عقولهم الخاملة التي وضعت شوا فات البغل وأصبحت تدور في حلقة مفرغة هدفها اللعب على الاحساسيس والقيم، نستطيع أن نواجه هؤلاء بنبذهم وكشف توجهاتهم المشبوهة التي لا هم لها سوى إقلاق راحتنا وحرفنا عن مسارنا الوطني .
نجح الغرب الامبريالي في تدجين الشارع السياسي العربي وزجه في دائرة النقاش البيزنطي اللاواعي لطبيعة واقعنا بقضاياه الشائكة التي يفترض أن تستقطب اهتمام المفكرين والكتاب الذين يقع على عاتقهم مسئولية النهوض بوعي الإنسان العربي وعدم الانجرار للمهاترات الفكرية الموجهة التي تستهدف حرفنا عن قضايانا القومية بما لها من قيمة تحررية ونهضوية تمهد للتخلص من التبعية السياسية والاقتصادية والفكرية للغرب الذي يعمل ليل نهار لتعزيز خلافاتنا وجهلنا.
الدوران في الحلقة المفرغة من خلال اعتماد الفلسفة أو النقاش البيزنطي في معالجة همومنا ومشاكلنا، حيث طرح أهل بيزنطة وبدون مقدمات سؤال: من خلق أولا البيضة أو الدجاجة، وهل يستطيع الجمل أن يمر من خرم الإبرة ... والكثير من النقاشات العقيمة التي لا تؤدي إلى نتيجة، وبالمناسبة انصرفت بيزنطة للإجابة على سؤال البيضة والدجاجة وهي تعيش حالة حرب مع مقدونيا التي استغلت انشغال أهل بيزنطة بسؤالهم واحتلت أراضيهم، وحالنا في هذه الأيام حال بيزنطة باختلاف وحيد وهو أن أسئلتنا أكثر.
أهل فلسطين منشغلين في طرح الأسئلة وعلى النمط البيزنطي وعلى رأسها من المسئول عن الأوضاع المتردية التي نعيشها حركة حماس أم حركة فتح، وبالطبع تفرع عن هذا السؤال العشرات من الأسئلة التي تحولت إلى إحكام مسبقة نبني عليها سلوكيتنا لنغرق وفي وحل الشتائم المتبادلة والتكفير والتخوين وننجر إلى ردات الفعل على السياسات التي تطبخ في الغرب المعادي لتطلعاتنا لنقيم الدنيا على رسام أساء للرسول الكريم أو على وفاء سلطان صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية التي وصفناها عبر وسائل الإعلام بالعاهرة والمدعوة وما شئتم من الأوصاف التي لا تخرج عن إطار الشتائم وردات الفعل.
لقد نجح الغرب في جر الشارع العربي للخروج في مظاهرات احتجاجية لحظية على الإساءات والجرائم التي يرتكبها بقنا كشعوب عربية، وأخرجنا من دائرة الفعل المنظم في معالجة الإساءات التي تستهدف ديننا وثقافتنا العربية الإسلامية، لنفقد الدفة ونتحول لمجرد مجموعات تعبر عن رأيها ولا تتخذ قرارات إستراتيجية سواء كانت مقاطعة اقتصادية أو سياسية، ولتتحول هذه الإساءات والجرائم لجرعات تفريغية تفتقر إلى التواصل، فنهب كلما أسيء لنا كما حدث في الرسوم الكاريكاتيرية أو تقولات وفاء سلطان على قناة الجزيرة الفضائية التي لم تسلم من الكثيرين رغم اعتذارها وكأننا نبحث عن جهة نلعنها.
نحن بحاجة إلى وقفة مراجعة لأدائنا، يجب أن اقتنع مثلا أن هذا المقال سيكون في متناول المئات من القراء وبالتحديد الفلسطينيين والعرب، وهذا ينطبق على العشرات من المقالات والآراء التي تطرح بالتحديد عبر المواقع الالكترونية، مما يعطينا إشارة واضحة أننا نحاول أن نقنع بعضنا بثقافتنا، نحن بحاجة إلى برامج تتخذ من الاستمرارية شعارا لها، يجب ان نقتنع أن الغرب الذي حاربنا منذ مئات السنيين لا زال يقرع طبول الحرب بإشكال مختلفة، بالضرورة أن نسير باتجاه الإصلاحات السياسية وتعزيز الديمقراطية والتوقف عن الشتم والسباب رغم أنة يشفي القلب أحيانا، لان ممارسات الغرب ضد ديننا وعروبتنا ستستمر في بعدها الثقافي والديني.
بالمقابل كان للأيدلوجية التكفيرية دورا هاما في فقداننا للبوصلة، حيث خرج البعض علينا لتوزيع مفاتيح الجنة على الشعوب واعتماد سياسة التكفير بالجملة للرؤساء والشعوب، هذا النهج دفع ملايين العرب للتساؤل عن هدف هؤلاء الذين يفجرون السيارات المفخخة في الأسواق العراقية ليذهب في كل تفجير مئات الضحايا، إنها الفوضى لأنها تستهدف الشعب وليس المحتل الأمريكي، وما يحدث في العراق ينسحب على تفجير الأردن الذي راح ضحيته العشرات من المدنيين وعلى رأسهم المخرج السوري مصطفى العقاد، والكثير من التفجيرات التي طالت بلاد عربية لم يذهب ضحيتها سوى المواطنين الأبرياء.
لقد أدت المدرسة التكفيرية بممارساتها العدائية تجاه الشعوب العربية وغيرها من الشعوب التي لا تعتنق الدين الإسلامي لإيجاد مبررات لظهور أمثال وفاء سلطان سيئة الصيت والكاتبة البنغالية تسليمه نسرين والعديد من الذين اظهروا عدائهم للإسلام دون وجه حق وإنما تساوقا مع أسيادهم الأيدلوجيين في الغرب، مما يؤكد تفوهات الرئيس الأمريكي جورج بوش عن الإسلام وصراع الحضارات، هذا الصراع الذي وجد أدوات عربية للتعبير عنة وبدعم غربي غير مسبوق.
كما لعب التكفيريون دورا في نشر بذور الخلاف والتشكيك بادوار قادة وطنيون وعملوا على تحويل الاختلاف الفكري إلى تناقض حيث لم سلم منهم احد حتى حركات المقاومة من أمثال حزب اللة وحركة حماس، واكبر مثال على عدمية الفكر التكفيري ما جاء على لسان محمد اسعد بيوض التميمي بحق القائد العربي الفلسطيني الدكتور جورج حبش في مقالة وسلسلة ردود تحت عنوان"جورج حبش صليبي ماركسي لينيني عدو للة والعروبة والإسلام"، ليجسد وبشكل فاضح عقم الخطاب التكفيري المتستر بالدين الإسلامي المتسامح والبعيد عن العداء للآخر، وليتناغم دون أن يدري مع ما يطرح من قبل المدرسة الإلحادية العدمية، ولنصبح ضحايا الفكر المتطرف الذي لا يحترم قناعات وتوجهات الآخر، هذا الفكر الذي عبرت عنة وفاء سلطان بشكله الإلحادي ومحمد اسعد بيوض التميمي بشكله التكفيري ولتكتمل الصورة البشعة الموجهة والتي لا هدف لها سوى إثارة البلبلة والفرقة كمقدمة لتعزيز العنصرية الفكرية وإقصاء الآخر.
وما يزيد واقعنا صعوبة ويعزز حالة الضياع الفكري ظهور بعض المشايخ الذين يجوز أن نسميهم بالمشعوذين من أمثال الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر والذي أفتى بإرضاع المرأة زميلها في العمل ما أثار بلبلة في أوساط العلماء والأزهر الشريف ليتراجع عن فتواه مكرها ولكن بعد أن عاث بالأوساط الساذجة فسادا، فها هي إحدى السيدات من الجزائر قدمت شكوى ضد زوجها الذي وصفته أنة متدين سلفي ملتزم طلب منها إرضاع صديقة المتدين أيضا ليتمكن الأخير من قضاء شهر رمضان في بيتهما والإفطار معهما،وهددها بالطلاق إذا لم تفعل ما دفع بالشيخ شمس الدين يوروبي وهو احد أشهر رجال الإفتاء في الجزائر للكشف عن الحادثة والدعوة لوقف خطر الفتوى المستورة في إشارة لفتوى"إرضاع الكبير".
ومن الفتاوى الشاذة ما نادى بة المفكر الإسلامي جمال ألبنا الذي أفتي بإباحة القبلات بين الشباب والفتيات في الأماكن العامة ما أثار جدلا في في الأوساط الدينية والعلمية في مصر ليصفه بعض العلماء بأنة ينشر الفاحشة وطالبوه بالتراجع عن فتواه.
المشهد واضح، وهو يعبر عن البعض الذي ارتضي لنفسه أن يعوم ضد التيار الوطني الملتزم بأخلاقيات اتفقت عليها الشعوب العربية بنخبها المختلفة التي ترفض وبالمطلق الاستهانة بعقولها وتراثها الإنسان الذي اتخذ من فلسفة احترام الآخر طريقا للحوار، ولكن التراجع ألقيمي والعمى الفكري عند القابعين في قصورهم العاجية التي تفصلها مساحات شاسعة عن الواقع نظرا لسيادة مصالحهم الضيقة على عقولهم الخاملة التي وضعت شوا فات البغل وأصبحت تدور في حلقة مفرغة هدفها اللعب على الاحساسيس والقيم، نستطيع أن نواجه هؤلاء بنبذهم وكشف توجهاتهم المشبوهة التي لا هم لها سوى إقلاق راحتنا وحرفنا عن مسارنا الوطني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق