رولا أحوش
ان انتخابات المتن تشكل اهدافاً دسمة مختلفة لكل من فريقي السلطة والمعارضة.
بالنسبة لفريق السلطة هي ردّ اعتبار لخسارة 2005 واعادة تثبيت لوجود آل الجميل السياسي التاريخي في المتن كما وتحمل هذه المشاركة استفزازاً للعماد عون وحلفائه عبر ترشيح الرئيس الجميل والد الشهيد بيار الجميل مباشرة وذلك احتساباً منهم ان اختيار الشخصية الأكثر حساسية قد يدفع بالعماد عون الى التراجع احتراماً للشخص وليس توافقاً على المبادئ السياسية الاساسية كما وانه وبطرح اسم الرئيس الجميل يمكن لا بل اكيد انه سيتم استغلال مشاعر الناس عامة والقاعدة الكتائبية خاصة مما سيدفع بهم الى الاقتراع والتصويت للرئيس الجميل أوعدم الانتخاب في اسوأ الحالات ، كما وأنه غير مخفي على احد ان اسم "الجميل" بمضمونه اكبر من اسم الحزب وآلياته كما باقي الأحزاب في لبنان بتركيبتهم المغلوطة اذ يصبح اسم الزعيم اكبر واكثر اهمية من حزبه فيجر وراءه اللبنانيين كيفما اتجه متخفياً وراء مشاعرهم والشعارات الطنانة الفارغة مما ينسيهم اسس حزبهم ومبادئه...
اما بالنسبة للعماد عون وحلفائه، فهم يجدون ان المشاركة في انتخابات المتن هو حق مشروع كون الانتخابات الفرعية هي اجراء دستوري عند شغور اي مقعد نيابي، غير متناسين الخطوة الدستورية الأساس في تقديم طعن للنظر في دستورية هذه الانتخابات ووفقاً للنتائج تتخذ الخطوات اللاحقة والقرارات اللازمة...
ان اسباب الخلاف بين الفريقين مختلفةً تماماً وذو اتجاهين معاكسين اذ ان آل الجميل يضعونه في الاطار الشخصي اكثر منه السياسي بالرغم من انهم يحاولون مراراً وتكراراً ابرازه بصورة مغايرة للواقع، ولكن الرئيس الجميل عبّر وبكل وضوح على ان هذه الانتخابات هي لاسترداد المتن وحقوق ابنائه، كما وجاء اتصال النائب الحريري داعماً لا بل ذهب الى ابعد من ذلك معتبراً ان المعركة هي بمواجهة قتلة الشيخ بيارمعيداً بنا بالذاكرة الى انتخابات عام 2005 حين اعتبر ان من يترشح ضد آل الحريري يعتبر حتماً من المشاركين في قتل رفيق الحريري... تتوالى الأحداث والنغمة واحدة: استغلال دم الشهداء واستعطاف اللبنانيين!
ان تيار المستقبل نجده من اول الداعمين واكثرهم حماسة للرئيس الجميل، وهنا الغرابة وعلامات الاستفهام كونه جلي ان حماستهم لانتخابات المتن ليست فقط لدعم حليف لهم انما هي ايضاً لاستعماله في مواجهة خصم شرس وقوي كالعماد عون، محاولين استفزاز هذا الاخير اخلاقياً وانسانياً وبشتى الطرق، اذ يأتي تصريح الوزير فتفت الأكثر تذاكياً باعتبار مشاركة العماد عون في الانتخابات المتنية هي اعتراف ضمني بشرعية الرئيس السنيورة وحكومته...
الهدف من كل تلك التصاريح والاتصالات هو اشبه بسيف ذو حدّين: ان مشاركة العماد عون ستكون ورقة رابحة بيد فريق السلطة امام الدول الغربية في اعتباره اعترف بشرعية الحكومة حسب مفهومهم ومصالحهم الضيقة أما اذا ادت استفزازاتهم الى عدم مشاركته، هنا يكون الحدّ الأقسى اذ انهم سيستغلون القرار مصورين للرأي العام ان عدم المشاركة هي تأكيد على ضعف حجم العماد عون مسيحياً مما دفعه الى اتخاذ قرار مماثل... ومن هنا يكون تيار المستقبل اكثر المستفيدين من تلك المعركة!!!
ماذا عن الدكتور جعجع ودوره في كل هذه الأحداث؟ الغريب ان الرئيس الجميل زاره قبل اعلان ترشيحه وبعد المؤتمر الصحفي الذي تم فيه الاعلان، والأكثر غرابة ان الدكتور جعجع هو ايضاً من اكثر المتحمسين لابقاء المقعد للكتائبيين بحجة احترام دم الشيخ بيار، علماً ان المقاعد النيابية تتوزع طائفياً وليس حزبياً، فلمَ لم يتم التوافق على ترشيح شخص من خارج اطار الاحزاب ليكون مرشح 14 آذار التوافقي؟ ... فمتى عرف السبب بطل العجب!
ان الدكتور جعجع سيكون اكثر المستفيدين مسيحياً من نتيجة هذه الانتخابات سلبية كانت ام لمصلحة الرئيس الجميل. اذا اتت النتيجة لصالح الرئيس الجميل ستكون الحجة الأقوى للدكتور جعجع للتأكيد على ضعف العماد عون مسيحياً مما سيساعده على اعادة كودرة حزب القوات اللبنانية من خلال اللعب على عواطف المسيحيين حينها في المتن وصولاً الى كسروان وجبيل وباقي المناطق المسيحية لاحقاً؛ اما خسارة الرئيس الجميل في الانتخابات تشكل ايضاً للدكتور جعجع نقطة أساسية سيستغلها لصالحه حتماً، سيجد في استبعاد الرئيس الجميل استعادة لدوره كزعيم مسيحي وحيد في مواجهة العماد عون مما يعيده الى عام 1988 وكلّ ما يعتبر نفسه قد حققه من انجازات حينها في مواجهة التمرد والاستيلاء على الشرعية... وفي كلتا الحالتين سيحاول الدكتور جعجع بكل قوته استعادة صورته وتلميعها عبر حلم استعادة قوته في الشارع المسيحي...
ان قرار العماد عون في المشاركة او عدمها وضع لا يحسد عليه ولكن كثيرون من مؤيدي ومناصري التيار الوطني الحر يؤيدون المشاركة وخوض هذه المعركة لأنها استعادة لكرامة التيار بعد كل ما واجه من تحجيم واستصغار بحقه من فريق 14 آذار.....
يجب على العماد عون التنبه ملياً عند اتخاذ القرار لأنه حتماً سيكون فاصلاً بين ارادة الشعب واستغلال الأخصام، ويجب عدم الوقوع في فخ الاستفزازات مما قد يوصل شباب التيار الى خيبة لم تكن في الحسبان نتيجة عدم المشاركة اذ انهم يعتبرون هذه المعركة تعنيهم بطريقة مباشرة وتحمل تحدياً لهم معيدة اليهم اعتبارهم بعد ركود شبه يائس يعيشونه منذ ان وضعهم فريق السلطة في اطار "اما الرضوخ اما الحرب الاهلية"...
ان قرار العماد عون يجب ان يكون حكيماً متعالياً عن أية عواقب شخصية ، آخذاً بعين الاعتبار ارادة القاعدة الشعبية التي لم يستهن بها يوماً والتي طالما اعتبرها المرجع الشرعي والدستوري الأساس الوحيد لكل القرارات، لذا حان وقت القرار الحاسم والصارم بالمشاركة لأن عدمها سيكون أصعب بكثير؛ كون الخيبة بعد الحماسة موجعة يا جنرال!
ان انتخابات المتن تشكل اهدافاً دسمة مختلفة لكل من فريقي السلطة والمعارضة.
بالنسبة لفريق السلطة هي ردّ اعتبار لخسارة 2005 واعادة تثبيت لوجود آل الجميل السياسي التاريخي في المتن كما وتحمل هذه المشاركة استفزازاً للعماد عون وحلفائه عبر ترشيح الرئيس الجميل والد الشهيد بيار الجميل مباشرة وذلك احتساباً منهم ان اختيار الشخصية الأكثر حساسية قد يدفع بالعماد عون الى التراجع احتراماً للشخص وليس توافقاً على المبادئ السياسية الاساسية كما وانه وبطرح اسم الرئيس الجميل يمكن لا بل اكيد انه سيتم استغلال مشاعر الناس عامة والقاعدة الكتائبية خاصة مما سيدفع بهم الى الاقتراع والتصويت للرئيس الجميل أوعدم الانتخاب في اسوأ الحالات ، كما وأنه غير مخفي على احد ان اسم "الجميل" بمضمونه اكبر من اسم الحزب وآلياته كما باقي الأحزاب في لبنان بتركيبتهم المغلوطة اذ يصبح اسم الزعيم اكبر واكثر اهمية من حزبه فيجر وراءه اللبنانيين كيفما اتجه متخفياً وراء مشاعرهم والشعارات الطنانة الفارغة مما ينسيهم اسس حزبهم ومبادئه...
اما بالنسبة للعماد عون وحلفائه، فهم يجدون ان المشاركة في انتخابات المتن هو حق مشروع كون الانتخابات الفرعية هي اجراء دستوري عند شغور اي مقعد نيابي، غير متناسين الخطوة الدستورية الأساس في تقديم طعن للنظر في دستورية هذه الانتخابات ووفقاً للنتائج تتخذ الخطوات اللاحقة والقرارات اللازمة...
ان اسباب الخلاف بين الفريقين مختلفةً تماماً وذو اتجاهين معاكسين اذ ان آل الجميل يضعونه في الاطار الشخصي اكثر منه السياسي بالرغم من انهم يحاولون مراراً وتكراراً ابرازه بصورة مغايرة للواقع، ولكن الرئيس الجميل عبّر وبكل وضوح على ان هذه الانتخابات هي لاسترداد المتن وحقوق ابنائه، كما وجاء اتصال النائب الحريري داعماً لا بل ذهب الى ابعد من ذلك معتبراً ان المعركة هي بمواجهة قتلة الشيخ بيارمعيداً بنا بالذاكرة الى انتخابات عام 2005 حين اعتبر ان من يترشح ضد آل الحريري يعتبر حتماً من المشاركين في قتل رفيق الحريري... تتوالى الأحداث والنغمة واحدة: استغلال دم الشهداء واستعطاف اللبنانيين!
ان تيار المستقبل نجده من اول الداعمين واكثرهم حماسة للرئيس الجميل، وهنا الغرابة وعلامات الاستفهام كونه جلي ان حماستهم لانتخابات المتن ليست فقط لدعم حليف لهم انما هي ايضاً لاستعماله في مواجهة خصم شرس وقوي كالعماد عون، محاولين استفزاز هذا الاخير اخلاقياً وانسانياً وبشتى الطرق، اذ يأتي تصريح الوزير فتفت الأكثر تذاكياً باعتبار مشاركة العماد عون في الانتخابات المتنية هي اعتراف ضمني بشرعية الرئيس السنيورة وحكومته...
الهدف من كل تلك التصاريح والاتصالات هو اشبه بسيف ذو حدّين: ان مشاركة العماد عون ستكون ورقة رابحة بيد فريق السلطة امام الدول الغربية في اعتباره اعترف بشرعية الحكومة حسب مفهومهم ومصالحهم الضيقة أما اذا ادت استفزازاتهم الى عدم مشاركته، هنا يكون الحدّ الأقسى اذ انهم سيستغلون القرار مصورين للرأي العام ان عدم المشاركة هي تأكيد على ضعف حجم العماد عون مسيحياً مما دفعه الى اتخاذ قرار مماثل... ومن هنا يكون تيار المستقبل اكثر المستفيدين من تلك المعركة!!!
ماذا عن الدكتور جعجع ودوره في كل هذه الأحداث؟ الغريب ان الرئيس الجميل زاره قبل اعلان ترشيحه وبعد المؤتمر الصحفي الذي تم فيه الاعلان، والأكثر غرابة ان الدكتور جعجع هو ايضاً من اكثر المتحمسين لابقاء المقعد للكتائبيين بحجة احترام دم الشيخ بيار، علماً ان المقاعد النيابية تتوزع طائفياً وليس حزبياً، فلمَ لم يتم التوافق على ترشيح شخص من خارج اطار الاحزاب ليكون مرشح 14 آذار التوافقي؟ ... فمتى عرف السبب بطل العجب!
ان الدكتور جعجع سيكون اكثر المستفيدين مسيحياً من نتيجة هذه الانتخابات سلبية كانت ام لمصلحة الرئيس الجميل. اذا اتت النتيجة لصالح الرئيس الجميل ستكون الحجة الأقوى للدكتور جعجع للتأكيد على ضعف العماد عون مسيحياً مما سيساعده على اعادة كودرة حزب القوات اللبنانية من خلال اللعب على عواطف المسيحيين حينها في المتن وصولاً الى كسروان وجبيل وباقي المناطق المسيحية لاحقاً؛ اما خسارة الرئيس الجميل في الانتخابات تشكل ايضاً للدكتور جعجع نقطة أساسية سيستغلها لصالحه حتماً، سيجد في استبعاد الرئيس الجميل استعادة لدوره كزعيم مسيحي وحيد في مواجهة العماد عون مما يعيده الى عام 1988 وكلّ ما يعتبر نفسه قد حققه من انجازات حينها في مواجهة التمرد والاستيلاء على الشرعية... وفي كلتا الحالتين سيحاول الدكتور جعجع بكل قوته استعادة صورته وتلميعها عبر حلم استعادة قوته في الشارع المسيحي...
ان قرار العماد عون في المشاركة او عدمها وضع لا يحسد عليه ولكن كثيرون من مؤيدي ومناصري التيار الوطني الحر يؤيدون المشاركة وخوض هذه المعركة لأنها استعادة لكرامة التيار بعد كل ما واجه من تحجيم واستصغار بحقه من فريق 14 آذار.....
يجب على العماد عون التنبه ملياً عند اتخاذ القرار لأنه حتماً سيكون فاصلاً بين ارادة الشعب واستغلال الأخصام، ويجب عدم الوقوع في فخ الاستفزازات مما قد يوصل شباب التيار الى خيبة لم تكن في الحسبان نتيجة عدم المشاركة اذ انهم يعتبرون هذه المعركة تعنيهم بطريقة مباشرة وتحمل تحدياً لهم معيدة اليهم اعتبارهم بعد ركود شبه يائس يعيشونه منذ ان وضعهم فريق السلطة في اطار "اما الرضوخ اما الحرب الاهلية"...
ان قرار العماد عون يجب ان يكون حكيماً متعالياً عن أية عواقب شخصية ، آخذاً بعين الاعتبار ارادة القاعدة الشعبية التي لم يستهن بها يوماً والتي طالما اعتبرها المرجع الشرعي والدستوري الأساس الوحيد لكل القرارات، لذا حان وقت القرار الحاسم والصارم بالمشاركة لأن عدمها سيكون أصعب بكثير؛ كون الخيبة بعد الحماسة موجعة يا جنرال!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق