راسم عبيدات
في قمة شرم الشيخ الأخيرة، والتي جاءت لإستغلال المستجدات على الساحة الفلسطينية، والتي قيل أن الهدف منها بالأساس، دعم سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكالعادة وعد " أولمرت" والذي تترنح حكومته وسلطته تحت سلسلة طويلة من الفضائح والإخفاقات، بأن يكون سخياً مع الرئيس الفلسطيني، ويقدم له هذه المرة تنازلات جدية،تساعد في تعزيز سلطته في مواجهة حماس، وخصوصاً في موضوعة الأسرى، والتي تعتبر واحداً من أهم الملفات في الشأن الفلسطيني، وكذلك موضوعة الحواجز العسكرية ،والإفراج عن الأموال الفلسطينية المسطي والمستولى عليها من قبل إسرائيل وغيرها من حسن النوايا المزعومة، ولأن هناك في الساحة الفلسطينية والعربية من لم يقتنع بالمأثور الشعبي الذي يقول " إللي بجرب المجرب عقله مخرب " ركن إلى وعود " أولمرت " وحسن نواياه، وأخذ يطبل ويزمر ويملاً الدنيا بالصخب الإعلامي، وخصوصاً بعد مسرحية رفض " أولمرت" لقائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم والتي وضعها " الشاباك "، وهناك من شطح وأطلق العنان لتفكيره بعيداً، وقال بأن القائمة ستضم عدداً لا بأس به من الأسرى القدماء، وربما يصل الحد في " شهامة أولمرت وكرمة" حد إطلاق سراح سعدات المختطف من سجن أريحا ومروان البرغوثي وغيرهم من القيادات الفلسطينية، ولكن " أولمرت " المشبع بالعقلية الإسرائيلية عقلية الإبتزاز والغطرسة والعنجهية، كالعادة خذل كل المراهنين على أوهامه من ما يسمى بمعسكر الإعتدال العربي والفلسطيني، وجاءت القائمة لتضم أسرى، ممن سيتم الإفراج عنهم بدون حسن النوايا ومن ضمنهم القائد عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، والذي حوكم محكمة سياسية لنهج الجبهة ومواقفها، أما الذين أمضوا أكثر من عشرين عاماً في السجون الإسرائيلية من أمثال سعيد العتبة " أبو الحكم " وعثمان مصلح " أبو الناجي " ونائل وأبو شادي البرعوثي وأبناء يونس وأبو جندل والرازم ودقه والبرغال وأبناء أبو مخ وأبو منصور والبازيان والمسلماني وأبو سير وأبو خضير والعبيدي وتلك القائمة الطويلة من الأسرى ممن أفنوا زهرات شبابهم خلف قضبان وجدران سجون الإحتلال ومعتقلاته، فنحن واثقون من أن تحريرهم لن يتم عبر هذا النهج ولا بهذه الطريقة والإسلوب، ولكن هناك من يصر على زرع الأوهام بين أبناء الشعب الفلسطيني، وما يسمى بالعالم الحر ودعاة حقوق الإنسان ، من أمثال " رايس وساركوزي " ومن هم على شاكلتهم عربياً وفلسطينياً، والذي إنتصروا لخمسة ممرضات بلغاريات إرتكبن جرائم بحق الإنسانية في إحدى المستشفيات الليبية ، وضرورة إطلاق سراحهن لأنهن قضين فترة طويلة في السجون الليبية، لم يرف لهم جفن ولم تتحرك ضمائرهم الميتة ولا إنسانيتهم تجاه معاناة الأسرى الفلسطينيون والذين هم دعاة حق ومناضلو حرية .
أما في موضوعة عودة القادة الفلسطينيون ، من أجل تقوية سلطة حكومة الطوارىء في مواجهة حكومة وحركة حماس، والتي أثير حولها صخب وجلبة إعلامية كبيرة ، فنكتشف أن هذا الموضوع له علاقة فقط بموضوعة المجلس المركزي، منح الراغبين من القادة الفلسطينيين وعلى رأسهم حواتمه، تصاريح لمدة محددة، ومن ثم المغادرة، وهو ما حدا بحواتمة لرفض هذه الإشتراطات الإسرائيلية، وهنا لا بد أن أذكركم بقضية الشهيد أبو العباس، عندما سمحت له كل من أمريكيا وإسرائيل بالعودة إلى غزة عام 96، وهو المطلوب رقم واحد لهم، فيما يعرف بقضية السفينة أكينو لارو، وذلك من أجل أن يشارك في جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، والمخصصة للتصويت على تعديل الميثاق الوطني، وبعد ذلك وعندما عاد إلى خارج الوطن، منعته إسرائيل من العودة، وإعتقلته قوات الإحتلال الأمريكي في العراق حتى إستشهد في سجونها،هذه العقلية الأمريكية – الإسرائيلية في التعامل مع الشعوب وقادتها وقضاياها وحقوقها،فهي لا تعرف إلا مصالحها وأهدافها، وتدوس كل المعايير والنظم الإنسانية والأخلاقية في سبيلها ، وفي موضوعة الحواجز العسكرية ، وإزالتها من أجل ما يسمى تسهيل حياة السكان الفلسطينيين ، فحدث ولا حرج فالطريق التي كان عليها حاجز ، أصبح عليها حاجزان أو أكثر ، واالإحتلال يقوم بهذه الممارسات الإذلالية والتعسفية بحق الشعب الفلسطيني ، ويزيد من حدتها ووتيرتها، فهو بات يعرف جيداً ، عقلية الطرف الفلسطيني المفاوض، ففي القمة القادمة عندما يجري الحديث عن تسهيلات وحسن نوايا لحكومة عباس، يتم إزالة الحواجز الإضافية، ويعود الوضع إلى ما كان عليه، تماماً كما هى حال قصة الراهب والفقير، والذي يملك بيتاً صغيراً وعدداً كبيراً من الأولاد، حيث طلب منه المساعدة في بناء غرف إضافية، من أجل التوسع والبحبوحة، فسأله الراهب إن كان يملك ثروة حيوانية، فقال له لدي عدد من الدجاج وحمار وبقرة ، وعدد قليل من الأغنام ،فقال له في الأسبوع الأول أدخل الدجاج إلى البيت، وبعدها سأله كيف الوضع ؟، فأجابه أصبح صعباً، فطلب منه في الأسبوع الثاني أن يدخل البقرة، وهكذا دواليك، حتى أدخلها جميعاً وأصبح الوضع لا يطاق، وجاء الفقير يستنجد بالراهب أن يخلصه من هذا الوضع، حينها طلب منه أن يخرج كل أسبوع نوع من الحيوانات التي أدخلها، حتى أخرجها جميعاً، فسأله كيف الوضع الآن ؟ ، فقال له كل شيء على ما يرام يا سيدي .
بإختصار ما يريده الإحتلال منا نحن الفلسطينيون استسلاماً وليس سلاماً، فهو يريد من الشعب الفلسطيني، أن ينزع من ذهنيته وعقليته وقناعاته نهج المقاومة، وأن هذا النهج هو مدمر ولن يحقق للشعب الفلسطيني، أية حقوق بل يزيد من معاناته ومصائبه، والكارثة والطامة الكبرى، أنه أصبح في الساحة العربية والفلسطينية، من هو مقتنع بهذا النهج وينظر له، ويريد أن يبعنا أوهاماً وسراباً، ويقنعنا أنها " عنزة ولو طارت ".
القدس – فلسطين
في قمة شرم الشيخ الأخيرة، والتي جاءت لإستغلال المستجدات على الساحة الفلسطينية، والتي قيل أن الهدف منها بالأساس، دعم سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكالعادة وعد " أولمرت" والذي تترنح حكومته وسلطته تحت سلسلة طويلة من الفضائح والإخفاقات، بأن يكون سخياً مع الرئيس الفلسطيني، ويقدم له هذه المرة تنازلات جدية،تساعد في تعزيز سلطته في مواجهة حماس، وخصوصاً في موضوعة الأسرى، والتي تعتبر واحداً من أهم الملفات في الشأن الفلسطيني، وكذلك موضوعة الحواجز العسكرية ،والإفراج عن الأموال الفلسطينية المسطي والمستولى عليها من قبل إسرائيل وغيرها من حسن النوايا المزعومة، ولأن هناك في الساحة الفلسطينية والعربية من لم يقتنع بالمأثور الشعبي الذي يقول " إللي بجرب المجرب عقله مخرب " ركن إلى وعود " أولمرت " وحسن نواياه، وأخذ يطبل ويزمر ويملاً الدنيا بالصخب الإعلامي، وخصوصاً بعد مسرحية رفض " أولمرت" لقائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم والتي وضعها " الشاباك "، وهناك من شطح وأطلق العنان لتفكيره بعيداً، وقال بأن القائمة ستضم عدداً لا بأس به من الأسرى القدماء، وربما يصل الحد في " شهامة أولمرت وكرمة" حد إطلاق سراح سعدات المختطف من سجن أريحا ومروان البرغوثي وغيرهم من القيادات الفلسطينية، ولكن " أولمرت " المشبع بالعقلية الإسرائيلية عقلية الإبتزاز والغطرسة والعنجهية، كالعادة خذل كل المراهنين على أوهامه من ما يسمى بمعسكر الإعتدال العربي والفلسطيني، وجاءت القائمة لتضم أسرى، ممن سيتم الإفراج عنهم بدون حسن النوايا ومن ضمنهم القائد عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، والذي حوكم محكمة سياسية لنهج الجبهة ومواقفها، أما الذين أمضوا أكثر من عشرين عاماً في السجون الإسرائيلية من أمثال سعيد العتبة " أبو الحكم " وعثمان مصلح " أبو الناجي " ونائل وأبو شادي البرعوثي وأبناء يونس وأبو جندل والرازم ودقه والبرغال وأبناء أبو مخ وأبو منصور والبازيان والمسلماني وأبو سير وأبو خضير والعبيدي وتلك القائمة الطويلة من الأسرى ممن أفنوا زهرات شبابهم خلف قضبان وجدران سجون الإحتلال ومعتقلاته، فنحن واثقون من أن تحريرهم لن يتم عبر هذا النهج ولا بهذه الطريقة والإسلوب، ولكن هناك من يصر على زرع الأوهام بين أبناء الشعب الفلسطيني، وما يسمى بالعالم الحر ودعاة حقوق الإنسان ، من أمثال " رايس وساركوزي " ومن هم على شاكلتهم عربياً وفلسطينياً، والذي إنتصروا لخمسة ممرضات بلغاريات إرتكبن جرائم بحق الإنسانية في إحدى المستشفيات الليبية ، وضرورة إطلاق سراحهن لأنهن قضين فترة طويلة في السجون الليبية، لم يرف لهم جفن ولم تتحرك ضمائرهم الميتة ولا إنسانيتهم تجاه معاناة الأسرى الفلسطينيون والذين هم دعاة حق ومناضلو حرية .
أما في موضوعة عودة القادة الفلسطينيون ، من أجل تقوية سلطة حكومة الطوارىء في مواجهة حكومة وحركة حماس، والتي أثير حولها صخب وجلبة إعلامية كبيرة ، فنكتشف أن هذا الموضوع له علاقة فقط بموضوعة المجلس المركزي، منح الراغبين من القادة الفلسطينيين وعلى رأسهم حواتمه، تصاريح لمدة محددة، ومن ثم المغادرة، وهو ما حدا بحواتمة لرفض هذه الإشتراطات الإسرائيلية، وهنا لا بد أن أذكركم بقضية الشهيد أبو العباس، عندما سمحت له كل من أمريكيا وإسرائيل بالعودة إلى غزة عام 96، وهو المطلوب رقم واحد لهم، فيما يعرف بقضية السفينة أكينو لارو، وذلك من أجل أن يشارك في جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، والمخصصة للتصويت على تعديل الميثاق الوطني، وبعد ذلك وعندما عاد إلى خارج الوطن، منعته إسرائيل من العودة، وإعتقلته قوات الإحتلال الأمريكي في العراق حتى إستشهد في سجونها،هذه العقلية الأمريكية – الإسرائيلية في التعامل مع الشعوب وقادتها وقضاياها وحقوقها،فهي لا تعرف إلا مصالحها وأهدافها، وتدوس كل المعايير والنظم الإنسانية والأخلاقية في سبيلها ، وفي موضوعة الحواجز العسكرية ، وإزالتها من أجل ما يسمى تسهيل حياة السكان الفلسطينيين ، فحدث ولا حرج فالطريق التي كان عليها حاجز ، أصبح عليها حاجزان أو أكثر ، واالإحتلال يقوم بهذه الممارسات الإذلالية والتعسفية بحق الشعب الفلسطيني ، ويزيد من حدتها ووتيرتها، فهو بات يعرف جيداً ، عقلية الطرف الفلسطيني المفاوض، ففي القمة القادمة عندما يجري الحديث عن تسهيلات وحسن نوايا لحكومة عباس، يتم إزالة الحواجز الإضافية، ويعود الوضع إلى ما كان عليه، تماماً كما هى حال قصة الراهب والفقير، والذي يملك بيتاً صغيراً وعدداً كبيراً من الأولاد، حيث طلب منه المساعدة في بناء غرف إضافية، من أجل التوسع والبحبوحة، فسأله الراهب إن كان يملك ثروة حيوانية، فقال له لدي عدد من الدجاج وحمار وبقرة ، وعدد قليل من الأغنام ،فقال له في الأسبوع الأول أدخل الدجاج إلى البيت، وبعدها سأله كيف الوضع ؟، فأجابه أصبح صعباً، فطلب منه في الأسبوع الثاني أن يدخل البقرة، وهكذا دواليك، حتى أدخلها جميعاً وأصبح الوضع لا يطاق، وجاء الفقير يستنجد بالراهب أن يخلصه من هذا الوضع، حينها طلب منه أن يخرج كل أسبوع نوع من الحيوانات التي أدخلها، حتى أخرجها جميعاً، فسأله كيف الوضع الآن ؟ ، فقال له كل شيء على ما يرام يا سيدي .
بإختصار ما يريده الإحتلال منا نحن الفلسطينيون استسلاماً وليس سلاماً، فهو يريد من الشعب الفلسطيني، أن ينزع من ذهنيته وعقليته وقناعاته نهج المقاومة، وأن هذا النهج هو مدمر ولن يحقق للشعب الفلسطيني، أية حقوق بل يزيد من معاناته ومصائبه، والكارثة والطامة الكبرى، أنه أصبح في الساحة العربية والفلسطينية، من هو مقتنع بهذا النهج وينظر له، ويريد أن يبعنا أوهاماً وسراباً، ويقنعنا أنها " عنزة ولو طارت ".
القدس – فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق