السيد محمد علي الحسيني
لاتبدو في الافاق أية بوادر او إشارات تبعث على الطمأنينة بالنسبة لمستقبل النظام الايراني، ولاسيما وان الازمة السياسية ـ الفکرية الخانقة التي يعاني منها خلال المرحلة الحالية تحديدا قد وصلت الى مستويات باتت تهدد الرکائز الاساسية التي يقوم عليها نظام ولاية الفقيه في هذا البلد.
ولسنا نتکهن أو نطلق مجرد تخمينات خيالية إذا ماقلنا بأن النظام الايراني قد بات يقترب وبصورة أسرع من التي توقعها له المراقبين و المحللين السياسيين من حافة الهاوية وليس هنالك من أية إحتمالات او فرضيات ببروز تيار ما من داخل رحم النظام نفسه کي ينقذه من الهاوية خصوصا فيما لو تشبث هذا التيار المفترض جدلا بأطروحة ولاية الفقيه، وان التصريحات الاخيرة للسيد مير حسين موسوي رئيس الوزراء الاسبق و المعارض الحالي بخصوص رفضه لنظام ولاية الفقيه و تسميته بالنظام الدکتاتوري و المستبد، من الممکن جدا إعتبارها من اقوى المؤشرات الداخلية على الحالة المزرية التي وصل إليها النظام خلال هذه الفترة الحرجة من حياته، وحتى ان تقسيم طهران الى مناطق أمنية للسيطرة عليها خلال الاحتفال بمناسبة الثورة الايرانية، هي الاخرى تأکيد قوي جدا على ان الازمة السياسية ـ الفکرية للنظام قد وصلت الى مفترق اللاعودة وانه ليس هناك من خيار امام النظام سوى المواجهة مع شرائح الشعب الرافضة لسياساته القمعية و العدوانية والتي هي اساسا لاتصب في مصلحة الشعب الايراني ذاته.
النظام الايراني وان تمکن من خداع الرأي العام العالمي لفترة ما بديمقراطيته المزيفة، فقد جائت الانتخابات الاخيرة لتکشف بجلاء خواء ديمقراطية الملالي من أية محتويات حقيقية وانها لم تکن سوى برقعا أخفى النظام خلفها طوال الاعوام و العقود المنصرمة عوراته و مساوئه المختلفة لکن إفتضاحه بالصورة المزرية التي باتت حديث مختلف الاوساط الاعلامية و السياسية في المنطقة و العالم، جعلته في عنق الزجاجة و أثبتت بأن هذا النظام لم يکن ولو ليوم واحد فقط من حياته يؤمن بالديمقراطية الحقيقية وانه استخدم ذلك اساسا للتمويه على العالم بشکل عام و المسلمين و العرب بشکل خاص وان الوقائع و مجريات الاحداث قد أکدت بأنه هنالك ثوابت و خطوط حمراء للنظام ليس بالامکان ابدا السماح بتجاوزها مهما بلغ الامر واهم هذه الخطوط ان يکون هناك رأيا من خارج دائرة الملالي أنفسهم حتى وان کان هذا الرأي يتعلق بالشعب الايراني ذاته ومن هنا فقد رفض النظام وبشکل قاطع الاذعان لرفض الشعب الايراني لمرشحه المفروض محمود أحمدي نجاد ومضى قدما في فرضه کأمر واقع بواسطة مبدأ الحديد و النار، غير ان مختلف المؤشرات و التقديرات تدل على أن ارادة الشعب الايراني الابي سوف تکون في النهاية هي الفيصل الحاسم للموقف النهائي بهذا الصدد وان لجوء النظام الى ألاعيب من قبل إطلاقه الصواريخ للفضاء الخارجي و سعيه للعزف على الوتر الوطني هو سعي خائب و لاجدوى أبدا من ورائه لأن إيران برمتها قد باتت في مرحلة مخاض التغيير وان نظام ولاية الفقيه سائر نحو نهايته المحتومة ولن تنقذه أية محاولات او مساعي شکلية تمويهية.
اننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، أعلنا و نعلن مجددا وقوفنا مع ارادة الشعب الايراني المسلم و نؤکد تضامننا معه حتى إنتصاره النهائي، ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب.
*المرجع السياسي للشيعة العرب.
www.arabicmajlis.org
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق