الياس بجاني
قامت وحدات الحرس الثوري الإيراني في لبنان المسماة "حزب الله" يوم الإثنين الفائت في 15 شباط 2010 بغزوة جاهلية جديدة استهدفت منطقة الجديدة في المتن الشمالي ممتطية أحصنة طروادية رخيصة من "أوبة" ميشال عون وتياره "المسورن"، وقد وظفت فيها الغدر والإحتيال والخداع وبالطبع "البلطجة، إضافة لكل فنون الإستكبار والإستقواء والإنتقام، وكافة ابتكارات الإرهاب.
ترى هل كان سيقبل قادة وملالي هذا الجيش الإيراني بأن يقام أي احتفال في ذكرى شهداء أحزاب القوات والكتائب والأحرار وغيرهم من الأحزاب المسيحية في الضاحية الجنوبية أو صور أو بعلبك أو في أي مربع من مربعات دويلتهم الأصولية والإرهابية؟
الغزوة الوقحة هذه هي بالواقع وطبقاً لكل معايير ومفاهيم ومخططات ومانفستو الملالي هي الجزء الثاني من غزوة 7 أيار 2008 لبيروت الغربية والجبل. أما الأجزاء الأخرى من مسلسل الغزوات "المجيدة والجراحات الموضعية" ومحاسن "السلاح يحمي السلاح" لا بد وأنها واقعة لا محالة ما دامت الدولة اللبنانية مغيبة بالكامل وغائبة عن الوعي وشاهد زور تكتفي مع قواها الأمنية في أحسن الأحوال بدور شرطي المرور الذي ينظم قوافل الغزاة دخولاً وخروجاً من وإلى مضارب "الأعداء"، وفي بعض الأحيان إيصال رسائلهم من تهديد ووعيد وإنذارات إخلاء وغيرها.
غزوات وحدات الحرس الثوري التابعة لدويلة الضاحية سوف تتوالى فصولاً في استهداف المناطق المسيحية طالما القادة في الصف المسيحي السيادي يلتحفون التقية والذمية ويُغلِّبون مصالحهم الذاتية على مصلحة الوطن وهمهم الأوحد ينحصر في دخول جنة الوزارة وتقديم فحوصات دم يومياً بوطنيتهم بمناسبة ومن دون مناسبة ومع كل إطلالة إعلامية.
براحة ضميرً نقول لكل الذين احتجوا على الغزوة بشكل مسرحي وإنشائي أنهم هم "أُكِلوا يوم أُكِلَ الثور الأبيض"، فلو كان هؤلاء الكرام والصناديد قاموا ولو بمظاهرة رمزية صغيرة في مناطقهم أو حتى أحرقوا أطاراً واحداً يوم غزوة الجبل وبيروت في 7 أيار، أو كانوا رفعوا الصوت واحتجوا على مسلسل أحكام المحكمة العسكرية الظالمة المنتهكة لحقوق ومواطنية وكرامات أهلهم الموجودين في إسرائيل، ولو كانوا رفضوا دخول الحكومة التي يجرها حصانان، كما سماها غبطة البطريرك صفير، وصمدوا في مواقفهم الرافضة لتشريع سلاح ودويلة حزب الله، لما كان الغازي الإرهابي تواقح وتجاسر وقام باقتحام منطقة الجديدة.
الغريب والشاذ في كل ما جرى هو أن الإخوان جميعاً لم يتنبهوا للأمر إلا قبل يومين فقط من تاريخ احتفال حزب الله في قلب منطقتهم، وهذا بالطبع أمر صعب هضمه ببساطة وله مداليل كثيرة كلها خطيرة وغير مطمئنة. أما الحجج التي تلطى خلفها النائب العوني ابراهيم كنعان إن كان لإدعائه الجهل أو قصر الوقت الذي يحول دون تدخله فهي مضحكة فعلاً. والمضحك أكثر هو صمت باقي نواب المتن الشمالي وكأن ما حدث هو بلاد الماو ماو، ومرحبة نواب!!
أما بطل الغزوة وفارسها "المقاومجي والمحرر"، فكان ودون منازع النائب الماروني والعوني نبيل نقولا، وقد تبين من فحوى وعمق وعبق الكلمة القيمة التي ألقاها في الاحتفال "الإلهي" أنه لاهوتي كبير ودارس وباحث في الشأن الديني يحسب له ألف حساب، وهذا بعض ما أجادت به قريحته الناطحة: ("هذا الشهر بالنسبة للمسيحيين هو شهر المقاومة، مقاومة المسيح الذي قاوم الشر واليهود، وبالنسبة للمسيحيين نعتبر أن أول شهيد سقط ضد اليهود هو السيد المسيح." و"الطريق الذي يحافظ على شرفنا هو المقاومة ضدّ العدو".)
اضغط هنا للإستماع لعبقرية النائب نبيل نقولا ولمشاهدة طلته البهية
http://www.kataeb.org/breakDetails.asp?newsid=46320
يبقى أن الكلام مع وعن "أوبة عون" فلم يعد يجدي لأن الربع المقاوم هذا قد امتهن الطروادية والفجور وتخصص في ضرب كل ما هو لبناني وسيادي وثوابت وطنية ويفاخر بهذا الخيار جهاراً، ولما لا؟ فالزمن زمن محل، ومن حق العنزة تنط على الفحل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق