عبدالله عقروق
كن لا تكفيني نساء العالم كلهن لو تكدسن فوق بعض، أو صففنا مثل طابور العسكر حتى ظهرت في حياتي قبل عشرين عاما نجمة من لبنان ، باجمل عطاياك الخلابة فاقتلعتني من جذوري ، وودت ان تكوني لي لوحدي انا ..
فأنت فتنت قلبي وعقلي وذهبت بطريقك ، ولم تعيربني اي انتباه ، وصمت عن كل النساء وهجرتهن وبقي فؤادي يهفو لك ، ويناجيك في الظلمات وأمام وهج السماء الحارقة وامتنعت نفسي من حب اية من النساء ، سيان ان كن عارمات الصدور جميلات السيقان ، جذابات المظهر ، عفيفات النفس، معطاءات كل الخيرات لهن اجسام مثل فينوس وأحلى ، واجساد مليئة بالجنس والغنج والدلع والأغراء.
وبقيت كالناسك احبو الى محرابي ، واشعل قنديلي ، وأصلي واناجي الخالق وأقول يا ربي سئمت الحياة وما فيها ، وتمنعت نفسي من معاشرتهن وليس لي رغبة لهن وودت ان اصبح كاهنا متزهدا في مغارتي التي تتسل لها الشمس لدقائق معدودة.
وكانت اشعة الشمس هي زائرتي كل يوم ،( اتشعبط) بخيوطها علها لمستك في لبنان لتنقل لي حرارتك من هناك بعد أن تكون مرت عليك قبلي لتزيديني ايمانا وحبا لك.
وأبقى اردد صلاتي يا ربي اجمعني بفيفي حبيبتي لأخر الدهر.فانا لن أحب سواها ويوم ولد حفيدي في لبنان وفي عيد ميلاده الثاني قررت الذهاب الى هنالك لأراه ومن بعض الأهل عرفت أن حبيبتي فيفي في احدى قرى لبنان في بيت مري ولما انفردت بنفسي خاطبتها بالهاتف ورت علي بصوت حزين ثقيل بهموم العالم وقالت والحزن يؤلم قلبها تعالى فصديقك شحادة على فراش الموت وانا ساهرة لخدمته.
فأجبتها انتظربني فسأحضر مثل البرق ..وكان لقاء مفرحا ومبكيا يخفي حزنا عميقا مفرحا أني وجدتها مثلما كانت قبل عشرين عاما ، بقامتها الممشوقة ، ووجها المنير ، الجذاب ، وابتسامتها ، وجاذبيتها ، وسحرها ، وفتنتها، وحديثها ، وقلبها الحزين وخفة دمها ، ونشاطها كلهم مغلفون بحزن دفين وعيون لم تر النوم لأشهر طوال.
وبقلب مكلوم قالت لي ان شحاده ينازع ، وهي بجانبه تخدمه كالأم الطوع والحبيبة والزوجة المخلصة المؤمنة .تقدم له الغالي والرخيص لتسعده للبقاء حيا ولو لساعات.
واخذتني اليه ..وشاهدت منظرا مروعا هز قلبي ، وسمسرني في مكاني وهز مشاعري رأيت ماردا وعملاقا وهزبرا يودعان الروح ولم يبق منه الأ كتلة من عظام ولحم وابتسامة.
بكيت بكاء مرا لأجد هذا الأنسان الكبير بكلامه وبأفعاله وبتجاربه على موعد مع الموت وحضرت في اليوم الثاني ، ولم اقو على زيارته بل جلست مع فيفيي لتقص علي ما جرى وكان حديثا مطولا .وشكرتها من كل قلبي لعنايتها الفائقة على شريك حياتها التي أحبته وتجرأت لأقول لها أني قضيت العشرين عاما ، وانا لا اردد الأ اسمها في محرابي الصغير.
وشعرت انذاك بقوة ربانية تدفعني لأقول لها اطمئني يا فيفي فأنت قمت بواجبك الانساني على احسن قيام ، وشاء رب العباد أن يحضرني لبيتك لأرى ذلك بأم عيني في الوقت هذا لآرى شحادة يغادر الحياة وليراني وليسمع الى دقات قلبي تقول له نم يا شحادة فالجنة مثواك فقد رادني رب العالمين أن اسمعك تردد فيفي والأولاد بأمانتك ..فكن لهم الصديق الوفي المعين واجعل فيفي ، قرة عيني ، تعتمر بالسعادة كما كانت معي طول السنين ، وحبها كما هي أحبتني.
فيا فيفي بعيدك اليوم اقف كالبطل الهمام لآقول ضعي حملك يا زوجة صديقي على كتفي المتين لأحمله معك الى ابد الأبدين ، وأكون الصديق والأخ والحبيب لك ولأولاد شحاده الطاهرين وكل 14 فبراير يوم الحب العالمي الذي تم تزينه بعيد ميلادك المجيد وانت بالف مليون صحة وعافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق