سعيد علم الدين
نُحي الجيشَ اللبنانيَّ الباسل، في كفاحِهِ البطوليِّ العادل، من أجل وقف استباحة لبنان منصةً لإطلاق الصواريخ، وحروبا يشعلها الفاشلون على أرضه وعلى حساب شعبه. مُتمَنِّينَ لجرحاهُ الشفاءَ العاجل، ومعزِّينَ بشهدائه الأبرار البواسل. هؤلاء الذين خاضوا أشرف المعارك وأشرسَها في الدفاع عن كرامةِ الوطن من اعتداءِ الغادرين، ورفعوا رأس لبنان عالياً، ورسموا خريطة إل 10452 كلم2 بدمائهم الزكيةِ، مضحِّين بأغلى ما عندهم في سبيل خلاصه من محنته، مقدِّمينَ أرواحَهُم رخيصةً على محرابه المقدس:
قمةً في التضحيةِ والفداء ورمزاً للتفاني والعطاء.
فحييت يا جيش لبنان يا رافعَ العَلَمِ المفدى: بأحمرهِ القاني وأبيضهِ النقي وأرزتِهِ الباسِقَةِ الخضراء، خفَّاقاً في العلاء فوق رؤوس الحاقدين وكل طوابير المرتزقةِ التائهين وسائحي الإرهاب القتلة المجرمين والقاتل الذي أرسلهم من أقبية مخابرات قصر المتاجرين.
وبدل أن يستبسل قبضايات عصابة شاكر العبسي أو البعثي في قتالهم الشديد لتحرير الجولان وقنص الجنود المحتلين للأرض العربية وتفخيخ سيارات المستوطنين الصهاينة وتدمير بناياتهم وإتلاف مزرروعاتهم أتوا إلى بلاد الأرز للسرقة والزعرنة والقذارة باسم القضية والاسلام وزعزعة الأمن والاستقرار وقتل الجنود الأبرياء الآمنين والتخريب والتسبب بمأساة لأهالنا الفلسطينيين في مخيم نهر البارد والجوار اللبناني وتهجيرهم واتلاف مزروعاتهم وتعطيل أشغالهم وتدمير مساكنهم وسفك الدماء العربية بوحشية لم نتعرف عليها إلا عبر مسلسلات الدم البعثية في سورية الكئيبة، مجزرةُ حماة تشهد، وفي العراق الحزين.
وارتفاع العلمُ اللبناني استبسالا حتى الشهادةِ فوق بنايات مخيم نهر البارد هو رسالة للعرب والعالم أجمع والقول للجميع بأننا لن نسمح بعد اليوم بأن تنتهك سيادة لبنان. ولبنان ليس للبيع والشراء وعقد الصفقات وحل القضايا والمعضلات على ظهره المنهك.
ونحن جيش لبنان هنا، نرفع علمنا فوق أرضنا ولا نقبل بأن يضع أحدٌ خطوطا حمراء في وجهنا.
ولم يرتفع العلمُ اللبناني بجدارة فوق بنايات مخيم نهر البارد فقط، وإنما أيضا فوق رؤوس كل أصحاب المربعات الأمنية الميليشيات المتمردة على سلطة الدولة اللبنانية وحكومتها الشرعية.
وارتفع العلمُ شاهقاً خفاقا مبتسماً للشمس ولأرواح الشهداء لكي يحيا لبنان سيداً حراً ديمقراطياً تعددياً عربياً مستقلاً!
فبوركت سواعدكم القوية يا جنود الجيش الوطني اللبناني.
ولكن مهلاً، هل حقا هو مخيم؟
هذه التسمية تجافي الحقيقة ولا تعبر عن واقع صعوبة منطقة عمليات الجيش فنحن أمام مدينة صغيرة معقدة التركيب وليس مخيما من مجموعة خيم وبيوت بسيطة الترتيب. إنها بلدة مكتظة بكثافة سكانية كبيرة، عشوائية البناء، متلاصقة البنايات، كثيرة الأزقة والزواريب يخترقها نهر البارد وتحيط بها تلال تصلح لشن حرب عصابات وتمتد على شاطئ البحر حوالي ثلاث كيلومترات من المنية إلى العبدة وقد تم تحصينها تحت ظلال كابوس الاحتلال السوري جيداً خلال عشرات السنوات من قبل سورية ومنظماتها الفلسطينية بالمواقع الحربية والدشم والمراكز والملاجئ والأنفاق السرية والسراديب التي تربطها ببعضها على أفضل وجه لتكون عائقا تهديدياً في وجه قيام الدولة اللبنانية ولغما يصعب نزعه من جسدها ويتم تفجيره في لحظة الصفر لمصلحة النظام السوري لتقطيع أوصال الكيان اللبناني وهذا ما حدث بالفعل بعيد اقرار المحكمة الدولية. حيث كان هدف عصابات المخابرات السورية اختراق الطائفة السنية وبعثرتها بالأكاذيب والشائعات وتلبيس ثيابهم القذرة للشرفاء، وفصل أكثريتها الشمالية عن باقي لبنان. المخطط فشل لوعي الجيش ويقظة قوى الأمن الداخلي والشعب والحكومة.
صعوبة حركة الجيش في نهر البارد كما أسلفنا مبررة ونراها اليوم كم كلفته من شهداء وجرحى، لأنه جيش ديمقراطي حضاري إنساني راقي يحافظ على أرواح المدنيين ويعتمد الشفافية والمحاسبة والدقة فكل المعلومات التي صرح ويصرح عنها صحيحة لا تشوبها شائبة وحتى خسائره يعلن عنها في بلاغاته دون تردد. وقد وضع منذ بداية المعارك نصب عينيه الحفاظ على حياة إخوتنا الفلسطينيين معرضا نفسه للأخطار حيث أن الإرهابيين اتخذوا في بربريتهم المراكز الدينية والمدنيين دروعا بشرية دون وازع.
هذه نقطة فخر نسجلها في سجل جيشنا اللبناني الوطني الإنساني المقدام. الذي قدم التضحيات العظيمة والجهود المضنية وأخذ الوقت الكافي في تقدمه البطيء للسيطرة على مراكز عصابة فتح الاسلام مثل صامد والتعاونية وغيرها. المطلوب اليوم ولمصلحة الشعبين الشقيقين أن تتحول هذه المراكز إلى نقاط عسكرية دائمة للجيش اللبناني لبسط القانون على الجميع ولكي لا يكون المخيم مربعا امنياً للمخابرات السورية وخارج عن السيادة يهرب إلية كل مجرم ومطلوب للعدالة.
ولهذا لا عودة إلى الماضي ولا انسحاب من المواقع التي حررها الجيش اللبناني!
العصابة لم تقاتل وحدها وإنما ومن ورائها تنظيمات ارهابية كالقيادة العامة أحمد جبريل والمئات من المقاتلين المدربين من المخابرات السورية.
فالجيش لا يواجه في نهر البارد فقط هذه العصابة المغرر بها إسلاميا وعقائديا وحقداً على اللبنانيين وإنما النظام السوري برمته ومنظماته ومخابراته.
تأكيدا لذلك فقد افاد ابو مصعب الرجل القيادي في "فتح الاسلام" في حديث "للشرق الاوسط"، بأنه "وبمجرد بدء المواجهة مع الجيش اللبناني بدأت اعداد كبيرة من المقاتلين المدربين والمجهزين عسكريا بالظهور في المخيم، حيث شاهد نحو 350 مقاتلا لم يسبق ان رآهم من قبل، الى جانب الكشف عن امدادات عسكرية، وصفها بالهائلة، وتزويد الحركة بعشرات الملايين من الدولارات، وفق ما ذكره العبسي له في احد لقاءاته به". هؤلاء هم عناصر المخابرات السورية لتحرير لبنان من احرار اللبنانيين ولكي يعود الى الحظيرة السورية.
وكان هدف النظام السوري في الأساس سلخ البقاع عن الجبل والشمال عن الجنوب وإعلان إمارة الشمال الإسلامية في محاولة لعودة الأقضية المسلوخة كما يدعون شططاً إلى الوطن الأم سورية، وكأن سورية هي وريثة الدولة العثمانية فقط لا غير، وبالتالي القضاء على وحدة لبنان نهائيا وطمسِ خريطته في مياه نهر البارد.
ولكنهم فشلوا وانفضحوا وسيفشلوا في كل مشاريعهم الجهنمية التخريبية للعودة بلبنان إلى الوراء.
قمةً في التضحيةِ والفداء ورمزاً للتفاني والعطاء.
فحييت يا جيش لبنان يا رافعَ العَلَمِ المفدى: بأحمرهِ القاني وأبيضهِ النقي وأرزتِهِ الباسِقَةِ الخضراء، خفَّاقاً في العلاء فوق رؤوس الحاقدين وكل طوابير المرتزقةِ التائهين وسائحي الإرهاب القتلة المجرمين والقاتل الذي أرسلهم من أقبية مخابرات قصر المتاجرين.
وبدل أن يستبسل قبضايات عصابة شاكر العبسي أو البعثي في قتالهم الشديد لتحرير الجولان وقنص الجنود المحتلين للأرض العربية وتفخيخ سيارات المستوطنين الصهاينة وتدمير بناياتهم وإتلاف مزرروعاتهم أتوا إلى بلاد الأرز للسرقة والزعرنة والقذارة باسم القضية والاسلام وزعزعة الأمن والاستقرار وقتل الجنود الأبرياء الآمنين والتخريب والتسبب بمأساة لأهالنا الفلسطينيين في مخيم نهر البارد والجوار اللبناني وتهجيرهم واتلاف مزروعاتهم وتعطيل أشغالهم وتدمير مساكنهم وسفك الدماء العربية بوحشية لم نتعرف عليها إلا عبر مسلسلات الدم البعثية في سورية الكئيبة، مجزرةُ حماة تشهد، وفي العراق الحزين.
وارتفاع العلمُ اللبناني استبسالا حتى الشهادةِ فوق بنايات مخيم نهر البارد هو رسالة للعرب والعالم أجمع والقول للجميع بأننا لن نسمح بعد اليوم بأن تنتهك سيادة لبنان. ولبنان ليس للبيع والشراء وعقد الصفقات وحل القضايا والمعضلات على ظهره المنهك.
ونحن جيش لبنان هنا، نرفع علمنا فوق أرضنا ولا نقبل بأن يضع أحدٌ خطوطا حمراء في وجهنا.
ولم يرتفع العلمُ اللبناني بجدارة فوق بنايات مخيم نهر البارد فقط، وإنما أيضا فوق رؤوس كل أصحاب المربعات الأمنية الميليشيات المتمردة على سلطة الدولة اللبنانية وحكومتها الشرعية.
وارتفع العلمُ شاهقاً خفاقا مبتسماً للشمس ولأرواح الشهداء لكي يحيا لبنان سيداً حراً ديمقراطياً تعددياً عربياً مستقلاً!
فبوركت سواعدكم القوية يا جنود الجيش الوطني اللبناني.
ولكن مهلاً، هل حقا هو مخيم؟
هذه التسمية تجافي الحقيقة ولا تعبر عن واقع صعوبة منطقة عمليات الجيش فنحن أمام مدينة صغيرة معقدة التركيب وليس مخيما من مجموعة خيم وبيوت بسيطة الترتيب. إنها بلدة مكتظة بكثافة سكانية كبيرة، عشوائية البناء، متلاصقة البنايات، كثيرة الأزقة والزواريب يخترقها نهر البارد وتحيط بها تلال تصلح لشن حرب عصابات وتمتد على شاطئ البحر حوالي ثلاث كيلومترات من المنية إلى العبدة وقد تم تحصينها تحت ظلال كابوس الاحتلال السوري جيداً خلال عشرات السنوات من قبل سورية ومنظماتها الفلسطينية بالمواقع الحربية والدشم والمراكز والملاجئ والأنفاق السرية والسراديب التي تربطها ببعضها على أفضل وجه لتكون عائقا تهديدياً في وجه قيام الدولة اللبنانية ولغما يصعب نزعه من جسدها ويتم تفجيره في لحظة الصفر لمصلحة النظام السوري لتقطيع أوصال الكيان اللبناني وهذا ما حدث بالفعل بعيد اقرار المحكمة الدولية. حيث كان هدف عصابات المخابرات السورية اختراق الطائفة السنية وبعثرتها بالأكاذيب والشائعات وتلبيس ثيابهم القذرة للشرفاء، وفصل أكثريتها الشمالية عن باقي لبنان. المخطط فشل لوعي الجيش ويقظة قوى الأمن الداخلي والشعب والحكومة.
صعوبة حركة الجيش في نهر البارد كما أسلفنا مبررة ونراها اليوم كم كلفته من شهداء وجرحى، لأنه جيش ديمقراطي حضاري إنساني راقي يحافظ على أرواح المدنيين ويعتمد الشفافية والمحاسبة والدقة فكل المعلومات التي صرح ويصرح عنها صحيحة لا تشوبها شائبة وحتى خسائره يعلن عنها في بلاغاته دون تردد. وقد وضع منذ بداية المعارك نصب عينيه الحفاظ على حياة إخوتنا الفلسطينيين معرضا نفسه للأخطار حيث أن الإرهابيين اتخذوا في بربريتهم المراكز الدينية والمدنيين دروعا بشرية دون وازع.
هذه نقطة فخر نسجلها في سجل جيشنا اللبناني الوطني الإنساني المقدام. الذي قدم التضحيات العظيمة والجهود المضنية وأخذ الوقت الكافي في تقدمه البطيء للسيطرة على مراكز عصابة فتح الاسلام مثل صامد والتعاونية وغيرها. المطلوب اليوم ولمصلحة الشعبين الشقيقين أن تتحول هذه المراكز إلى نقاط عسكرية دائمة للجيش اللبناني لبسط القانون على الجميع ولكي لا يكون المخيم مربعا امنياً للمخابرات السورية وخارج عن السيادة يهرب إلية كل مجرم ومطلوب للعدالة.
ولهذا لا عودة إلى الماضي ولا انسحاب من المواقع التي حررها الجيش اللبناني!
العصابة لم تقاتل وحدها وإنما ومن ورائها تنظيمات ارهابية كالقيادة العامة أحمد جبريل والمئات من المقاتلين المدربين من المخابرات السورية.
فالجيش لا يواجه في نهر البارد فقط هذه العصابة المغرر بها إسلاميا وعقائديا وحقداً على اللبنانيين وإنما النظام السوري برمته ومنظماته ومخابراته.
تأكيدا لذلك فقد افاد ابو مصعب الرجل القيادي في "فتح الاسلام" في حديث "للشرق الاوسط"، بأنه "وبمجرد بدء المواجهة مع الجيش اللبناني بدأت اعداد كبيرة من المقاتلين المدربين والمجهزين عسكريا بالظهور في المخيم، حيث شاهد نحو 350 مقاتلا لم يسبق ان رآهم من قبل، الى جانب الكشف عن امدادات عسكرية، وصفها بالهائلة، وتزويد الحركة بعشرات الملايين من الدولارات، وفق ما ذكره العبسي له في احد لقاءاته به". هؤلاء هم عناصر المخابرات السورية لتحرير لبنان من احرار اللبنانيين ولكي يعود الى الحظيرة السورية.
وكان هدف النظام السوري في الأساس سلخ البقاع عن الجبل والشمال عن الجنوب وإعلان إمارة الشمال الإسلامية في محاولة لعودة الأقضية المسلوخة كما يدعون شططاً إلى الوطن الأم سورية، وكأن سورية هي وريثة الدولة العثمانية فقط لا غير، وبالتالي القضاء على وحدة لبنان نهائيا وطمسِ خريطته في مياه نهر البارد.
ولكنهم فشلوا وانفضحوا وسيفشلوا في كل مشاريعهم الجهنمية التخريبية للعودة بلبنان إلى الوراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق