الجمعة، يوليو 04، 2008

هل تحاصر إسرائيل منزل النائب محمد دحلان..؟

محمد داود
في كل مرة نسمع أسم محمد دحلان "ابو فادي" لا سيما في الأمور المحكوم عليها بالفشل والتراجع، فأدركنا أنه الشماعة التي يمكن إلقاء التهم عليها بيسر ويمكن تصديقها، والجديد اليوم ما طالعتنا به وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية، بأخبار على صدر صفحاتها أن النائب دحلان هو ورجاله يقفون وراء إطلاق الصواريخ الأخيرة على المدن الإسرائيلية ، بغرض إفشال مشروع التهدئة، الذي تم الاتفاق على تنفيذ بنوده مع الاحتلال الصهيوني بقيادة حركة حماس وتسعى إلى تثبيتها في قطاع غزة وتتضمن فتح المعابر ورفع الحصار مقابل إطلاق سراح الجندي شاليط.
ولو كان دحلان حقاً من يقف وراء إطلاق الصواريخ، فهذا شرف وشهادة له بالوطنية والنضال، أم نسينا أن الصواريخ هي من أجبرت الاحتلال على الرحيل عن قطاع غزة، ولا زلنا نعتبرها السلاح الاستراتيجي في مقاومة الاحتلال حتى قبل أسابيع معدودة من الآن.
ولو افترضنا أن دحلان هو من أطلق الصواريخ..! فلماذا تنتظر إسرائيل ولم تقتحم مدينة رام الله وتحاصر سكناه كما فعلت إبان عهد الرئيس الشهيد عرفات لتقتله أو تعتقله أو تطارده، مع العلم أن إسرائيل قامت بتصفية المئات من مطلقي الصواريخ في عمليات اغتيال نفذتها طائراتها و...، وهي تعلم الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ عليها وقد كانت تؤكد كل سقوط صاروخ عليها والفصيل الذي يقف وراءه، إذاً ما مصلحة دحلان من إفشال التهدئة، لذلك إسرائيل ليست بحاجة إلى مبررات حتى تنقض عهدها الغير مكتوب أصلاً ولا يحظى بأي رعاية دولية، بدأته بعدوان وعشرات الخروقات، مع العلم أن قرار دحلان هو نفس قرار الرئيس أبو مازن بضرورة المحافظة على التهدئة وتثبيتها حتى تشمل الضفة الغربية، ونظرتهما المبدئية من الصواريخ أنها مرحلة عفي عليها الزمان أمام إبداعات المقاومة الجديدة في القدس والضفة وغيرها ونظراً لما تقدمه الصواريخ البدائية الصنع من مبررات أمام العدو الصهيوني لمواصلة عدوانه، وما تقدمه الصواريخ من صورة مبالغ فيها إعلامياً أمام المحافل الدولية.
لهذا ينتابنا الشك والجدل وأيضاً الخوف عندما نتداول اسم دحلان ولذلك نتجنب الحديث عنه وعن سيرته، فقد ذكر في السابق أنه المسؤول عن إبرام اتفاقية معبر رفح الحدودية مع مصر والمشهورة بـ "اتفاق2005" وهو في نظر حركة حماس اتفاقية مذلة بل الأسواء في تاريخ الاتفاقات الفلسطينية، ولن يعود إليها الشعب الفلسطيني بأي ثمن كان، فكان البديل كما نرى، هو إغلاق تام للمعابر وموت المئات من المرضى في المشافي وحصار اقتصادي وعالقين هنا وآخرين هناك، لأن الاتفاقية سمحت بإشراف إسرائيلي عن بعد في المعبر أي زرع كاميرات، والمعروف أن إسرائيل تتحكم بشكل مباشر في حياة الفلسطينيين في الوارد والصادر "المأكل والمشرب وحتى في الهواء" لأننا لا نزال قابعين تحت الحكم والسيطرة المباشرة لها، فالاتفاقية كانت خطوة على الطريق وقابلة للتغيير كما نطمح.
سمعنا وسنسمع الكثير عن دحلان وأفعاله منها المفيد ومنها الضار فأصبح نجماً في السماء يعرفه العالم بأسره، وهذا نابع من دبلوماسيته وحنكته في التعامل والتأثير وكسب المواقف السياسية على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية وأيضاً في طريقة التفاوض مع الاحتلال من أجل نزع حقوقنا الوطنية الفلسطينية، ولهذا عجبنا بأفكاره التي يطرحها والتي يمكن أن تحدث اختراقاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فاستبشرنا خيراً عندما شاهدناه بجانب الأخ أبو العبد هنية وهم يتصافحون والبسمة الصادقة وهم يشدون من أزر بعضهم بعضاً على الثبات والتوحد، وفهمنا معناها يد تقاوم ويد تجنى الثمار من اجل استعادة الحقوق.
لا أريد أن استذكر الماضي الأليم حتى لا أكون حسيباً أو مديحاً لطرف، ليس خوفاً من أحد، فالجميع قدم وضحى من أجل فلسطين والسيد دحلان كغيره له المواقف الشجاعة والتاريخية في خدمة القضية الفلسطينية، بغض النظر عن حدة التجاذبات السياسية، والتي أعتبرها غيمة وستمضي وستعود اللحمة الفلسطينية من جديد.

ليست هناك تعليقات: