محمد داود
من جديد تدخل إسرائيل من النافذة كما أعتدنا على سلوكها الشاذ في ظل توفر الأرضية المناسبة والخصبة للعب على التناقضات، فهي اغتالت قبل أشهر الشهيد عماد مغنية واغتالت شهداء الثورة الفلسطينية عبر صيرورة تاريخية، فنال قادتهم الأوسمة ومعالي الشرف بتصفية "خليل الوزير وصلاح خلف وفتحي الشقاقي واحمد ياسين و أبو علي مصطفى وجهاد العمارين و....." بل إنها اغتالت الشهيد ياسر عرفات كما اغتالت الشهيد هاني عابد وحاولت اغتيال السيد حسن نصر الله والأخ خالد مشعل وغيرهم العشرات في لحظة كان الأمن والاستقرار الفلسطيني في وضع يرثى له، باعتبار هذا الأسلوب الأنجع للخلاص من الرموز الفلسطينية التاريخية والوطنية المقاومة وغيرها. فهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تقوم فيها إسرائيل بالعبث في مقدرات الصف الفلسطيني المتمثل في مقاومته الباسلة ومناضليه وأطره على الساحة الفلسطينية .
لذلك مخطئاً من يعتقد أن إسرائيل أبرمت صفقة التهدئة وعليه رفعت يدها عن غزة أو أوقفت جرائمها، على العكس تماماً فهي أرادت أن تبين للعالم أنها دولة باحثه عن السلام، ولهذا تركت غزة سابقاً عقب أتفاق غزة أريحا مع منظمة التحرير الفلسطينية، ثم أكملت الانسحاب من جانب واحد عام 2005م ، واليوم هي تؤكد المسألة من جديد وفق اتفاق صفقة التهدئة، فيما أخذت آلياتها وطائراتها التي تتلقى الإشارة من عملائها على الأرض لتقصف وتغتال المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة وغيرهما، بالتالي هي كانت صريحة عندما اشتكت قبل أسابيع عن أهمية تجنيد المزيد من العملاء الجدد في قطاع غزة، والذي يعتبر مرتع ومنفى لرجال المقاومة والرموز الوطنية، ولهذا العملاء كثر ويمارسون دورهم على أكمل وجه وإن انتقل إلى مرحلة متقدمة من الحساسية المطلقة، أي أن الدور مباشر في الخلاص من المناضلين ولكن ببصمات وأدلة فلسطينية، بهدف تعزيز الانقسام وحدة التوتر والخلاف، لاسيما عندما يقترب الحوار الفلسطيني الفلسطيني خطوة إلي الأمام لرأب الصدع الفلسطيني.
لذلك علينا أن نعي تماماً طبيعة المرحلة وتوقيتها وشدة حساسيتها، فرحم الله شهداء الانفجار الذي يسجل على أنه داخلي الآن، وأنا على يقين أن إسرائيل هي من دبرته، فحركة فتح ليست بالجرأة على اقتراف عمل مشين كهذا لا يمط بصلة لأي تاريخ مقاوم لا فلسطيني ولا ديني ولا أخلاقي، في تاريخ هذه الحركة العريقة والمظفرة بدماء المناضلين والشرفاء الذين يقدمون الشهداء والجرحى والأسرى جيلاً بعد جيل ولا يزالون. ولابد من التأكيد هنا على أهمية تبرئة الذمة من الفاعلين، وان الفاعلين هم الطابور الخامس في قطاع غزة، وليسوا أبناء حركة فتح، إلا إذا كانت هناك دواعي لزجهم في أتون هذا العراك.
ولست بصدد الدفاع عن حركة فتح، ففتح تاريخ ونضال ولا يمكن أحد تجاهلها أو نفيها أو الدوس على كرامتها وكرامة أبنائها، لكن يجب الاحتكام للعقل والوعي فحجم التناقضات أكبر والطريق فتحت أمام تعزيز الانقسام بل وممارسة المزيد من الانتهاكات لحقوق أبناء شعبنا المقهور والمحتل، شعب الشهداء الأبطال ومفجر الثورات والبطولات التي سجلت أروع أسطورة تناقلتها مدارس العلم والفكر والمقاومة جيل بعد جيل.
فكونوا على قدر من المسئولية ولا تجعلوا من المناضلين الذين أمضوا زهرات عمرهم وشبابهم في زنازين الاحتلال ضحية وثمن كورقة ضغط سياسي يساوم بها ويبتزوا من خلالها وتبقى بذلك الجبهة الداخلية الفلسطينية هشة وتعج بالفوضى والفلتان والانقسام العارم، في لحظة تشتد الهجمة الشرسة على الأرض الفلسطينية في الضفة والقدس ومصادرة المزيد من الأراضي .
كاتب وباحث
من جديد تدخل إسرائيل من النافذة كما أعتدنا على سلوكها الشاذ في ظل توفر الأرضية المناسبة والخصبة للعب على التناقضات، فهي اغتالت قبل أشهر الشهيد عماد مغنية واغتالت شهداء الثورة الفلسطينية عبر صيرورة تاريخية، فنال قادتهم الأوسمة ومعالي الشرف بتصفية "خليل الوزير وصلاح خلف وفتحي الشقاقي واحمد ياسين و أبو علي مصطفى وجهاد العمارين و....." بل إنها اغتالت الشهيد ياسر عرفات كما اغتالت الشهيد هاني عابد وحاولت اغتيال السيد حسن نصر الله والأخ خالد مشعل وغيرهم العشرات في لحظة كان الأمن والاستقرار الفلسطيني في وضع يرثى له، باعتبار هذا الأسلوب الأنجع للخلاص من الرموز الفلسطينية التاريخية والوطنية المقاومة وغيرها. فهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تقوم فيها إسرائيل بالعبث في مقدرات الصف الفلسطيني المتمثل في مقاومته الباسلة ومناضليه وأطره على الساحة الفلسطينية .
لذلك مخطئاً من يعتقد أن إسرائيل أبرمت صفقة التهدئة وعليه رفعت يدها عن غزة أو أوقفت جرائمها، على العكس تماماً فهي أرادت أن تبين للعالم أنها دولة باحثه عن السلام، ولهذا تركت غزة سابقاً عقب أتفاق غزة أريحا مع منظمة التحرير الفلسطينية، ثم أكملت الانسحاب من جانب واحد عام 2005م ، واليوم هي تؤكد المسألة من جديد وفق اتفاق صفقة التهدئة، فيما أخذت آلياتها وطائراتها التي تتلقى الإشارة من عملائها على الأرض لتقصف وتغتال المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة وغيرهما، بالتالي هي كانت صريحة عندما اشتكت قبل أسابيع عن أهمية تجنيد المزيد من العملاء الجدد في قطاع غزة، والذي يعتبر مرتع ومنفى لرجال المقاومة والرموز الوطنية، ولهذا العملاء كثر ويمارسون دورهم على أكمل وجه وإن انتقل إلى مرحلة متقدمة من الحساسية المطلقة، أي أن الدور مباشر في الخلاص من المناضلين ولكن ببصمات وأدلة فلسطينية، بهدف تعزيز الانقسام وحدة التوتر والخلاف، لاسيما عندما يقترب الحوار الفلسطيني الفلسطيني خطوة إلي الأمام لرأب الصدع الفلسطيني.
لذلك علينا أن نعي تماماً طبيعة المرحلة وتوقيتها وشدة حساسيتها، فرحم الله شهداء الانفجار الذي يسجل على أنه داخلي الآن، وأنا على يقين أن إسرائيل هي من دبرته، فحركة فتح ليست بالجرأة على اقتراف عمل مشين كهذا لا يمط بصلة لأي تاريخ مقاوم لا فلسطيني ولا ديني ولا أخلاقي، في تاريخ هذه الحركة العريقة والمظفرة بدماء المناضلين والشرفاء الذين يقدمون الشهداء والجرحى والأسرى جيلاً بعد جيل ولا يزالون. ولابد من التأكيد هنا على أهمية تبرئة الذمة من الفاعلين، وان الفاعلين هم الطابور الخامس في قطاع غزة، وليسوا أبناء حركة فتح، إلا إذا كانت هناك دواعي لزجهم في أتون هذا العراك.
ولست بصدد الدفاع عن حركة فتح، ففتح تاريخ ونضال ولا يمكن أحد تجاهلها أو نفيها أو الدوس على كرامتها وكرامة أبنائها، لكن يجب الاحتكام للعقل والوعي فحجم التناقضات أكبر والطريق فتحت أمام تعزيز الانقسام بل وممارسة المزيد من الانتهاكات لحقوق أبناء شعبنا المقهور والمحتل، شعب الشهداء الأبطال ومفجر الثورات والبطولات التي سجلت أروع أسطورة تناقلتها مدارس العلم والفكر والمقاومة جيل بعد جيل.
فكونوا على قدر من المسئولية ولا تجعلوا من المناضلين الذين أمضوا زهرات عمرهم وشبابهم في زنازين الاحتلال ضحية وثمن كورقة ضغط سياسي يساوم بها ويبتزوا من خلالها وتبقى بذلك الجبهة الداخلية الفلسطينية هشة وتعج بالفوضى والفلتان والانقسام العارم، في لحظة تشتد الهجمة الشرسة على الأرض الفلسطينية في الضفة والقدس ومصادرة المزيد من الأراضي .
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق