راسم عبيدات
من نضالاتهم ومواقفهم
الأسير المناضل نادر صدقه السامري
شمعة على طريق الحرية
...على قمة جبل جرزيم أحد الأركان التي تقوم عليها مدينة نابلس،ثمة 350 نفراً ينتمون الى أصغر طائفة في العالم، ويعيشون بأمن وسلام مع محيطهم الفلسطيني،رغم تجاوز أو هفوة وخطأ من هنا وهناك تجاههم من نفر غير واع من أبناء شعبنا الفلسطيني،وفي الانتخابات التشريعية الأولى منحهم الرئيس الراحل أبو عمار مقعداً في المجلس التشريعي على نظام الكوتة، ليجري إلغاءه لاحقاً في الانتخابات التشريعية الثانية.
والسمرة كما يسميهم أهل نابلس،يتمسكون بسلسلة طويلة من العادات والتقاليد،والتي يدافعون عنها بقوة في وجه رياح العولمة العاتية ومستجدات وتطورات العصر التي تفرض نفسها على الجميع،وتقوم الديانة السامرية على خمسة أركان،وهي الأيمان بوحدانية الله تعالى،ونبوة سيدنا موسى عليه السلام،والإيمان بخمسة أسفار توراة،والإيمان بقدسية جبل جرزيم،كقبلة لكل السامرين ومحط أنظارهم،والإيمان بيوم الحساب والعقاب،ويتمحور الخلاف بين السامرين واليهود في العقيدة الرابعة،حيث يعتبر اليهود أن مدينة القدس،هي قبلة بني إسرائيل،بينما ينظر السامرين الى مدينة القدس كأي مدينة فلسطينية أخرى،وليس لها قدسية خاصة عندهم،وهم يملكون أفدم نسخة في التوراة عمرها 3646 سنة عبرية،وهم يعرفون أنفسهم بأنهم جزء من الشعب الفلسطيني، وعدد من أبناء هذه الطائفة جسد هذا الانتماء،بالعمل والالتحاق بفصائل العمل الوطني الفلسطيني،وبالذات حركة فتح والجبهة الشعبية،ومن هؤلاء المناضلين،يتميز ويتفرد المناضل نادر السامري،والذي كان أحد قادة كتائب الشهيد أبو على مصطفى،وقبل أن يلتحق بالعمل العسكري للجبهة الشعبية،فقد كان أحد القادة الطلابيين البارزين للجبهة في جامعة النجاح،حيث درس الآثار عن قناعة وحب معرفة واطلاع،وهو يمتلك حصيلة واسعة من المعرفة عن آثار وحضارات وثقافة المنطقة،وحاصل على درجة البكالوريس في الآثار من جامعة النجاح،وفي إطار عمله الطلابي كمنظم ومؤطر ومحرض ومستقطب،كان الرفاق في المنطقة، يستفيدون من خبراته في مجال تخطيط وكتابة الشعارات واليافطات واللوحات الفنية،فهو يمتلك موهبة فنية في مجال الرسم والتخطيط،حيث يجيد الكتابة بمختلف أنواع الخط العربي،ويعتبر أن اللغة العربية هي تعبير عن هويته القومية،ولم يجد أي تناقض بين ديانته السامرية وانتماءه القومي العروبي ومعاداته للفكر والحركة الصهيونية ،وهذه الموهبة زادت عليه الطلب والأعباء في السجون،حيث الكثير من الأسرى يتوجهون له،لكي يرسم أو يخطط لهم العديد من اللوحات المصنوعة يدوياً في المعتقل من ،اجل إهداءها لأسرهم وعائلاتهم في المناسبات المختلفة.
والمناضل السامري،قبل أن يعتقل كان مطارداً ومطلوباً لقوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها الأمنية،وليجري اعتقاله لاحقاً في كمين نصبته له قوات الاحتلال،والسامري المعتقل منذ عام 2004 ،والمحكوم بالسجن ستة مؤبدات،كان يدرك ويعلم جيداً،أن السجن محطة أخرى من محطات النضال،وعلى المناضل أن يقهر هذا الواقع الاعتقالي،وأن يستغل كل لحظة ودقيقة من وجوده في السجن،من أجل الاستفادة والمعرفة وتطوير القدرات وزيادة التجارب والخبرات في مختلف القضايا والمواضيع ،وطنية أمنية،سياسية فكرية،تربوية ،اعتقالية ،حياتية وثقافية .
والمناضل السامري بما يمتلكه من حصيلة جيدة من المعلومات في القضايا التطرية والسياسية والفكرية،فقد شكل أحد أعمدة منظمات الجبهة الحزبية الاعتقالية،على صعيد قيادة الجلسات والمشاركة الفاعلة في قيادات منظمات الأسر،وهو ممسك بناصية الموقف الجبهاوي وقادر على الدفاع عنه بشكل علمي ومنهجي،دون تزمت أو تشنج أو الإساءة لأحد، ولديه شبكة واسعة من العلاقات الاعتقالية،مع مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،علاقات تقوم على الاحترام المتبادل ومصلحة الحركة الأسيرة فوق المصالح الخاصة والفئوية، وهذا نابع من قناعاته وأفكاره وتربيته بأولوية الوطن على الحزب وأولوية الحزب على العشيرة والطائفة،والسامري عدا أنه صلب في مواقفه وأرائه،فهو أيضاً إنسان مبادر على صعيد القضايا الحياتية في المعتقل،حيث يعمل في مغسلة المعتقل، ومن ثم يجد لديه متسع من الوقت،لكي يشارك في الطبخ لرفاقه في الغرفة التي يسكنها،وعندما يقوم نادر بعملية الطبخ ،يشرك معه جيش في عملية الطبخ،فيطلب من أحد الرفاق أن يقوم بدق الثوم،وآخر تقشير وتقطيع البطاطا،وغيره تقشير وتقطيع البصل،والمشكلة ليست هنا،بل في الرفاق الذين يكون عليهم دور الجلي،فهو يستخدم الكثير من الأواني والأدوات في العملية،وبالتالي يمضي من مسؤوليته الجلي من الرفاق وقتاً مضاعفاً عن الوقت المطلوب،لو قام بعملية الطبخ رفيق آخر غير السامري،والسامري ليست لديه فقط مواهب الطبخ،بل هو من كتبة الشعر والأدب،ويحفظ الكثير منه من الشعر الجاهلي وتحديداً المعلقات الى الشعر الحديث،وهو يعشق شعر الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب،وتراه دائم الترديد له،ويستخدم الشعر والأدب كثيراً في المراسلة مع من يحب،والشعر والأدب تعبير عن لغة عاطفية ومشاعر وأحاسيس جياشة، ولديه عادة سيئة في السجن،وهي عندما يمل من الجلوس على السرير"البرش"،ويريد أن يتمشى في الغرفة،فالغرفة تخسر أشياء عزيزة عليها،حيث في مشاويره يحطم العديد من كاسات الرفاق الموجودة أمامهم،ويبدو أن هذه العادة السيئة ستلازمه رغم وعوده المتكررة بتجاوزها،والسامري الذي تواصل وتواظب والدته سلام على زيارته في المعتقلات،فرغم أنه مضى على اعتقاله أربعة أعوام،إلا أنها في كل زيارة تدمع عيونها على أبنها وعلى أخوته ورفاقه الأسرى،والتي تراها دائماً تدعو لهم أن تتغير الظروف ويتحرروا من الأسر والسجون،وأن تتوقف ليس معاناتهم فقط، بل معاناة أهلهم وذويهم،والتي غالباً ما تكون سفراتهم لزيارة أبنائهم في سجون الاحتلال المختلفة،فيها الشيء الكثير من الذل والمهانة والتعدي على الكرامة،والإساءة لكل القيم والمعايير الإنسانية،من قبل إدارات سجون الاحتلال.
والرفيق السامري وكل أبناء الطائفة السامرية،أثبتوا ويثبتون أنهم جزء أصيل من شعبنا الفلسطيني،يجمعهم الهم والمصير المشترك،ويريدون لشعبنا الفلسطيني للحرية كباقي أبناء المعمورة،وهؤلاء المناضلين من أبناء الطائفة السامرية،من واجبهم علينا العمل على تحريرهم من سجون الاحتلال،وأن يكونوا في سلم الأولويات في صفقات التبادل مع الإسرائيليين،وهذه دعوة لأسري "شاليط"،بأن يكون اسم نادر السامري مدرجاَ ضمن الصفقة التبادل،لما لذلك من قيمة وأهمية خاصة.
الأسير المناضل نادر صدقه السامري
شمعة على طريق الحرية
...على قمة جبل جرزيم أحد الأركان التي تقوم عليها مدينة نابلس،ثمة 350 نفراً ينتمون الى أصغر طائفة في العالم، ويعيشون بأمن وسلام مع محيطهم الفلسطيني،رغم تجاوز أو هفوة وخطأ من هنا وهناك تجاههم من نفر غير واع من أبناء شعبنا الفلسطيني،وفي الانتخابات التشريعية الأولى منحهم الرئيس الراحل أبو عمار مقعداً في المجلس التشريعي على نظام الكوتة، ليجري إلغاءه لاحقاً في الانتخابات التشريعية الثانية.
والسمرة كما يسميهم أهل نابلس،يتمسكون بسلسلة طويلة من العادات والتقاليد،والتي يدافعون عنها بقوة في وجه رياح العولمة العاتية ومستجدات وتطورات العصر التي تفرض نفسها على الجميع،وتقوم الديانة السامرية على خمسة أركان،وهي الأيمان بوحدانية الله تعالى،ونبوة سيدنا موسى عليه السلام،والإيمان بخمسة أسفار توراة،والإيمان بقدسية جبل جرزيم،كقبلة لكل السامرين ومحط أنظارهم،والإيمان بيوم الحساب والعقاب،ويتمحور الخلاف بين السامرين واليهود في العقيدة الرابعة،حيث يعتبر اليهود أن مدينة القدس،هي قبلة بني إسرائيل،بينما ينظر السامرين الى مدينة القدس كأي مدينة فلسطينية أخرى،وليس لها قدسية خاصة عندهم،وهم يملكون أفدم نسخة في التوراة عمرها 3646 سنة عبرية،وهم يعرفون أنفسهم بأنهم جزء من الشعب الفلسطيني، وعدد من أبناء هذه الطائفة جسد هذا الانتماء،بالعمل والالتحاق بفصائل العمل الوطني الفلسطيني،وبالذات حركة فتح والجبهة الشعبية،ومن هؤلاء المناضلين،يتميز ويتفرد المناضل نادر السامري،والذي كان أحد قادة كتائب الشهيد أبو على مصطفى،وقبل أن يلتحق بالعمل العسكري للجبهة الشعبية،فقد كان أحد القادة الطلابيين البارزين للجبهة في جامعة النجاح،حيث درس الآثار عن قناعة وحب معرفة واطلاع،وهو يمتلك حصيلة واسعة من المعرفة عن آثار وحضارات وثقافة المنطقة،وحاصل على درجة البكالوريس في الآثار من جامعة النجاح،وفي إطار عمله الطلابي كمنظم ومؤطر ومحرض ومستقطب،كان الرفاق في المنطقة، يستفيدون من خبراته في مجال تخطيط وكتابة الشعارات واليافطات واللوحات الفنية،فهو يمتلك موهبة فنية في مجال الرسم والتخطيط،حيث يجيد الكتابة بمختلف أنواع الخط العربي،ويعتبر أن اللغة العربية هي تعبير عن هويته القومية،ولم يجد أي تناقض بين ديانته السامرية وانتماءه القومي العروبي ومعاداته للفكر والحركة الصهيونية ،وهذه الموهبة زادت عليه الطلب والأعباء في السجون،حيث الكثير من الأسرى يتوجهون له،لكي يرسم أو يخطط لهم العديد من اللوحات المصنوعة يدوياً في المعتقل من ،اجل إهداءها لأسرهم وعائلاتهم في المناسبات المختلفة.
والمناضل السامري،قبل أن يعتقل كان مطارداً ومطلوباً لقوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها الأمنية،وليجري اعتقاله لاحقاً في كمين نصبته له قوات الاحتلال،والسامري المعتقل منذ عام 2004 ،والمحكوم بالسجن ستة مؤبدات،كان يدرك ويعلم جيداً،أن السجن محطة أخرى من محطات النضال،وعلى المناضل أن يقهر هذا الواقع الاعتقالي،وأن يستغل كل لحظة ودقيقة من وجوده في السجن،من أجل الاستفادة والمعرفة وتطوير القدرات وزيادة التجارب والخبرات في مختلف القضايا والمواضيع ،وطنية أمنية،سياسية فكرية،تربوية ،اعتقالية ،حياتية وثقافية .
والمناضل السامري بما يمتلكه من حصيلة جيدة من المعلومات في القضايا التطرية والسياسية والفكرية،فقد شكل أحد أعمدة منظمات الجبهة الحزبية الاعتقالية،على صعيد قيادة الجلسات والمشاركة الفاعلة في قيادات منظمات الأسر،وهو ممسك بناصية الموقف الجبهاوي وقادر على الدفاع عنه بشكل علمي ومنهجي،دون تزمت أو تشنج أو الإساءة لأحد، ولديه شبكة واسعة من العلاقات الاعتقالية،مع مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،علاقات تقوم على الاحترام المتبادل ومصلحة الحركة الأسيرة فوق المصالح الخاصة والفئوية، وهذا نابع من قناعاته وأفكاره وتربيته بأولوية الوطن على الحزب وأولوية الحزب على العشيرة والطائفة،والسامري عدا أنه صلب في مواقفه وأرائه،فهو أيضاً إنسان مبادر على صعيد القضايا الحياتية في المعتقل،حيث يعمل في مغسلة المعتقل، ومن ثم يجد لديه متسع من الوقت،لكي يشارك في الطبخ لرفاقه في الغرفة التي يسكنها،وعندما يقوم نادر بعملية الطبخ ،يشرك معه جيش في عملية الطبخ،فيطلب من أحد الرفاق أن يقوم بدق الثوم،وآخر تقشير وتقطيع البطاطا،وغيره تقشير وتقطيع البصل،والمشكلة ليست هنا،بل في الرفاق الذين يكون عليهم دور الجلي،فهو يستخدم الكثير من الأواني والأدوات في العملية،وبالتالي يمضي من مسؤوليته الجلي من الرفاق وقتاً مضاعفاً عن الوقت المطلوب،لو قام بعملية الطبخ رفيق آخر غير السامري،والسامري ليست لديه فقط مواهب الطبخ،بل هو من كتبة الشعر والأدب،ويحفظ الكثير منه من الشعر الجاهلي وتحديداً المعلقات الى الشعر الحديث،وهو يعشق شعر الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب،وتراه دائم الترديد له،ويستخدم الشعر والأدب كثيراً في المراسلة مع من يحب،والشعر والأدب تعبير عن لغة عاطفية ومشاعر وأحاسيس جياشة، ولديه عادة سيئة في السجن،وهي عندما يمل من الجلوس على السرير"البرش"،ويريد أن يتمشى في الغرفة،فالغرفة تخسر أشياء عزيزة عليها،حيث في مشاويره يحطم العديد من كاسات الرفاق الموجودة أمامهم،ويبدو أن هذه العادة السيئة ستلازمه رغم وعوده المتكررة بتجاوزها،والسامري الذي تواصل وتواظب والدته سلام على زيارته في المعتقلات،فرغم أنه مضى على اعتقاله أربعة أعوام،إلا أنها في كل زيارة تدمع عيونها على أبنها وعلى أخوته ورفاقه الأسرى،والتي تراها دائماً تدعو لهم أن تتغير الظروف ويتحرروا من الأسر والسجون،وأن تتوقف ليس معاناتهم فقط، بل معاناة أهلهم وذويهم،والتي غالباً ما تكون سفراتهم لزيارة أبنائهم في سجون الاحتلال المختلفة،فيها الشيء الكثير من الذل والمهانة والتعدي على الكرامة،والإساءة لكل القيم والمعايير الإنسانية،من قبل إدارات سجون الاحتلال.
والرفيق السامري وكل أبناء الطائفة السامرية،أثبتوا ويثبتون أنهم جزء أصيل من شعبنا الفلسطيني،يجمعهم الهم والمصير المشترك،ويريدون لشعبنا الفلسطيني للحرية كباقي أبناء المعمورة،وهؤلاء المناضلين من أبناء الطائفة السامرية،من واجبهم علينا العمل على تحريرهم من سجون الاحتلال،وأن يكونوا في سلم الأولويات في صفقات التبادل مع الإسرائيليين،وهذه دعوة لأسري "شاليط"،بأن يكون اسم نادر السامري مدرجاَ ضمن الصفقة التبادل،لما لذلك من قيمة وأهمية خاصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق