راسم عبيدات
.....في إطار التعليق والتحريض على أسماء المناضلين الفلسطينيين الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم في إطار صفقة التبادل بالجندي المأسور"جلعاد شاليط"،وحسب وصف سليل المخابرات الإسرائيلية السابق"روني شكيد" المختص يالشؤون الفلسطينية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليمينية الإسرائيلية،وهو أيضاً من كبار المحللين السياسيين والمختصين في الشأن العسكري،فإن"جلعاد شاليط" هو"حمل وضيع" لم تتلطخ يداه بالدم الفلسطيني كحال "روني شكيد"،وكل ما فعله هو أنه حمل السلاح وتواجد على حدود القطاع،لا ليمارس هوايته ودوره في قتل أكبر عدد من الفلسطينيين،تماماً كما هي حال الكثير من الحالات التي كان يتباهى فيها جنود الاحتلال بقتل أكبر عدد من الفلسطينيين،بل ربما ذهب هناك لاصطياد الأرانب البرية،وإذا كان "شكيد" في تحريضه على الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بشملهم بصفقة التبادل،يقول بأن على أيديهم نهر من الدماء، فليتحفنا"روني" ويعيد نبش ذاكرتنا ويقول لنا، منّ من قيادته العسكرية والسياسية منذ نشأت دولتهم بحق القوة وتاريخها، ليس على يديه، بل وليس غارقاً في محيط الدم الفلسطيني من رأسه حتى أخمص قدميه،وإذا كان مناضلي الحرية الفلسطينيين المطلوب شملهم بصفقة التبادل هم حسب وصف"شكيد" لهم من كبار"الإرهابيين"،فماذا يسمي من ارتكبوا المجازر والمذابح بدءاً من دير ياسين وكفر قاسم وقبيا والدوايمه والسموع وقانا واحد وقانا اثنين ومزارع البقر في مصر ومجازر ومذابح المصلين في الحرم الإبراهيمي والأقصى وشفا عمرو ،وقتل وحصار شعب بأكمله في قطاع غزة ومنع كل مستلزمات الحياة عنه،ناهيك عن قتل الأسرى والمعتقلين، كما حصل مع الجنود المصرين وأبناء أبو جامع،وكذلك قتل المعتقلين في أقبية التحقيق من قاسم أبو عكر ومحمد الخواجا وفايز الطرايره والعكاوي وحريزات ،ولو عددت الجرائم والمجازر التي ارتكبها وما زال يرتكبها قادتكم العسكريين والسياسيين ورؤساءك السابقين والحاليين في"الشاباك والموساد" لربما احتاج الأمر مني الى مجلدات ومئات الحلقات المتلفزة .
وكذلك فليحدثنا ويتحفنا"روني"عن سلام حكومته المنشود وما يسمى بالتنازلات المؤلمة من أجله،فما نسمعه ونراه على أرض الواقع من ممارساتكم القمعية والاذلالية بحق شعبنا الفلسطيني،يزيل عن أعيننا الغشاوة،ويبعد عنا السذاجة"والهبل"،ونصبح واعين جدا لكل مراميكم وأهدافكم الخبيثة.
وفي ظل العقلية والذهنية التي تحكمكم والقائمة على تصورات وأساطير توراتية وأيديولوجيا مشبعة بالعنصرية والتطرف والدونية،وهذا الذي أقوله ليس تحريضاً أو قدحاً فالتوراة هي التي تقول الفرق بين اليهود وباقي البشر كالفرق بين الإنسان والحيوان،وكذلك سأذكرك بحملات التحريض التي تساهم بها جوقة الحاخامات عندكم من نعت لنا نحن العرب والفلسطينيين بأقذع الأوصاف، أقلها بأننا حيوانات تدب على أربع والفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت الى الدعوات بالقتل والانتقام والطرد وتعليق المشانق وإقامة المستوطنات مقابل كل يهودي يقتل،وهذا ليس وقفاً على الحاخامات ورجال الدين، بل هناك من دعا لارتكاب"هولوكست" محرقة بحق قطاع غزة،اعتقادا منه بأن من ارتكب المذابح بحق اليهود هم الفلسطينيين وليس النازيين،ناهيك عن نظريات واختراعات قادتكم من مختلف ألوان الطيف السياسي،حول أفضل الطرق أو أنجعها لإبادة الشعب الفلسطيني،والذي كانت رئيسة وزرائكم السابقة "الراحلة "غولدا مئير"،تشعر بكابوس مع ولادة كل طفل فلسطيني،كما انك أنت أدرى وأعرف بتصريحات جوقة وزرائكم من اليمين من أمثال"أفيغدور ليبرمان وآفي ايتام وغيرهم"،وبالمناسبة لا فرق بين يمينكم ويساركم.
وليتك يا "روني"تحدثنا عن التنازلات المؤلمة من أجل السلام،ودعم معسكر الاعتدال الفلسطيني،هذا المعسكر الذي أضحى"ملطشة"لكم على النازلة والطالعة ،تلك الأسطوانة المشروخة التي يرددها قادتكم كل صباح ومساء،ويمارسون عكسها كل لحظة ودقيقة،فالحواجز العسكرية منذ أنابولس ،أو ما يسمى بمؤتمر السلام ،ارتفعت وزادت بنسبة لا تقل عن 25%،والاستيطان في القدس والكتل الاستيطانية الكبرى والأغوار تضاعف عشر مرات،وبحثتم عن طرق جديدة لتكثيف الاستيطان من خلال خصخصته،وشرعتتم المستوطنات العشوائية،ولم تزيلوا"كرفاناً" وليس مستوطنة، وربما تسمي إزالة بضع أكوام من التراب عن مداخل بعض القرى الفلسطينية،تنازلات مؤلمة من أجل السلام،والأسرى الفلسطينيين فاقوا الأحد عشر ألف أسير،وفي إطار الفرية والكذبة الكبرى،بالورقة والقلم ،فهم يحتاجون لأكثر من مئة عام لإطلاق سراحهم،وفق حسن نواياكم وتنازلاتكم المؤلمة من أجل السلام،وطبعاً هذا لا يشمل الأسرى،المصنفين وفق تقسيماتكم واشتراطاتكم"بالملطخة أيديهم بالدماء"،على اعتبار أنكم أنت شعب الله المختار،و"أطهر من الكعبة وأبيض من حمام مكة"،ولا ترتكبون لا" مذبحة ولا مجزرة"،وطبعاً هذا غيض من فيض عن ممارساتكم وأعمالكم التي تتنافي مع أبسط أشكال السلام وبناء الثقة،ولا أعرف مع من تريدون صنع السلام مع الشعب الفلسطيني وقيادته ،أم مع كائنات غير مرئية،فحججكم دائماً جاهزة،فالرئيس الشهيد أبو عمار"إرهابي" وأبو مازن ضعيف،والأسيران القائدان النائبان البرغوثي وسعدات "قتلة وإرهابيين"، وكذلك حال النواب والوزراء الذين اعتقلتموهم من حماس وغيرها،ولتدلنا وتخبرنا عن طريقة،يحرر فيها الفلسطينيون أسراهم من سجونكم،وأنتم تعرفون أن نهج وطريقة المفاوضات العبثية والمارثونية التي يديرها الرئيس أبو مازن معكم ،لم تفلح في إطلاق سراح أسير واحد خارج إطار تصنيفاتكم وتقسيماتكم،ومن هنا كيف تريد من الشعب الفلسطيني أن يثق بكم ويصدق وعودكم؟،وهناك أسرى ما قبل مرحلة أوسلو والذي نص اتفاق طابا على إطلاق سراحهم،ولم يطلق سراح أحد منهم،وتأتي أنت اليوم بدلا من التأكيد على ضرورة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين،كبادرة في نطاق بناء الثقة وصنع سلام حقيقي، لكي تحرض على قادة الشعب الفلسطيني،وتقول بأن على أيديهم نهر من الدماء،وأنت تماماً كحال من في بطنه جمل ويطالب بقط،أو الذي بيته من زجاج ويريد أن يرمي الناس بحجر،ناهيك عن أن الشعب الفلسطيني يمارس كفاحه ونضاله المشروع والذي كفلته الأعراف والمواثيق الدولية،من أجل التحرر والانعتاق من الاحتلال،وبدلاً من صب حقدك والتحريض على الأسرى الفلسطينيون،مارس دورك في الدعوة لإنهاء الاحتلال،أساس كل الشرور والبلاء،وحينها تجد يد كل الشعب الفلسطيني ممدودة للسلام،والمقاومة لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال.
هناك تعليقان (2):
ما أجمل رسمك اذ ترسم الخقيقة يا راسم.
حقا بدعت ياراسم.
والله ي راسم اللي بتحكي صح بس هذا روني شكيد من يديعودوت مش من هاارتس
تانيا ما بدي اذكرك بحواجز الفبسطينيين بجنوب لبنان ايام العز بالمقارنه شو رايك مين اصعب ضلم ذوى القربى ولا ضلم ولاد عمك
إرسال تعليق