الياس بجاني
أفادت وكالات الأنباء أمس الأربعاء بأن رئيس الوزراء اللبناني المكلف فؤاد السنيورة رفض عرضاً إيطالياً للتوسط بين لبنان وإسرائيل، وفي أسفل الخبر الذي وزعته وكالة أ ف ب تحت عنوان: السنيورة يرفض عرضا إيطاليا لوساطة بين لبنان وإسرائيل: "بيروت/أ ف ب/9 تموز 2008/ أكد مصدر حكومي لبناني الأربعاء أن رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة رفض عرضا تقدمت به إيطاليا للقيام بدور الوسيط بين لبنان وإسرائيل. وقال المصدر "طلب السفير الايطالي غبريال كيكيا لقاء عاجلا مع السنيورة وابلغه رسالة من وزير خارجية بلاده فرانكو فراتيني يعرض فيها استعداد ايطاليا للقيام بدور الوسيط بين لبنان وإسرائيل لإجراء مباحثات بين البلدين". وأضاف "ابلغ السنيورة السفير الايطالي عدم موافقته على الطلب وعلى المسعى".وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قد اقترح الثلاثاء من القدس ان تلعب روما دور الوسيط بين إسرائيل ولبنان في حال بدء مفاوضات سلام بين البلدين. ورفض السنيورة في الحادي عشر من حزيران/يونيو الماضي دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت إلى مفاوضات سلام ثنائية مع الدولة العبرية، مؤكدا ان المواضيع العالقة بين البلدين، ومن أبرزها قضية مزارع شبعا، خاضعة لقرارات دولية. وجاءت دعوة اولمرت بعد شهر من الإعلان عن مفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل برعاية تركية".
بالواقع لم يعد لا مقبولاً ولا منطقياً هذا التزمت اللبناني الاعتباطي غير المبرر فيما يخص رفض التفاوض مع دولة إسرائيل وإنهاء حالة العداء معها أسوة بباقي كل الدول العربية، بما في ذلك الشقيقة الشقية، سوريا البعث، التي لم يتوقف بعثها "وقرداحييها" في أي وقت من الأوقات منذ 30 سنة عن الاتصال المباشر وعبر الوسطاء مع قادة الدولة العبرية دون خجل أو وجل.
وها هي الطغمة البعثية الشامية ومنذ فترة غير قصيرة تتفاوض مع ما تسميه "عدواً" وتستعطي أميركا التي تنعتها هي وحليفتها الفارسية، إيران، "بالشيطان الأكبر" لرعاية التفاوض.
ومن منا لا يتذكر المفاوض السوري الذي زار إسرائيل مؤخراً وألقى كلمة في مجلس نوابها "الكنيست" عارضاً على الإسرائيليين السلام السوري مع رزمة من الإلتزامات التي في مقدمها لجم المنظمات الأصولية من حماس وحزب الله ومن لف لفهما مقابل ضمان بقاء حكام البعث في السلطة.
ولا يفوتنا هنا من أن نشير إلى أن اغتيال عماد مغنية في قلب العاصمة السورية كان اعتبر من قِبل عشرات المراقبين الدوليين "دفعة على الحساب" وعربوناً من النظام السوري لكل من أميركا وإسرائيل، ورسالة ود تقول: أمنوا لنا سلامة النظام ونحن نريحكم من كل العناصر التي تزعجكم.
من حق الشعب اللبناني أن يعرف لماذا هو مبرر لجيش ولاية الفقيه في لبنان، حزب الله، أن يفاوض إسرائيل علناً، مرات ومرات وتغييب الدولة اللبنانية عن هذا التفاوض، فيما الرئيس السنيورة يكرر المرة تلوى الأخرى رفضه الإستجابة للدعوات الإسرائيلية والدولية والتي كان أخرها المبادرة الإيطالية؟
من حق الشعب اللبناني أن يعرف لماذا حكامه هم ملكيون وفلسطينيون أكثر من ممثلي الشعب الفلسطيني أنفسهم الذين فاوضوا في أسلوا وقبلوا بحق وجود دولة إسرائيل وتخلوا عن النضال المسلح واستمروا من يومها بالتفاوض مع قادتها وعلناً.
من حق الشعب اللبناني أن يعرف فيما إذا كان حكام مصر والأردن وقطر وتونس والمغرب ودول الخليج العربي وباقي أعضاء جامعة الدولة العربية هم "خونة" كونهم اعترفوا بالدولة العبرية، ويقيمون معها العلاقات الدبلوماسية والتجارية والمخابرتية، وغيرها؟
من حق الشعب اللبناني أن يعرف لماذا ما هو محلل للإيراني والعربي والصومالي وكل شعوب الأرض، محرم عليه هو فقط؟
نريد أن نعرف لماذا يحق للجميع ودون استثناء التفاوض مع الدولة العبرية وإقامة العلاقات معها ويمنح هذا الحق عن لبنان؟
إلا يدري الرئيس السنيورة أنه برفضه التفاوض مع إسرائيل وإنهاء حالة الحرب معها، إنما يساهم في إبقاء لبنان ساحة لحروب الآخرين العبثية، ويشرّع لجيش حزب الله، استكمال هيمنه العسكرية والإدارية والمالية والأمنية على كل لبنان دولة ومؤسسات ومجتمعات؟
لا، لم يعد هذا الموقف الرسمي اللبناني مقبولاً تحت أي حجة،ً ولا بد من وضع حد فوري له. إن المطلوب من الرئيس السنيورة ومن كل حكام وقيادات لبنان السيادية أن تخرج إلى العلن وتصارح اللبنانيين حول الأسباب التي تلزمها هذا الموقف "العجيب الغريب" الذي هو ببساطة متناهية ضد الدولة ويهدد سلطتها، بل يعمل على إلغائها لمصلحة دولة حزب الله.
المطلوب أن يقول الحكام والمسؤولين والقادة السياديين للشعب اللبناني ما هي الأسباب الحقيقة التي تحول دون قبولهم التفاوض مع إسرائيل وبالتالي ترك لبنان ساحة لحروب الآخرين. فإن كانوا عاجزين ويخافون سوريا وإيران وحزب الله، فإن من واجبهم الوطني الإعلان عن هذه العوائق وتسليم الأمر عندها برمته للأمم المتحدة.
واحتراماً لذكاء وذاكرة اللبنانيين نطالب حكام لبنان وقادته ان يتوقفوا عن اجترار لازمة "لبنان آخر دولة عربية تفاوض إسرائيل"، لأن الواقع يقول لنا إن لبنان بالفعل الوحيد من بين كل دول العالم الذي لا تقيم علاقات مع دولة إسرائيل.
أفادت وكالات الأنباء أمس الأربعاء بأن رئيس الوزراء اللبناني المكلف فؤاد السنيورة رفض عرضاً إيطالياً للتوسط بين لبنان وإسرائيل، وفي أسفل الخبر الذي وزعته وكالة أ ف ب تحت عنوان: السنيورة يرفض عرضا إيطاليا لوساطة بين لبنان وإسرائيل: "بيروت/أ ف ب/9 تموز 2008/ أكد مصدر حكومي لبناني الأربعاء أن رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة رفض عرضا تقدمت به إيطاليا للقيام بدور الوسيط بين لبنان وإسرائيل. وقال المصدر "طلب السفير الايطالي غبريال كيكيا لقاء عاجلا مع السنيورة وابلغه رسالة من وزير خارجية بلاده فرانكو فراتيني يعرض فيها استعداد ايطاليا للقيام بدور الوسيط بين لبنان وإسرائيل لإجراء مباحثات بين البلدين". وأضاف "ابلغ السنيورة السفير الايطالي عدم موافقته على الطلب وعلى المسعى".وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قد اقترح الثلاثاء من القدس ان تلعب روما دور الوسيط بين إسرائيل ولبنان في حال بدء مفاوضات سلام بين البلدين. ورفض السنيورة في الحادي عشر من حزيران/يونيو الماضي دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت إلى مفاوضات سلام ثنائية مع الدولة العبرية، مؤكدا ان المواضيع العالقة بين البلدين، ومن أبرزها قضية مزارع شبعا، خاضعة لقرارات دولية. وجاءت دعوة اولمرت بعد شهر من الإعلان عن مفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل برعاية تركية".
بالواقع لم يعد لا مقبولاً ولا منطقياً هذا التزمت اللبناني الاعتباطي غير المبرر فيما يخص رفض التفاوض مع دولة إسرائيل وإنهاء حالة العداء معها أسوة بباقي كل الدول العربية، بما في ذلك الشقيقة الشقية، سوريا البعث، التي لم يتوقف بعثها "وقرداحييها" في أي وقت من الأوقات منذ 30 سنة عن الاتصال المباشر وعبر الوسطاء مع قادة الدولة العبرية دون خجل أو وجل.
وها هي الطغمة البعثية الشامية ومنذ فترة غير قصيرة تتفاوض مع ما تسميه "عدواً" وتستعطي أميركا التي تنعتها هي وحليفتها الفارسية، إيران، "بالشيطان الأكبر" لرعاية التفاوض.
ومن منا لا يتذكر المفاوض السوري الذي زار إسرائيل مؤخراً وألقى كلمة في مجلس نوابها "الكنيست" عارضاً على الإسرائيليين السلام السوري مع رزمة من الإلتزامات التي في مقدمها لجم المنظمات الأصولية من حماس وحزب الله ومن لف لفهما مقابل ضمان بقاء حكام البعث في السلطة.
ولا يفوتنا هنا من أن نشير إلى أن اغتيال عماد مغنية في قلب العاصمة السورية كان اعتبر من قِبل عشرات المراقبين الدوليين "دفعة على الحساب" وعربوناً من النظام السوري لكل من أميركا وإسرائيل، ورسالة ود تقول: أمنوا لنا سلامة النظام ونحن نريحكم من كل العناصر التي تزعجكم.
من حق الشعب اللبناني أن يعرف لماذا هو مبرر لجيش ولاية الفقيه في لبنان، حزب الله، أن يفاوض إسرائيل علناً، مرات ومرات وتغييب الدولة اللبنانية عن هذا التفاوض، فيما الرئيس السنيورة يكرر المرة تلوى الأخرى رفضه الإستجابة للدعوات الإسرائيلية والدولية والتي كان أخرها المبادرة الإيطالية؟
من حق الشعب اللبناني أن يعرف لماذا حكامه هم ملكيون وفلسطينيون أكثر من ممثلي الشعب الفلسطيني أنفسهم الذين فاوضوا في أسلوا وقبلوا بحق وجود دولة إسرائيل وتخلوا عن النضال المسلح واستمروا من يومها بالتفاوض مع قادتها وعلناً.
من حق الشعب اللبناني أن يعرف فيما إذا كان حكام مصر والأردن وقطر وتونس والمغرب ودول الخليج العربي وباقي أعضاء جامعة الدولة العربية هم "خونة" كونهم اعترفوا بالدولة العبرية، ويقيمون معها العلاقات الدبلوماسية والتجارية والمخابرتية، وغيرها؟
من حق الشعب اللبناني أن يعرف لماذا ما هو محلل للإيراني والعربي والصومالي وكل شعوب الأرض، محرم عليه هو فقط؟
نريد أن نعرف لماذا يحق للجميع ودون استثناء التفاوض مع الدولة العبرية وإقامة العلاقات معها ويمنح هذا الحق عن لبنان؟
إلا يدري الرئيس السنيورة أنه برفضه التفاوض مع إسرائيل وإنهاء حالة الحرب معها، إنما يساهم في إبقاء لبنان ساحة لحروب الآخرين العبثية، ويشرّع لجيش حزب الله، استكمال هيمنه العسكرية والإدارية والمالية والأمنية على كل لبنان دولة ومؤسسات ومجتمعات؟
لا، لم يعد هذا الموقف الرسمي اللبناني مقبولاً تحت أي حجة،ً ولا بد من وضع حد فوري له. إن المطلوب من الرئيس السنيورة ومن كل حكام وقيادات لبنان السيادية أن تخرج إلى العلن وتصارح اللبنانيين حول الأسباب التي تلزمها هذا الموقف "العجيب الغريب" الذي هو ببساطة متناهية ضد الدولة ويهدد سلطتها، بل يعمل على إلغائها لمصلحة دولة حزب الله.
المطلوب أن يقول الحكام والمسؤولين والقادة السياديين للشعب اللبناني ما هي الأسباب الحقيقة التي تحول دون قبولهم التفاوض مع إسرائيل وبالتالي ترك لبنان ساحة لحروب الآخرين. فإن كانوا عاجزين ويخافون سوريا وإيران وحزب الله، فإن من واجبهم الوطني الإعلان عن هذه العوائق وتسليم الأمر عندها برمته للأمم المتحدة.
واحتراماً لذكاء وذاكرة اللبنانيين نطالب حكام لبنان وقادته ان يتوقفوا عن اجترار لازمة "لبنان آخر دولة عربية تفاوض إسرائيل"، لأن الواقع يقول لنا إن لبنان بالفعل الوحيد من بين كل دول العالم الذي لا تقيم علاقات مع دولة إسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق