الأربعاء، يوليو 09، 2008

باحث فلسطيني: الانقسام الفلسطيني أحد أعمدة بناء الجدار

محذراً من أن يكون الحل لفض الصراع

غزة - في تقرير إستراتيجي أعده الباحث محمد داود المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، بعنوان "جيوبوليتيكا الجدار الفاصل وأثاره على الشعب الفلسطيني" والذي يأتي متزامناً مع الذكرى السنوية الرابعة لقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، التي طالبت إسرائيل بتفكيك الجدار وتعويض الفلسطينيين المتضررين منه. فقد أثار الباحث جمله نقاط أهمها الجدار في العقلية الصهيونية وفلسفته وحدوده الجيوسياسية والديمغرافية، والإدعاءات الإسرائيلية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإلحاقها للجدار، كما استعرض الباحث الظروف المحلية والإقليمية والدولية التي ساعدت على إقامة الجدار أهمها حالة الانقسام والتشرذم في وحدة الصف الفلسطيني ، وفي ختام الدراسة أوصى الباحث إلى ضرورة أتباع أساليب لمواجهته أهمها:
1- تصعيد الاحتجاجات السلمية إلى وتيرة أعلى من الصمود والمقاومة الفلسطينية المسلحة ضد الجدار العازل، وأن تبتكر المقاومة أساليب جديدة تحطم أسطورة الجدار الذي يمتدحه الاحتلال، كمشروع يراهن عليه في عقيدته ومنهجه بعد سقوط جدار برلين
2- إبراز الأضرار التي لحقت بالنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والتعليمية والبيئية أهمها المياه والطبيعة وفي شتى نواحي، وعرضها على هيئة "برامج إعلامية"، باعتبارها وسيلة ضغط فعالة جماهيرياً يمكنها الاستحواذ على مشاعر وقلوب وعقول الرأي العام، لاسيما التركيز على الجوانب الإنسانية.
3- يجب على السلطة الوطنية الفلسطينية والفصائل والمؤسسات المحلية والدولية وحقوق الإنسان والرأي العام الفلسطيني التكاتف ورسم خطة وموقف إستراتيجيي موحد لمواجهة الجدار، حتى لا يعتمد كحل لفض أي نزاع سياسي في المستقبل والحديث عن جداران حدودية أخرى، ينتهي بانسحاب أحادي الجانب، ينقسم لعدة كيانات "دولة للمستوطنين في الضفة وأتباع ما تبقى للملكة الأردنية الهاشمية، فيما يكون مصير قطاع غزة المجهول كما هو حاصل الآن.
4- على الأشقاء العرب والمسلمين قادة وشعوب إلى مساندة الشعب الفلسطيني وإظهار المواقف الغاضبة، والتحرك الموازي الفعال من أجل حماية أخوانهم وأشقائهم الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة المقدسة باعتبارها "أرض الرباط" بنصرتهم دينياً وسياسياً وعسكرياً ومادياً.
5- استثمار ودعم مشاريع الإسكان للفلسطينيين بمحاذاة الخط الأخضر لدولة الكيان لمنع أي زحف استعماري استيطاني صهيوني تقوم به الأخيرة مستقبلاً.
6- ضرورة تضافر جهود الأسرة الدولية والمنتظم الدولي صاحب القرارات الشرعية التي يجب الانصياع له واحترام قراراته، وأن يتحمل مسؤولياته بمعالجة آثار الصراع والمحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني وبشكل محدد على حقه في العودة وحق تقرير مصيره، ووقف الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين وجميع أنشطة الاستعمار الاستيطان وأن يتحمل مسئولياته اتجاه عودة السكان الفلسطينيين الذين هجروا من أرضهم، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي كفلت حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته على أراض عام 1967م .
7- ضرورة توحد الموقف الفلسطيني والخروج برؤية موحدة في المقاومة والنضال وفي لغة الدبلوماسية والحلول السياسية مع الاحتلال، لدعم القرار الفلسطيني، ولذلك يجب إفشال اي فرصة تتيح للاحتلال بالعبث داخل الساحة الفلسطينية، لاسيما إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني ورأب الصدع الفلسطيني وما أفرزه من معالم انقسام جغرافي سياسي، تستغله إسرائيل لتواصل العدوان على ما تبقى من أراضي، والعمل على بلورة خطة وطنية لإعادة بناء الوضع الداخلي الفلسطيني بما يؤمن مقومات الصمود والاستمرار في معركة المجابهة للعدوان والاحتلال، ولا أعتقد أن الغضب الفلسطيني من الجدار يتأتى من تأثيره على مسار المقاومة، ولا حتى من العقيدة العنصرية الانفصالية التي تحض على بنائه.، فالمقاومة لن تعجز عن إبداع وسائلها لاختراق الجدار إذا ما قررت ذلك، هذا عائد لقانون الفعل ورد الفعل، والعقيدة العنصرية أمر يعلمه الفلسطينيون جيدًا منذ عشرات السنين ويكتوون بنيرانه على مدار الساعة.


محمد حسن داود
كاتب وباحث إعلامي
متخصص في شؤون الشرق الأوسط

ليست هناك تعليقات: