محمد داود
أتابع الأخبار باهتمام منذ دخول أتفاق صفقة التهدئة حيز التنفيذ للإطلاع على مدى التعاطي الإسرائيلي مع هذا المشروع الهش، ومدى الالتزام ببنوده، فسجلنا عشرات الخروقات بما فيها داخل الأراضي المتفق عليها الاتفاق وهي قطاع غزة، وصلت لحد سقوط الشهداء، سمعنا الردود من الجهاد ومن كتائب الأقصى والشعبية والديمقراطية، المنددة بالتهدئة وكأنها أجبرت على الالتزام بها بعد استفراد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية ليمارس جرائمه، فقرأت تعاطي الفصائل مع التهدئة بأنها لا تريد إحراج نفسها أمام القوة المسيطرة في قطاع غزة، لذلك وافقت على مضض، والدليل أنها لم تعير اهتمام لها منذ البداية، فأطلقت صواريخها على إسرائيل في أول خرق إسرائيلي للتهدئة، فخرجت التصريحات المنددة لاسيما بعد إغلاق إسرائيل للمعابر رداً على تلك الصواريخ. الجهاد الإسلامي الذي تعود الرد على خروقات الاحتلال أصطدم بمعيق أسمها خلية الأزمة التي تتابع الخروقات الإسرائيلية، فوجدها عنواناً مضمونه "أترك غزة وابحث عن غيرها". بالتالي إسرائيل وجدت السخرية في هذا المشروع من الأطراف الفلسطينية التي هي أصلاً مختلفة، حتى تعبث على التناقضات الفلسطينية من جديد، فجعلت المواطن الغزي من جديد ينشغل في كم السلع المدخلة وطبيعتها، التي أصبحت هاجساً له لاسيما بعد حرمان طال انتظاره، فيما الآخرين صنعوا منه انجازاً للعصر، بأن يدخل الاسمنت أو الحديد لأول مرة، ربما فرح المواطن قليلاً، لكنه سرعان ما اصطدم بسعر طن الحديد الذي يقارب من ألف دينار أردني، أو بسعر طن الاسمنت أو الحصمة أو المحروقات، في ظل ظروف اقتصادية هي منهكة.
فإسرائيل هي المستفيد بلا جدال، وهي تخطط لمعركة قادمة وقريبة في المنطقة ومن لا ينتبه للأحداث المتسارعة، لا يفقه شيئاً في السياسة ولا في الفكر الصهيوني أو بالإمبريالية التي تقودها أمريكا في المنطقة التي تسعى ترتيب خارطتها بما يتناسب مع مشروعها الشرق أوسطي، وقد قالها باراك بصراحة لنا أن الرد على التهدئة جاء في القدس والضفة، أي أن الوعي الفلسطيني يمر بلحظة اختبار وعلينا أن نتعامل بجد معها، وممارسة الضغوط على أنفسنا هو مزيد من التشرذم والانقسام، والضياع للقضية الفلسطينية، فإسرائيل تمكنت من حرف مسار المقاومة والتشكيك في أبجدياتها الوطنية التاريخية التي اتخذت كخيار استراتيجي ومنهاج أيديولوجي وفكري للفصائل خاصة الإسلامية منها، في استرداد الحقوق الوطنية وكنس الاحتلال، فالتفسير بات واضحاً بأن السعي يجري إلى تجزئة القضية الفلسطينية وإذابتها من خلال إعلان كيان في قطاع غزة وكيان أخر في الضفة ربما مصير الأخير الكونفدرالية مع الأردن، فيما إسرائيل تواصل ابتلاعها على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، بالتالي السيناريو الإسرائيلي نجح، بعد أن جعلت سقف مطالب الأشقاء العرب بل المجتمع الدولي، موازي لسقف مطالب القوة المسيطرة في غزة، فأصبحوا يتحدثون عن تلك الكميات من الشاحنات التي تحمل السلع، فيما تذهب الأراضي التي يجري سلبها في القدس والضفة أدراج الرياح.
كاتب وباحث
أتابع الأخبار باهتمام منذ دخول أتفاق صفقة التهدئة حيز التنفيذ للإطلاع على مدى التعاطي الإسرائيلي مع هذا المشروع الهش، ومدى الالتزام ببنوده، فسجلنا عشرات الخروقات بما فيها داخل الأراضي المتفق عليها الاتفاق وهي قطاع غزة، وصلت لحد سقوط الشهداء، سمعنا الردود من الجهاد ومن كتائب الأقصى والشعبية والديمقراطية، المنددة بالتهدئة وكأنها أجبرت على الالتزام بها بعد استفراد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية ليمارس جرائمه، فقرأت تعاطي الفصائل مع التهدئة بأنها لا تريد إحراج نفسها أمام القوة المسيطرة في قطاع غزة، لذلك وافقت على مضض، والدليل أنها لم تعير اهتمام لها منذ البداية، فأطلقت صواريخها على إسرائيل في أول خرق إسرائيلي للتهدئة، فخرجت التصريحات المنددة لاسيما بعد إغلاق إسرائيل للمعابر رداً على تلك الصواريخ. الجهاد الإسلامي الذي تعود الرد على خروقات الاحتلال أصطدم بمعيق أسمها خلية الأزمة التي تتابع الخروقات الإسرائيلية، فوجدها عنواناً مضمونه "أترك غزة وابحث عن غيرها". بالتالي إسرائيل وجدت السخرية في هذا المشروع من الأطراف الفلسطينية التي هي أصلاً مختلفة، حتى تعبث على التناقضات الفلسطينية من جديد، فجعلت المواطن الغزي من جديد ينشغل في كم السلع المدخلة وطبيعتها، التي أصبحت هاجساً له لاسيما بعد حرمان طال انتظاره، فيما الآخرين صنعوا منه انجازاً للعصر، بأن يدخل الاسمنت أو الحديد لأول مرة، ربما فرح المواطن قليلاً، لكنه سرعان ما اصطدم بسعر طن الحديد الذي يقارب من ألف دينار أردني، أو بسعر طن الاسمنت أو الحصمة أو المحروقات، في ظل ظروف اقتصادية هي منهكة.
فإسرائيل هي المستفيد بلا جدال، وهي تخطط لمعركة قادمة وقريبة في المنطقة ومن لا ينتبه للأحداث المتسارعة، لا يفقه شيئاً في السياسة ولا في الفكر الصهيوني أو بالإمبريالية التي تقودها أمريكا في المنطقة التي تسعى ترتيب خارطتها بما يتناسب مع مشروعها الشرق أوسطي، وقد قالها باراك بصراحة لنا أن الرد على التهدئة جاء في القدس والضفة، أي أن الوعي الفلسطيني يمر بلحظة اختبار وعلينا أن نتعامل بجد معها، وممارسة الضغوط على أنفسنا هو مزيد من التشرذم والانقسام، والضياع للقضية الفلسطينية، فإسرائيل تمكنت من حرف مسار المقاومة والتشكيك في أبجدياتها الوطنية التاريخية التي اتخذت كخيار استراتيجي ومنهاج أيديولوجي وفكري للفصائل خاصة الإسلامية منها، في استرداد الحقوق الوطنية وكنس الاحتلال، فالتفسير بات واضحاً بأن السعي يجري إلى تجزئة القضية الفلسطينية وإذابتها من خلال إعلان كيان في قطاع غزة وكيان أخر في الضفة ربما مصير الأخير الكونفدرالية مع الأردن، فيما إسرائيل تواصل ابتلاعها على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، بالتالي السيناريو الإسرائيلي نجح، بعد أن جعلت سقف مطالب الأشقاء العرب بل المجتمع الدولي، موازي لسقف مطالب القوة المسيطرة في غزة، فأصبحوا يتحدثون عن تلك الكميات من الشاحنات التي تحمل السلع، فيما تذهب الأراضي التي يجري سلبها في القدس والضفة أدراج الرياح.
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق