محمد داود
تناقلت الأنباء هذا الشهر عن تلوث كبير لحق في بحر غزة "البحر المتوسط" بعد تدفق المياه العادمة إليه بغزارة نتيجة توقف المحطات الخاصة بعملية المعالجة بفعل أزمة الحصار ونقص إمدادات الوقود ألازمة لتلك المحطات، هذا المردود الخطير خلف وراءه كارثة إنسانية وبيئية ضربت بعمق ما تبقى من معالم الحياة الفلسطينية، فقضيت على المتنفس الوحيد للمواطنين، وخاصة الأطفال الذين يفتقدون للأماكن الترفيهية، ليس فحسب بل إنها قتلت الثورة السمكية المحاصرة بين أثنين كيلوا متر على الأقل يسمح للصيادين بالصيد فيها وفي أحيان أخرى يفاجئون بإطلاق الرصاص والقذائف الإسرائيلية حتى بعد اتفاق التهدئة، فأصبح البحر عامل شؤم للأطفال ولكل من يرتاده، بمياه الملوثة ورائحته الكريهة النتنة، وبمستخرجاته العفنة.
جاءوا للاستجمام فرفضوا
ويقول المواطن بهاء خلف، رغم أنني أقطن بجوار البحر لكنني لا أفضل السباحة فيه، فهو ملئ بالطحالب والعوادم والنفايات ومخلفات البحر، ووجود طحالب وأعشاب ومخلفات مياه الصرف الصحي، ويمكنك مشاهدة القذرات التي تطفوا على سطح المياه بكثافة، والتي غالباً ما يلفظها البحر إلى الخارج، وهكذا كل الشاطئ متسخ بالإشارة إلى حدود بحر غزة، ويضيف بهاء الذي يقطن في منطقة الشيخ عجلين، قائلاً هنا يوجد أنبوب للصرف الصحي ويصب مياهه العادمة مباشرة على الشاطئ بدون معالجة وهذا يشكل عامل تلوث خطير علينا وعلى صحتنا، لذلك أكتفي بالجلوس والمشاهدة .
من جهته منع الدكتور أبو رامز أبنائه من الاستجمام في البحر بعد أن طاف طويلاً على الشاطئ ليبحث عن مكان أمن ونظيف، لما شاهدته عينه بما لا يتوقعه من تلوث للبحر، قائلاً رغم إلحاح أبنائي وكلفة المواصلات، قررت أخذ أطفالي للبحر ولكن عندما شاهدت البحر بمياهه الملوثة منعتهم من دخوله، فهو لن يكون عامل مرح ورفاهية بقدر ما يكون عامل وباء، لقد أصبنا بخيبة أمل عالية، لأنه المرض بمياه ورائحته السيئة، ويضيف أبو رامز لم يكن البحر هكذا يوماً، لقد كان أبيض مثل الثلج وليس أسوداً هكذا كما أن رائحته كانت طيبة تشرح النفس، لهذا أخشى على أبنائي من دخول البحر والاستجمام، وناشد أبو رامز كل العائلات التي تتوافد إلى البحر بمتابعة أبنائهم أثناء الاستجمام من أجل الحفاظ على صحتهم، خشية من أن يشربوا مياهه بما تحمله من ميكروبات وجراثيم وقذرات عفوياً أو دخولها إلى أعينهم فتصيبهم بأمراض معدية وجلدية خطيرة أثناء الاستجمام، لاسيما وأن العديد من المواطنين تغسل أيديها وأواني الطهي وأيضاً الطعام قبل التناول في مياه البحر الملوثة.
متخصصون يحذرون
فيما تابع متخصصون المسألة باهتمام وأصدروا تقريراً كشفوا فيه خطورة الاستجمام في البحر ومخاطره على صحة المواطنين، حيث أكدت الدراسات التي أجريت في هذا المجال، أن نسبة عالية من المصطافين من مرتادي الشواطئ الملوثة، يصابون بأمراض جرثومية متنوعة تتراوح شدتها ما بين التهابات طفيفة وإصابات خطيرة كالتهاب السحايا القاتل، كما وضح التقرير الحالات المصابة نتيجة تعرضها للماء من خلال إحدى الطرق الآتية؛ التلامس، الابتلاع، استنشاق الرذاذ، أو التعامل مع الأسماك بالصيد أو البيع أو الشراء، كما كشفت دراسات ميدانية أخرى أجريت لتقييم وضع رمل الشواطئ، في المناطق التي تقع قرب مصبات المياه العادمة الواردة إلى البحر، بجانب التلوث المايكروبيولوجي، وطبقا ًلنتائج التقرير أظهر معظم زوار الشواطئ إدراكاً لمخاطر السباحة في مياه البحر الملوثة، إلا أن الغالبية منهم لم تعتقد بأن الاحتكاك بالرمال الملوثة يمكن أن ينقل الأمراض. كما تبين أن معظم الأشخاص، اختاروا مكان السباحة لقربه، وليس بسبب كونه أفضل صحياً.
نحو اصطياف صحي وآمن
فيما قسم كبير من الأطفال الذين اكتشفوا سبيلاً أخر للاستجمام بعد أن شاهدوا مياه البحر الملوثة، فكان بهم الانتقال إلى أسلوب أخر ربما أيضاً له تداعياته الخطيرة مالم تخضع لرقابة ووسائل الأمان، إنها "برك الري الزراعية" التي خصصت من أجل ري أشجار الزيتون والحمضيات والمزروعات الأخرى التي داستها واقتلعتها جرافات الاحتلال، فحولها المواطنين إلى برك للاستجمام "مسابح صغيرة" .
ويقول الطفل عبد الرحيم أبو روك وهو يصطف وسط عدد من الأطفال في ساعات الصباح نصف عراة وهم يتبادلون الضحك والقفز في بركة المياه لتبقى ضحكاتهم دون أن يخترقها هدير دبابة قائلاً " لولا التهدئة ما كنا نلعب هنا، لقد كنا في السابق ممنوعين من الاقتراب هنا، واللعب محرما علينا، فليت التهدئة تستمر، ويضيف ابو روك الذي يقطن في بلدة خزاعة شرق خان يونس، نحن في إجازة صيفية وعلمنا بأن البحر ملوثاً، كما أننا مصاريف المواصلات باهظة جداً أمام مسافة 6 كيلو مترات، ربما تحتاج منا أن ندفع 30 شيكلا كمواصلات للفرد الواحد، اما هنا فشيكل واحد يكفي لسباحة ساعة في البركة.
من ناحيته عقب محمد قديح المشرف على البركة، قائلاً نحن نراعي ظروف الأطفال الذين يبحثون عن أماكن ترفيهية ليمرحوا بها فلا يجدون، لذا نراعي الظروف ونستغني عن الشيكل أمام إلحاح الأطفال، ويضيف قديح أن البركة تستخدم في ري المزروعات وأشجار الزيتون، ولكن بعد تجريف الأراضي الزراعية حولتها صاحبتها وهي أرملة وتعيل أسرة إلى مسبح للأطفال، لافتا إلى أنهم يجددون المياه كل 4 أيام.
يشار إلى أن العديد من المواطنين لجأت في الآونة الأخيرة لعمل مسابح خاصة في منازلهم أو حدائق مزوعاتهم عوضاً عن الذهاب للبحر نتيجة تلوث الأخير.
تناقلت الأنباء هذا الشهر عن تلوث كبير لحق في بحر غزة "البحر المتوسط" بعد تدفق المياه العادمة إليه بغزارة نتيجة توقف المحطات الخاصة بعملية المعالجة بفعل أزمة الحصار ونقص إمدادات الوقود ألازمة لتلك المحطات، هذا المردود الخطير خلف وراءه كارثة إنسانية وبيئية ضربت بعمق ما تبقى من معالم الحياة الفلسطينية، فقضيت على المتنفس الوحيد للمواطنين، وخاصة الأطفال الذين يفتقدون للأماكن الترفيهية، ليس فحسب بل إنها قتلت الثورة السمكية المحاصرة بين أثنين كيلوا متر على الأقل يسمح للصيادين بالصيد فيها وفي أحيان أخرى يفاجئون بإطلاق الرصاص والقذائف الإسرائيلية حتى بعد اتفاق التهدئة، فأصبح البحر عامل شؤم للأطفال ولكل من يرتاده، بمياه الملوثة ورائحته الكريهة النتنة، وبمستخرجاته العفنة.
جاءوا للاستجمام فرفضوا
ويقول المواطن بهاء خلف، رغم أنني أقطن بجوار البحر لكنني لا أفضل السباحة فيه، فهو ملئ بالطحالب والعوادم والنفايات ومخلفات البحر، ووجود طحالب وأعشاب ومخلفات مياه الصرف الصحي، ويمكنك مشاهدة القذرات التي تطفوا على سطح المياه بكثافة، والتي غالباً ما يلفظها البحر إلى الخارج، وهكذا كل الشاطئ متسخ بالإشارة إلى حدود بحر غزة، ويضيف بهاء الذي يقطن في منطقة الشيخ عجلين، قائلاً هنا يوجد أنبوب للصرف الصحي ويصب مياهه العادمة مباشرة على الشاطئ بدون معالجة وهذا يشكل عامل تلوث خطير علينا وعلى صحتنا، لذلك أكتفي بالجلوس والمشاهدة .
من جهته منع الدكتور أبو رامز أبنائه من الاستجمام في البحر بعد أن طاف طويلاً على الشاطئ ليبحث عن مكان أمن ونظيف، لما شاهدته عينه بما لا يتوقعه من تلوث للبحر، قائلاً رغم إلحاح أبنائي وكلفة المواصلات، قررت أخذ أطفالي للبحر ولكن عندما شاهدت البحر بمياهه الملوثة منعتهم من دخوله، فهو لن يكون عامل مرح ورفاهية بقدر ما يكون عامل وباء، لقد أصبنا بخيبة أمل عالية، لأنه المرض بمياه ورائحته السيئة، ويضيف أبو رامز لم يكن البحر هكذا يوماً، لقد كان أبيض مثل الثلج وليس أسوداً هكذا كما أن رائحته كانت طيبة تشرح النفس، لهذا أخشى على أبنائي من دخول البحر والاستجمام، وناشد أبو رامز كل العائلات التي تتوافد إلى البحر بمتابعة أبنائهم أثناء الاستجمام من أجل الحفاظ على صحتهم، خشية من أن يشربوا مياهه بما تحمله من ميكروبات وجراثيم وقذرات عفوياً أو دخولها إلى أعينهم فتصيبهم بأمراض معدية وجلدية خطيرة أثناء الاستجمام، لاسيما وأن العديد من المواطنين تغسل أيديها وأواني الطهي وأيضاً الطعام قبل التناول في مياه البحر الملوثة.
متخصصون يحذرون
فيما تابع متخصصون المسألة باهتمام وأصدروا تقريراً كشفوا فيه خطورة الاستجمام في البحر ومخاطره على صحة المواطنين، حيث أكدت الدراسات التي أجريت في هذا المجال، أن نسبة عالية من المصطافين من مرتادي الشواطئ الملوثة، يصابون بأمراض جرثومية متنوعة تتراوح شدتها ما بين التهابات طفيفة وإصابات خطيرة كالتهاب السحايا القاتل، كما وضح التقرير الحالات المصابة نتيجة تعرضها للماء من خلال إحدى الطرق الآتية؛ التلامس، الابتلاع، استنشاق الرذاذ، أو التعامل مع الأسماك بالصيد أو البيع أو الشراء، كما كشفت دراسات ميدانية أخرى أجريت لتقييم وضع رمل الشواطئ، في المناطق التي تقع قرب مصبات المياه العادمة الواردة إلى البحر، بجانب التلوث المايكروبيولوجي، وطبقا ًلنتائج التقرير أظهر معظم زوار الشواطئ إدراكاً لمخاطر السباحة في مياه البحر الملوثة، إلا أن الغالبية منهم لم تعتقد بأن الاحتكاك بالرمال الملوثة يمكن أن ينقل الأمراض. كما تبين أن معظم الأشخاص، اختاروا مكان السباحة لقربه، وليس بسبب كونه أفضل صحياً.
نحو اصطياف صحي وآمن
فيما قسم كبير من الأطفال الذين اكتشفوا سبيلاً أخر للاستجمام بعد أن شاهدوا مياه البحر الملوثة، فكان بهم الانتقال إلى أسلوب أخر ربما أيضاً له تداعياته الخطيرة مالم تخضع لرقابة ووسائل الأمان، إنها "برك الري الزراعية" التي خصصت من أجل ري أشجار الزيتون والحمضيات والمزروعات الأخرى التي داستها واقتلعتها جرافات الاحتلال، فحولها المواطنين إلى برك للاستجمام "مسابح صغيرة" .
ويقول الطفل عبد الرحيم أبو روك وهو يصطف وسط عدد من الأطفال في ساعات الصباح نصف عراة وهم يتبادلون الضحك والقفز في بركة المياه لتبقى ضحكاتهم دون أن يخترقها هدير دبابة قائلاً " لولا التهدئة ما كنا نلعب هنا، لقد كنا في السابق ممنوعين من الاقتراب هنا، واللعب محرما علينا، فليت التهدئة تستمر، ويضيف ابو روك الذي يقطن في بلدة خزاعة شرق خان يونس، نحن في إجازة صيفية وعلمنا بأن البحر ملوثاً، كما أننا مصاريف المواصلات باهظة جداً أمام مسافة 6 كيلو مترات، ربما تحتاج منا أن ندفع 30 شيكلا كمواصلات للفرد الواحد، اما هنا فشيكل واحد يكفي لسباحة ساعة في البركة.
من ناحيته عقب محمد قديح المشرف على البركة، قائلاً نحن نراعي ظروف الأطفال الذين يبحثون عن أماكن ترفيهية ليمرحوا بها فلا يجدون، لذا نراعي الظروف ونستغني عن الشيكل أمام إلحاح الأطفال، ويضيف قديح أن البركة تستخدم في ري المزروعات وأشجار الزيتون، ولكن بعد تجريف الأراضي الزراعية حولتها صاحبتها وهي أرملة وتعيل أسرة إلى مسبح للأطفال، لافتا إلى أنهم يجددون المياه كل 4 أيام.
يشار إلى أن العديد من المواطنين لجأت في الآونة الأخيرة لعمل مسابح خاصة في منازلهم أو حدائق مزوعاتهم عوضاً عن الذهاب للبحر نتيجة تلوث الأخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق