راسم عبيدات
بلعين الجدار.....بلعين الحوار........
... الجماهير الشعبية المتسلحة بالإرادة والتصميم على دحر المحتل والغازي،من الاستحالة هزيمتها،وخاصة إذا كانت تقف على رأسها قيادة منصهرة ومتوحدة معها في الهم والمصير والهدف،أما القيادات المستثمرة وبغض عن شكل الاستثمار ونوعه، والمتسلقة على كفاح ونضالات وتضحيات شعوبها وجماهيرها،فهي لن تصمد أمام أول هبة أو تهديد لمصالحها،ومآلها النهائي الى مزابل التاريخ، والشعب الفلسطيني في سنوات كفاحه ونضاله الطويل ،سجل الكثير من المآثر والبطولات،والتي يشهد لها القاصي والداني،ومن هذه المآثر والبطولات والتي تسجل في سفر تكوينه ونضاله،بطولة وصمود وتحدي أهل قرية بلعين،إحدى قرى غرب رام الله والتي لا يزيد تعداد سكانها على أكثر من 2000 نسمة موزعين على خمس عائلات، ومساحتها لا تزيد على أكثر من 3500 دونم ،ابتلع ودمر منها جدار الفصل العنصري ما يزيد على 60% ،وأهل بلعين لم ينتظروا لا دعماً ولا مساندة من أحد،بل نظموا ووحدوا الصفوف،واتخذوا قراراهم بأن هذا الجدار أخطر من النكبة في تأثيراته الاقتصادية والاجتماعية والحياتية والسياسية عليهم،ومقاومته والتصدي له وإزالته ،لا يحتاج الى فتاوي وشعارات وخطب رنانة "وصخب و"هوبرات"إعلامية،بل ما يحتاجه هو فعل على الأرض مدعماً بإرادة صلبة وطول نفس،وفعاليات دائمة ومستمرة،تثبت وتبرهن على أن النضال الشعبي المستند الى الجماهير ووحدتها،قادر على إلحاق الهزيمة بالمحتل،مهما امتلك من آلة حرب وبطش.
وبالفعل منذ أكثر من أربعين شهراً ،وقرية بلعين تنظم وتقود فعالياتها الجماهيرية والاحتجاجية ضد جدار الفصل بشكل أسبوعي،وتلك الفعاليات استقطبت الكثير من المتضامنين الأجانب وحتى الإسرائيليين أنفسهم من القوى غير المتصهينة،وبحيث غدت بلعين في نضالاتها وكفاحها المستمر،رمزاً وسفراً من رموز وأسفار الصمود والنضال السلمي الفلسطيني،وهذه التجربة في الكفاح الشعبي والجماهيري،أضحت نموذجاً يحتذى به في الكثير من القرى الفلسطينية،التي يحاصرها ويعزلها ويدمرها الجدار،فهناك نعلين في رام الله والمعصرة وسلمونة في بيت لحم،وغيرها من الأرياف الفلسطينية،التي تجترح آيات الصمود والبطولات اليومية.
وبلعين التي أثمر كفاحها الشعبي عن تفكيك جزء من الجدار وانحساره عن أرضها،مصدر حياتها ورزقها،مازالت مصممة بإرادة أهلها ،ودعم وإسناد شعبنا وقواه ومؤسساته،وكل القوى المتضامنة معها من أجانب وإسرائيليين،على مواصلة المشوار والنضال،حتى ينهار ويتفكك الجدار،جدار الفصل العنصري.
وأنا الذي قدر لي يوم السبت 11/7/2008،أن أكون في بلعين،بدعوة مركز الهدف هناك،لحضور ندوة في الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد الكاتب،الأديب،المبدع الشهيد غسان كنفاني، لمست مدى طيبة أهل بلعين واعتزازهم بأنفسهم وبصمودهم ونضالاتهم،وإصرارهم على أنهم بوحدتهم وقوة أرادتهم الشعبية وطول نفسهم وصبرهم،وعدم تلوثهم والتفاتهم لما يحصل من خلافات وانقسامات فلسطينية على وهم سلطة غير موجودة على الأرض،إن لم يلحقوا الهزيمة بالمحتل ويحطموا ويهدموا جدران عزله العنصرية،فهم يضعون ويبنون مداميك هامة في سفر الحرية والانعتاق من المحتل.
وأهل بلعين والذين لمست مدى تأثرهم وانزعاجهم،من صعوبة الوضع الداخلي الفلسطيني،وما تسببه حالة الانقسام الحاصلة،من ضعف للوضع الداخلي الفلسطيني،يقولون بالفم المليان،ها هي بلعين بكل ألوان طيفها السياسي والشعبي،موحدة خلف هدف واحد،هو تفكيك وإزالة الجدار،بعيداً عن أية مناكفات ومزايدات،و باسم كل فعاليات ومؤسسات وقوى بلعين المتوحدة والملتحمة مع بعضها في معركتها،نوجه نداءنا وطلبنا للأخوة في حركتي (حماس وفتح) وكل ألوان السياسي الفلسطيني،أن يبدؤوا حوارهم الشامل على أرض بلعين،بلعين القرية الصغيرة بعدد سكانها والكبيرة والمتعملقة بأفعالها ونضالاتها،جاهزة لاستضافة حواراتكم الوطنية على أرضها،وبمسيرات مشتركة الى الجدار،فالنضال والكفاح المشترك،يقلل من عوامل الفرقة والاحتقان،ويجعلنا ندرك أن معركتنا الحقيقية هي مع الاحتلال بكل تمظهراته السياسية والعسكرية والأمنية والاستيطانية،وأن هذا هو وقت المغارم لا المغانم،وقت الوحدة والنضال المشترك، لا وقت الانقسام والخلافات التي تدمر المصالح العليا والمشروع الوطني،وتدفع بهما نحو التبدد والضياع.
وبلعين هذه الملهمة ورائدة الكفاح الجماهيري والشعبي،والتي أصبح سكانها خبراء ومختصين في معارك الجدار،وفي هذا السياق والمجال،لا بد من الحديث عن المأثرة والبطولة والروح التضحوية العالية،لأحد أبنائها في معركة الجدار المتواصلة والمستمرة، والذي لم يتجاوز العشرين من عمره إلا بقليل،إنه المناضل والقائد الميداني،أشرف أبو رحمة والملقب "بالضبع"،هذا المناضل الذي تربى وشرب حليب النضال والكفاح جرعة جرعة في بيت امتهن النضال والكفاح، عندما جاءت إحدى مقطورات الاحتلال،تحمل عدد من "الكرفانات" البيوت الجاهزة لإقامتها على أرض بلعين المصادرة،صعد الى قمة الرافعة التي تنزل هذه"الكرفانات" وأعاق نزولها لمدة تزيد عن ستة ساعات متواصلة،"والضبع" المتسلح بإرادة قوية وقلب أسد جسور لا يعرف الخوف،يتقدم الصفوف في كل المسيرات والاعتصامات،ويصر على البقاء في أرضه خلف الجدار،وحتى النوم والمبيت في الغرفة التي بنتها لجنة مقاومة الجدار في ظروف غاية في القسوة والصعوبة،فهو كل يوم عند المغيب ،يجمل زوادته ويتجه صوب البوابة للوصول الى هذه الغرفة،والتي غالباً ما يعيق وصوله اليها جنود الاحتلال لساعات،وفي أحيان كثيرة يتعرض للضرب والاهانة منهم،بقصد ثنيه عن الوصول اليها،ولكن "الضبع" لا يعرف الكلل ولا الملل،فالغرفة حفر حولها بئراً من الماء وزرع حولها حديقة،ورفع عليها علم فلسطين،وعلى جدرانها الداخلية وضع صور القادة الثوريين الأممين والفلسطينيين،من "تشي جيفارا" الى الحكيم وأبو علي وسعدات وغيرهم،"والضبع" لم يمتهن النضال طعماً في مال أو جاه أو مركز ،بل امتهنه عن وعي وقناعة،وهو لا يريد من الثورة والقوى والسلطة المجحفة والمقصرة بحقه،سوى توفير مستلزمات العيش الأساسية،والتي تمكنه من مواصلة دوره ومهامه،وبدل المئات والآلاف والذين يتقاضون رواتب بدل بطالة مقنعة"فالضبع"وأمثاله والذين يساهمون ويقودون معارك نضال حقيقية،أولى بأن تصرف لهم رواتب ومخصصات لهذا الجانب،وعلى السلطة ومنظمة التحرير ،ان يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هؤلاء المناضلين الحقيقين،وكذلك لا يوجد أي مبرر للقصور بحق هؤلاء المناضلين من أحزابهم وتنظيماتهم،فهم أحق وأولى من غيرهم،ممن لا يقدمون شيء لا لقضية ولا لوطن ولا لحزب.
وبالفعل منذ أكثر من أربعين شهراً ،وقرية بلعين تنظم وتقود فعالياتها الجماهيرية والاحتجاجية ضد جدار الفصل بشكل أسبوعي،وتلك الفعاليات استقطبت الكثير من المتضامنين الأجانب وحتى الإسرائيليين أنفسهم من القوى غير المتصهينة،وبحيث غدت بلعين في نضالاتها وكفاحها المستمر،رمزاً وسفراً من رموز وأسفار الصمود والنضال السلمي الفلسطيني،وهذه التجربة في الكفاح الشعبي والجماهيري،أضحت نموذجاً يحتذى به في الكثير من القرى الفلسطينية،التي يحاصرها ويعزلها ويدمرها الجدار،فهناك نعلين في رام الله والمعصرة وسلمونة في بيت لحم،وغيرها من الأرياف الفلسطينية،التي تجترح آيات الصمود والبطولات اليومية.
وبلعين التي أثمر كفاحها الشعبي عن تفكيك جزء من الجدار وانحساره عن أرضها،مصدر حياتها ورزقها،مازالت مصممة بإرادة أهلها ،ودعم وإسناد شعبنا وقواه ومؤسساته،وكل القوى المتضامنة معها من أجانب وإسرائيليين،على مواصلة المشوار والنضال،حتى ينهار ويتفكك الجدار،جدار الفصل العنصري.
وأنا الذي قدر لي يوم السبت 11/7/2008،أن أكون في بلعين،بدعوة مركز الهدف هناك،لحضور ندوة في الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد الكاتب،الأديب،المبدع الشهيد غسان كنفاني، لمست مدى طيبة أهل بلعين واعتزازهم بأنفسهم وبصمودهم ونضالاتهم،وإصرارهم على أنهم بوحدتهم وقوة أرادتهم الشعبية وطول نفسهم وصبرهم،وعدم تلوثهم والتفاتهم لما يحصل من خلافات وانقسامات فلسطينية على وهم سلطة غير موجودة على الأرض،إن لم يلحقوا الهزيمة بالمحتل ويحطموا ويهدموا جدران عزله العنصرية،فهم يضعون ويبنون مداميك هامة في سفر الحرية والانعتاق من المحتل.
وأهل بلعين والذين لمست مدى تأثرهم وانزعاجهم،من صعوبة الوضع الداخلي الفلسطيني،وما تسببه حالة الانقسام الحاصلة،من ضعف للوضع الداخلي الفلسطيني،يقولون بالفم المليان،ها هي بلعين بكل ألوان طيفها السياسي والشعبي،موحدة خلف هدف واحد،هو تفكيك وإزالة الجدار،بعيداً عن أية مناكفات ومزايدات،و باسم كل فعاليات ومؤسسات وقوى بلعين المتوحدة والملتحمة مع بعضها في معركتها،نوجه نداءنا وطلبنا للأخوة في حركتي (حماس وفتح) وكل ألوان السياسي الفلسطيني،أن يبدؤوا حوارهم الشامل على أرض بلعين،بلعين القرية الصغيرة بعدد سكانها والكبيرة والمتعملقة بأفعالها ونضالاتها،جاهزة لاستضافة حواراتكم الوطنية على أرضها،وبمسيرات مشتركة الى الجدار،فالنضال والكفاح المشترك،يقلل من عوامل الفرقة والاحتقان،ويجعلنا ندرك أن معركتنا الحقيقية هي مع الاحتلال بكل تمظهراته السياسية والعسكرية والأمنية والاستيطانية،وأن هذا هو وقت المغارم لا المغانم،وقت الوحدة والنضال المشترك، لا وقت الانقسام والخلافات التي تدمر المصالح العليا والمشروع الوطني،وتدفع بهما نحو التبدد والضياع.
وبلعين هذه الملهمة ورائدة الكفاح الجماهيري والشعبي،والتي أصبح سكانها خبراء ومختصين في معارك الجدار،وفي هذا السياق والمجال،لا بد من الحديث عن المأثرة والبطولة والروح التضحوية العالية،لأحد أبنائها في معركة الجدار المتواصلة والمستمرة، والذي لم يتجاوز العشرين من عمره إلا بقليل،إنه المناضل والقائد الميداني،أشرف أبو رحمة والملقب "بالضبع"،هذا المناضل الذي تربى وشرب حليب النضال والكفاح جرعة جرعة في بيت امتهن النضال والكفاح، عندما جاءت إحدى مقطورات الاحتلال،تحمل عدد من "الكرفانات" البيوت الجاهزة لإقامتها على أرض بلعين المصادرة،صعد الى قمة الرافعة التي تنزل هذه"الكرفانات" وأعاق نزولها لمدة تزيد عن ستة ساعات متواصلة،"والضبع" المتسلح بإرادة قوية وقلب أسد جسور لا يعرف الخوف،يتقدم الصفوف في كل المسيرات والاعتصامات،ويصر على البقاء في أرضه خلف الجدار،وحتى النوم والمبيت في الغرفة التي بنتها لجنة مقاومة الجدار في ظروف غاية في القسوة والصعوبة،فهو كل يوم عند المغيب ،يجمل زوادته ويتجه صوب البوابة للوصول الى هذه الغرفة،والتي غالباً ما يعيق وصوله اليها جنود الاحتلال لساعات،وفي أحيان كثيرة يتعرض للضرب والاهانة منهم،بقصد ثنيه عن الوصول اليها،ولكن "الضبع" لا يعرف الكلل ولا الملل،فالغرفة حفر حولها بئراً من الماء وزرع حولها حديقة،ورفع عليها علم فلسطين،وعلى جدرانها الداخلية وضع صور القادة الثوريين الأممين والفلسطينيين،من "تشي جيفارا" الى الحكيم وأبو علي وسعدات وغيرهم،"والضبع" لم يمتهن النضال طعماً في مال أو جاه أو مركز ،بل امتهنه عن وعي وقناعة،وهو لا يريد من الثورة والقوى والسلطة المجحفة والمقصرة بحقه،سوى توفير مستلزمات العيش الأساسية،والتي تمكنه من مواصلة دوره ومهامه،وبدل المئات والآلاف والذين يتقاضون رواتب بدل بطالة مقنعة"فالضبع"وأمثاله والذين يساهمون ويقودون معارك نضال حقيقية،أولى بأن تصرف لهم رواتب ومخصصات لهذا الجانب،وعلى السلطة ومنظمة التحرير ،ان يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هؤلاء المناضلين الحقيقين،وكذلك لا يوجد أي مبرر للقصور بحق هؤلاء المناضلين من أحزابهم وتنظيماتهم،فهم أحق وأولى من غيرهم،ممن لا يقدمون شيء لا لقضية ولا لوطن ولا لحزب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق