الياس بجاني
توهمنا مع الغالبية من اللبنانيين وتحديداً المسيحيين منهم أن عودة العماد من المنفى ستكون بمفاعيلها الوطنية والإنقاذية والتحريرية كعودة الأمير فخر الدين المعني الكبير من إيطاليا، والذي فيما بعد وبسبب وطنيته ومقاومته لقوى الاحتلال قتله العثمانيون ورموا جثته في البوسفور.
من المؤسف أن العماد لم يُثمّن ولم يعرف قيمة التوكيل الذي منحه إياه الشعب اللبناني فراح يتصرف وكأنه من أبناء الآلهة ناقضاً أسس وجوهر التوكيل ومجيراً إياه لمشاريع إيران وسوريا التوسعية والأصولية والمذهبية في المنطقة.
لقد أعمى ولعه الوهمي بالنفوذ بصره وبصيرته فتناسى وعن عمد أنه الوحيد من قادة لبنان الذي قُدّر له أن يعود من المنفى سالماً، وبالتالي كان عليه أن يفي بوعوده والعهود.
نلفت هنا إلى أن يوسف بك كرم مات في المنفى، والأمير بشير الشهابي الثاني أيضاً مات في المنفى، أما العميد ريمون اده فقد غيّبه الموت في فرنسا من دون أن تتسنى له العودة إلى لبنان بعد جلاء الجيشين السوري والإسرائيلي. وحده العماد ميشال عون من الزعماء اللبنانيين المنفيين عاد حياً إلى وطن الأرز عودة الأبطال والمحررين، وبدل أن يستثمر وزناته والتوكيل الشعبي في خدمة الوطن والمواطن والحريات، انقلب على ذاته وعلى القضية متقمصاً دور الإسخريوتي بامتياز.
عاد العماد ميشال عون من المنفى في 8 أيار 2005 بعد غيبة قصرية استمرت 4996 يوماً قضاها في بلاد الأم الحنونة معززاً ومكرماً، وكان أمضى 319 يوماً في السفارة الفرنسية في الحازمية قبل أن تتمكن القوات البحرية الفرنسية من نقله سالماً بأسطولها.
النائب نبيل نقولا قام بواجب شكر فرنسا نيابة عن العماد قبل يومين من زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي الأخيرة للبنان. وكنا تناولنا "شكر" النقولا المدوي وعرفان العماد عون بالجميل لفرنسا في مقالة لنا نشرت بتاريخ 6 حزيران
اضغط هنا لقراءة المقالة http://www.10452lccc.com/elias.arabic08/elias.nicola6.6.08.htm
بالعودة إلى سنة 2005 نذكر أن ما يزيد عن ستمائة ألف لبناني كانوا في استقبال العماد وفي أسفل بعض ما جاء في الخطاب الذي ألقاه يومها في ساحة الشهداء:
("يقولون إننا جئنا وبعضهم يخافنا، هل هناك مبرر للخوف ممن يدعو إلى الوحدة الوطنية، من خلال وحدة العائلات السياسية اللبنانية والمجموعات الطائفية المجتمعية؟ هل هذه دعوة إلى المشاكل؟ وأقول لكم إذا تكلمت طائفيا فانبذوني. لا إننا ندعو إلى وحدة الموقف، إلى وحدة النضال من أجل تحديد، وانجاز أهداف محددة تعرفونها مسبقاً، وإلا ضاعت الأمانات وبقي لبنان يجر أذيال الخيبة. لا نريد بعد اليوم عصبات طائفية تتناحر وتتقاتل وتهدم ذاتها. نريد بالفعل وبالروح وبالعمل وبالكلمة وحدة وطنية هي أقوى قوة في الدفاع عنكم وفي الدفاع عن لبنان، نريد أن نحارب المال السياسي الذي افسد الجمهورية نظاما ورجالا ووضع لبنان على حافة الافلاس. نريد مجتمعا، وان كان عنده انتماء طائفي ينتخب بفكر سياسي، في هذه الحالة فحسب ينقذ لبنان.).
اضغط هنا لقراءة الخطاب http://www.10452lccc.com/elias.arabic08/elias.nicola6.6.08.htm
إن من تابع عن قرب وبموضوعية وعقل منفتح خطاب ووعود وعهود وممارسات العماد من العام 1988 وحتى يوم عودته عام 2005 لا يمكنه في أي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف أن يرى في المقيم حالياً في قصر الرابية نفس العماد طبقاً لأي مقياس أو معيار.
إن الرجل الذي حمل الشعارات والقضية وأحبه الناس بقي في باريس ولم يعد إلى لبنان، وبالتأكيد لن يعود أبداً، وكنا أشرنا في 8 حلقات باللغتين العربية والإنكليزية إلى التناقض الصادم والقاتل بين جنرال باريس وجنرال الرابية وشبهنا حالة الجنرال بحال "دكتور جايكل ومستر هايد" الشائعة الانتشار.
اضغط هنا لقراءة كل الحلقات http://www.10452lccc.com/general.html
لم يترك جنرال الرابية صفحة واحدة من ماضي جنرال باريس إلا ومزقها، ولا موقفاً إلا وبدله، ولا وعداً إلا ونقضه، ولا طرحاً إلا وانقلب عليه، ولا ثابتة وطنية وقيمية إلا ونحرها، ولا مرجعاً دينياً إلا وعاداه، حتى أمسى ماضيه يخجل من حاضره.
وها هو العماد اليوم بفبركته "اللقاء الوطني المسيحي" الهجين وبتوكيله "البقردوني ما غيرو" مهمة الانتاج والإخراج يوقع نفسه في شر أقواله وشرك وعوده وبالضربة القاضية. ولأن الرجل لطالما تبجح مطالباً بضرورة المحاسبة والمساءلة نذكره بما كان قاله في خطاب العودة: "وأقول لكم إذا تكلمت طائفيا فانبذوني".
نسأل العماد وكل ربعه الأشاوس الذين يدعون تمسكهم بالنهج العلماني: أليس التحالف والتماهي الكلي مع حزب الله الأصولي والمذهبي وتغطية دويلته وسلاحها، والشحن الطائفي الذي يلوكه العماد ببغائياً ليلاً ونهاراً والذي كلله وتوجه "بالجبهة المسيحية" هو كلام طائفي، وممارسات طائفية، وعقلية طائفية فاقعة وصارخة لا تمت للعلمانية بصلة؟
بالواقع لو أردنا سرد ما أجاد به العماد في هذا السياق الطائفي من شحن موتور، وزرع أحقاد دفينة، ونبش قبور، وتلفيق أخبار، وتركيب صور، وتطاول على مرجعيات دينية، واستعمال مفردات "شوارعية وزقاقية" لاحتجنا إلى مجلدات.
فيا أيها العونيين الوطنيون الذين تعتبرون أنفسكم حماة قضية لبنان الإنسان والكيان والهوية والقانون، ويا من تقولون أنكم تؤمنون بالسيادة والحرية والاستقلال، حاسبوا عمادكم على أفعاله وأقواله والانحرافات وافعلوا ما طلبه هو منكم و"انبذوه"!!
نعم الرجل طلب منكم نبذه يوم يتكلم طائفياً، وهو الآن لا يتكلم فقط طائفياً بل مذهبياً وأصولياً ومناطقياً وميليشياوياً.
لا يجب أن يفوتنا بالمناسبة السعيدة هذه أن نعلن عن فرحتنا وسعادتنا كون الأستاذ كريم بقرادوني وعن "اقتناع وإيمان وتقوى وطوباوية" قد أمسى حليفاً وسنداً جديداً للعماد في "اللقاء الوطني المسيحي" الخلاصي، الذي هو بالواقع تجمعاً من المسيحيين، وليس تجمعاً مسيحياً كون مكوناته لا تعرف من المسيحية سوى الإسم.
كيف لا نفرح ونحن نعلم علم اليقين أن الأستاذ بقرادوني هو مدرسة فريدة ومميزة في الفكر والنهج والممارسة، وبالتأكيد في تدوير الزوايا "ونقل الطرابيش".
مدرسة متنقلة ومتغيرة ومتلونة و"غير شكل"، وما من تلميذ دخلها إلا وكان مصيره السقوط المبين والشواهد كثيرة.
يبقى أنه وحتى يكتمل عقد "اللقاء الوطني المسيحي" ويصبح أكثر فاعلية وقوة وتأثيراً ونفوذاً، ومن أجل أن تزداد ثقة المسيحيين في قادته الرسوليين نقترح بمحبة وعلى خلفية غيرتنا على هذا اللقاء أن ينضم إليه كل من الوزير السابق وديع الخازن والمحامي اميل رحمة لما للرجلين من باع طويل في الإيمان المسيحي الحق والتبشير بالرسالة وثبات المواقف!!!
اطمئنوا يا أيها المسيحيون وافرحوا فالعماد والبقرادوني وإنشاء الله بهمة وشعبية وديع الخازن وإميل رحمة وببركات الشقيقة ورعايتها سيعيدون لكم كل ما سلب منكم من حقوق.
*الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
توهمنا مع الغالبية من اللبنانيين وتحديداً المسيحيين منهم أن عودة العماد من المنفى ستكون بمفاعيلها الوطنية والإنقاذية والتحريرية كعودة الأمير فخر الدين المعني الكبير من إيطاليا، والذي فيما بعد وبسبب وطنيته ومقاومته لقوى الاحتلال قتله العثمانيون ورموا جثته في البوسفور.
من المؤسف أن العماد لم يُثمّن ولم يعرف قيمة التوكيل الذي منحه إياه الشعب اللبناني فراح يتصرف وكأنه من أبناء الآلهة ناقضاً أسس وجوهر التوكيل ومجيراً إياه لمشاريع إيران وسوريا التوسعية والأصولية والمذهبية في المنطقة.
لقد أعمى ولعه الوهمي بالنفوذ بصره وبصيرته فتناسى وعن عمد أنه الوحيد من قادة لبنان الذي قُدّر له أن يعود من المنفى سالماً، وبالتالي كان عليه أن يفي بوعوده والعهود.
نلفت هنا إلى أن يوسف بك كرم مات في المنفى، والأمير بشير الشهابي الثاني أيضاً مات في المنفى، أما العميد ريمون اده فقد غيّبه الموت في فرنسا من دون أن تتسنى له العودة إلى لبنان بعد جلاء الجيشين السوري والإسرائيلي. وحده العماد ميشال عون من الزعماء اللبنانيين المنفيين عاد حياً إلى وطن الأرز عودة الأبطال والمحررين، وبدل أن يستثمر وزناته والتوكيل الشعبي في خدمة الوطن والمواطن والحريات، انقلب على ذاته وعلى القضية متقمصاً دور الإسخريوتي بامتياز.
عاد العماد ميشال عون من المنفى في 8 أيار 2005 بعد غيبة قصرية استمرت 4996 يوماً قضاها في بلاد الأم الحنونة معززاً ومكرماً، وكان أمضى 319 يوماً في السفارة الفرنسية في الحازمية قبل أن تتمكن القوات البحرية الفرنسية من نقله سالماً بأسطولها.
النائب نبيل نقولا قام بواجب شكر فرنسا نيابة عن العماد قبل يومين من زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي الأخيرة للبنان. وكنا تناولنا "شكر" النقولا المدوي وعرفان العماد عون بالجميل لفرنسا في مقالة لنا نشرت بتاريخ 6 حزيران
اضغط هنا لقراءة المقالة http://www.10452lccc.com/elias.arabic08/elias.nicola6.6.08.htm
بالعودة إلى سنة 2005 نذكر أن ما يزيد عن ستمائة ألف لبناني كانوا في استقبال العماد وفي أسفل بعض ما جاء في الخطاب الذي ألقاه يومها في ساحة الشهداء:
("يقولون إننا جئنا وبعضهم يخافنا، هل هناك مبرر للخوف ممن يدعو إلى الوحدة الوطنية، من خلال وحدة العائلات السياسية اللبنانية والمجموعات الطائفية المجتمعية؟ هل هذه دعوة إلى المشاكل؟ وأقول لكم إذا تكلمت طائفيا فانبذوني. لا إننا ندعو إلى وحدة الموقف، إلى وحدة النضال من أجل تحديد، وانجاز أهداف محددة تعرفونها مسبقاً، وإلا ضاعت الأمانات وبقي لبنان يجر أذيال الخيبة. لا نريد بعد اليوم عصبات طائفية تتناحر وتتقاتل وتهدم ذاتها. نريد بالفعل وبالروح وبالعمل وبالكلمة وحدة وطنية هي أقوى قوة في الدفاع عنكم وفي الدفاع عن لبنان، نريد أن نحارب المال السياسي الذي افسد الجمهورية نظاما ورجالا ووضع لبنان على حافة الافلاس. نريد مجتمعا، وان كان عنده انتماء طائفي ينتخب بفكر سياسي، في هذه الحالة فحسب ينقذ لبنان.).
اضغط هنا لقراءة الخطاب http://www.10452lccc.com/elias.arabic08/elias.nicola6.6.08.htm
إن من تابع عن قرب وبموضوعية وعقل منفتح خطاب ووعود وعهود وممارسات العماد من العام 1988 وحتى يوم عودته عام 2005 لا يمكنه في أي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف أن يرى في المقيم حالياً في قصر الرابية نفس العماد طبقاً لأي مقياس أو معيار.
إن الرجل الذي حمل الشعارات والقضية وأحبه الناس بقي في باريس ولم يعد إلى لبنان، وبالتأكيد لن يعود أبداً، وكنا أشرنا في 8 حلقات باللغتين العربية والإنكليزية إلى التناقض الصادم والقاتل بين جنرال باريس وجنرال الرابية وشبهنا حالة الجنرال بحال "دكتور جايكل ومستر هايد" الشائعة الانتشار.
اضغط هنا لقراءة كل الحلقات http://www.10452lccc.com/general.html
لم يترك جنرال الرابية صفحة واحدة من ماضي جنرال باريس إلا ومزقها، ولا موقفاً إلا وبدله، ولا وعداً إلا ونقضه، ولا طرحاً إلا وانقلب عليه، ولا ثابتة وطنية وقيمية إلا ونحرها، ولا مرجعاً دينياً إلا وعاداه، حتى أمسى ماضيه يخجل من حاضره.
وها هو العماد اليوم بفبركته "اللقاء الوطني المسيحي" الهجين وبتوكيله "البقردوني ما غيرو" مهمة الانتاج والإخراج يوقع نفسه في شر أقواله وشرك وعوده وبالضربة القاضية. ولأن الرجل لطالما تبجح مطالباً بضرورة المحاسبة والمساءلة نذكره بما كان قاله في خطاب العودة: "وأقول لكم إذا تكلمت طائفيا فانبذوني".
نسأل العماد وكل ربعه الأشاوس الذين يدعون تمسكهم بالنهج العلماني: أليس التحالف والتماهي الكلي مع حزب الله الأصولي والمذهبي وتغطية دويلته وسلاحها، والشحن الطائفي الذي يلوكه العماد ببغائياً ليلاً ونهاراً والذي كلله وتوجه "بالجبهة المسيحية" هو كلام طائفي، وممارسات طائفية، وعقلية طائفية فاقعة وصارخة لا تمت للعلمانية بصلة؟
بالواقع لو أردنا سرد ما أجاد به العماد في هذا السياق الطائفي من شحن موتور، وزرع أحقاد دفينة، ونبش قبور، وتلفيق أخبار، وتركيب صور، وتطاول على مرجعيات دينية، واستعمال مفردات "شوارعية وزقاقية" لاحتجنا إلى مجلدات.
فيا أيها العونيين الوطنيون الذين تعتبرون أنفسكم حماة قضية لبنان الإنسان والكيان والهوية والقانون، ويا من تقولون أنكم تؤمنون بالسيادة والحرية والاستقلال، حاسبوا عمادكم على أفعاله وأقواله والانحرافات وافعلوا ما طلبه هو منكم و"انبذوه"!!
نعم الرجل طلب منكم نبذه يوم يتكلم طائفياً، وهو الآن لا يتكلم فقط طائفياً بل مذهبياً وأصولياً ومناطقياً وميليشياوياً.
لا يجب أن يفوتنا بالمناسبة السعيدة هذه أن نعلن عن فرحتنا وسعادتنا كون الأستاذ كريم بقرادوني وعن "اقتناع وإيمان وتقوى وطوباوية" قد أمسى حليفاً وسنداً جديداً للعماد في "اللقاء الوطني المسيحي" الخلاصي، الذي هو بالواقع تجمعاً من المسيحيين، وليس تجمعاً مسيحياً كون مكوناته لا تعرف من المسيحية سوى الإسم.
كيف لا نفرح ونحن نعلم علم اليقين أن الأستاذ بقرادوني هو مدرسة فريدة ومميزة في الفكر والنهج والممارسة، وبالتأكيد في تدوير الزوايا "ونقل الطرابيش".
مدرسة متنقلة ومتغيرة ومتلونة و"غير شكل"، وما من تلميذ دخلها إلا وكان مصيره السقوط المبين والشواهد كثيرة.
يبقى أنه وحتى يكتمل عقد "اللقاء الوطني المسيحي" ويصبح أكثر فاعلية وقوة وتأثيراً ونفوذاً، ومن أجل أن تزداد ثقة المسيحيين في قادته الرسوليين نقترح بمحبة وعلى خلفية غيرتنا على هذا اللقاء أن ينضم إليه كل من الوزير السابق وديع الخازن والمحامي اميل رحمة لما للرجلين من باع طويل في الإيمان المسيحي الحق والتبشير بالرسالة وثبات المواقف!!!
اطمئنوا يا أيها المسيحيون وافرحوا فالعماد والبقرادوني وإنشاء الله بهمة وشعبية وديع الخازن وإميل رحمة وببركات الشقيقة ورعايتها سيعيدون لكم كل ما سلب منكم من حقوق.
*الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق