الثلاثاء، يوليو 15، 2008

عمر البشير جاءك النفير والنذير

سامي الأخرس
لا زالت عيناه شاخصتان تقدحان لهب التحدي والإصرار وهو منتصب أمام جلاديه يلاحقهم ويلعنهم مع إشراقه فجر عيد النحر الأعظم ، سقط الجثمان وتعالت الروح لتزرع نبتة إصرار وتحدي وعزيمة في كل ربوع الوطن وبقلب كل من شاهد الفارس وهو يترجل ويلقنهم درساً في العزة والكبرياء ، ترجل فارساً وسقطوا هم في وحل الخيانة والعبودية ، فهتكوا عرض عراق الرشيد واقتسموا غنائمه الطبيعية والبشرية ومن خلفهم زعماء أمة يتسامرون يتضاحكون يسكرون بإرتشاف دماء أطفالنا ، ودموع أراملنا ، وآهات رجالنا .
من هنا بدأت الرواية والحكاية من عراق الرافدين الذي تحركت به دمي الاحتلال الأمريكي – الغربي لتشكل محكمة النذالة والعمالة ليقودها مجرمين عملاء أنذال بثياب إنس وينطق أراجوزهم بالحكم باغتيال " صدام حسين " الشهيد الحي لأنه رفض الإنكسار ورفض الإنبطاح وقاتل ، قاتل المحتل ومشروعه ، والفرس وأطماعهم ، والعملاء وخيانتهم ، فكان نصيبه الشهادة بعزة وكبرياء بيوم النحر الأعظم .
بدأت الحكاية منذ أن احتضن الملوك والأمراء والشيوخ مجندات المارينز ، وشيدوا قواعد الإنبطاح ليطيحوا بالعراق ، وليشهدوا بعمالتهم تقسيم العراق وذبح أطفاله وهتك أعراض نسائه ، ونهب خيراته ، وسرق حضارته وبيعها في أسواق أسيادهم ، ولا زالوا مرتعشون على كراسي سلاطينهم ومملكاتهم ، ومن خلفهم شعوب مستسلمة لا زالت تنافق وتهتف عاش الملك مات الملك – وأي ملك – ظالم ومضطهد ينهب ثروات الوطن ويسلب كرامته ، وطن ومواطن يهان وتدوسه أحذية أسفل وأحقر العاهرات الأمريكيات في قواعد تجثم على أرضنا ، وتقصف أطفالنا ، وتُرمل نسائنا ، وتَقتل رجالنا ، والجزاء شعوب مستسلمة لا تهوي سوي الهتاف والتشنج .
(زعمائنا ) من إلتزموا الصمت وشاركوا بالمؤامرة وتآمروا على العراق وفلسطين ولبنان وصدام وليتهم إكتفوا بل أعدموا شعب ، وهم صامتون كأصنام قريش أمام أحذية عاهرات المارينز ومرتزقتها .
وها هو اليوم جاء لتبدأ قصتهم من جديد بمحاكمات جنائية من أسيادهم ، وليتهم نالوا محاكمات شريفة كما نالها صدام بل جنائية ، ليشربوا من نفس الكأس ولكنه بطعم قذر علقم لا طهارة ولا شرف فيه ، فهم لن ولم يتذوقوا كؤوس الشرف التي تذوقها صدام حسين .
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرار باعتقال عمر البشير الرئيس السوداني بتهمة ارتكاب جرائم في دارفورد وأي جرائم ؟
جرائم دفاعه عن وحدة ترابه وأرضه وبلده ووطنه ، ليدرك البشير أن لعنة تسليم " كارولوس " تطارده وإنه سيدفع ثمنها ، كما سيدرك أن وقفة العزة التي يذكرها التاريخ دوماً لن يقفها كما وقفها صدام حسين ، بل سيقف وقفة جزاء أثم لتهاونه وصمته أمام سقوط العراق ، واستشهاد صدام ، فها هي روحه الطاهرة تعاقبهم بدءاً من عمر البشير الذي أخطأ كثيرا بحق نفسه وشعبه وأمته ، ووقف شاهدا على هدم قلاع العراق ، وتركه وحيداً يُفترس بأنياب الذئاب دون أن يرتجف له رمشاً ، أو يؤنب له ضميراً .
بشراكم يا زعمائنا فالمسرح قد فتح أبوابه ، والمسرحية بدأت فصولها ولكم بالبشير نذير ، عسي أن تغسلوا شيئا من خضوعكم وذلكم ، واضطهادكم ، فالدور قادم للجميع ولن نشفق عليكم لأنكم لم تشفقوا علينا والذئاب تنهش أعراضنا بسجون إسرائيل وأبو غريب ، والكلاب تنبح على الشرفاء .
استفيقوا فلن ينفعكم عاركم وخيانتكم وعمالتكم ، واجعلوا التاريخ يطهركم ويغسل بعضاً من خطاياكم .
صواريخ وثرثرة :
الشعوب العربية ... لن تقوم لك قائمة وأنتم أموات
عمر البشير ... تستحق نظير تهاونك وخضوعك وصمتك
الزعماء العرب .... لن نبكي أحدكم
إبراهيم حمامي وجمال نزال ... تستحقوا لقب بهلوانات مسخه
العراق وفلسطين .... تبدلت غزلانها بقرودها
القارئ الكريم ... إلعنهم بكل اللعنات
سامي الأخرس

ليست هناك تعليقات: