محمود مصطفى البربار
غزة – فلسطين
كالعادة في غزة ... قصف ودمار, وداع للأبرياء والشهداء, منازل وبيوت هدمت فوق ساكنيها وأصبحت ركام ومن فيها شهداء, خوف على الأبرياء الذين مازالوا يحلمون بالعيش بين الحياة والموت , تصريحات هنا وهناك, وإدانات بفائدة وبدون, موجات مفتوحة على الفضائيات وكلام كثير بدون معنى حقيقي للتغير, صور لها بداية وبدون نهاية, مسيرات تجوب كل الدول العربية تنادى وتناشد, وفى النهاية ... يأتي الليل وينام الجميع في بيته وبين أولاده الصغار ويصبح كل ما حدث في غزة نسيان في الذاكرة .
غزة في يوم السبت بداية جديدة لأسبوع اسود جديد ,صفحة في تاريخها, ودعت أبنائها بنزيف الدم تحت قصف الصواريخ وبصرخات تناجى رب العباد .
استيقظ سكان غزة كعادة كل يوم على أمل يوم جديد وببداية للأسبوع مملوء بالأمل لانتهاء الحصار الظالم على أهلها , لم يعلموا أن هناك مأساة أخرى في انتظارهم , قصف وتدمير لكل المعالم, البيوت والمنازل- المساجد – السيارات – الشوارع – المدارس - المعبر – دخان اسود يعلو إلى السماء, وليس هذا فحسب إنما قتل كل من فيها أطفال أبرياء – مدنيين – شيوخ وشباب – أمهات مذنبين بتربيه أبناءهم على حب الوطن .
ماذا تقول الأم لابنها الذي لم يتجاوز الأشهر الأولى من عمره عندما يكبر, أين أبوه ؟؟ أين أخيه ؟؟ أين بيته الذي ولد فيه ؟؟ أين وطنه ؟؟؟ صرخات تعلو وتعلو من حناجر الأطفال, ودموع تنزف الدم بوداع الأبناء, من جانب أخر أصوات الطائرات المرعبة وما تسببه من خوف وهلع وصوت الصواريخ عندما تقصف المباني تهدم وتقع بشكل كامل ,لا استطيع وصف ما يحدث عندما تجتمع هذه الأصوات جميعها ,تظهر الطائرات وتقصف بالصواريخ المباني وتهدم في ثواني معدودة, صوت يرعب الجميع الصغار والكبار, كان هناك منزل وهناك مسجد وعلى الجانب الأخر عمارة ومدرسة.
لم يسلم الإنسان الصغير ولا الكبير ولا حتى الحجر , قصف يليه قصف , حصار يليه حصار وقتل يليه قتل . فماذا بعد ؟؟
لن أناشدكم أيها الحكام فصمتكم اعتدنا عليه , اعتدوا السكوت في المواقف التي تحتاج الوقوف ولن ننتظركم فصمتكم سيطول كثيرا. مازلنا في غزة مصرين على أن نعيش فوق الأرض لا تحت الأرض , مازلنا قادرين على التصدي والصمود .
اقصفونا .. دمرونا .. اقتلونا ... فمازال فينا ما يستحق الحياة .
Mahmoudgaza@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق