عطا مناع
تجتاح الشارع الفلسطيني موجة من التساؤلات حول تراكم الجنون السياسي والصراع الداخلي الذي لا نهاية له رغم التقولات الإقليمية التي تعول على وجبات الحوار والاتفاقيات التي تبرمها الدول العربية بين الأشقاء الذين لم يعودوا كذلك، صحيح أنهم يجمعون على ضرورة الخروج من حالة الانقسام الداخلي ولكن الممارسة العملية تؤكد استفحال الحالة واتساع الفجوة وسيادة المنهج البوليسي في التعاطي مع الشعب الفلسطيني الذي يتطلع للخلاص من مرحلة هو وحدة دفع ثمنها باستخدامه حطبا في الصراع وورقة تستخدم في صراع العض على الأصابع بين أسياد الصراع.
وبعيدا عن شعارات الضحك على الذقون التي تدعي الحرص على وحدة الوطن والمواطن وسيادة الديمقراطية والنضال لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، يكشف الواقع عن حقائق مؤلمه ترقى لدرجة الانحراف والانقلاب على الشعب وثورته المعاصرة بكل ما تعني من شهداء وأسرى ونضالات، وليس بالضرورة أن تنادي جهة فلسطينية بفلسطين من نهرها إلى بحرها حتى تحصل على ثقة الشعب، لان الشعار حتى يكون شعارا حقيقيا لا يمكن أن يختزل برصاصة أو صاروخ تطلقه هذه الجهة أو تلك التي تحول الفعل الوطني لأداء يفتقر للحياة الكامنة في أوساط الناس البسطاء التي أثبتت غالبية الدراسات أنهم يدفعون الثمن مضاعفا بسبب فقدان البوصلة وبالتالي غياب الفعل التراكمي صانع التغيير الذي يقربنا كشعب من تحقيق طموحاتنا الوطنية.
ما بين الرصاصة والتفريط التفاوضي الذي أصبح مدرسة لها منظريها وأتباعها انخفض الطموح الفلسطيني وتغيرت الأهداف والشعارات الوطنية وسادت الارتجالية والفوضى وتحول بعض الأفراد الذين سطوا على مقدرات الشعب المادية والمعنوية، ويتجلى الهبوط التفاوضي في اللقاءان المتسارعة التي يعول الطرف الفلسطيني فيها على حرق المراحل معتقدا أن دولة الاحتلال جاهزة لعملية التسوية السياسية، لكن الواقع ينتفض بحقائقه الميدانية التي تؤكد مع مرور كل يوم تصاعد الشراسة الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، شراسة تعبر عن نفسها بتضييق الحصار على قطاع غزة رغم التهدئة المزعومة وعمليات الاعتقال بالجملة في الضفة الغربية التي تحولت لجزر متباعدة بسبب أكثر من 700 حاجز عسكري وترابي منتشرة في الضفة الغربية وتضاعف الاستيطان في الضفة والقدس عدة مرات منذ مؤتمر انابولس.
ورغم الانقسام الحاد التي تشهده الساحة الفلسطينية، هناك ما هو مشترك بين طرفي الصراع الداخلي ومن يدور في فلك كل منهما من فصائل فلسطينية استمزجت عدم الفعل، المشترك العجز الصارخ في إنجاز الأهداف الوطنية وإفساح المجال لدولة الاحتلال للاستفراد بالوجود المادي والوطني للشعب الفلسطيني الذي أصبح ضحية مستباحة بسبب العجز الواضح في مقارعة الاحتلال باعتماد استراتيجية عمل وطني موحدة من شانها الصمود في وجه الحقبة الأمريكية التي تهدد المنطقة العربية بحرب قد تكون شاملة.
من حيث المضمون انتقلت الأهداف الوطنية المشتركة بين أقطاب الصراع الفلسطيني من كونها شعار فلسطيني رئيسي ينادي بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإنجاز المهام التحررية بعودة القدس واللاجئين وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة لشعار ثانوي ومناكفات سياسية فضفاضة تعزز حالة التيه الفلسطيني، فبدل التركيز على الخروج من المأزق الخطير الذي تحول لكرة نار متدحرجة تكبر يوميا تطرح قضايا تتعلق بشرعية الرئيس أو الانتخابات المبكرة والديمقراطية والحوار الذين لن يكتب له النجاح حتى بعملية قيصرية.
وإذا اقترضنا أن النية عند أطراف الصراع الفلسطيني لا تتجه للتوافق وإنما للتصعيد وتحميل المسئوليات والانزلاق للممارسات البوليسية التي تستهدف الإنسان الفلسطيني بأبشع الصور من خلال مصادرة حرياته وملاحقته وزجه في السجون واستخدام الأساليب البدائية والهمجية في عمليات الاستجواب لدرجة الموت أو التصفية الجسدية، ويرافق مصادرة الحريات انتشار الفساد المسبب الرئيس لحالة الجوع والاستغلال التي تعصف بالشعب الفلسطيني الذي سرق منه قراره المستقل ببدائل مستنسخة تعزز حالة الهبوط والتوهان والانفضاض عن أدوات التغير والتحرير، في هذه الحالة يسقط الشعار الذي تتمترس خلفه القوى التي تدعي تمثيل الشعب ويماط اللثام عن حقائق خطيرة تمس العصب الحساس للوجود الفلسطيني الذي بالضرورة سيرسم الصورة من جديد بعيدا عن شعارات الادعاء والشرعيات التي أدارت ظهرها لشعبها وتركته وحيدا في مواجهة قدرة.
لن تستمر حاله الصمت الشعب الفلسطيني على العبث بالواقع الفلسطيني، وهناك أمل متجدد لدى الغالبية الساحقة المسحوقة أن تثمر محاولات الحوار وتحدث معجزة في عصر اللامعجزات، وبعكس ذلك لا مناص من التحرك الشعبي الديمقراطي لإنجاز التوافق الداخلي والقضاء على الانقسام بعيدا عن استخدام القوة المرفوضة شعبيا التي تلوح بها أطراف الصراع التي بحاجه لقراءة التاريخ الفلسطيني مرة أخرى واستخلاص العبر من الانشقاقات التي شهدتها الساحة الفلسطينية في خضم نضالها التحرري الذي سيلفظ من يسبح ضد الحتمية الفلسطينية التي تضع مصالحها الوطنية فوق الأجندات الخاصة التي بالضرورة سينتفض عليها الشعب عاجلا أم آجلا.
تجتاح الشارع الفلسطيني موجة من التساؤلات حول تراكم الجنون السياسي والصراع الداخلي الذي لا نهاية له رغم التقولات الإقليمية التي تعول على وجبات الحوار والاتفاقيات التي تبرمها الدول العربية بين الأشقاء الذين لم يعودوا كذلك، صحيح أنهم يجمعون على ضرورة الخروج من حالة الانقسام الداخلي ولكن الممارسة العملية تؤكد استفحال الحالة واتساع الفجوة وسيادة المنهج البوليسي في التعاطي مع الشعب الفلسطيني الذي يتطلع للخلاص من مرحلة هو وحدة دفع ثمنها باستخدامه حطبا في الصراع وورقة تستخدم في صراع العض على الأصابع بين أسياد الصراع.
وبعيدا عن شعارات الضحك على الذقون التي تدعي الحرص على وحدة الوطن والمواطن وسيادة الديمقراطية والنضال لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، يكشف الواقع عن حقائق مؤلمه ترقى لدرجة الانحراف والانقلاب على الشعب وثورته المعاصرة بكل ما تعني من شهداء وأسرى ونضالات، وليس بالضرورة أن تنادي جهة فلسطينية بفلسطين من نهرها إلى بحرها حتى تحصل على ثقة الشعب، لان الشعار حتى يكون شعارا حقيقيا لا يمكن أن يختزل برصاصة أو صاروخ تطلقه هذه الجهة أو تلك التي تحول الفعل الوطني لأداء يفتقر للحياة الكامنة في أوساط الناس البسطاء التي أثبتت غالبية الدراسات أنهم يدفعون الثمن مضاعفا بسبب فقدان البوصلة وبالتالي غياب الفعل التراكمي صانع التغيير الذي يقربنا كشعب من تحقيق طموحاتنا الوطنية.
ما بين الرصاصة والتفريط التفاوضي الذي أصبح مدرسة لها منظريها وأتباعها انخفض الطموح الفلسطيني وتغيرت الأهداف والشعارات الوطنية وسادت الارتجالية والفوضى وتحول بعض الأفراد الذين سطوا على مقدرات الشعب المادية والمعنوية، ويتجلى الهبوط التفاوضي في اللقاءان المتسارعة التي يعول الطرف الفلسطيني فيها على حرق المراحل معتقدا أن دولة الاحتلال جاهزة لعملية التسوية السياسية، لكن الواقع ينتفض بحقائقه الميدانية التي تؤكد مع مرور كل يوم تصاعد الشراسة الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، شراسة تعبر عن نفسها بتضييق الحصار على قطاع غزة رغم التهدئة المزعومة وعمليات الاعتقال بالجملة في الضفة الغربية التي تحولت لجزر متباعدة بسبب أكثر من 700 حاجز عسكري وترابي منتشرة في الضفة الغربية وتضاعف الاستيطان في الضفة والقدس عدة مرات منذ مؤتمر انابولس.
ورغم الانقسام الحاد التي تشهده الساحة الفلسطينية، هناك ما هو مشترك بين طرفي الصراع الداخلي ومن يدور في فلك كل منهما من فصائل فلسطينية استمزجت عدم الفعل، المشترك العجز الصارخ في إنجاز الأهداف الوطنية وإفساح المجال لدولة الاحتلال للاستفراد بالوجود المادي والوطني للشعب الفلسطيني الذي أصبح ضحية مستباحة بسبب العجز الواضح في مقارعة الاحتلال باعتماد استراتيجية عمل وطني موحدة من شانها الصمود في وجه الحقبة الأمريكية التي تهدد المنطقة العربية بحرب قد تكون شاملة.
من حيث المضمون انتقلت الأهداف الوطنية المشتركة بين أقطاب الصراع الفلسطيني من كونها شعار فلسطيني رئيسي ينادي بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإنجاز المهام التحررية بعودة القدس واللاجئين وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة لشعار ثانوي ومناكفات سياسية فضفاضة تعزز حالة التيه الفلسطيني، فبدل التركيز على الخروج من المأزق الخطير الذي تحول لكرة نار متدحرجة تكبر يوميا تطرح قضايا تتعلق بشرعية الرئيس أو الانتخابات المبكرة والديمقراطية والحوار الذين لن يكتب له النجاح حتى بعملية قيصرية.
وإذا اقترضنا أن النية عند أطراف الصراع الفلسطيني لا تتجه للتوافق وإنما للتصعيد وتحميل المسئوليات والانزلاق للممارسات البوليسية التي تستهدف الإنسان الفلسطيني بأبشع الصور من خلال مصادرة حرياته وملاحقته وزجه في السجون واستخدام الأساليب البدائية والهمجية في عمليات الاستجواب لدرجة الموت أو التصفية الجسدية، ويرافق مصادرة الحريات انتشار الفساد المسبب الرئيس لحالة الجوع والاستغلال التي تعصف بالشعب الفلسطيني الذي سرق منه قراره المستقل ببدائل مستنسخة تعزز حالة الهبوط والتوهان والانفضاض عن أدوات التغير والتحرير، في هذه الحالة يسقط الشعار الذي تتمترس خلفه القوى التي تدعي تمثيل الشعب ويماط اللثام عن حقائق خطيرة تمس العصب الحساس للوجود الفلسطيني الذي بالضرورة سيرسم الصورة من جديد بعيدا عن شعارات الادعاء والشرعيات التي أدارت ظهرها لشعبها وتركته وحيدا في مواجهة قدرة.
لن تستمر حاله الصمت الشعب الفلسطيني على العبث بالواقع الفلسطيني، وهناك أمل متجدد لدى الغالبية الساحقة المسحوقة أن تثمر محاولات الحوار وتحدث معجزة في عصر اللامعجزات، وبعكس ذلك لا مناص من التحرك الشعبي الديمقراطي لإنجاز التوافق الداخلي والقضاء على الانقسام بعيدا عن استخدام القوة المرفوضة شعبيا التي تلوح بها أطراف الصراع التي بحاجه لقراءة التاريخ الفلسطيني مرة أخرى واستخلاص العبر من الانشقاقات التي شهدتها الساحة الفلسطينية في خضم نضالها التحرري الذي سيلفظ من يسبح ضد الحتمية الفلسطينية التي تضع مصالحها الوطنية فوق الأجندات الخاصة التي بالضرورة سينتفض عليها الشعب عاجلا أم آجلا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق