سعيد علم الدين
أولا: نحي الموقف الوطني الحر الشجاع والمسؤول للشيخ الطرابلسي الجليل اللبناني الأصيل داعي الإسلام الشهال، الذي أكد برفضه لوثيقة التفاهم المشبوهة الأهداف والسيئة النوايا، التي حاكها أشياخ الحزب اللاهي في الظلام مع بعض الأفراد السلفيين وفيها الكثير من الألغام لضرب مفهوم الدولة السيدة الحامية لمواطنيها، ولشق الصف الوطني والسني في طرابلس والشمال ولبنان، أن هناك رجالا أحرارا صناديد لا يستطيع هذا الحزب المتعالي المغرور شراؤهم بأمواله الفارسية الفاسدة.
يقول الشيخ الشهال في حوار مع "الشرق الاوسط" (14 ايار اثر الغزو الهمجي اللاهي لبيروت الوطنية السنية) فاضحا مشروع الحزب الصفوي التالي:"هذا مشروع سلطوي ومذهبي، إنهم يلغون الطوائف ويضعون أزلاماً لهم لتمثيلها. هذه مسألة باتت معالمها واضحة، إنها محاولة لكسر شوكة الدولة».
كلام الشيخ الشهال أصاب عين الحقيقة. فهو كلامٌ صادقٌ صحيحٌ ومباشرٌ صريحٌ وله شواهدُ وأمثلةٌ في كل أنحاء لبنان وخاصة في طرابلس ومنطقة الشمال لأفراد اشتراهم الحزب اللاهي كفتحي يكن، وهاشم منقارة في طرابلس وكمال الخير في المنية وغيرهم الكثيرين من الانتهازيين الوصوليين، الذين يبيعون وطنهم من أجل منصب او كرسي أو مَسند، حيث يقدم لهم الحزب اللاهي السلاح والمال لخلق زعامات صورية غير شرعية ممثلة له ولأهدافه المشبوهة في السيطرة على الطائفة السنية وعلى كل لبنان وضرب قرارهما الوطني الحر.
كلام الشيخ الشهال يؤكد ايضا حرصه على الدولة اللبنانية وسيادتها ومنعتها وشوكتها عكس ما يسعى ويعمل له الحزب اللاهي وزعيمه ح. نصر الله وجماعة 8 آذار الفاشيين البشاريين.
فالجماعات السلفية اللبنانية هي هنا قوى لبنانية اسلامية وطنية اصيلة غير متطرفة وتدافع عن نفسها وعن وطنها وطائفتها ودولتها من محاولات الحزب اللاهي الإيراني الامبريالي الاستكباري الاستعماري في السيطرة الكاملة على لبنان ومنع قيام الدولة السيدة المستقلة.
ثانيا: قال بشار الاسد الخميس 4 ايلول 08 خلال زيارة ساركوزي لدمشق عن رئيس الجمهورية اللبنانية التالي: "خلال زيارة سليمان دمشق (13 آب/اغسطس) تحدثنا عن ضرورة دخول لبنان في هذه العملية لكن في مرحلتها المباشرة". واضاف "الرئيس سليمان موافق ومتفق معي على هذه النقطة".
بشار يتحدث هنا وبطلاقة الممانع وبلهفة الخانع عن عملية التفاوض مع اسرائيل. ردا عليه نقول: هذا كلام مرفوض وفارغ من المحتوى والمضمون وغير صحيح ودليل على سطحية قائله ولا يمكن ان يصدر عن رئيس الجمهورية اللبنانية.
لأن هذا الكلام يصح فقط في النظام السوري الدكتاتوري حيث القرار للدكتاتور بشار يأخذ سوريا العزيزة وشعبها المرهق كيفما يشاء: الى التحالف مع ايران على حساب العرب، الى البحر للغرق، الى الصحراء للموت من العطش، الى التفاوض والصلح مع اسرائيل، الى خراب لبنان وطرابلس والشمال، " المجرم شاكر العبسي جاء من سوريا لخراب لبنان وليس من اسرائيل"، الى تدمير العراق، الى العبث بقضية فلسطين والى جر سوريا نفسها المغلوبة على أمرها الى حتفها وربما الى فرسنة او تشييع شعبها بالمال الحرام طبعا.
اما في النظام اللبناني الديمقراطي فهذا القرار الخطير قرار التفاوض مع اسرائيل ليس لعبةً انتخابية وليس بيد رئيس الجمهورية مع احترامنا له، انما بيد مجلس الوزراء ومجلس النواب ممثلي الشعب وبأكثريتهما المطلقة في دولة تعددية كلبنان. ومن هنا فما يقوله بشار عن الرئيس سليمان هو كلام مغلوط ولا يمكن ان يصدر عن الرئيس اللبناني الذي نطالبه بنفي هذا الكلام البشاري الخطير رسميا.
ومن جهة اخرى اكد الاسد ان لا عودة للاستقرار في لبنان بدون القضاء على "مشكلة التطرف والقوى السلفية في شمال لبنان" الذي تدعمه "دول" لم يسمها. وقال "اي شيء ايجابي في لبنان لا قيمة له دون حل مشكلة التطرف والقوى السلفية في شمال لبنان. وهناك دول تدعم هذه القوى بشكل رسمي".
يتناسى بشار أنه هو وايران يدعمون الحزب اللاهي وقوى 8 اذار بعشرات الالاف من الصواريخ والعتاد الحديث وشاحنات السلاح وبشكل اكثر من رسمي ودمروا لبنان في كارثة تموز وتفرجوا عليه مثل اطفال المدارس.
فمن بيته من زجاج عليه ان لا يرشق الاخرين بالحجارة!
وتابع بشار ان "الوضع في لبنان ما زال هشا (...) نحن قلقون مما يحصل في طرابلس".
هو يحلم هنا بالعودة الى لبنان عن طريق الشمال وطرابلس من خلال افتعال هذه المشكلة وتكبيرها وتضخيمها وكأن السلفيين والقاعديين المتطرفين يفجرون أنفسهم بين الناس في شوارع طرابلس كما حدث وللأسف في العراق الحبيب. حيث شن المحور الإيراني السوري حربا ارهابية انتحارية شعواء على الشعب العراقي المدني تحت مسميات وشعارات اسلامية انطلت على الاسلاميين المتطرفين الدمويين، وبحجة محاربة الاحتلال الأمريكي. وانكشفت تباعا كل خزعبلاتهم، وها هي الدولة العراقية تنهض مع شعبها من جديد ورحم الله الشهداء الأبرياء، ضحايا المحور الإيراني السوري الشرير.
وعلى من يتذاكى بشار والمشكلة التي افتعلتها مخابراته بين السنة والعلويين في عكار قبيل قدوم ساركوزي بأيام وحدثت بين القريتين الآمنتين والشقيقتين عيدمون وشيخ لار وذهب ضحيتها إمام عيدمون السني الشيخ عز الدين قاسم وسقوط عدد من الجرحى، تذكر بالاشتباكات المفتعلة التي حدثت في طرابلس بين السنة والعلويين قبيل زيارة بشار لباريس. هذه المشاكل المفتعلة من قبل النظام السوري حدثت بتاريخه وبالمناسبات المطلوب حدوثها لكي يقول بشار للعالم ما قاله أمام الرؤساء الثلاثة في قمة دمشق الثلاثية.
هو يحلم بالعودة من جديد من هذا الباب إلى لبنان ولكن فشر وألف فشر ومعطيات عام 1976 التي دخلت بها قوات حافظ إلى لبنان تختلف جذريا عن معطيات عام 2008 وربما سيؤدي دخول سوريا البشارية هذه المرة إن حدث إلى انهيار النظام الفئوي الاستبدادي برمته. والسبب أن الجيش السوري لن يتحمل كل هذه الضغوط وسينتفض على جلاديه وضباطه العلويين. فهو بمعظمه سني في النهاية وسوريا أيضا ولن يتحملوا الى النهاية ما يرتكبه آل أسد من إذلال واضطهاد وقمع واغتيال لأهل السنة في سوريا ولبنان وعلى المكشوف.
من المؤسف والمعيب ان نتحدث بهذه اللغة ولكن أساليب المحور المذكور في شرذمة العالم العربي وخبث الحزب اللاهي في السيطرة على لبنان، ولغة بشار الأسد الطائفية فرضت وحتى على العلماني العربي وضع النقاط على الحروف.
عدا أن الجيش اللبناني سيواجه حتما الجيش السوري بدعم منقطع النظير من اللبنانيين وبالأخص أشاوس عكار والهرمل والمنية والضنية وبشري والكورة والبترون وزغرتا وصناديد طرابلس وباقي الشمال الأبي الذين سيمتشقون السلاح دفاعا عن كرامتهم وكرامة وطنهم. وسيثور الشعب السوري لأن جيشه لا يقاتل في المكان الصحيح لتحرير الجولان، إنما في المكان الخطأ لتخريب لبنان.
وسينهار النظام حتما إذا ارتكب بشار هذه الحماقة الثانية بعد حماقته الأولى التي أخرجته من لبنان اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
فليريح بشار ومخابراته وأذنابه وعملائه طرابلس والشمال من المؤامرات والدسائس والفتن ولبنان كله بألف خير!
فلا خطر على طرابلس من السلفية، بل الخطر الأكبر من استفزازات الحزب اللاهي وأمل والقومي السوري وتعدياتهم المتكررة على كرامات اللبنانيين وبالأخص على اهل السنة في بيروت والبقاع.
ومن هنا فالخطر الأكبر على الشمال وطرابلس ولبنان ليس من السلفية الوطنية الطرابلسية، وانما من المحور الإيراني السوري وأوكار المخابرات السورية!
وإذا كان للتطرف، والغلو في التطرف في لبنان أب فهو بالتأكيد الحزب اللاهي وأذنابه المذكورين، الذين خانوا الأمانة وغدروا بأهلهم وغزوا بيروت وأذلوها في ذاك الصباح وبعار لن يمحى على مدى السنين والأيام، مما دفع الآخرين ممن اعتدي عليهم إلى الدفاع عن كرامتهم. وهذا يعتبر حق الدفاع عن النفس!
ولو كان عند بشار الأسد ذرة من الكرامة لما صبر على هذا الوضع المعيب ولأشعل مقاومة سورية لتحرير الجولان المحتل منذ أكثر من أربعين سنة، بدل أن يزج أحرار سورية في السجون ويدفع بهم إلى المنافي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق