الاثنين، سبتمبر 29، 2008

النشرة الإخبارية لعيد الفطر السعيد/2008


راسم عبيدات
.......الخلافات السياسية العربية،مازالت تلقي بظلالها على المناسبات والأعياد الدينية،وهذا يعني أن أول أيام عيد الفطر السعيد لن تكون موحدة في العواصم العربية والاسلامية،بل وربما مختلفة في الدولة الواحدة،كما حصل في العراق العام الفائت،وفي السياق نفسة تتحدث الانباء عن حملة من التحريض والتحريض المضاد سنية- شعية تقودها المراجع الدينية في كل المذهبين،ويبدو أن هذه العملية ليست بعيدة عن الخلافات السياسية،وتؤكد المصادر وجود بصمات أمريكية واضحة تغذي هذه الخلافات خدمة لأهدافها ومصالحها.
أما على الصعيد الفلسطيني،فكل المعلومات تقول بأن حالة الانقسام السياسي والجغرافي الفلسطيني على حالها،بل وربما تتجه مستقبلاً نحو منحنيات وتداعيات جداً خطيرة،وكذلك الحوار الوطني الفلسطيني،هناك تحركات عربية نشطة لوضع حد لحالة الانقسام الفلسطيني،وتشكيل حكومة وحدة وطنية ورفع الحصار وفتح المعابر،ولكن هذه المحاولات تصطدم بمواقف وتصريحات متشنجه وتوتيريه من بعض القيادات في حماس وفتح،مما يصعب الأمور ويدفع بها نحو العودة للمربع الأول،ومع اقتراب نهاية موعد ولاية الرئيس عباس،إذا لم تنجح مساعي الحوار ويجري توافق وطني،فإن الساحة الفلسطينية مرشحة نحو المزيد من التدهور والضعف والتفكك،وستكون عرضة لخيارات أخرى على حساب الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية.
وعلى صعيد المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيليية،فرغم الكثير من لقاءات القمة الفلسطينية- الاسرائيلية،سواءً العلنية أو السرية منها،فإن هذه المفاوضات ،لم تحقق أي تقدم في القضايا الجوهرية،وبقيت تدور في حلقة مفرغة،رغم ان"أولمرت" حاول قبيل نهايته السياسية أن يدخل التاريخ كرجل سلام،من خلال انجاز ما ولو على شكل اتفاق سقف أو اعلان مباديء,ولكن حتى هذا المسعى لم ينجح،وكل المؤشرات والخبراء والمحللين يقولون أنه لا اتفق فلسطيني- اسرائيلي في العام الحالي ولا حتى في المستقبل المنظور.
وفيما يتعلق بالحصار وملف الجندي الاسرائيلي المأسور"جلعاد شاليط"،فهناك حركة نشطة في هذا الاتجاه،ولكن يبدو أن اسرائيل غير جادة في اغلاق هذا الملف،وهي ترى في استمرار احتجازها لأكثر من أحد عشر ألف أسير فلسطيني ورقة ابتزاز سياسي،وان كان ثبات المقاومة الفلسطينية على مطالبها ومواقفها،قد دفع بالحكومة الاسرائيلية الى اعداد قائمة بديلة، للقائمة التي تطالب بها حماس، تشتمل على 450 أسير فلسطيني،توافق على اطلاق سراحهم في صفقة "شاليط"،نصفهم من الذين تطالب بهم حماس،واستمرار التعنت الاسرائيلي هذا قد لا يخرج صفقة التبادل الى النور،وفي سياق متصل تتحدث الأنباء عن سعي مصر لعقد صفقة اقليمية شاملة ،من ضمنها اغلاق ملف"شاليط.
يبدو أن الكثير من الاطفال الفلسطينيين لن يتذقوا فرحة العيد،بسبب الاجراءات والممارسات الاسرائيلي،حيث الحصار الخانق والظالم يلقي بظلاله على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية،وهذا ما يجعل تلبية الأسر لإحتياجات أطفالها على صعيد فرحة العيد من ملابس والعاب وهدايا صعبة جداً،ناهيك عن أن أبناء الأسرى لم تكتمل فرحتهم بتحرر أبائهم،وستبقى فرحتهم مؤجلة الى اشعار آخر.
عمليات التهويد والأسرلة في القدس ،تجري على قدم وساق،عزل وفصل وحصار وجدار وتقطيع أوصال واستيطان وهدم بيوت ،والهدف هو التهجير والترحيل القسري للسكان المقدسيين،ومن لا يرحل "بعصا موسى يرحل بعصا فرعون"، وفي سياق متصل يصعد المستوطنين من هجماتهم وعربداتهم ضد السكان الفلسطينيون،وتحديداً قي قرى شمال فلسطين،وهذه العربدة والزعرنة، تجري تحت حراسة وحماية الجيش الاسرائيلي،فبعد اطلاق المستوطنيين لعدد من الصواريخ محلية الصنع على عدد من البلدات الفلسطينية المحيطة بنابلس،وما أعقبها من اقتحامات المستوطنين لعدة قرى في منطقة نابلس أيضاً،وقيامهم بتدمير ممتلكات المواطنين وقتل حيواناتهم ومواشيهم وحرق أشجارهم ومزروعاتهم،واصابة العديد منهم بجراح،بحماية وحراسة الجيش،ومن ثم أقدم المستوطنيين من مستوطنة"يتسهار" على اعدام أحد رعاة الأغنام الفلسطينين،من قرية عقربا القريبة من تلك المستوطنة،بدم بارد حيث أطلقوا علية ما يزيد عن عشرين رصاصة اخترقت كامل جسمه.
يبدو أن شهر رمضان الفضيل،والذي يفترض أن يرفع ويزيد من درجة وحرارة الايمان عند المؤمنين والصائمين،وأن يزيد من التلاحم والتواد والترابط بين الناس،وجدنا أن هناك من استغل هذا الشهر الفضيل لرفع ومضاعفة الأسعار،وآخرين من عديمي الضمير والقيم والأخلاق والانتماء،استغلوا ذلك لطرح بضائع الموت الفاسدة ومنتهية الصلاحية،ناهيك عن أن البعض يحمل الله"جميل" في صومه وصلاته،حيث ترى نتيجة التدافع وغياب النظام والقانون،من يأتي للصلاة ويضع سيارته في الشارع العام،وهناك من لا يأبه لأي قانون أو نظام ويخرج عن مساره ومسلكه في الشارع،ويغلق الشارع من خلال التجاوز والسير في المسلك المعاكس، ويتسبب في أزمة سير ليس لها أول ولا أخر،والتدافع والتزاحم قبيل الافطار،على المطاعم ومحلات بيع الحمص والحلويات،ينذر بوقوع إما حرب عالمية أو أن البلد مقبلة على مجاعة طويلة، ناهيك عن ازدياد "الطوش" والمشاكل والخلافات الاجتماعية والعشائرية،وبما أن دوري كرة القدم للتنافس على الدرجة الممتازة بين الفرق استمر في شهر رمضان،فقد ارتفعت وزدادت ليس حرارة التنافس والاخلاق الرياضية،بل لا نجافي الحقيقة أن جماهيربعض الفرق المشاركة،غالبة أو مغلوبة لا يهدأ لها بال،بدون أن تثير شغب في الملاعب،أو تفتعل "طوشة" عامة،وكان الله في عون ادارات الأندية واتحاد كرة القدم.
وأخيراً يبدو أن روسيا ،بدأت بشد القوس في علاقاتها مع أمريكا،والتي كانت تخطط،أن تهاجم روسيا في عقر دارها وغرف نومها الداخلية،من خلال دعم ومساندة جورجيا بالأسلحة المتطورة واقامة قواعد عسكرية لها هناك،ولكن روسيا تنبهت لذلك وقمعت جورجيا عسكرياً،مما أفشل الخطط الأمريكية بمحاصرة روسيا والتعدي على مصالحها الحيوية،والشد الروسي للقوس لمسناه من خلال افشال روسيا لإجتماع الدول الستة والمتعلق بتشديد العقوبات على ايران،حيث رفضت روسيا ذلك وأفشلت الاجتماع،ويبدو أن هذه التطورات والمواقف الروسية،يمكن لها أن تؤشر على بداية مرحلة جديدة عالمياً،من انتهاء حقبة العالم آحادي القطبية ،وبروز عالم متعدد الاقطاب.

ليست هناك تعليقات: