الأربعاء، سبتمبر 03، 2008

الله كبيرٌ يا حسن نصرالله

سعيد علم الدين

رمضان: نبارك للمسلمين عامة في أقطار المعمورة قاطبةً حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى الجميع باليمن والخير والفرح والنجاح بتحقيق الأحلام والآمال، وبالأخص على لبنان والعالم العربي بالتضامن والتعاضد، والعمل المشترك الجاد والاتحاد، والبناء والتقدم، والسلام والأمان، والازدهار والاستقرار، وانتصار دولة القانون وحقوق الإنسان والمجتمع المدني الديمقراطي الحر وقيم الحق والمساواة والعدالة.
العراق: نبارك لجيش العراق الأبي الشجاع ولقواه الأمْنِيَّةِ الأمينَةِ على وطنها العريق بعرقياته وتاريخه الزاخر بقومياته، فرض سيطرتهم الكاملة على محافظة الانبار وعلى محافظات كثيرة من البلاد وبسط سيادة الدولة العراقية العليا على كامل التراب العراقي. لكي تنهض الدولة العراقية الديمقراطية السيدة العزيزة المستقلة. نهوضها واجب الحصول، ويعتبر ضربة قاصمة لمشروع ملالي ايران الخبيث في تفتيت العراق وشرذمة العالم العربي للسيطرة عليه وتحقيق حلم امبراطوي فارسي استكباري على شعوب المنطقة كافة مبني على الحقد الثأري من العرب.
لبنان: لا بد وان نرفع في هذا الشهر الفضيل الصوت عاليا لكي يسمع الطغاة الجدد أصحاب المؤامرات المكشوفة والمخططات المشبوهة، والاعتداءات المتكررة على الآمنين في بيروت وطرابلس والبقاع: أنات الجرحى والمصابين، وأوجاع المعوقين والمعاقين، وآلام العجزة والمساكين، ونحيب الأطفال وصراخ الشعب الصابر على هذا الزمن الهجين. صراخ أهلنا المنهكين جميعا من تسلسل المآسي المفتعلة والمعارك المتنقلة من الجنوب الى الشمال ومن البقاع الى بيروت، آخرها مأساة قتل الشاب الشهيد النقيب سامر حنا عمداً على يد ميليشيات حسن نصر الله.
كم كان منظر خطيبته المفجوعة مريام مؤلما وهي تنوح باكية على تابوت عريسها المنتظر! هذه عينية صغيرة من ثقافة الموت التي يعمل لها نصر الله في لبنان ويروج لها بري وشركاه ويصفق لها ميشال عون لكي يستطيع الأخير فرض سيطرته الانتخابية عبر عمليات القتل الارهابية على الارادة اللبنانية.
والبارحة في غرة رمضان وفي الضاحية الجنوبية من بيروت ضربت ميليشيات نصر الله وأهانت الضابط في قوى الامن الداخلي خالد الوزان وجرحت شقيقيه وروعت عائلاتهم واطفالهم دون ادنى اعتبار لقيم وأخلاق وآداب هذا الشهر الفضيل.
حيث يقول المسلم المؤمن عند افتعال أي مشكلة معه: اللهم اني صائم! ليتفادى المشكلة. اما هم صبية الفرس فلا ياخذون من الاسلام الا القشور ويفتعلون المشاكل ويزرعون الفتن من الفطور الى ما بعد السحور.
نقول هذا تذكيرا لهم لعلهم يعودون إلى رشدهم ويعطفون على أهلهم ويشعرون بأوجاعهم.
الظاهر أنهم خرجوا من جلدهم ولهذا فهم منذ اربع سنوات تقريبا وبالتحديد منذ ظهور المعارضة الوطنية اللبنانية الديمقراطية الحرة ضد التمديد البشاري للحود عام 2004 وحتى اليوم لا يتركون لحظة واحدة هنية لراحة هذا الشعب المتعب. فمن الانفجارات الى الاغتيالات الى التهديد والوعيد الى جر اسرائيل لتدمير لبنان الى توزيع السلاح على العصابات والزعران لتتنقل الفتن وتنقل معها الخراب والدماء والدمار من منطقة الى اخرى، وذلك حسب مؤامراتهم المكشوفة ومخططاتهم المشبوهة . هم بكل أفعالهم المفتعلة وممارساتهم الشريرة في خراب الديار همهم الوحيد إطفاء شعلة ثورة الأرز التاريخية الحضارية المجيدة. التي اشعلتها الملايين بعفوية رغم انف الطغاة الجدد.
شعلة ثورة الارز لا يمكن ان تنطفئ لانها متوقدة في قلوب الملايين المقيمين والمغتربين بحب لبنان وشهدائه الأفذاذ الكبار.
فبسببهم وبسبب سياساتهم العدوانية الكارثية على مصالح لبنان يعاني اللبنانيون اليوم أصعب أوقاتهم وبالأخص في هذا الشهر الكريم: حيث العوز والفقر يجتاح حياة عشرات الألوف بسبب البطالة والحروب وقطع الارزاق عبر المعارك المتنقلة على يدهم ويد المخابرات السورية. ولا يستطيع اللبناني حتى شراء حاجاته الضرورية فالأسعار في ارتفاع مجنون يقابلها قلة المدخول، حيث الكهرباء توزع بالقطارة واللبناني مهدد يوميا بلقمة عيشه، واستقرار اقتصاده، وأمن أطفاله، ومستقبل أبنائه ومصير وطنه.
شعوب وأمم تحلم بقطعة وطن مستقل وحسن نصر الله يضع لبنان الصغير على كف العفاريت خدمة لمصالح إيران ودفاعا عن النظام السوري المدان ويزجه في اتون الفتن والحروب.
وخلال لقائه الشيخ ماهر حمود، قال نصر الله :" ان قرار المقاومة بيدها، واعتبر ان الذين ينسبون قراراتها للتدخل الإيراني والسوري هم واهمون من جهة، ومغرضون من جهة أخرى".
ليس غريبا عليه ان يقلب الحقائق الواضحة وضوح عين الشمس لكل اللبنانيين حتى في رمضان. والتي اكدتها الاحداث المتتالية منذ اربع سنوات حيث ظهر بوضوح ان نصر الله ما هو سوى مخلب ايراني وأداة سورية في لبنان.
وهل قراره لبناني ويفكر بمصلحة شعبه من احترقت بسبب حماقاته اطفال قانا مرتين؟ وماذا ننتظر من قراره اللبناني بعد ذلك حرقهم للمرة الثالثة؟ المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وهو يعمل لكي يلدغ الشعب اللبناني للمرة الثالثة. مسؤول دولي قال لـ"النهار": إنهاء مهمة "اليونيفيل" مع إبقاء ترسانة "حزب الله" يعيد فتح جبهة الجنوب". يعني بالقلم العريض حرق اطفال قانا والجنوب للمرة الثالثة؟
لو كان نصر الله لبناني حقا لقال: ان الله حق! وعاد الى رشده وكنف دولته ليتم تحرير مزارع شبعا بالوسائل التي تحدث عنها رئيس الجمهورية. والدبلوماسية تأتي هنا بالدرجة الأولى. ومهمة تحرير المزارع هي مهمة القيادة الشرعية اللبنانية المنتخبة: حكومة ودولة ونواباً. وهم وحدهم أصاحب القرار الوطني الحر المدروس.
فكفى بلبنان وشعبه المنهك تجارب انتحارية في مواجهة عدو شرس تفاوضه سوريا لتتجنب الاشتباك معه، وتريد ايران العظمى إزالته من الوجود بالكلام فقط!
وهل لبناني ويفكر بمصلحة وطنه من بسببه تم تدمير قرى كاملة في الجنوب عدة مرات؟
نقول لنصر الله في هذا الشهر الكريم: الله كبير وهو المنتقم الجبار على هذا الإفك العاري والظلم الوقح الذي ترتكبه بحق اللبنانيين الأحرار!
والله كبير وهو المنتقم الجبار من كل من استغل اسم جلالته ليطغى ويستبد ويزرع الفتن ويزهق الأرواح البريئة ويتجبر!
الله كبير وهو المنتقم الجبار من كل من روع الآمنين في بيروت والجبل وطرابلس وقتل وخطف وأحرق وارتكب أعظم الآثام في أيار وأكثر!
نقول لنصر الله في هذا الشهر الفضيل: من صارعَ الحقَّ صرَعَهُ !
ومن قاتلَ الحياةَ بثقافةِ الموتِ الخريفيةِ السوداء سقط إلى الهاوية مع أعلامه الذابلةِ الصفراء، وانتصرت عليه ثقافة الحياة بإرادتها الربيعية المعطاء، المنبعثةِ من أهوالِ العواصف وقلب الشتاء.
إنها من إرادة الله في إعمار الأرض والبناء، ومن إرادة الشعب الحي في التطورِ الطبيعي للمجتمع المنطلقِ بسموِّ وكرامةِ إلى العلاء.
فالموتُ سنةُ الحياة، ولا مفر منه والى اين المفر؟ الى قم؟ فأهل قم ايضا سيبلعهم التراب.
إلا أن ثقافة الحياة الخضراء في انتصار دائمٍ على الموت وثقافته السوداء الكأداء:
عندما يعقدُ قرانٌ، ويولدُ طفلٌ، وتتفتحُ زهرةٌ، ويزقزقُ عصفورٌ، وتطيرُ فراشةٌ، وتتبرعمُ زهرةٌ، وتثمرُ شجرةٌ.
نذكر نصر الله بأن الحق يعلى ولا يعلى عليه. وشمس الحق رغم حجبها عنا بضباب الأكاذيب ستشرق حتماً وتحرق بلهيبها الأفاكين البلهاء!

ليست هناك تعليقات: