لاحظ س. حداد
أيها اللبنانيون: لا تتركوهم يُعيدوا لبناننا إلى الوراء!
رسالة إلى اللبنانيين2/ 2
أنتم مدعوون إلى رفض منح ثقتكم الغالية إلى كلِّ سياسيٍّ ينادي انتمائكم الطائفي أو المذهبي أو الفئوي..
بل أنتم مدعوون إلى محاسبة ذاتية هادئة ولكن حاسمة تعيد إليكم كرامةً فُقِدَت وحريةً سقطت وعنفوانٍ أُحْبِطَ..
الزمنُ يآتيكم كي تأخذوا الأمور بأيديكم وتحققوا ما انتفضتم لأجله، استرداد الاستقلال وبناء دولته!
أيها اللبنانيون،
أنتم مدعوون إلى الانتفاض على الوضع القائم، ليس من أجل التخلّص هؤلاء السياسيين بل لوضع اليد على مقاليد الحكم برمته.. إنه ليس بانقلاب عسكري هو ما ندعوكم إليه بل هو انقلاب سياسي مدني ديمقراطي وهو السبيل الوحيد الذي سيتيسر لكم قريباً.. سبيل الانتخابات النيابية المُرتَقب حصوله بعدَ أشهرٍ قليلة..
إننا ندعوكم إلى إعادة تقويم نتائج ثقةٍ الغالية منحتموها إلى السياسيين ومقارنتها بما كانت نواياكم عند ذاك بما حققوه لكم وللبنانكم خاصةً وأنتم لم تتوانوا يوماً عن تلبية نداءاتهم؛ وانظروا إلى ما انتم عليه اليوم من إحباطٍ وطني، سياسي واقتصادي ومن تشتت ديني، طائفي ومذهبي.. عندئذ سترون إلى أنفسكم لتجدوها تائهة بين ولاءٍ لوطن أو لشخص وبين انتماءٍ لعرقٍ أو لدينٍ أو مذهب.. هذا كلّه، جَعلَكم حائرين بين ترك الوطن في سبيل لقمة العيش أو التخلي عن الكرامة في تنازعٍ للبقاء لا يُضارع إلاّ في البلاد التي تحكمها الدكتاتورية او ملكيةٍ مطلقةِ الشرعية الإلهية.. بـائدة!
أيها اللبنانيون،
أمام كل أزمة سياسية ابتُكرِتْ، أرجحوكم.. وأمام كل جريمة كبرى ارتُكِبَتْ أرعبوكم.. وفي داخل منازلكم حجروكم..
أولائـك، مدّعو الموالاة: ارتخت مفاصلهم ووهنت هممهم وشلّت أفكارهم.. وأمام التهديد والوعيد رضخوا أو تلكئوا، احتجبوا أو اختبئوا.. والسلطة في أيدهم هَزُلَتْ بل استكانت وخشية الزؤام تردّدت.. ومع دعم العالم كله، رفضوا إلاّ التمسُّح بأهدابٍ مَن أوصلوهم إلى فيحاء الهوان ومستنقعات الأوهام.. فكان تنازل يتلو تنازلاً عن حقوقٍ إئتمنتموهم.. فكان الضياع!
هـؤلاء، مدّعو المعارضة: ما زالت الأحقاد تقود سبلهم والغوغائية ضاربة أطناب شرِّها في خطاباتهم.. وما همّهم أن يضيع الوطن تحت سنابك خيولٍ جامحة لخيّالةٍ أغراب لا تُقيم وزناً لدينٍ أو مذهب فتبارزُ بعضها بعضاً آخذةً في طريقها كافةَِ ما عنها يعلنون ويدافعون؛ حتى باتت خطاباتهم جوفاء ودعاواهم منهم بُراء وهم عن غيِّهم لا يرتدعون وإلى تحقيق أحلامَ يقظتهم يسعون.. فلا الدماء تثنيهم ولا الدمار يقعدهم وكأنّهم، بعدَ فقدان المبررات، إلى مثاوي الأحقاد بكم يذهبون!
أيها اللبنانيون،
سياسيّونا فقدوا عناصر المبادرات واتكلوا على مبادرات الأغراب.. فلماذا لا تعلِّموهم سواء السبيل؟
نحن على ثقة مطلقة أن في الوطن رجالٌ قل نظيرهم فكراً وتخطيطاً وتنفيذاً لكن سياسيينا لا ولن يسمحوا لهم باختراقِ خطوطهم البالية التي أوصلتكم إلى ما تعلمون.. وحتى من ضمنهم هم، هناك العديد من ذوي الصفات والمؤهلات الشابة المطلوبة لكن سياسيينا لا يُفسِحون لأحدٍ منهم طريقاً وفي نهجهم العَبَثي والفاشل مستمرون.. إنها المزارع القديمة التي خصصها الجيل القديم فدعتم من دماء أبنائكم حفاظاً عليها لعلَّهم يستقيمون.. وحتى تلك المزارع، للأسف، خصخصوها وأقموا أنفسهم ولاةً عليها.. لذلك، عليكم اختيار مرشحين جدد من بينكم وإعطاءهم وكالة تمثيلكم!
سياسيونا، حكمائكم لمشوراتهم نبذوا ومقاماتهم تجاهلوا بل استباحوا، ولم يعد لديهم في المطلق أية مرجعية إليها يستندون وهكذا أفلتوا لشياطين الفساد والغرور والتعنّث أعقلتها حتى أمسوا غير قادرين على استعادة الزمام، فانطلقوا إلى مهاوي الشر دون رادعٍ من ضمير وطني أو أخلاقي أو ديني..
أيها اللبنانيون الصامتون،
حتى لو بُنيَ قانون الانتخاب على تعدد المذاهب أو الطوائف أو الفئات والمجموعات الشعبية، فبإمكانكم تحويل نتائجه إلى ما ترغبون.. لهذا فإننا ندعوكم إلى وضع برنامج انتخابي وطني واحد وموحد ومُلزِم لكل من سيدّعي تمثيلكم في الندوة البرلمانية، جديداً أو متجدداً، فمن أتته الشجاعة للالتزام به انتخبتموه ومن أصر على خطابه المبرقع والمموه نبذتموه.. بهذا يمكنكم احتلال البرلمان "خطوة أولى في انقلابكم السياسي لاستعادة الديمقراطية" ومنه تنطلقون .. فهل تفعلون؟
برنامج انتخابي
فيما يلي، نقترح عليكم بضع نقاط يمكن تضمينها برنامجكم، وهي ستكون في نظرنا خطوةً متقدمة في سبيل إصلاح الدولة المحتضنة لجميع أبنائها دون تفرقة فلا تسمح بالإستئثار أو التسلّط وبالتالي تحفظ حقوقكم في المحاسبة!
النائب في البرلمان: فور انتخابه، يصبح المرشّح المنتخب ممثلاً لجميع اللبنانيين وعليه، يتعهّد بتنفيذ المبادئ التالية:
1- العمل فوراً على إلغاء الطائفية السياسية على مراحل لا تتجاوز الأربع سنوات..
2- إقرار إنشاء مجلس الشيوخ القومي اللبناني مرجعية نهائية في الأمور المصيرية..
3- إنشاء لجنة مشرعين تقوم بإعادة النظر في نصوص الدستور اللبناني، القديم والمعدّل،
ووضع تفسيرات ضافية لكل بنوده ولا يُسمح بتجاوزها أو التطاول عليها.. يكون من نتائجه:
أ) اعتماد الديمقراطية الحقيقية وليس التوافقية المعمول بها..
ب) رفض دخول لبنان في أية محاور سياسية اقليمية أو دولية..
ت) تحديد مسئولية الدولة اللبنانية تجاه القضايا العربية..
ث) اعتماد الحياد الايجابي نظاماً نهائياً للدولة،
رئيس الجمهورية: بمجرد انتخابه يصبح ممثلاً لجميع اللبنانيين وحامي حياض الوطن..
1) ينتخب رئيس الجمهورية بناءً على برنامج رئاسي محدد يحاسب في حال تغييره..
2) استعادة حق رئيس الجمهورية في اختيار رئيس لمجلس الوزراء يتبنى برنامجه الرئاسي..
3) استعادة حق رئيس الجمهورية في حلّ مجلس النواب وإقالة الرئيس الحكومة..
رئيس مجلس النواب: صلاحيات أشبه بصلاحيات رئيس الجمهورية ضمن برلمان لبنان..
1) حصر صلاحيات رئيس المجلس النيابي بإدارة مجلسه ووقف استغلاله لموقعه السياسي خارجه..
2) تحديد أوضح لصلاحيات نائب رئيس المجلس النيابي بما يتلائم وضروريات عمل المجلس..
رئيس الحكومة: بمجرد اختياره يصبح رئيس حكومة كل لبنان وفي حال الإخلال لرئيس الجمهورية إقالته..
1) استعادة حق رئيس الحكومة حق إقالة أي وزير في حال وجود مبرر وبموافقة رئيس الجمهورية..
2) تعديل مواد القانون بحيث تسمح بوقف أي شخص، سياسي أو مدني يتعرضّ للأمن القومي، ومحاسبته..
3) استعادة تفعيل قانون "من أين لك هذا" وبدء محاسبة الفاسدين..
4) وجوب تعديل قانون الاعلام ومنع التوجيه الاعلامي السياسي..
هذا بعض ما نراه مفيداً وصالحاً كي يأخذ به المنتخبون اللبنانيون ومحاولة أخذ تعهدات ملزمة من كل مرشحٍ للمقعد النيابي، لعلنا بذلك نخطو الخطوة الأولى إلى الاصلاح الحقيقي فلا نترك أية فجوة يمكن للاقطاع السياسي الحالي مساومة المواطنين.
صانك الله لبنان
التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق