الأربعاء، سبتمبر 17، 2008

انقلاب فى مسجد السلام بالعاصمة النمساوية فيينا




ناصر الحايك

يبدو أن الحنين الى عهد الانقلابات عصف ببعض مساجد النمسا حيث تم مؤخرا وعلى عجالة الدعوة الى اجتماع طارىء فى مسجد السلام الكائن فى الحى الثانى عشر بمدينة فيينا وذلك بهدف انتخاب هيئة ادارية جديدة وازالة الخمج والتعفن الذى أصاب الهيئة القديمة بحسب ماأعلنه المنظمون للاجتماع العشوائى الا أن أجواء الهرج والمرج الممتزجة ببكاء وعويل البعض هيمنت وطغت على مسار الجلسة المصيرية!! ولم ترق الى المستوى الذى تاق اليه المخططون للانقلاب ، أو بعبارة أدق : أداء الانقلابيين لم يكن متقنا ومقنعا كثيرا كما انبغى له أن يكون فالحذاقة والاستراتيجية الانقلابية كانت تنقصهم بالرغم من استخدامهم لخطة محكمة تسمى المباغتة أوالصدمة والمستقاة من مقولة (انقضوا عليهم على حين غرة) ففى غضون ساعة ولحسم الأمور وقبل أن يدرك الحاضرون المساكين حقيقة ما يجرى ويدور تعالت أصوات المأمورين بتنفيذ الانقلاب وطالبت بتكليف امام المسجد مهمة تعيين من يراهم جديرين لتبوء هذه المناصب الحساسة كون الشيخ يتمتع ببصيرة نافذة وأقدر على تقييم مصالح المسلمين من الرعاع والعامة حيث ارتسمت علامات الرضى والغبطة على وجه الشيخ الموقر وأومأ برأسه موافقا على "مضض"، ثم مالبث أن اختار وعلى الفور سبعة أسماء لحمل الارث الثقيل من الواضح أنها كانت معدة سلفا من قبل أصحاب القرار الفعليين .

المثير فى الأمر أن رئيس المسجد المخلوع رفض رفضا قاطعا أن يتجرع مرارة الهزيمة وأكد بأنه لن يتنحى عن سدة الحكم وسيظل يزاول أعماله التطوعية فى سبيل الله تعالى حتى يرى بأم عينيه وثيقة قانونية تثبت تسجيل الانقلابيين رسميا لدى شرطة المؤسسات بفيينا.

وعلى نفس الصعيد وجه بعض أعضاء المسجد اتهامات خطيرة وصريحة للادارة المعزولة والمتمثلة فى شخص الرئيس المخلوع تفيد بأن هناك مبالغ مالية مختلسة من خزينة المسجد تقدر بحوالى خمسة وعشرين ألف يورو بالاضافة الى وصفه بالدكتاتور المستبد الا أن المخلوع نفى هذه الاتهامات جملة وتفصيلا .

ومن جهة أخرى علق أحد المطلعين على مايجرى خلف كواليس بعض مساجد النمسا بأنه ليس من الضرورى أن تكون حاد الذكاء لتكتشف رداءة الصبغة التى استخدمت لتكسو الاصلاح المزعوم بشرعية مفقودة أصلا واستغرب تهافت وتكالب هؤلاء الذين نعتهم بالمتسلقين الحمقى على تركة مسجد بذريعة حرصهم على المسلمين بينما لم يرمش لهم جفنا وهم يشاهدون أثناء تناولهم رقائق البطاطا "المقرمشة" كيف تسفك دماء العرب والمسلمين فى العراق وفلسطين وأفغانستان فى شهر رمضان الفضيل وكأنهم يشاهدون الجزء الثالث من مسلسل باب الحارة.
-فيينا النمسا

ليست هناك تعليقات: