الياس بجاني
معيب ومحزن جحود وكفر بعض القيادات المارونية اللبنانية بكل ثوابت ومفاهيم وركائز ومسلمات مجتمعها الماروني المتأصل في عمق تربة لبناننا الحبيب، تلك التربة المباركة والمسقية عرقاً ودماً وتضحيات وقرابين.
مؤسفة جداً حالة تلك القيادات المتعامية عن سابق تصور وتصميم عن غنى وتجزر ثقافة وتقاليد وقيم وأخلاقيات أبائها وأجدادها الذين ضحوا منذ آلاف السنين بالغالي والنفيس من أجل المحافظة على سيادة وحرية واستقلال وطنهم، وصون كرامته وعنفوانه.
إنه فعلاً زمن "مَحل"، فبعض الرعاة وبسبب قلة إيمانهم وأنانيتهم وجشعهم وعبادتهم للنفوذ والمال قد تحولوا إلى وحوش كاسرة وراحوا يفترسون بوحشية دموية أبناء شعبهم، ويقامرون بمصيرهم، ويتاجرون بلقمة عيشهم، ويعرضونهم للبيع في سوق النخاسة.
لقد صح فيهم مثلنا الجبلي القائل: "بزمن المحَل بتنط العنزة على الفحل".
نسأل علمَ هم مختلفون حتى تقوم الرابطة المارونية بجهد مضني لمصالحتهم مع بعضهم البعض، وهل الخلاف بينهم هذا هو شخصي؟
لا، الخلاف ليس شخصياً، ولا هو محصور بهم، وبالتالي فإن مصالحات "بوس اللحى" العشائرية، وعراضات اللقاءات والتصريحات والعنتريات الإعلامية والكلامية لن تلجم ممارساتهم الشيطانية، ولن تردعهم عن غيهم وشرودهم، ولن تخرجهم من أحلاف ومحاور الشر التي باعوا لأبالستها أنفسهم وكراماتهم وسلموها أعناقهم وألسنتهم.
الخلاف بجوهره هو بين شياطين وملائكة، بين الخير والشر، بين من هم مع الوطن اللبناني، وطن الرسالة والتعايش والانفتاح والمحبة والحضارة، وبين من هم ضده ومع أوطان أخرى هي بنظامها المذهبي وفكرها الشمولي "والإلهي" وأهدافها الهدامة والتوسعية والإلغائية للأخر ونمط حياتها المتحجر نقيض للوطن اللبناني.
الخلاف هو على مشروعين. الأول هو مشروع لبنان الدولة والكيان والسيادة والحرية والاستقلال والقانون والدستور والمجتمع المدني والتاريخ والهوية، والثاني هو مشروع "ولاية الفقيه" الإيراني الذي يسعى أصحابه وعسكره بكل الوسائل من مال وسلاح وتكفير وإرهاب واغتيالات لإقامة دولة مذهبية وشمولية وأصولية في لبنان كتلك التي أقامها الملالي الخمينيون في إيران.
لا، لا، الخلاف ليس بين أشخاص وقيادات وأحزاب ومناطق وزعامات، وإنما هو بين ثقافتين، ثقافة الحياة، وثقافة الموت، ونقطة على السطر.
من هنا فإن المصالحة التي تسعى إليها الربطة المارونية هي سراب لن تصبح حقيقة لا اليوم ولا غداً، لأن الشر لا يتصالح مع الخير، ولا الشياطين مع الملائكة، ولا الموت مع الحياة.
المصالحة المطلوبة هي مصالحة الشاردين من الموارنة، أولاً مع ربهم والشرائع السماوية، وثانياً مع بطريركهم ومرجعيتهم الدينية التي أعطيت مجد لبنان، ومن ثم مع ناسهم الذين خانوا أمانيهم والوكالات، ومع مشروع وطن الأرز، وطن الرسالة، ومع ثقافة الحياة والحريات.
إن في مقدمة هؤلاء الشاردين والشاطرين وعلى رأسهم جنرال الرابية، ومعه الربع التبعي والغنمي بكل تلاوينه. عليهم جميعاً أن يتوبوا ويقدموا الكفارات ويعلنوا عودتهم غير المشروطة ودون أي أثمان إلى كنف مشروع الدولة والثقافة اللبنانية التي للموارنة تحديداً الفضل الكبير في إشادة أعمدتها وإرساء قواعدها.
عملاً بقول السيد المسيح: "مرتا, مرتا, تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب هو واحد, او الحاجة هي الى امر واحد, وهو مرضاة الله, ومحبته"، وعلى قاعدة مثل الوالد الشاطر الإنجيلي، فلتوفر الرابطة المارونية جهدها وتوقف زياراتها واللقاءات والتصاريح وتعلن المطلوب، وهو مصالحة الشاطرين والشاردين من القيادات المارونية مع الوطن اللبناني السيد الحر والمستقل، ومع الثوابت المارونية التي هي الأعمدة التي ارتكز ويرتكز عليها الكيان اللبناني بكل مكوناته الثقافية والحضارية والتاريخية والإنسانية.
للرابطة المارونية نقول وباختصار مفيد، لا جدوى ترجى من إعطاء الشاطرين أطواق نجاة عن طريق مصالحات "بوس اللحى" بعد أن سقطت الأقنعة عن وجوههم، وتعروا أمام الناس حتى ومن أوراق التوت، وظهروا على حقيقتهم البشعة، وانفضحت نرجسيتهم وتكشفت مخططاتهم، وبانت للعلن دناءة نفوسهم.
ويوم يعود الشاطرون تائبين ومستغفرين فلتذبح لهم الرابطة المارونية العجل المثمن وتقيم الأفراح.
نذكر الشاطرين والشاردين الموارنة بقول النبي حزقيال (18-8) فلعلَ في التذكير فائدة: "إذا تاب الشرير عن شره وعمل ما هو حقٌ وعدلٌ فهو ينقذ حياته. ومن رأى جميع معاصيه وتاب عنها فهو يحيا ولا يموت".
معيب ومحزن جحود وكفر بعض القيادات المارونية اللبنانية بكل ثوابت ومفاهيم وركائز ومسلمات مجتمعها الماروني المتأصل في عمق تربة لبناننا الحبيب، تلك التربة المباركة والمسقية عرقاً ودماً وتضحيات وقرابين.
مؤسفة جداً حالة تلك القيادات المتعامية عن سابق تصور وتصميم عن غنى وتجزر ثقافة وتقاليد وقيم وأخلاقيات أبائها وأجدادها الذين ضحوا منذ آلاف السنين بالغالي والنفيس من أجل المحافظة على سيادة وحرية واستقلال وطنهم، وصون كرامته وعنفوانه.
إنه فعلاً زمن "مَحل"، فبعض الرعاة وبسبب قلة إيمانهم وأنانيتهم وجشعهم وعبادتهم للنفوذ والمال قد تحولوا إلى وحوش كاسرة وراحوا يفترسون بوحشية دموية أبناء شعبهم، ويقامرون بمصيرهم، ويتاجرون بلقمة عيشهم، ويعرضونهم للبيع في سوق النخاسة.
لقد صح فيهم مثلنا الجبلي القائل: "بزمن المحَل بتنط العنزة على الفحل".
نسأل علمَ هم مختلفون حتى تقوم الرابطة المارونية بجهد مضني لمصالحتهم مع بعضهم البعض، وهل الخلاف بينهم هذا هو شخصي؟
لا، الخلاف ليس شخصياً، ولا هو محصور بهم، وبالتالي فإن مصالحات "بوس اللحى" العشائرية، وعراضات اللقاءات والتصريحات والعنتريات الإعلامية والكلامية لن تلجم ممارساتهم الشيطانية، ولن تردعهم عن غيهم وشرودهم، ولن تخرجهم من أحلاف ومحاور الشر التي باعوا لأبالستها أنفسهم وكراماتهم وسلموها أعناقهم وألسنتهم.
الخلاف بجوهره هو بين شياطين وملائكة، بين الخير والشر، بين من هم مع الوطن اللبناني، وطن الرسالة والتعايش والانفتاح والمحبة والحضارة، وبين من هم ضده ومع أوطان أخرى هي بنظامها المذهبي وفكرها الشمولي "والإلهي" وأهدافها الهدامة والتوسعية والإلغائية للأخر ونمط حياتها المتحجر نقيض للوطن اللبناني.
الخلاف هو على مشروعين. الأول هو مشروع لبنان الدولة والكيان والسيادة والحرية والاستقلال والقانون والدستور والمجتمع المدني والتاريخ والهوية، والثاني هو مشروع "ولاية الفقيه" الإيراني الذي يسعى أصحابه وعسكره بكل الوسائل من مال وسلاح وتكفير وإرهاب واغتيالات لإقامة دولة مذهبية وشمولية وأصولية في لبنان كتلك التي أقامها الملالي الخمينيون في إيران.
لا، لا، الخلاف ليس بين أشخاص وقيادات وأحزاب ومناطق وزعامات، وإنما هو بين ثقافتين، ثقافة الحياة، وثقافة الموت، ونقطة على السطر.
من هنا فإن المصالحة التي تسعى إليها الربطة المارونية هي سراب لن تصبح حقيقة لا اليوم ولا غداً، لأن الشر لا يتصالح مع الخير، ولا الشياطين مع الملائكة، ولا الموت مع الحياة.
المصالحة المطلوبة هي مصالحة الشاردين من الموارنة، أولاً مع ربهم والشرائع السماوية، وثانياً مع بطريركهم ومرجعيتهم الدينية التي أعطيت مجد لبنان، ومن ثم مع ناسهم الذين خانوا أمانيهم والوكالات، ومع مشروع وطن الأرز، وطن الرسالة، ومع ثقافة الحياة والحريات.
إن في مقدمة هؤلاء الشاردين والشاطرين وعلى رأسهم جنرال الرابية، ومعه الربع التبعي والغنمي بكل تلاوينه. عليهم جميعاً أن يتوبوا ويقدموا الكفارات ويعلنوا عودتهم غير المشروطة ودون أي أثمان إلى كنف مشروع الدولة والثقافة اللبنانية التي للموارنة تحديداً الفضل الكبير في إشادة أعمدتها وإرساء قواعدها.
عملاً بقول السيد المسيح: "مرتا, مرتا, تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب هو واحد, او الحاجة هي الى امر واحد, وهو مرضاة الله, ومحبته"، وعلى قاعدة مثل الوالد الشاطر الإنجيلي، فلتوفر الرابطة المارونية جهدها وتوقف زياراتها واللقاءات والتصاريح وتعلن المطلوب، وهو مصالحة الشاطرين والشاردين من القيادات المارونية مع الوطن اللبناني السيد الحر والمستقل، ومع الثوابت المارونية التي هي الأعمدة التي ارتكز ويرتكز عليها الكيان اللبناني بكل مكوناته الثقافية والحضارية والتاريخية والإنسانية.
للرابطة المارونية نقول وباختصار مفيد، لا جدوى ترجى من إعطاء الشاطرين أطواق نجاة عن طريق مصالحات "بوس اللحى" بعد أن سقطت الأقنعة عن وجوههم، وتعروا أمام الناس حتى ومن أوراق التوت، وظهروا على حقيقتهم البشعة، وانفضحت نرجسيتهم وتكشفت مخططاتهم، وبانت للعلن دناءة نفوسهم.
ويوم يعود الشاطرون تائبين ومستغفرين فلتذبح لهم الرابطة المارونية العجل المثمن وتقيم الأفراح.
نذكر الشاطرين والشاردين الموارنة بقول النبي حزقيال (18-8) فلعلَ في التذكير فائدة: "إذا تاب الشرير عن شره وعمل ما هو حقٌ وعدلٌ فهو ينقذ حياته. ومن رأى جميع معاصيه وتاب عنها فهو يحيا ولا يموت".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق