سعيد الحمد
فتاوى التحريم... فتوى »الزلابية« مثالا لم تبق الا »الزلابية« حتى يفتي بتحريمها ذلك الشيخ الجزائري فإخوانه وامثاله من مشايخ »فتاوى التحريم والتأثيم« ولم يتركوا له شيئا ليحرمه غير »الزلابية« فقد سبقوه يوم حرموا كل شيء في الدنيا ولم يتبق شيء من متاع الدنيا الفانية لهذا الشيخ الجزائري ليجرب فيها فتاوى التحريم غير الحلويات فبدأ بـ »الزلابية« ويعلم الله وحده الى اين سينتهي فأعدوا عدتكم وخزنوا »الكنافة والبسبوسة واللقيمات والعسلية والساقو والخنفروش«.
فتاوى التحريم... فتوى »الزلابية« مثالا لم تبق الا »الزلابية« حتى يفتي بتحريمها ذلك الشيخ الجزائري فإخوانه وامثاله من مشايخ »فتاوى التحريم والتأثيم« ولم يتركوا له شيئا ليحرمه غير »الزلابية« فقد سبقوه يوم حرموا كل شيء في الدنيا ولم يتبق شيء من متاع الدنيا الفانية لهذا الشيخ الجزائري ليجرب فيها فتاوى التحريم غير الحلويات فبدأ بـ »الزلابية« ويعلم الله وحده الى اين سينتهي فأعدوا عدتكم وخزنوا »الكنافة والبسبوسة واللقيمات والعسلية والساقو والخنفروش«.
ففتاوى شيخ الجزائر قادمة هذه المرة ومستهدفة كل انواع الحلويات التي يبدو ان بينه وبينها »ثار بايت« وقد سنحت له الفرصة لتحريمها والانتقام من الحلويات مادامت مراكز الافتاء الاسلامية صامتة وكأن الامر لايعنيها من قريب او من بعيد بالرغم من ان الفتاوى العجائبية او فتاوى آخر زمان قد اساءت للمعنى العظيم للفتوى وجعلتها الآن تعامل كما تعامل الطرائف والخفايف فهاهي الصحف تضعها في صفحاتها الاخيرة المخصصة للاحداث وللحكايات الطريفة وكذلك فعلت النشرات الاخبارية في مختلف الفضائيات فراحت تعرضها في نهاية نشراتها كنوع من الخفايف والطرائف لتخفف على المشاهد من جدية اخبارها وكأن هؤلاء المفتين قد تخصصوا في تزويد الميديا و اجهزته المختلفة بالاخبار الطريفة من خلال تخصصهم في صناعة وابتكار فتاوى تحريم مثل فتوى تحريم »الزلابية« التي كانت نادرة رمضان لهذا العام.
اشك فعلا ان شيخ تحريم »الزلابية« وامثاله من شيوخ فتاوى التحريم المشابهة في طرافتها وغرابتها التي تابعناها في الفترة الاخيرة اشك انهم يعملون بأجر مدفوع لدى بعض وكالات الانباء ويزودونها بمثل هذه النوعية من »الفتاوى« الطريفة والعجيبة ويصنعون ويفصلون لها »فتاوى تحريم« مدفوعة الثمن بمواصفات من اهمها ان تكون طريفة وتصلح للتسويق كخفايف وطرائف. وهي »فتاوى« تكاثرت وزادت في الآونة الاخيرة بشكل ملحوظ وسط صمت وتساهل الجهات الدينية العربية المعنية ومعها كذلك مشايخنا وعلماء الدين الافاضل الذين لم يحركوا ساكنا وتركوها تمر »سلاما سلام« بل ربما بحث لها البعض منهم عن مبررات.
وعجبي من هذا السكوت من كل هذا الصمت على هكذا »فتاوى« لها من الآثار السلبية والسيئة ماهو معروف لديهم على الدين وعلى مقاصد الشريعة وعلى سمعة الاسلام الذي يرفعون شعار الدفاع عنه في كل مكان ومحفل فيتصيدون كتاباتنا نحن الكتاب الليبراليين ويؤلونها ويفسرونها ويغيرون كلامنا عن مواضعه ومقاصده ليجرجرونا الى المحاكم والى النيابة بدعاوى كيدية تحت عنوان »ضد الاسلام« فيما يصمتون صمت القبور عن مثل هذه فتوى تحريم »الزلابيه« وغيرها من فتاوى تحريم مماثلة ومشابهة لنسألهم بملء الصوت الا تسيء وتنعكس سلبا مثل هذه الفتاوى على الدين وعلى سمعة الاسلام والمسلمين!!
اذن لماذا لم تشجبوها وتستنكروها ولم نسمع واحدا منكم تصدى بضميره الاسلامي الحريص على الاسلام لفوضى فتاوى التحريم التي شكلت ظاهرة لافتة في السنوات الاخيرة الى درجة اصبحت معها مثل هذه الفتاوى العجائبية تنشر في صفحات الطرائف والخفايف. الا يحرك ذلك غيرتكم على الفتوى ومكانتها في قلوب الناس وعقولهم فبعد ان كانت الفتوى في يوم من الايام نادرة وعزيزة ولها مكانتها اللائقة صارت الآن بعد انفراطها وتسيبها تنشر في صفحات الطرائف والخفايف ويتناقلها الناس من باب التسالي. الملاحظ في العقود الاخيرة ان الكل يفتي والكل تجرأ على الافتاء وتناسوا »اجرؤكم على الفتيا اقربكم الى النار« والاشكالية ان مفهومهم للفتوى ارتبط بالتحريم فقط فانهالت على عباد الله من المسلمين فتاوى تحريم ما انزل الله بها من سلطان وتنافست الفتاوى خلال السنوات الاخيرة في البحث عما تحرمه لم يتركوا شيئا لم يحرموه او يؤثموه وقلبوا القاعدة الفقهية والشرعية فصار الاصل عند فتاوى التحريم بعد ان كان الاصل التحليل.. وعندما لم يجدوا ما يحرمونه عثر ذلك الشيخ على »الزلابيه« ليشبع رغبة التحريم التي تتملكه هو وامثاله من »فقهاء التحريم«.
سعيد الحمد – كاتب واعلامي من البحرين
sadaalesbua@alayam.com
سعيد الحمد – كاتب واعلامي من البحرين
sadaalesbua@alayam.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق