الجمعة، سبتمبر 12، 2008

رجائي أن يطلق سراح الراجي

محمد كوحلال

مقدمة

اعتقال الراجي يعتبر بيعة لعهود خلت حيت العربدة الأمنية, و الأيادي الطويلة تضع اللصاق على أفواه الأحرار و تكبيل أياديهم و تكسير أقلامهم, تغتال الحرية في عز النهار , عودة إلى الماضي و الواقع الحالي يؤكد لكل متتبع لشؤوننا الحقوقية بالمغرب , ان الماضي لازال هو الحاضر , فسياسة القمع تحت ذريعة المس بالمقدسات , كانت و لازالت اسطوانة مشروخة يرددها من يعتبرون أنفسهم ملكيين اكتر من الملك . فجلالة الملك محمد السادس المفدى لن يرض و لن يقبل أن يسجن احد رعاياه ظلما, لن يقبل أن يصدر حكما جائرا باسمه داخل قاعة المحكمة التي سلبت حرية الراجي و حقه في الدفاع عن نفسه, و غياب ابسط شروط المحاكمة العادلة و غياب محام يتولى الدفاع عن الضنين و يؤازره في محنته , لن يقبل الملك هده المهزلة بإصدار حكم قاس خلال دقائق معدودة , و القاضي الذي اصدر الحكم و أمامه ملفات متراكمة خاملة تنظر البت فيها, و يعلم الله ما ذا يعني أصحاب هده الملفات مع قضاء بطيء جدا لا يقل بطئا عن سلحفاة.في حين كان القضاء المغربي دوما و لازال يتمتع بسرعة فائقة بخصوص القضايا المتعلقة بالإعلام و حرية التعبير, بل أقول أسرع من خطوات هشام الكروج, في إصدار أحكام قاسية و جاهزة سلفا. و كما سبق الذكر أعلاه فالمغرب لازال على العهد باق, القمع و تكميم الأفواه ,. ميثاق لازال ساري المفعول, كسريان الفياغرا اللعينة في جسم بارد,هؤلاء هم من يقلون احترامهم للملك , كمشة من النسانيس ) جمع النسناس( و أعيد ما مقاله الأديب الأمريكي الكبير ارنست همنغواي ) الإنسان لم يخلق للهزيمة ( .لان الملك يراقب أحوال رعيته و يعاقب كل من تسول له نفسه التلاعب بالمسؤولية أو نهب ثروات البلاد و العباد . و أضع القراء أمام مجموعة من الحقائق , حيت انه في الأيام القليلة زار العاهل الكريم مستشفى بالعاصمة الرباط, و لم يجد أي مسئول ووقف على جهاز سكا نير Scanner معطل مند أربعة أعوام , فاشتد غضبه و اصدر أمره بتوقيف المسئول الأول عن المستشفى و هو جنرال و آخر برتبة عقيد,تم الإجراء التأديبي الذي اتخذه الملك في حق محافظ الخنيفرة, و هي بلدة امازيغية مهمشة بين أحضان سلسلة جبال الأطلس, بعد أن و فق الملك في غفلة من أصحاب الشأن المحلي على التسيب و الفوضى و النهب , فأعطى أوامره بعزل محافظ البلدة و حجز ممتلكاته, و فتح كل الملفات و مراجعة الحسابات , أمر جعل كل المسئولين في ربوع المملكة , على التحرك و انقاد ما يمكن اتقاده و هرولة البعض نحن مكاتبهم و منهم من قطع إجازته السنوية, بعدما دب الارتجاج و الخوف و صار الكل متخوف من أي زيارة ملكية مفاجئة , و كأنهم يرقصون رقصة الصامبا خوفا من ضياعه كراسيهم الوتيرة و عقاب الملك. مع أن الملك لم يستفد من أجازته السنوية , و فضل البقاء داخل مملكته متجولا يتفقد أحوال رعاياه.

من الأمانة الأدبية و الفكرية أن نعطي لكل ذي حق حقه حتى لا يكون الكاتب أو الإعلامي منحازا لطرف دون آخر, لان القارئ أمانة في عنقه, تم أضيف أيضا ان عدد من المنابر المغربية كتبت عن الملك الكثير بشكل اكتر جرأة, و مع دالك ظلت تلك المنابر تشتغل بكل حرية, لان عهد محمد السادس عهد الحرية, بينما في عهد الملك الراحل الحسن الثاني لا احد كان يستطيع أن يكتب و لو ملحوظة صغيرة حول حكم الملك الراحل لكن بعد وفاته أصبح الكل متخصصا في شؤون الملكية, فصارت أسبوعية المشعل المغربية تخصص ملفات تلوة الأخرى عن حياة و هفوات و أسرار الحسن الثاني , و تتابع تحركات الملك محمد السادس, و تنشر أخبارا عن حياة الأمراء و الأميرات لكن بشكل متزن و موضوعي بعيدا عن الاتارة و التشويش. يقال..) النصيحة ارخص من النقد(, و نصيحتي للشاب الراجي. أن يسكن الكتب و بطون المجلدات و يجعلها وسادة تعينه على فهم الأمور السياسية و علومها, و تقيه قرصه القانون و لسعاته. اللهم إني بلغت.

هفوات مقال الراجي.

في مقاله التحفة,) الملك يشجع على الاتكال(ذكر ان الرئيس الجزائري بوتفليقة سلم بعض المواطنين الجزائريين مفاتيح لشقق و خاطبهم قائلا..

نحن نوزع شققا و لا نوزع الحريرة ) شربة مغربية (

أخد الراجي العبارة الممسوخة للرئيس الجزائري طازة, و جعلها ركيزة لكنها مهزوزة , لكتابة مقاله التحفة و هو يجهل الحرب الدبلوماسية بين المغرب و الجزائر التي تحاول جهد الإمكان مضايقة المغرب , و أضيف معلومة للراجي تفيده مستقبلا, أن الرئيس الجزائري مجرد دمية مبتورة اليدين تحركها أيادي الجنرالات. و نقف هنيهة لنضيء الشموع حول عملية توزيع الشقق و اطرح السؤال التالي.

أين كنت يا صديقي الراجي عندما كان الملك محمد السادس يوزع مفاتيح الشقق في عدة محافظات.مثال..إقامة العنبر بمراكش ؟؟

أين كنت عندما غضب الملك على وزيره في الإسكان السيد توفيق احجيرة, لعدم التزام وزارته بمشاريع كانت مخصصة للسكن الاجتماعي المخصص للمواطنين دوي الدخل المحدود؟؟و حاول الوزير أن يختلق الاكاديب و خاطبه الملك بنيرة حادة,) أنا لست رئيس جماعة قروية , أنا ملك اعرف الشاذة و الفادة( المقصود..ان الملك يعرف كل صغيرة و كبيرة.

أين كنت يا راجي عندما قدم الملك دراجات نارية مجهزة بصناديق للتبريد لتجار السمك الصغار بدل العربات المجرورة؟؟

ارتباطا بنفس الموضوع تطرف الراجي إلى موضوع الإكراميات و الامتيازات, حيت ذكر ان هده العادة الملكية تعتبر تشجيعا على الاتكال. و هنا اجزم ان الشاب المندفع الراجي, يغلب عليه الجهل الجلي بخصوص تاريخ الملوك العلويين ,لأنهم كانوا دائما يقدمون المعونات و الصدقات للمستضعفين و خصوصا في المناسبات الدينية , و شهر رمضان شهر الغفران و شهر التكافل الاجتماعي و ليس التواكل أو الاتكال كما يسميه الراجي, لان الإسلام رفض التواكل و عوضه بالتكافل الاجتماعي فشتان بين الكلمتين, و عندما يقدم الملك هدية أو إكرامية لمواطن مغربي فدالك يدخل في نطاق صدقة , و الصدقة لا ترد لان الإسلام أمر المسلم أن يتصدق و يعلم الجميع ان محمد السادس يعتبر أمير المؤمنين, و هو وريث لعادات أجدداه الملوك العلويين, فقد كان الراحل الحسن الثاني يقف بنفسه على توزيع حصص من السكر و الزيت و مواد أخرى في شهر رمضان المبارك, تعين الصائمين الغلابة. و تلك عادة كل مسلم يريد التقرب لخالقه و كسب الأجر و التواب.أهادا عيب يا راجي؟؟ ربما قد أكون أنا أو أنت من بين المستفيدين من هده المعونات و الصدقات, و لا اعتبر دالك عيبا .بل هادا هو النموذج الحقيقي الذي أمر به الإسلام. التكافل و ليس التواكل المؤدي إلى التسول. السلام أمر بالتعاون و مساعدة الفقراء و المحتاجين, تم ان الصدقة لا ترد و الهدية لا ترد أيضا, و ادا قام الملك بمساعدة شرطي مرور غلبان, يقضي يومه تحت حرارة الشمس و زمهرير الخريف, فلا باس أن ينال هدية من ملك البلاد أمير المؤمنين, و دالك رزقه حلال بلالا, كتبه الله لهاد الشرطي المواطن, الذي يقدم خدمة جليلة للمواطنين و يعتبر حصنا منيعا يحمي الراجلين من غطرسة بعض السائقين.

خاتمة كوحلالية.



لست ملكيا اكتر من الملك لكن فقط أود أن أوضح الأمور للقراء , و اكرر ما سبق ذكره أهلاه , كنت و لا زلت ضد المقاربة الأمنية التي تنهجها السلطات المغربية , فالشعب المغربي بايع الملك و البيعة ميثاق يربط الملك بشعبه.

اتدكر جديدا زيارة الملك لقرية نائية بين أحضان سلسلة جبال الأطلس, و التي لم يصلها أي مسئول من قبل , و أبى الملك إلا أن يطلع على أحوال رعيته , رغم ان الطريف المؤدية إلى البلدة الصغير غير صالحة لمرور السيارات نظرا للتضاريس الجغرافية للمنطقة, و رغم دالك أكمل مسيرته مشيا على الأقدام , و نصب خيمته قريبا من رعاياه الأوفياء دون عسس فقط تلة من حراسه الشخصيين, و قضى ليلته بين مواطنين بسطاء, يكنون كل الحب و الاحترام و التقدير لملك شاب طيب تحدى صعوبة المسلك الصعب و التضاريس الوعرة لملاقاة رعاياه. سؤال أين كان البلبل الامازيغي الراجي؟؟ ربما حينها كان منشغلا بحليبه و تعتعته و بكائه و حفاضاته.

إنني اتاسف على اعتقال الراجي و دحرجته بين مكاتب رجال الأمن و النيابة العامة و ردهات المحاكم, لأنه ضحية لجهله بأمور عدة, و القانون لا يحمي المغفلين, بدليل ان القانون المغربي واضح من خلال العبارة القانونية التالية, ) لا يعذر احد بجهله للقانون( .اندفاع الشباب و مبالغة في نقد الملكية بالمغرب بشكل سطحي عار من الموضوعية و البحت العلمي في علوم السياسية. الغرض من اعتقال الراجي يتمثل في أمرين لا تالت لهما.

أولا.. رسالة إلى مدون مغربي أن يكبح الجماح و يتمسك بالفرامل, و يلتزم بآداب الكتابة و احترام الملك لان القانون واضح , فالملك رمز البلاد و ضامن لوحدتها.و عيون السلطة لا تنام. انتباه الشرطة تراقبكم. الويل تم الويل لكل مارق .

. لكن وجب على كل من يريد أن يكتب في شؤون الملكية ان يكون متضلعا في علوم السياسة و التاريخ ملما بأدواته, ان يحترم القراء و من ينشرون له دون تغليط الرأي العام و زرع البلبلة, و ان يلتزم بالحياد دون محاباة طرف و الهجوم على طرف آخر.

ملحوظة.

اعلم جيدا ان القراء سيهاجمونني كوني لم اكتب عن الملك محمد السادس لكنني لم اكتب أيضا عن ملك البحرين و لا سلطان قابوس, فلست من قبيلة مسيلمة لاخترع الاكاديب ففي كل مقال انطلق مما أتوصل به من أخبار و تقارير من لدن عدد من الزملاء العرب تم أعين نفسي بالبحت و الإدمان على القراءة, وهاجمت كل الحكام العرب, لأنني أتوفر على تقارير مركزة من مصادر موتوقة,لكن مع احترام الأشخاص, دون تجريح... مجرد غمزه ليس إلا..

عودة إلى جوهر الموضوع.

ثانيا.

المستهدف الأساسي هو موقع هسبريس الالكتروني hespress الذي يعتبر رئة تالتة للشاب المغربي لفضح القطط السمان التي نهبت خيرات البلاد و العباد, عن طريق مقالات و تعاليق نارية. فتحية إجلال و إكبار و ارفع القبعة احتراما و تقدير لمدير الموقع الاستاد طه الحمدوشي. و إلى الأمام.

أقول قولي هادا في شهر الصيام المبارك شهر الغفران و التوبة, جعله الله مشتل للمحبة و التكافل و المحبة بين جميع المسلمين, و أتوسل إلى جلالة الملك المفدى محمد السادس, ان يشمل بعفوه الكريم الشاب الراجي البلبل الامازيغي, بمناسبة الشهر الكريم, ليعود إلى أحضان والده الشيخ الطاعن في السن, و خوفي على الرجل من حسرة الفراق فحالته الصحية لن تسمح له بتحمل فراق فلذة كبده, و الراجي المعين لأسرته و هو من يحمل سلة الغداء, و لد بار مطيع لوالده, و نظرا للظروف الاجتماعية القاسية التي تمر منها عائلة الراجي, أجدد طلبي إلى الملك المفدى محمد السادس الطيب, و كلي أمل ان طيبو بت الملك ستكون إلى جانب الشاب الراجي بمناسبة شهر رمضان الابرك.و لكم الأجر الكبير.

حياكم الله و السلام عليكم.

محمد كوحلال // كاتب و باحت حقوق مستقل.



ليست هناك تعليقات: