الجمعة، سبتمبر 12، 2008

لسنا ب"الخنازير"..أيها العنصري الحاقد

د. صلاح عودة الله
"ماذا يفيد صيامكم ؟ وانتم وقت الافطار تأكلون بشراهة كالخنازير"..

هذا التصريح صدرعن رئيس اللجنة المعينة في باقة الغربية-جت"يتسحاق فالد"، خلال اجتماعه بوفد عن لجنة الاباء في المدرسة الاعدادية في المدينة، وذلك ساعات قبل موعد الافطارالرمضاني..انه تصريح مفعم بالحقد والكراهية والعنصرية,بل ان قمة العنصرية لم تجد في معاجمها الغنية مكانا له.

ومن المعروف ان هذا اليميني المتطرف قد عين من قبل وزارة الداخلية,والجميع يعرف أيضا ان هذه الوزارة لا تعين من يقوم بتصريف اعمال في بلدة عربية الا اذا توفرت فيه ثقافة الحقد والكراهية واتقان استعمال العصي والجنازير..فجاء هذا "الوالي" الصغير الوضيع باطلاق تصريحاته هذه لارضاء من قاموا بتعيينه..يا لسخري القدر,باقة الغربية القلعة الصامدة يديرها هذا الحاقد..صرح بما صرح به غير ابه لمشاعر المسلمين عامة وأهل باقة الغربية خاصة, وفي عقر دارهم وفي أقدس شهر لدى المسلمين..!

ان الدين الاسلامي الحنيف وتعاليمه المتسامحة توجب على معتنقيه عدم المس والتعدي على الديانات السماوية الأخرى, وكذلك العادات والتقاليد العربية الأصيلة توجب اكرام الضيف واحترامه, عملا بقول الشاعر:وانا لقوم أبت اخلاقنا شرفا**ان نقوم بالأذى من ليس يؤذينا..!

ولكن هذا"الضيف" ثقيل الظل بل ان وجوده مرفوض جملة وتفصيلا, والذي تم فرضه على هذا البلد العربي الأصيل والذي جذوره في عمق الأرض وغصونه تعانق السماء, أبى على نفسه الا أن يقوم بتقديم تهنئته بحلول شهر رمضان المبارك مطلقا العنان لنفسه باطلاق هذه التصريحات النارية.

ان هذا المدعو"فالد" بتصريحاته هذه اراد من وراءها ان يرسل رسالة واضحة ليس فقط لأهالي هذه المدينة, بل لكل فلسطينيي الاحتلال الأول,عنوانها الحنين الى فترة الحكم العسكري..لكنه نسي وربما تناسى ان هذه الفترة ولت وبدون رجعة..ولت ليس كرما من المغتصبين,بل بسواعد ابناء شعبنا الفلسطيني المحتل عام 1948 هذا الشعب الصامد المرابط على ارضه..أرض الاباء والأجداد. ان تصريحات"فالد" هذه تأتي في سياق حملة التطاول الغربي على الاسلام والمسلمين ونبيهم (ص)..فمن منا لم يسمع عن الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم محمد بن عبد الله والتي نشرتها 17 صحيفة دنماركية..

وكذلك قول احد أكبر وأشهر الصحافيين والاعلاميين الأمريكيين"نيل بورترز" المقرب من البيت الأبيض"سود الله وجهه" واصفا المسلمين ب"الصراصير" لأنهم يصومون في نهار رمضان ويأكلون في ليله..! ان هذه التصريحات التي اطلقها"فالد" ليست الأولى ولن تكون الأخيرة,فهي امتداد للتصريحات العنصرية المتطرفة والتي تم البدء باطلاقها من قبل القادة والمسؤولين الصهاينة منذ انتصاب"اسرائيل"..

مقولة"شموئيل طوليدانو" والذي كان مستشارا للعديد من رؤساء الحكومات الاسرائيلية "لم يعد هؤلاء الذين يعيشون بين ظهرانينا سقاة ورعاة, بل اصبحوا عربا وكذلك فلسطينيين"..والعرب"سرطان في جسم اسرائيل" ويجب استئصاله ومن جذوره..و"العرب أمة لا تقرأ وان قرأت لا تفهم وان فهمت لا تطبق"..وغيرها الكثير من التصريحات العنصرية. قد يقول البعض ان "فالد" هذا يثيرالشفقة,لأنه بين أمرين أحلاهما مر ولكن نتيجتهما واحدة..الأول وهو ان من قاموا بتعيينه في منصبه سيقومون بعزله ليس تقديرا منهم لأهل باقة-جت, بل للحفاظ نوعا ما على ماء وجههم"الأسود"..

وأما الأمر الثاني فهو ان لم يتم الأمر الأول قسيرى"فالد" نفسه مطرودا بنفس العصي والجنازير التي أتى بها عند تسلمه منصبه والمنفذ هم أهالي باقة-جت, وبذلك يصدق فيه القول"وعلى نفسها جنت براقش"..

لقد نسي هذا المتغطرس بأن الدهر يومان, يوم لك ويوم عليك..ومن سره زمن ساءته أزمان..ونسي أيضا ما قاله المناضل الفلسطيني الراحل توفيق زياد.."هنا باقون".. كأنّنا عشرون مستحيل..في اللّد، والرملة، والجليل..يا جذرنا الحيّ تشبّث..واضربي في القاع يا أصول..أفضلُ أن يراجع المضطهد الحساب..من قبل أن ينفتل الدولاب..لكل فعل...اقرأوا,ما جاء في الكتاب..!

أيها ال"فالد" العنصري المتغطرس,لولا أنني عشت السبع سنوات الأولى من حياتي في حضن والدي,وأما أنت فانك تفتقرلهذه الفترة, لقمت بنعتك بصفات وعبارات لا وجود لها الا في أمكنة جمع"النفايات والقمامة"..ان تاريخي والذي هو جزء من تاريخ شعبي العريق يقول لك, لقد لفظك التاريخ كما قام بلفظ امثالك, بل انه لا تاريخ لكم..! والى "فالد" ومن يؤيده ويسير في فلكه أقول, ان تطاولكم هذا كتطاول النملة عند قدم الديناصورلا يعلم ما تحت قدمه لعلو قامته ولدنو قامتها، وإن كان هناك لوم على الزمان الذي لا يجب أن نلومه بل نلوم أنفسنا لقلنا: خسئ الزمان الذي فيه أمثالكم يتطاولون على أسيادهم..!

والى اخوتي وابناء شعبنا الفلسطيني في باقة-جت أقول:لا تأبهوا لهذا الأرعن وتصريحاته..فالقافلة تسير..والبقية يعرفها"فالد" تمام المعرفة..! وفي النهاية أقول:متى الصحوة يا أمة المليار ونصف المليار..؟؟
-القدس

ليست هناك تعليقات: