الأربعاء، سبتمبر 10، 2008

السماء تمطر دما على مخيم عايدة للاجئين

عطا مناع

بعد طول انتظار ومعاناة ورجاء للطغمة البيروقراطية المحنطة في مكاتبها المكيفة التي ابتلانا اللة بها ليمتحن صبرنا وقدرتنا على العطش وشح المياه في محافظة بيت لحم الفلسطينية التي ليست بأحسن حالا من شقيقاتها خرج بعض الفتية من مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين الذي يعاني من انقطاع المياه منذ أكثر من شهر للاحتجاج وإسماع الصوت للمسئولين الذي باتوا لا يروا ولا يسمعوا شكاوى المواطنين ولكنهم يتكلموا كثيرا وما أكثر الكلام.

خرج العطاش بعد طول انتظار من مخيم محاط بالجدار العنصري وأبراج المراقبة التي يصوب جنود الاحتلال بنادقهم باتجاه سكانه البالغ عددهم 5000 لأجيء فلسطيني لا يعلم إلا اللة بأحوالهم المعيشة ليقولوا لمدير سلطه المياه الجديد جدا ارحموا من في الأرض حتى يرحمكم من في السماء وحققوا العدالة بين أبناء الشعب الواحد من مياهنا التي نتسولها من الإسرائيليين الذين أصبحوا يتحكموا في أكلنا وشربنا والهواء الذي نتنفسه.

بالصدفة كانت زيارة للدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني للمحافظة بهدف افتتاح حديقة في مدينة بيت ساحور أقيمت على أنقاض معسكر عش غراب وهو معسكر سيطر علية جيش الاحتلال لسنوات، احتج الفتية على الشارع الرئيس القريب من فندق الانتركونتيننتال المحاذي للمخيم وتفرقوا بعد إيصال رسالتهم التي لا يفترض أن تكون بهذا الشكل لكن للضرورة إحكام حسب وجهة نظر العطشى الذين لم يجدوا سوى الصدى لأصواتهم والكلمات التي تعبر عن قهرهم.

في طريق العودة تعرض فندق الانتركونتنتال للرشق ببعض الحجارة لتقوم الدنيا ولا تقعد ويخرج الرصاص من البنادق وتنهال العصي على رؤؤس العطشى لتستقر رصاصة في بطن فتى عمرة 17 عاما وليصاب عشرة مواطنين جراء ضربهم بالعصي من رجال الأمن المتواجدين في المكان، وكالعادة سادت حالة من الهرج والمرج وتدخل المحافظ صلاح التعمري والقوى والفعاليات لاحتواء الحدث المؤسف الذي بررة احد المسئولين الأمنيين في المحافظة بان مطلق الرصاص شعر بالخطر مما يعيد للذهن ذكريات لست بصدد التطرق إليها.

وحتى لا اتهم بالتحريض على السلطة والأجهزة الأمنية التي ننتظر بفارغ الصبر أعاده بناءها أحاول أن اقنع نفسي أن ما جرى في مخيم عايدة لا يعدوا غمامة صيف، ولكن ..............................................................
من حقي وواجبي كمواطن فلسطيني أن أضم صوتي للأصوات التي شددت على فتح تحقيق في هذه الحادثة من قبل الرئيس محمود عباس، ومن حقي أن احصل على إجابة على عدم توجه السيد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض للمخيم للوقوف على حقيقة الحدث الذي كاد أن يودي بحياة أبرياء، ومن حقي كمواطن فلسطيني لا حقوق له أن يطالب الجهات الأمنية أن تتلطف بأطفالنا الذين يطحنهم الحرمان والحصار، وحديثي هذا لا يتناقض مع تفعيل القانون ومكافحة الشغب بتفعيل القضاء وتطبيق القانون على الذين يشيعون الفوضى في الشارع بإصدار أحكام رادعه بحقهم.

إن تطبيق القانون حلم كل مواطن فلسطيني شريف، وحتى يحترم القانون لا بد من أن يكون مطلق الرصاص وحامل الهراوة والوزير والمحافظ ومدير سلطة المياه وكل من يعتقد أن على رأسه ريشة تحت القانون، وقد يرد احدهم على هذا الكلام بالقول......................................... يا أهبل نحن لسنا في سويسرا................. أرد علية أننا لسنا في غابة، ولسنا حارة كل مين أيدوا الو، ولسنا عبيدا في مزرعة عند أسياد المرحلة، وان من حقنا أن نعامل كبشر، فلا يصح أن نستخدم مضخة بترول لاستخراج المياه والذي لا يصدق فليتوجه لمدير سلطة المياه في الضفة الغربية، نحن ليس فئران تجارب لهذا المسئول أو ذاك................مسئول يذهب وأخر يأتي، والفشل يركب الفشل، ولا أريد أن أقول أن هناك فساد واتجار بالمياه وكل ما تقع علية أيدهم لأنني لا املك الدلائل ولكن المكتوب يقرأ من عنوانه.

ما العمل ؟ وأين السبيل للخروج من هذه المتاهة، السماء تمطر دما وفساد ومخدرات وانحطاط قيمي وأخلاقي وظلم للشرائح المعدومة، ما العمل؟ والمواطن يطحنه الانقسام الذي تحول للعنة نزلت على رؤؤس فقراء الشعب، هل نطلب حقنا في المياه من الجامعة العربية؟ والى متى السكوت عن هذا الظلم والاستهداف للمواطن والتعامل معه كورقة ضغط، ومتى يوقفوا تحريضهم على المخيمات التي بات الشغل الشاغل والهدف الامثل لثعالب المرحلة.

ليست هناك تعليقات: