عطا مناع
تشير المعطيات الميدانية والدراسات الصادرة عن المؤسسات التي توثق الحال الفلسطيني المعيشي والسياسي وما يتعلق بحقوق الإنسان الفلسطيني إلى أننا وصلنا إلى الحضيض وفقدنا البوصلة والرجاحة الفكرية والبعد الوطني في معالجتنا لأمورنا الداخلية وأهدافنا الوطنية.
صحيح أن الخطاب الصادر عن المنقسمين على أنفسهم يصب في خانة الدعوة للوحدة الوطنية وإعادة الأوضاع إلى ما قبل زلزال غزة الذي خربط الأوراق الفلسطينية وحول الرئيسي لثانوي والثانوي لرئيسي ودفع بالقضية والشعب للقاع الذي لن تفلح عمليات التجميل والضحك على حركة التاريخ الالتفاف على الوضع الجديد الذي اكتسى باللحم وسرى فيه الدم الحرام، هذا الدم الذي شرع انتهاك كل ما هو مقدس ودفع بقضيتنا لواقع شيطاني لن تفلح معه وصفات شيوخ الانقسام الذين حالهم كحال الذي بفتح في المندل وهذا لا يتماشى مع علم السياسة.
وبما أن الاعتراف بالحقيقة نصف العلاج، فلا بد أن نعترف بان الضفة الغربية مقطعة الأوصال بأكثر من 700 حاجز احتلالي تنغص حياة المواطن الغلبان الغير محظي بvip أو جوازات السفر الحمراء العابرة للحدود، ويجب أن لا نغطي الشمس بالغربال ونشيح بأنظارنا عن عمليات الاعتقال والمداهمات اليومية لمدن وقرى ومخيمات الضفة التي تعد بالمئات شهريا مما يفقد افراجات حسن النوايا مضمونها، وبما أننا على أبواب موسم قطف الزيتون أو ما تبقى من زيتون فلسطين الذي اقتلع معظمة البلدوزر الإسرائيلي فلا باس من التريث والوقوف على حال المزارع الفلسطيني الذي يمنع من الوصول لأرضة إلا بتصريح من دولة الاحتلال التي أقامت البوابات التي تحدد ساعة الدخول والخروج للقرية، تلك البوابات التي يتحكم بها الجندي الإسرائيلي الذي يمنح الحياة والموت وما حالات الاستشهاد والولادات التي تعد بالعشرات لدليل واضح على السياسة العنصرية الإسرائيلية نجاة الفلسطينيين.
سياسيا انكشفت اللعبة الإسرائيلية الأمريكية وسراب مؤتمر انابولس واللقاءان المكوكية السرية بين وفود المفاوضات الفلسطينيين والإسرائيليين، فإسرائيل تؤكد في كل مناسبة أن لا عودة للاجئين الفلسطينيين وان القدس عاصمة إسرائيل الموحدة والمستوطنات ستبقى جاثمة على أراضي الضفة المحتلة ناهيك على السيطرة على المياه والحدود وبالتالي المطروح كيان فلسطيني غير قابل للحياة وهذا ما يجمع علية الإسرائيليون من أقصى يمينهم إلى أقصى يسارهم.
الولايات المتحدة نفضت يدها من القضية الفلسطينية وتحاول الخروج من اللعبة بلقاء يجمع أطراف الصراع في شرم الشيخ للخروج بسيناريو مشوهة حول ما يسمى بإنجازات العام الذي تلى انابولس، وكانت قد ذهبت لأبعد من ذلك بان تطالب الفلسطيني والعرب عدم مناقشة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية في اجتماع مجلس الأمن الدولي قبل ثلاثة أسابيع، وقد ذهب الصلف الأمريكي لأبعد من ذلك بالطلب من الفلسطينيين عدم إحراج تسيفي لفني خلال انتخابات حزب كاديما في إشارة لدعمها وكأن هناك فرق بين.... و.....؟؟؟؟
الموقف الإسرائيلي مفهموم وواضح، فإسرائيل دولة احتلال منسجمة مع ذاتها، ولكن ما يهمني المشهد الفلسطيني الذي ينضح تناقضان وخلافات تتصاعد حدتها وبالتحديد في أجواء الخروج من المأزق الداخلي، والجديد القديم ما أعلن عنة إسرائيليا من لقاءان أمنية إسرائيلية بين القادة الأمنيين الفلسطينيين وقادة إسرائيليين على مائدة إفطار رمضانية والتقاطع في الموقف من غزة، وفي الجانب الآخر البيانات الصادرة عن حركة حماس في الضفة حول السيطرة على الضفة والشرخ الواضح بين قيادة حماس في الضفة وقاعدتها التي انتقدتها مؤخرا لأنها التقت الرئيس عباس خلال عطلة العيد، إضافة للعديد من العناوين حول الانتخابات الرئاسية واعدة بناء الأجهزة الأمنية بمعنى آخر تقسيم الكعكة التي لم تعد موجودة.
بعد أيام سيجلسون للحوار، وكما يقال المكتوب يقرأ من عنوانه، والسيناريو التصعيد يلقي بظلاله، على اعتبار أن الفراغ الذي يسود الساحة الفلسطينية لن يستمر، فالتصعيد يعني عدة احتمالات وعلى رأسها العودة لدائرة العنف ومحاولة كل طرف القضاء على الطرف الآخر او كحد أدنى إضعافه، وهذا يحتاج لأدوات، والأدوات بشرية، وبالتاي المزيد من الضحايا في صراع ستكون لة قوانين مختلفة عن انقلاب حماس في غزة هذا الانقلاب الذي كان مباشرا.
قبل أيام تناقلت وسائل الأعلام خبر يتحدث عن توقعات التصعيد في الضفة من قبل حماس التي تقول أنها تتعرض لعمليات اعتقال وتنكيل في الضفة، التصعيد الذي تحدثت عنة الوكالات بمحاولات الاغتيال، وهذا ينسجم مع التصعيد نجاة غزة التي زجت بقيادة في سجونها، إذا نحن بصدد سياسة الأرض المحروقة التي لن يخلصنا من نارها إلا الاتفاق الوطني، والبديل عن الاتفاق الوقوع في مأزق قد يمتد لعقود من الصراع ستشكل فرصة وطوف نجاة لدولة الاحتلال للتهرب من استحقاقات دولية والانقضاض على الشعب الفلسطيني وطرفي الصراع الذين سيدخلون في حرب لا غالب فيها إلا دولة الاحتلال.
الأحد، أكتوبر 05، 2008
لمن الغلبة..؟ لا غالب والكل مغلوب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق