الخميس، أكتوبر 23، 2008

بلطجية يتولون حماية خطيب مسجد بالعاصمة النمساوية... فيينا



ناصر الحايك
لو استنجدت امرأة تتعرض للاغتصاب على آيادى المجرمين الغزاة فى بلاد الرافدين بهؤلاء الذين ظنوا لوهلة بأنهم صناديد ، لما قامت الدنيا ولم تقعد كما حدث فى مسجد الشورى الكائن فى الحى الثانى بالعاصمة النمساوية، فيينا الذى استضاف مناظرة وصفت بالملتهبة دارت رحاها بين خطيب المسجد سالف الذكر (عدنان ابراهيم) والمتحدث الاعلامى لحزب التحرير فى الدول الناطقة باللغة الالمانية (عاصم شاكر) وتناولت شرعية المشاركة فى الانتخابات البرلمانية الغربية حيث كان من الواضح تماما اثارة بعض المندسين والغوغائيين للبلبلة والشغب بشكل فاضح لأهداف غير معلنة الا للمتضررين أصحاب المصلحة فى تضليل الباحثين عن الحقيقة الذين جاءوا خصيصا للاستماع لكلا المتناظرين.

وبحسب مصادر محايدة لوحظ تواجد كثيف لعناصر تقمصت أدوار قوات التدخل السريع كانوا يصولون ويجولون داخل أروقة المسجد ويتنقلون بين الجالسين المسالمين بحثا عن أشخاص يشتبه بأنهم ليسوا من رواد وزبائن (الشورى) الدائمين لثنيهم عن فتح أفواههم تارة بليونة مصطنعة وتارة بالترهيب وبث الذعر فى قلب كل من تسول له نفسه معارضة (عدنان ابراهيم) حيث بدا على قسمات وجوه المغرر بهم بأنهم ارغموا على القيام بهذه المهمة القمعية المبطنة الموكلة اليهم وتنفيذها على أكمل وجه اذعانا ورضوخا لأوامر قادتهم .

وقد بلغ المشهد الدرامى ذروته عندما توحش رجل بدين يعتقد بأنه بواب المصلى وأحد المكلفين بمراقبة الخارجين عن قانون المسجد وكاد ينهال ضربا على أستاذ أكاديمى مغربى لولا تدخل ذوى القلوب الرحيمة وانقاذه بسبب تجرؤ الأخير ومطالبته للوحش الأدمى بأن يخفض من صوته لأنه راغب بمتابعة المناظرة ، الأمر الذى أدى الى انسحاب الأكاديمى بعد أن غمره الذهول والحزن فى آن واحد مما حدث .

وأفاد شهود عيان بأنه وعقب انتهاء المناظرة فان الخطيب (ابراهيم) الذى لم يستطع اخفاء عصبيته المفرطة بابتسامته المعهودة أحيط أو أحاط نفسه كعادته بعصابة يتعذر وصفها الا أنها تضم "بلطجية وشوارعية وسوقيين" لمنع منتقديه ومن لايؤمن بما يقوله من الاقتراب منه ملوحين باللجوء للعنف الجسدى وتبنى اساليب همجية غير معمول بها فى النمسا ظنا من شلة التبع وقطاع الطرق بأنهم يبلون بلاء حسنا وسينالون بركات من نصبوه أميرا مفدى عليهم وذلك نظرا لما يتمتعون به من قلة التربية وافتقار ثقافى وتشوه عقلى لازمهم منذ مجيئهم الى هذه الدنيا .

وعلى نفس الغرار رأى الكثيرون بأن هؤلاء الذين ارتضاهم الخطيب وراق له أن يكونوا حراسا وامعات له دون أن يكون أصلا مستهدفا من أحد على الاطلاق لا يمكن الا أن يكونوا أرباب سوابق غاب عن أذهانهم الخاوية بأنهم لايخيفون وأن الاستئساد والتظاهر "بالمرجلة" لايتم فى باحات المساجد وعلى أصحاب الأقلام والفكر وطالبى المعرفة والمناوئين لمروجى الباطل بل فى بلادهم التى فروا منها كالجرذان الناقلة لمرض الطاعون تاركين وراءهم عائلاتهم تواجه مصائرها المحتومة بمفردها فى ظل طغاة ينكلون بهم وينتهكون أعراضهم ليلا نهارا دون أن تؤرقهم مشاعر النخوة والاباء والمروءة .

– فيينا النمسا

ليست هناك تعليقات: