الأحد، أكتوبر 19، 2008

عون يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى

سعيد علم الدين

اللواء عصام ابو جمرا، لمن يَعْرِفُهُ:
فهو نارٌ على جمر بطولات الهروب في عتم الليالي، مع قائده الأصفر البرتقالي، من ساحة الوغى في "قصر الشعب" القصر الجمهوري، الى ساحة الهزيمة في سفارة الشعب "الغالي"، أبان حرب التحرير الانفعالي.
مشهدٌ حيٌّ وسيبقى حياً في ضمير الشعب اللبناني، وسيبقى وصمةَ عارٍ على جبين الشعب العوني العظيم:
القيادة هاربةٌ من المواجهةِ دون إنذارِ، خاذلةً شعبها العظيم دون أعذار، وتاركةً ضباط وجنود لبنان الشجعان، يواجهون ببسالة الأبطالِ، دون قائدهم المنهارِ، عسكر وعصابات حافظ أبو باسل العالي.
هذا وتصديقا لما نقول ففي حديث نادر أدلى به اللواء أبو جمرا للصحفي بيار عطالله من جريدة "النهار" قبيل ساعات من عودته الى بيروت في 7 أيار 2005، برفقة قائده البونابرتي ميشال عون، قال على سجيته التالي:
" أقمنا في السفارة (الفرنسية بعد عملية 13 تشرين الأول 1990). وذات ليلة، وتحديدا تلك التي سبقت اغتيال رئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، وصلت معلومات الى أجهزة الاستخبارات الفرنسية العاملة في لبنان أن ثمة هجوما يحضر ضد السفارة بهدف اعتقالنا. وقال لنا السفير آنذاك رينيه ألا: "ستحصل عملية ضد السفارة ولن نسمح بذلك". وفعلا أحضروا لنا السلاح، وحملنا السلاح جميعا للدفاع عن أنفسنا أنا والعماد عون واللواء معلوف والنقيب فارس، ومكثنا هكذا طوال الليل. وأشارت المعلومات الى وصول ضابط سوري تلك الليلة الى فندق "كونفورت" في الحازمية لتنسيق الهجوم. ولكن تبيّن في اليوم التالي أن الهجوم استهدف داني شمعون وعائلته".
هذه الكلام له دلالتين خطيرتين:
- الأولى، أن النظام السوري هو من اغتال الشهيد داني شمعون وعائلته. ولتحقيق ذلك الأمر بسهولة وعلى أفضل وجه، وحسب مهارة النظام المخابراتية الطويلة الأمد في هذا الباع، فقد سربوا معلومات مغلوطة للمخابرات الفرنسية هدفها التمويه عن الهدف الحقيقي وإبعاد الأنظار عن عملية الاغتيال البشعة الحاقدة الهمجية التي قتلوا فيها حتى زوجة الشهيد داني وطفليه بدم بارد.
- الثانية، ان عون وقيادته يجب أن يحاكموا بتهمة الخيانة العظمى لهروبهم من المعركة بهذه الطريقة الخسيسة حفاظا على أرواحهم الغالية فقط دون ترتيب أمور جيشهم ودون الاهتمام بمصير العسكريين. حيث تركوهم دون قيادة تتحمل المسؤولية:
يقاتلون ويستشهدون ويُعتقلون ويُذلون ويهانون في معركة خاسرة سلفا، أمام بطش وهمجية جيش حافظ الأسد.
وكما هو معروف في كل الجيوش فعقوبة الجندي الهارب من المعركة هو الإعدام. فكيف اذا كانت القيادة بكاملها؟
والبطل السوري الشهم وزير الحربية يوسف العظمة قاد الجيش للدفاع عن سوريا في وجه الحملة الفرنسية المتفوقة عدة وعددا وتنظيما واستشهد في معركة ميسلون الخالدة عام 1920، دفاعا عن شرفه العسكري وذودا عن كرامة الوطن.
والبطل المصري المقدام الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس اركان القوات المسلحة المصرية استشهد عام 1969 وهو يخوض ببسالة الشجعان المعارك ضد الجيش الإسرائيلي.
وفي معارك نهر البارد الخالدة ضد الارهاب الايراني السوري استشهد العديد من ضباط الجيش اللبناني وهم يخوضون المعارك أمام الجنود.
وهناك نقيب من الجيش أصيب بجرح بليغ في المعارك وعندما تعافى عاد بحماس إلى ساحة المعركة ليستشهد.
ما أوردناه وعلى لسان ابو جمرا يؤكد ايضا جبن عون وانانيته العظمى وانهزامية قيادته الهاربة.
هو مشهدٌ حيٌّ وسيبقى حياً في ضمير الشعب اللبناني، ووصمةَ عارٍ على جبين الجنرال عون الإيراني:
لأن من لم يذود عن شرفه العسكري ويقوم بواجبه الوطني في الدفاع عن "قصر الشعب" وكرامته، تاركا في ساحة الوغى سلاحه وجنوده وعائلته،
فلن ولن يذود عنه شرفه العسكري ويقوم بواجبه الوطني في ساحة السفارة الفرنسية، حتى ولو حصل على السلاح.
اللواء عصام ابو جمرا، لمن لا يَعْرِفُهُ:
فهو بعد هذا التاريخ الفذ النضالي في منفاه الباريسي المخملي الليالي، وبغفلة من الزمن البالي، أصبح بعد اجتياح بيروت في 7 ايار 2008 على يد عصابات بشار وحزب الملالي نائبا لرئيس الحكومة اللبنانية الحالي.
انظروا كيف تتلاقي التواريخ السوداوية في لبنان!
وكأن عودة عون من منفاه بنفس التاريخ قبل 3 سنوات من احتلال بيروت لم تكن في الحقيقة سوى عودة سوداوية حلت بكوابيسها الإرهابية على الشعب اللبناني.
ولهذا لا عجب أن تحدث في لبنان امورا بالمقلوب يا للعار:
حيث يصبح الوطني الشريف الصادق الأصيل المقدام خائنا وعميلا، والخائن الحقيقي الفاسد الكاذب الذليل مصلحا وطنيا ونقيا وحتى ورعا تقيا وشيخا جليلا !
" وهيك مشق الزعرورة يا يما هيك" !
ويحاول عون وقيادته الان مشق الزعرورة اللبنانية من خلال الحرتقات الصغيرة التي يخترعونها منذ عودتهم الى لبنان لهدم الدولة، وذلك:
بنبش الماضي وماضيهم هو الأسوأ،
واستفزاز أحرار الوطن الذي يقدمون الشهداء وهم لم يقدموا شهيدا واحدا في سبيل انتفاضة الاستقلال،
وشحن الغرائز باللعب في هذه الظروف الدقيقة على الوتر الطائفي من خلال المطالبة مثلا بصلاحيات للواء أبو جمرا كنائب لرئيس الحكومة، صلاحيات لم يشر إليها الدستور اللبناني البتة.
ويهدد ابو جمرا جهراً الحكومة والدولة في حال رفض طلب جنراله الأصفر بالقول بانه" سيُبنى عندها على الشيء مقتضاه".
ويبقى السؤال الأهم الذي يحير جميع الامم: هل سيعود ميشال عون من ايران العجم، فقط بالمال والسلاح متآمرا على الوطن، ام سيلبس ايضا العمامة السوداء ويتأسلم؟

ليست هناك تعليقات: