الثلاثاء، أكتوبر 21، 2008

أرادوا أن يُكَحِّلوها لِعون فَعَمُوهَا

سعيد علم الدين
وهكذا فقد أصبح الشغل الشاغل في هذه الأيام لجهابذةِ وفلاسفة وأساتذة وحتى علماء الشعب العوني الفهيم من نواب "تكتل التغيير والإصلاح"، او بالأحرى "تكتل التبرير والانبطاح"، ومن لفَّ لفَّهُم من جماعة "اللقاء الوطني المسيحي" الأقحاح، أي من قَحَّ يقحُ، الى أذكياء العشيرة العونية كالوالي العلماني م. عون الجليل وولي العهد جبران باسيل:
فقط تبرير أخطاء وهفوات وتصرفات ونزوات ونزلات دون طلعات وزيارات القائد الأعمى ميشال عون لإيران العظمى ولقائه الحميم مع ملكها المهزوم داريوس العظيم.
وكيف هو مهزوم؟
بهزيمة نكراء ساحقةٍ ماحقةٍ امام الاسكندر المقدوني في معركة جاوجاميلا في 1 تشرين أول عام 331 ق.م. التي كانت فيها نهايته.
انتبهوا الى تلاقي تواريخ الهزائم في تشرين اول بعد آلاف السنين!
مما يبشر بان تنتهي معارك عون الدنكوشوتية على الساحة اللبنانية بنهايته السياسية الحتمية، من 70 الى 7 بالمائة، ولكن على الطريقة الديمقراطية الانتخابية، حيث الكلمة الفصل فيها للإرادة الشعبية.
ولن تنفع عون الأموال الإيرانية التي جلبها معه من بلاد فارس الصفوية ليشتري بها الضمائر الحية. حيث اعترف هو صراحة بذلك على الملأ قبيل مغادرته الى ايران وبعد عودته منها، في إشارة الى الانتخابات النيابية المقبلة بقوله: "بعد 6 أشهر تعرفون ماذا جلبت معي من ايران". واللبيب من الإشارة يفهمُ!
وهكذا دواليك فإن عباقرة الشعب العوني المهذبين بعد أن يشبعوا الموضوع تبريرا واهيا مبني على الأكاذيب الفاقعة، والافتراءات الواضحة، والأوهام الفارغة، وطق الحنك والتعليك المصحوب بالجدل العقيم، يكونون بدل أن يكحلوها لعون قد أعموها. أما هو فأمها وأبوها. أي بلا نظر: أعمى البصيرة والبصر.
وهكذا انتقد النائب العوني عصام أبو جمرا صديق عون الحميم الهجوم على زيارة الأخير الى ايران، وسأل:
"لماذا قامت القيامة على زيارة عون الى ايران ولم نسمع صوتاً واحداً منتقداً حين توجه سمير جعجع الى مصر"؟
هذه المقارنة بحد ذاتها لا تليق ان تصدر عن نائب رئيس الحكومة اللبنانية العتيد عندما يقارن زيارة د. جعجع لمصر العربية الأصيلة، حاملة الهم الفلسطيني والعراقي واللبناني والسوري والسوداني وهموم كل العرب، والتي تقف على مسافة واحدة من جميع الافرقاء في كل هذه البلدان، وتحاول جاهدةً قدرِ الإمكان إصلاح ذات البين بين العربان وإخماد النيران التي تشعلها بينهم هنا وهناك فتن وتدخلات إيران، والتي وهذا هو الأهم: خاضت الحروب الفعلية ضد الأعداء وليس الشعاراتية الجوفاء، وقدمت التضحيات معمدةً بدم عشرات الآلاف من أبنائها الشهداء من أجل رفع شأن العرب وتحقيق طموحاتهم وآمالهم ووحدتهم.
ولهذا فإنه لأمر معيب عندما يقارن أبو جمرا زيارة عون لإيران الفارسية الدخيلة التي تحتل الجزر العربية الامراتية دون خجل، ولا تنفك تتدخل بوقاحة وبشكل خبيث غير مسبوق وفقط للخراب ونشر الفوضى وزرع الفتن وشق الصفوف وإرسال السلاح والصواريخ والمتفجرات وعناصر الحرس الثوري ومخابراتها وخلايها النائمة الى كل دول العالم العربي وبالأخص تلك التي تعيث فيها خرابا كالعراق ولبنان وفلسطين واليمن.
وهل الشعب العراقي قاصر وبحاجة الى وصاية فارسية؟
وهل قرار العراقيين صار بيد ايران؟
وهكذا حذر رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني 08.10.20 القيادة العراقية المنتخبة من الشعب من التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع أميركا. معتبرا أن »هذه الاتفاقية تتعارض مع الأمن والمصالح الوطنية في هذا البلد«.
ومن انت يا لاريجاني الايراني لتعتبر او لا تعتبر؟
هذا يعتبر تدخلا ايرانيا وقحا في الشأن العراقي. فالعراقيون وقيادتهم الشرعية المنتخبة ادرى بامورها ومصالحها الوطنية. ولا تحتاج الى اوامر ونواهٍ من ايران.
وهل دويلة حزب الله هي مخلب إيراني أم مصري في لبنان؟
هذه الدويلة المتغطرسة على الشعب اللبناني والتي تعرقل قيام دولته السيدة المستقلة وتحاول السيطرة عليها من خلال توسيع مساحة مربعاتها الخارجة عن القانون والقاضمة من مساحة لبنان، وتوسيع مدى صواريخها الخطرة جدا على مستقبله، وزرع سرايا دفاعها المشبوهة والمنتشرة في كل انحاء لبنان مع ملحقاتها من شلل 8 اذار كالقومي السوري والبعثي والعوني وميليشيا "أمل نبيه بري" التي تعتدي على المواطنين الآمنين وترفض تسليم زعرانها للدولة، كما حصل في افتعال أزعر أمل "الإيراني" لاشكال برج ابي حيدر في بيروت 19 تشرين اول الجاري والذي ادى الى جرح شباب عزل من تيار الستقبل.
وهل مصر هي التي تريد تصدير نظامها السياسي الى لبنان، أم ايران التي تصدر الثورة وقادتها وصورها وثقافتها وظلامها وشموليتها وحرسها وتتبنى احزاب ولاية الفقيه تحت مسميات تمويهية في لبنان والعالم العربي وترسل المال النظيف لشراء الذمم وخراب الأمم؟
مقارنة ابو جمرا بين الزيارتين مرفوضة ايضا، لأن زيارة الزعيم سمير جعجع لمصر كان هدفها الاساسي تخفيف الهموم عن اللبنانيين وذلك بالطلب من الرئيس حسني مبارك بحكم علاقته العربية والدولية العمل على ان تنسحب اسرائيل من مزارع شبعا. مقدما للرئيس مبارك اقتراحا عمليا في هذا الخصوص.
بالمقابل فإن اهداف زيارة عون لإيران وباعترافه شخصيا في مطار بيروت هي للحصول من ايران على المال والسلاح لزيادة هموم وآلام اللبنانيين والتحضير لجولات وحروب جديدة بينهم.
وذلك تصديقا لما جاء في جريدة "السفير" 21 الجاري على لسان النائب بطرس حرب الذي تحدث عن رشاوى انتخابية بدأ خصومه العونيون وخاصة ولي العهد (جبران باسيل) بتوزيعها في البترون.
وسأل حرب "ماذا يفعل حزب الله في البترون؟
وكان الحزب قد أرسل مساعدات الى البترون بواسطة التيار الوطني الحر، وهي عبارة عن غرف نوم.
ونسأل نحن من باب الاستفسار وليس اللوم: هل غرف النوم هذه لإكثار الخلايا النائمة ودعم احتياجات ولاية الفقيه ومتطلباته المتنامية؟
الشعب البتروني النبيه سيكون بالمرصاد وفي ساعة الانتخاب سيكون بيديه الحساب.
هم يهدونه اليوم غرفة نوم ليدمروها بحماقاتهم وعنترياتهم وحروبهم ومغامراتهم على رأسه في اليوم الثاني.
هذا وايضا هدف زيارة عون لإيران هي للتشويش على زيارة رئيس الجمهورية سليمان الى المملكة العربية السعودية.
فالرئيس سليمان زار السعودية العربية حاملا وجه لبنان العربي البهي الواحد الديمقراطي المشرق الاصيل،
وفي المقابل زار عون ايران الفارسية حاملا وجه لبنان الايراني المظلم الشمولي البائس المنقسم الدخيل. وباعتراف حسن نصر الله الذي افتخر بان يكون فردا في ولاية الفقيه. وهناك في قيادة حزب الله من قال نحن ايران في لبنان.
وتبريرا لزيارة عون فقد أخذ أحدهم حتى يشكك بلبنانيته.
وهكذا فقد أكد عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان بعد لقائه رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر 13 تشرين أول، وكأنه يريد أمام المطران التملص من إيرانيته والتأكيد على لبنانيته التالي: "خلفيتنا لبنانية وهي خلفية معروفة وليست بحاجة لتفسير وشرح ولا عقد لدينا".
هل نعرتك مسلتك يا سيد كنعان تبريرا لما يفعله سيدك من منكرات سياسية، فانتفضت لتؤكد خلفية لبنانيتك؟

ليست هناك تعليقات: