الاثنين، أكتوبر 27، 2008

قراءات في أسفار أسرى 48

عوني وتد

شقائق النعمان (2)
أيها الموكلون على منح وحجب الحرية ! أيها "المُفَوِضُون" على أسمى قضيه ! شقائق النعمان تستصرخ ضمائركم ، تستجدي ملفات مباحثاتكم ، تلتمس مواقفكم وحقائب صفقاتكم!
هل وسعتها قائمة تبادل الأسرى الجديدة ؟ أم ستبقى تحت نِقَمِ تنازلات الماضي ، ونِعَم النخوات العديدة ؟
ولأنهم .. قبلوا التقسيم أو اقل من التقسيم ، ورضخوا غير مكرهين لتمائم أوسلو اليتيم، ولأنهم يتسترون خلف الجدار الرجيم، لا يعرفون أسماءنا، ولأنهم أول من لقبنا "المنسيين"، ولم نكن في قواعد مفاوضاتهم. سنخط أمامكم سطورنا الجليّة الناصعة، بكل شموخ وعنفوان، لنحاسب من أسدل فوق عينيه عصابة، ومن خشي الكتابة والخطابة ، ومن تنكر لشقائق النعمان ، وتركنا في معازل الزنازين .
أيها الموكلون على منح وحجب الحرية ! أيها "المفوضون" على أسمى قضيه !
لِمَ تهابون بوح الحقيقة ؟ لِمً توارون عورات ماضي صفقاتكم (الركيكة ) ؟ تحت ذريعة "المنسيين" ، فلطالما رَدَدْتم سلام الشجعان.أما زلتم تذكرون سلام الشجعان! ووصية قائد الشجعان ؟ فهل هنالك سطر واحد يحمل قضية شقائق النعمان؟ عجباً ! كلما بزغت صفقة وهلت صفقة، تطلبون قائمة بأسماء أسرى الداخل ! فكيف يجهل الأمناء الأسماء ؟عجباً !
لماذا لم يفرضوا أسماءنا شروطا في سجلات المباحثات؟ وثوابت تتمرد على اللاءات ؟ كأمجاد أعوام الثمانينات.
أيها الموكلون على منح وحجب الحرية ! أيها "المفوضون" على أسمى قضيه !
هاكم أسماءنا.. سجلوها !
أم دامية حزينة، ذاقت مرارة كاس البعاد. زوجة مثقلة الهموم نحيفة، لعقت التراب مع كسرة الأولاد. أخت كئيبة، وابنة غريبة، وأجداد رحلوا دون احتضان الأحفاد . عائلات تتوق إلى حرية أسراهم ، كما تتوقون إلى سلام الشجعان. شيخ الأسرى العجوز في معقل عسقلان ، وكفيف العينين في نفحة الفرسان ، مرضى السكري والكلى والسرطان ، ونسور من الجولان، واسود في زنازين جلبوع وشطة وسجون الحرمان ، فنحن نجوع كما تجوعون، ونتكلم كما تتكلمون، ونقبع خلف القضبان.
أيها الموكلون على منح وحجب الحرية ! أيها "المفوضون" على أسمى قضيه !
لقد عجز أصحاب المناصب ، وتجار الحقائب عن تحديد محكومياتنا، وبلورة بوتقة قضيتنا وانتظروا بدء مواسم مفاوضاتكم ليتسللوا ثانيةً بشعاراتهم الباليه، ويزجوا أنوف خطاباتهم الخاوية، وينتصبوا أمام كاميرات وسائل الأعلام : " بيدي قائمة ! في حقيبتي أسماء ! " عجباً ! كيف تحولت قياداتنا البرلمانية بين عشية وضحاها ،إلى سعاة بريد ووكلاء.
والتمسوا الحجج في تصويتهم لصاحب المعالي.. وما يزالون ينتظرون من سيادته الوفاء.
تنكروا لرسائلنا، وسجلوا على جليد صفحاتهم كل مطالبنا، لكنهم انتظروا رسائل عباس ، ومحاولات بائسة قتلها الإفلاس . فأين كانوا عند نداءات مؤسسة يوسف الصديق ؟ وإغلاق جمعية أنصار السجين ؟ أما زالوا ينتظرون " الوفاء" !
أيها الموكلون على منح وحجب الحرية ! أيها "المفوضون" على أسمى قضيه !
أتُقَسَم الحرية إلى فئات ومناطق وتنظيمات! أتبكي جميلة ، وتزغرد آيات ؟ أتعقد رام الله الأفراح ، وتكتنف عارة الأتراح ؟ أما زلتم تصدقون أسطورة " حسن النوايا " وبعض الفتات؟
أليس بينكم رجل رشيد ؟ يفقه فهم المقروء ، ويكشف النيّات !
فان كانت قضيتكم فلسطينيه ، وقضيتنا إسرائيليه .. فلماذا لا تعيبون التطبيع، وترضخون أن نتنازل عن جنسيتنا ، ونسكن بينكم بضع سنوات ؟
ألا تكفيكم المستوطنات !! والمزيد من المخيمات !
أيها الموكلون على منح وحجب الحرية ! أيها "المفوضون" على أسمى قضيه !
لنا من فرج الله أسمى حلل ، ولنا رغم الظلام طاقات أمل ، فلا تحرمونا أحلامنا ، وتطفئوا بصيص حريتنا ! فلتكن مواقفكم كصخور الجبل ..لا يهد عزيمتها التنازل ويعتريها زيف العلل !
دفعنا ضريبة قضيتنا ، وهبنا سنيّ حياتنا ، بذلنا صدق مواقفنا .. فلا تجعلوا من قضية الأسرى .. أسراكم للحرية، وأسرانا مُصابها جلل !
أيها الموكلون على منح وحجب الحرية ! أيها "المفوضون" على أسمى قضيه !
أيترك الأب أولاده في الخلاء ؟ أيفر القائد وجنوده ينزفون الدماء ؟ لم يبق لنا سوى الله وقوائم أسماء .. فان تخليتم عنا فحسبنا الله ! وان تمسكتم بنا فمن الله الجزاء.
قالت:
(أخاف عليك السجن)
قلت لها:
(من أجل شعبي
ظلامُ السجن يُلتَحَفُ
لو يقصرون الذي في السجن
من غرفٍ،
على اللصوص
لهدّت نفسها الغرف!
لكنْ بها أمل
أن يستضاف بها حر
فيُزهر في أرجائها الشرفُ)
قالت:
(حلمْتُ بطفلٍ
لا أريد له أبا سجيناً..)
فقلتُ: (الحلمُ يعتكف
أتحلمين بطفلٍ
قلب والده عبدٌ؟!
أعيذك من عبدٍ له خَلَفُ).
(عرب الداخل)

ليست هناك تعليقات: