الخميس، أكتوبر 16، 2008

قراءة تحليلية في بيانات خلايا العمل الميداني

احمد العربي

تقديم :

من خلال الواقع الصعب وطبيعة المرحلة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وخاصة بعد ان نفذت وأمعنت حركة حماس في انقلابها العسكري ضد المؤسسات الفلسطينية واحتلالها مواقع الأمن الوطني الفلسطيني واستمرارها في السيطرة بقوة السلاح علي مؤسسات المجتمع المدني وفرض نفوذها بقوة السلاح علي وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية وإتباعها سياسة الإقصاء وتحميس المؤسسات , وفي ظل استمرار معانة أبناء شعبنا في قطاع غزة نتيجة الظروف الصعبة التي عاني منها أبناء حركة فتح في المراحل السابقة كان لزاما علي أبناء فتح العمل علي صياغة أسس وكينونة جديدة تأخذ علي عاتقها حماية شعبنا والمشروع الوطني الفلسطيني , فمن هنا انطلقت خلية العمل الميداني وسرعان ما انتشرت بياناتها موحدة الهدف والرؤية ومنتهجة المصداقية والأمانة كأسلوب للعمل , حاملة راية الفتح الواحدة الموحدة في مواجهة كل المؤامرات التي تستهدف القضاء علي المشروع الوطني الفلسطيني ومن خلال تلك الرؤيا كانت لنا قراءة في بيانات خلايا العمل الميداني .

( 1 )

مجموعات من الخلايا المنظمة تنتمي لكل شرائح المجتمع , أساسها تنظيمي ومن أبناء الأجهزة الأمنية والعسكرية , ملتزمة بكل ما هو شرعي واللوائح والنظم وتجتهد في التعبئة وتعمل علي تغير الواقع من سيء الي أحسن واقع اسقط من خلال ممارسات رديئة ومرفوضة وشاذة لحركة الانقلاب الحمساوية والتي بات من الواضح أنها تمارس ممارسات العدو وبات التناقض هدف رئيسي معها .

( 2 )

الهدف الرئيسي هو خلق تكتل متمكن ومسيطر ينتج واقع علي الأرض يعمل من خلال دعوات الوحدة المتكررة ورفضهم للواقع الأليم السابق والممارسات المرفوضة جملة وتفصيلا والتي قامت بها بعض القيادات علي مدي الأعوام السابقة والتي أدت إلى ما ألت إليه الأحوال في غزة من فشل متوالي ووصول حركة أصولية ظلامية للهيمنة والتحكم في قطاع غزة .

( 3 )

من الواضح ان هذه المجموعات بالرغم من وضوح دعواتها بالانتماء للرئيس والمركزية أنها تؤمن إيمانا كاملا بكل القيادات التي خرجت من غزة وعلي رأسها الاخ المناضل محمد دحلان وهذا ما ينسجم مع خطها العام بالتوحد ونبذ كل الخلافات ليرتفع ويصل إلى السقف الأعلى في الحركة , وعلية فإنها سبقت قيادتها وأعطت نموذجا بنكران الذات والترفع عن المسميات من خلال اختصارها علي اسم خلية وهو اصغر عناصر التركيب الهرمي التنظيمي لحركة فتح .

( 4 )

ان استمرار إصدارها البيانات يدل علي أنها ليست شيء عابر او مكرر او مستنسخ للصورة القديمة التي سبقت مرحلة الانفلاش الكامل تنظيميا وعسكريا بل بالعكس لها هدف واضح تماما هو هدم الأصنام القديمة , وإنتاج جيل قائد جديد يستطيع ان يعيد لفتح أصالتها ورونقها ولا تسعى لتدمير او احتلال مواقع تنظيمية بصفة غير قانونية او انقلابية .

( 5 )

ان دلالة الخوض والتدخل في امور شائكة تتضارب فيها مصالح أعضاء اللجنة المركزية مع المتطلعين ليكونوا أرقام صعبة مشاركة في القرار , ودعمهم لقيادات خاض الكثير منهم صداما مريرا مع بعض الأعضاء في اللجنة المركزية , وانحيازهم الواضح لدحلان وروحي فتوح , يعطي رؤية ثاقبة علي إنهم أصبحوا من المطلعين علي خفايا الأمور بالفعل , ولهم قرارات تظهر العزم والإصرار علي الاستمرار بإحقاق الحق ووضع النقاط علي الحروف .

( 6)

تخفيض حدة ووتيرة التعبئة علي الحركة الدموية الانقلابية الحمساوية في تناغم واضح مع تطور الحوار الفلسطيني الشامل والرغبة في أنجاحه توافقا مع رؤية الشرعية الممثلة بالرئاسة ومنظمة التحرير الفلسطينية .

ليست هناك تعليقات: