الأربعاء، أكتوبر 15، 2008

الشرطة الفلسطينية ترد الصاع صاعين للحاخام الأكبر

عطا مناع

لولانا "اليهود" لما نزل المطر، ولولانا ما نبت الزرع، ولا يعقل أن يأتينا المطر، ويأخذ الأشرار"الفلسطينيون" ثمار الزيتون، ويصنعون منة الزيت.

هي فتوى لحاخام إسرائيل الأكبر عوفاديا يوسيف المعروف بعدائه للشعب الفلسطيني وفتاواة المثيرة للاشمئزاز والكراهية الغير مسبوقة، الفتوى ألحاخاميه السوداء الداعية للاعتداء والتنكيل بالمزارعين العرب الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين دفعت بعتاة المستوطنين المستجلبين من أصقاع الأرض بممارسة الجرائم تجاه الفلاحين الفلسطينيين الذين توجهوا لزيتونهم أو ما تبقى منه جراء التخريب المتعمد الذي لحق بأرض فلسطين وزيتونها المبارك المجبول بدم أبناء فلسطين الذين يواجهون وزيتونهم العنف ألاحتلالي وحيدين.

في السنوات الماضية وعندما كانت البلد بخير حيث لجان العمل التطوعي التي استقطبت المئات من الشباب الغيور الذين شمروا عن سواعدهم وشاركوا الفلاحين في همومهم وقطف زيتونهم، كانت البلد بخير واذرع المقاومة الجماهيرية الحية بإلف خير، لم تكن ما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني ذات السياسة الموجهة قد ولدت، وكانت عقول الشباب الفلسطيني بخير، يحركهم الهم الوطني، لا نضال مدفوع الأجر ، ولا انقلابات، ولا فساد وإفساد،لا مليشيات ولا انقلابات ولا سجون فلسطينية، كانت عصا القمع تستخدم في قطف الزيتون، وكان البسطار الذي يدوسون به رقاب الشعب يطوي الجبال للدفاع عن الأرض، كانت أيام لا تنسى حقرت عميقا في قلوب وعقول من عايشوها.

وبعيدا عن المثاليات والتزاما بضرورة وضع النقاط على الحروف، وبفضل الشرطة الفلسطينية التي بادرت بحملة عمل تطوعي في قطف الزيتون الفلسطيني بمشاركة 1100 شرطي فلسطيني شمروا عن سواعدهم وعملوا يدا بيد مع الفلاح الفلسطيني المغلوب على أمرة في قطف زيتونة المنتهك والمهدد من قبل عتاة المستوطنين، هي بادرة تستحق الاحترام والوقوف أمامها والاسترشاد بها من قبل عشرات آلاف من العاملين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي يفترض إن تكون السند لأبناء شعبها في ظل التحريض العنصري الديني تجاه الفلاح الفلسطيني الذي يخرج من بيته فجرا متكلا على اللة واضعا حياته على كفة، لا يعرف ما ينتظره في المجهول الذي كان موسما للفرح والاحتفال ونسج الحكايات والتوحد بالأرض.

قد تكون مشاركة مئات من عناصر الشرطة الفلسطينية أبناء شعبهم العرق قد ردمت الفجوة بين المواطن ورجل الأمن، الأكيد أننا بصدد صورة مختلفة، صورة أعادت رسم الواقع الفلسطيني ولو للحظات، صورة تحمل في طياتها عدة رسائل، الرسالة الأكثر وضوحا لكبير حاخامات دولة الاحتلال عبادا يوسيف الذي أفتى باستباحة زيتوننا وهدر دمائنا، رسالة ثانية للذين اتخذوا من الفلاح الفلسطيني مصدرا لتكسبهم وأسباب رفاهيتهم، رسالة تقول لا باس من النزول للميدان والقيام بخطوة عملية لعل وعسى أن ندرك قيمة الأرض التي هجرناها عقلا وروحا.

إن فتوى حاخام إسرائيل الأكبر باستباحة شعبنا وأرضنا ما هي إلا إشارة صارخة وواضحة المعالم، إشارة غير قابلة للتأويل تترجم يوميا يحق الفلسطيني شيخا كان أم طفلا، عاملا وفلاحا، مدني ورجل، فتحاويا وحمساويا، يمينا ويساريا ووسطيا، نائبا.. وزيرا...عقيدا...عميدا..أمينا عاما، كلنا في الهم سواء، كلنا بالنسبة لهم أغيارا، لن يتركونا وسيلاحقوننا في الضفة وغزة، في عكا وحيفا والرملة، في السجون وتحت الأرض، إنها العنصرية التي لا علاج لها.

ردنا عليهم بوحدتنا ولملمة أشلائنا والعض على جراحنا، خلاصنا بتحريم دم الفلسطيني على الفلسطيني، وإغلاق الباب أمام الاعتقال السياسي وللأبد، والتذكر دائما أننا كل لا يتجزأ ولا يقبل القسمة على اثنين، وعكس ذلك ينطبق علينا ما قيل في الثور الأبيض، أخيرا لا بد من الوقوف باحترام أمام تلك المبادرة الشرطية التي ولد من نار الفلتان والانقسام والتقوقع في جحيم الأجندات العمياء.

ليست هناك تعليقات: