الجمعة، أكتوبر 31، 2008

تحية طرابلسية الى الشيخ عبد الأمير قبلان

سعيد علم الدين
وطرابلس الفيحاء، عاصمة لبنان الثانية، ما فكرت يوما سنيا أو مارونيا أو شيعيا أو أرثوذكسيا أو علويا أو كاثوليكيا أو درزيا.
وطرابلس زهرة الشمال الفواحة بعبير المنية والضنية والقلمون والبداوي ودير عمار وكل قرى وبلدات قضاء طرابلس، عاصمة كل اللبنانيين الثانية، ما فكرت يوما شماليا أو جنوبيا أو بقاعيا أو جبليا أو بيروتيا.
طرابلس النضال فكرت فقط: عربيا ثم عربيا ثم عربيا!
في دعم كل قضايا العرب:
من المحيط المغربي الثائر الى الخليج العربي الهادر،
ومن الوحدة العربية المرجوة إلى الحرية المطلوبة،
ومن مواجهة الاستعمار الى تحقيق الاستقلال لكل الشعوب العربية، ومن قضية فلسطين المأساوية إلى قضية العراق الضحية، وضحت بالغالي وقدمت الشهداء ولم تبخل بالدماء الزكية.
طرابلس ما زالت تفكر عربيا وستفكر عربيا ولا يمكن أن تخرج من جلدها رغم كل النكبات والمصائب والحروب والآلام العظام التي سببها لها النظام السوري الأحمق ومخابراته وعملائه وغلمانه ومؤامراته التي لا ينفك يحيكها يوميا في أقبيته للنيل من طرابلس قلعة العروبة الحقيقة.
طرابلس لبنان تفكر اليوم: لبنانيا ثم لبنانيا ثم لبنانيا!
في قيام دولة لبنان السيد العربي الحر الديمقراطي التعددي المستقل وستقوم دولة لبنان العلية وستنهزم قوى المخابرات وعسس الظلام والشر الإرهابية.
ستقوم دولة لبنان الديمقراطية بهمة النفوس الأبية من النساء والرجال الشجعان الذين يحملون قضية وطنهم المعذب في قلوبهم البيضاء العامرة بالعطاء ويقدمون الدماء الغالية من أجل قيامته من جديد وبإرادة شعبه الصلب العنيد.
وطرابلس العاصمة الثانية لكل اللبنانيين:
تحي من يحييها، وتبتسم لمن يبتسم لها، وتمد يدها لمن يمد لها يده، وتسامح من يبلسم جراحها، وتقاوم من يحاول النيل منها، ولا تخنع لطاغية، ولا تركع إلا لربها، وتصالح من يصالحها، وتعادي من يعاديها، وتعادي من يعادي أهل بيروت الكرام فكرامة البيروتيين من كرامتها، وتعادي من يعادي أهل الجبل الأشم، وكرامة كل اللبنانيين من كرامتها.
من هذه المنطلقات التي ذكرناها نحي سماحة الشيخ عبد الامير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي اللبناني الاعلى تحية طرابلسية حارة في زيارته المباركة لمدينته يوم 26 تشرين الاول 08.
شاكرين له زيارته ذي الدلالات البعيدة المدى لبنانيا وعربيا واسلاميا، كصلاته في مسجد أبي بكر الصديق، والتي تركت أثرها الطيب عند الطرابلسيين والشماليين وكل اللبنانيين.
شاكرين له كلماته الواضحة بحق من دنس بيروت الطاهرة وما ارتكب بحق أهلها من ظلم وظلامات وإجرام وتعديات على الكرامات، بقوله "نحن لم ندنس بيروت، ولكن هناك ظروف حكمت على بعض الناس ان يتصرفوا بما لا يليق بالانسان ولا بالمواطن الحر".
نعم يا سماحة الشيخ من دنس بيروت في هجمة 7 ايار هم من افسدهم المال الإيراني فتحولوا الى عصابات وزعران لا يمتون بصلة الى الاصالة الشيعية اللبنانية الحقة. فما ارتكبوه لا يمكن ان يقبل به أي شيعي وطني لبناني حر، لأنه وكما قلت سماحتك: لا يليق بالإنسان ولا بالمواطن الحر.
ولهذا ولبلسمة هذا الجرح الأليم الذي تسببوا به هؤلاء دون سبب للبيروتيين الأباة، على قيادات حزب الله وامل الاعتذار من أهل بيروت ومن أهل الجبل ومن كل اللبنانيين، لكي تصفى القلوب وتعود المياه النقية الى مجاريها!

ليست هناك تعليقات: