الياس بجاني
لم يعرف لبنان من تعاطى السياسة والشؤون الوطنية والحزبية والعسكرية كما تعاطاها ويتعاطاها العماد ميشال عون، فهو علامة فارقة بين كل أقرانه بالكثير من الأمور التي في مقدمها الكم الكبير المدون والموثق من ممارساته وطروحاته ووعوده وعهوده، أكان من خلال مقالات وتحاليل ورسائل كتبها خلال فترة نفيه الباريسية، أو في رزم الخطب والمقابلات والتصاريح والمواقف التي تتناول في مجملها وبالتفصيل معارك عسكرية وقضايا محلية ودولية ومحطات لبنانية مفصلية. من هنا فإن أي تبدل أو تغيير في مواقفه أو سلوكياته أو تحالفاته يتم رصدها بسرعة مما لا يترك له الكثير من فسحات المناورة. لقد تفوق الرجل بامتياز غير مألوف في وطن الأرز على كل من سبقه وعاصره من السياسيين والقادة في فجاجة التلون والتقلب القاتلين في مواقفه، وفي فجور ونفور تورم "الأنا" عنده، وفي النقض الكامل الأوصاف لشعاراته وطروحاته كافة، وفي النحر الوريدي لكل ما أوهم الناس أنها ثوابت وطنية وتاريخية وحقوقية ناضل في أطر شعاراتها، حتى وصل الأمر به إلى الانقلاب على ماضيه بالكامل وتبرير هذا الانقلاب بأخطاء وخطايا وارتهان وتبعية للآخرين، الذي هو أصلا بنى خطابه وشعبيته وتميزه وحيثيته السياسية والشعبوية على تظهيرها ومعارضتها وطرح البدائل لها.
في مقدمة هذه الرزمة "الشعاراتية والكلامية" التي استقطب الناس على أساسها، تأتي معارضته للعديد من بنود اتفاقية الطائف، تأييده المطلق لسلطة الدولة الأحادية على كامل أراضيها، معارضته "الصلبة" لكل الميليشيات والمربعات الأمنية والدويلات داخل الدولة، بما فيها سلاح ودويلة حزب الله، ومطالبته بحصر السلاح بالقوى الشرعية للدولة فقط، ورفضه القوي والعدائي للهيمنة السورية على لبنان، وعدم اعترافه بلبنانية مزارع شبعا ومجاهرته "بكذبة" احتلالها وكذّب ودجل مدعي العمل على تحريرها، ورفضه للإقطاع المالي والسياسي، وشكواه المستمرة والعالية النبرة من الفساد والإفساد، تمسكه بالقوانين والدستور وبشرعة الحقوق الدولية، وتطول القائمة.
براحة ضمير تامة وطبقاً لمقارنة موضوعية وأكاديمية علمية بحتة بين مخزون ماضيه وتأصله ووضوحه، وبين ضحالة حاضره وتشوشه، نؤكد بما لا يقبل الجدل أو الشك أن الرجل وللأسف قد دفن "تحت سابع أرض" كل ما كان يُسوّق له وينادي به ويحمل شعاراته على الصعد كافة، وفيما يتعلق بكل القضايا والشؤون من كبيرها لصغيرها. لقد انتقل الرجل بفجور من كنف السيادة والحرية والاستقلال طبقاً للمعايير والأطر التي هو أوجدها ونماها، إلى قاطع وموقع مناقضين بالكامل، وإلى تحالفات هجينة غير متجانسة مع مجموعات أصولية وعقائدية كان أصلا هو السباق في فضح مخططاتها ومشاريعها الهدامة ومعاداتها والوقوف ضدها بشراسة وشن الحروب المكلفة عليها.
أما آخر فصول الفجور في مسلسل التراجع والتقهقر الفاضح فقد جاء في كلام للعماد عون أدلى به يوم الاثنين بتاريخ 28/7/2008 عقب اجتماع في منزله لكتلته النيابية نشرته الوكالة الوطنية للأنباء. في أسفل بعض فقرات التصريح التي تتعلق بسلاح حزب الله:(وطنية - 28/7/2008 (سياسة) "يبحث سلاح حزب الله في استراتيجية دفاعية أو خارج استراتيجية دفاعية، ولكن لا يمكن للبنان أن يتنازل عن أي نقطة قوة قبل أن تحل كل القضايا المتعلقة بإسرائيل، ومنها قضية حق العودة للفلسطينيين وعدم التوطين. فلتتحمل الدول العربية التي حملت القضية الفلسطينية جزءا من المسؤولية، ولتتحمل الدول التي أخذت القرار بإنشاء دولة إسرائيل جزءا. لذلك، قبل أن يطالبوننا بسلاح حزب الله وقبل أن يقرر إذا كان سلاحا ارهابيا أم لا، يجب أن يجدوا الحل لقضية حق العودة. نحن لا نقبل بتوصيف هذا السلاح بالارهابي، لأنه سلاح مقاومة، ولبنان سيبقى قويا بكل عناصر القوة الموجودة فيه، ومن يمكنه أن يزيدها حتى تحل هذه القضية". "لا يمكن لأحد أن يستضعف لبنان، ويفرض عليه السياسة التي يريدها بسياسة التراخي والانحلال، التي ستوصلنا إلى أمر واقع مفروض علينا بالنسبة إلى المطالبة بحل قضية اللاجئين الفلسطينيين. ستون سنة تكفي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، هذا الأمر يجب أن يكون مفهوما من الجميع. نرفض أن يوصف حزب الله بالإرهابي، فهذا الأمر مرفوض على الأرض اللبنانية، مرفوض منا على الأقل. حزب الله مقاومة شريفة على الأرض اللبنانية، ومن يريد أن يصفه بأنه إرهابي، فلير الإرهاب الذي وقع على الفلسطينيين حتى هربوا من بلادهم، وما زالوا في المخيمات منذ 60 عاما. ماذا فعل لهم ليمنع الإرهاب عنهم؟ أو ليس هذا العمل إرهابا؟. نرفض رفضا كاملا لأي دولة ولأي سلطة دولية أو محلية أن تصف أحدا من اللبنانيين الذي يقاومون بالإرهابي. فليوقفوا أولا إرهابهم عنا". اضغط هنا للإستماع لتصريح العماد عون http://www.10452lccc.com/aounaudio/aoun28.7.08.wmaاضغط هنا لقراءة تصريح العماد عون بكاملهhttp://www.10452lccc.com/aoun%20excerpts/aoun.28.7.08.weapons.htm
في هذه الورقة الكاشفة للحقائق سوف يجيب العماد عون بنفسه على التناقضات القاتلة التي جاءت على لسانه طبقاً لما هو وارد في التصريح أعلاه، وذلك بالإستعانة بمخزونه الموثق ما بين 1988 و2008. ردوده على ذاته سوف تتركز على حزب الله وسلاحه ومقاومته وشبعا والمصداقية وموقع لبنان في الصراع العربي الإسرائيلي، وسوف نستعمل فرضية الجنرالين التي كنا استعملناها سنة 2006 في 8 دراسات تناولت التناقض المعيب والمحزن في مواقف عون خلال حقبة النفي وبعد عودته إلى لبنان وتحالفه مع حزب الله. جنرال باريس (الجنرال في المنفى يرد على جنرال الرابية المتحالف مع حزب الله).
أولاً: سنعود بالزمن إلى حقبة الاحتلال السوري ونفترض أن العماد لا يزال في منفاه الباريسي (جنرال باريس) وأن أحد السياسيين المسيحيين وتحديداً من أعضاء قرنة شهوان البارزين قد أدلى بالتصريح الوارد أعلاه عينه الذي أدلى به العماد، (جنرال الرابية) فبماذا كان سيرد جنرال باريس على هكذا كلام مسورن. الرد الافتراضي سنستعيره بحرفيته من مقدمة لمقالة كتبها العماد في/١١/٤/2002 في العدد 247 من النشرة اللبنانية تحت عنوان "الخيانة دون حدود"اضغط هنا لقراءة كامل المقالةhttp://www.10452lccc.com/general%20aoun/n247.pdf
رد الجنرال الباريسي المفترض: "إن المتورّطون في العمالة والخيانة، كالمدمنين على المخدرات، ينحدرون يوماً بعد يوم في خيانتهم كلما زاد ضلوعهم في تعاطيها، وتضمحّل شخصيتهم مع الوقت، فيموت في نفوسهم حسّ الكرامة، فلا يعود لديهم ما يخجلون منه مهما كان دنيئاً، ويضيع منهم الحس النقدي، فلا يميّزون بين الصواب والخطأ، ويتحوّلون إلى ذاكرات آلية، يطبع فيها محرّكهم ما يشاء، وساعة يشاء. هذه الدمى الإلكترونية تجتاح يوماً بعد يوم شاشات التلفزيون، وتحتلّ أعمدة الصحف؛ جميع المحرّمات حلال لها، والحلال محرّم على غيرها. تفخر بخيانتها وتسميها صداقة، وبعمالتها وتدعوها تعاوناً، وبعبوديتها وتعتبرها تحالفاً"
عون (جنرال الرابية) في 28/7/2008: "نرفض أن يوصف حزب الله بالإرهابي، فهذا الأمر مرفوض على الأرض اللبنانية، مرفوض منا على الأقل. حزب الله مقاومة شريفة على الأرض اللبنانية، ومن يريد أن يصفه بأنه إرهابي، فلير الارهاب الذي وقع على الفلسطينيين حتى هربوا من بلادهم، وما زالوا في المخيمات منذ 60 عاما. ماذا فعل لهم ليمنع الارهاب عنهم؟ أو ليس هذا العمل ارهابا؟"
عون (جنرال باريس) 26 شباط 2002/ في حوار تلفوني مع طلاب جامعة القديس يوسف أداره الإعلامي زياد نجيم: "ما قلته هو أن لا البطريك صفير ولا أنا ولا اميل لحود ولا الحكومة ولا أحد غير حزب الله يستطيع أن يدافع عن حزب الله، وذلك لأن علاقة هذا الحزب بالأطراف الخارجية وبالأجهزة وبالدول، في العمليات التي قام بها، ليست مشتركة بينه وبين من يدافع عنه، فليتكلم هو أولاً ويرد التهم كي نستطيع أن نأخذ منه موقفاً، من هنا ل أفهم لا موقف البطريرك ولا موقف الحكومة ولا "رئيس الجمهورية"، لأن حزب الله هو كيان مستقلّ ضمن الكيان اللبناني، هو يقوم بسياسته والدولة تلحق به، ومن هنا لا يحق لأحد أن يدافع عنه قبل أن يعلن موقفاً واضحاً مما نسب إليه."اضغط هنا لقراءة كامل الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسفaoun.arabic.editorials/aoun26.2.02.yasouiea.very%20important.pdf
ويرد جنرال باريس على جنرال الرابية من أميركا وبالإنكليزية فيقول عبر تلفزيون سي بي أن مع بات روبرتسون (19 أيلول 2002) إن حزب الله ليس كياناً مستقلاً بل هو واقع تحت السيطرة العملية لسوريا وأن سوريا هي مقر لـ 11 منظمة إرهابية من بينها حزب الله ويعدد المنظمات تلك. اضغط هنا لقراءة نص المقابلة بالإنكليزيةhttp://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun12.09.02..htm
نسأل بسذاجة الأطفال: هل دفاع عون الآن عن حزب الله يعني أنه أصبح شخصيا مطلعاً على كل أعمال وعمليات وشبكات وعلاقات هذا التنظيم؟ فإن كان هذا الأمر صحيحاً من الموجب قانوناً أن يعلم اللبنانيين والقضاء عن كل ما يعرف لأن حزب الله ليس مصنفاً إرهابيا في العديد من دول العالم الحر فقط، بل متهم أيضاً من قبل الكويت والسعودية وغيرهما من الدول العربية وغير العربية إضافة إلى العشرات من الجهات اللبنانية بعمليات اغتيالات وخطف وتعديات وتهريب وفرض خوات وغيرها؟
ويكمل جنرال باريس برده على جنرال الرابية (الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسف) قائلاً: "عندما نطالب بالسيادة والاستقلال، يقول حزب الله إنه الخط الأمامي للدفاع عن سوريا، وأن كل من يطالب بالسيدة والاستقلال يريد إرجاع لبنان إلى كوسوفو، أو يهددوننا بحرب أهلية، وهنا أسأل هل نحن بحاجة إلى سلاح هكذا تنظيم (حزب الله)؟ لا أعتقد ذلك، ثم من يخبرنا ما هو الدور الذي يقوم به على الحدود حالياً؟ المقاومة تكون على الأرض المحتلة وليس على الأرض المحررة. حالياً حزب الله يلعب دور الجيش، هو جيش بديل وليس حتى رديفاً، وهذا غير مقبول. هل لنا أن نعرف من أين له المال ومن أين يأتيه السلاح، وما هي أهدافه."
نسأل إذا كانت عند العماد اليوم كل الأجوبة على أسئلته لجهة المال والسلاح والأهداف والدور؟ من حق اللبنانيين الحصول على أجوبة مفصلة عن كل نقطة من النقاط الواردة أعلاه.
ويستفيض جنرال باريس بشرح موقفه من حزب الله (الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسف) فيقول: "لغاية تحرير الجنوب كنا ندعم حزب الله على الرغم من وجود وسيلة أخرى آنذاك للتحرير". "راجعوا محادثات واشنطن عام 1994، واطلبوا من السفير النص الذي قدمته إسرائيل بشأن الانسحاب وستجدون أنه يتجانس مع ما حصل الآن. في كل الأحوال، هناك ناس استشهدوا من أجل تحرير الأرض وشهادتهم مقدسة، ولكن بعد التحرير ماذا يفعل حزب الله؟ هو يرفع سعر سوريا في لبنان لا أكثر ولا أقل، ما هو امتداده؟ ما هو دوره؟ لا أحد يعرف".
وكأن ما قاله الجنرال الباريسي حتى الآن لا يكفي فيكمل (الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسف) مضيفاً: "للمقاومة حق القيام بكل ما يقوم به الجيش، ولكن الآن لا نعرف ما قام به حزب الله خارج إطار الشرائع الدولية والاتفاقات الدولية، هناك اتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين والعسكريين والأسرى، والمقاومة يعترف بها العرف الدولي إذا كانت أعمالها تطابق هذه الشرائع، أما في حال حصول الاغتيالات والتصفيات وأعمال خارج هذه الاتفاقات، فتصنف عند ذلك إرهاباً، ، لذلك أكرّر ما قلته في البداية، بأن لا أنا ولا أي شخص يمكنه أن يدافع بالمعنى القانوني والسياسي والدبلوماسي عن حزب الله غير حزب الله، لأن هناك أعمالاً منسوبة إليه تنطبق عليها مواصفات الإرهاب، وأنا لا يمكنني أن أعرف لذا كان قد قام بها أم لا، لذلك لا يمكنني أن أصنفه".
نسأل حضرة العماد، جنرال الرابية، وهو العسكري المتمرس على سبيل المثال لا الحصر ما إذا كانت عزوة حزب الله لبيروت وقتل وتعذيب وإهانة وترهيب وترويع أهلها المدنيين واحتلال مؤسساتها وشوارعها، ومحاولات احتلاله للجبل وإيقاع العشرات من ناسه المدنيين بين قتيل وجريح هي أعمال إغاثة أم إرهاب طبقاً لإتفاقيات جنيف التي تعلمها العماد في المعاهد العسكرية. نقول للعماد وبراحة ضمير: عيب يا جنرال وألف عيب أن تنحدر إلى هذا الدرك التزويري والتبريري الهرطقي. إلا تفكر ماذا سيقول عنك التاريخ؟.
ولأن جنرال الرابية على ما يبدو لم يقتنع برد جنرال باريس، فيكمل الأول شرحه قائلاً (الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسف): "في كل الأحوال حزب الله بعد تحرير الجنوب يجب أن يصفي دوره العسكري ويعود إلى الحظيرة السياسية اللبنانية. حالياً ما هي مهمته؟ هل يقوم بإستراتجية معينة؟ ومتى اعتمدتها الحكومة ومجلس النواب؟ نحن محاصرون اقتصادياً بسبب أعماله دون أن نعرف ما هو خياره. لماذا توقف إنماء الجنوب بعد التحرير؟".
ويكمل جنرال باريس الرد على جنرال الرابية (من وثيقة كلمة تلفونية للعماد عون ألقاها في المؤتمر الثاني لطلاب المدارس في التيّار الوطني الحرّ في 20 نيسان 2002)اضغط هنا لقراءة كلمة العماد تلك الكاملةhttp://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun20.april.02.students%20conference.htm
جنرال باريس: "هناك قرار دولي بإلغائه، (حزب الله) وهو مصنّف إرهابي، هو الثاني على اللائحة بعد القاعدة، وعلى هذا فإن حياته لم تعد طويلة بهذا الاتجاه، ومعادلته أكبر من المعادلة اللبنانية، لديه التزامات متعدّدة وقد سبق وتحدّثت عنه في عدة مناسبات، لا تخافوا من المشاكل الكبرى المطروحة لأن حلّها ليس من مسؤوليتكم، لقد بدأت آلية الحلّ تتبلور وكذلك السياسات الكبرى لحل هذه المشاكل، ولتصفيتها.
ربط جنرال الرابية مصير سلاح حزب الله بحق عودة الفلسطينيين إلى بلادهم كما جاء في تصريحه موضوع هذه الدراسة حيث قال: "ولكن لا يمكن للبنان أن يتنازل عن أي نقطة قوة قبل أن تحل كل القضايا المتعلقة بإسرائيل، ومنها قضية حق العودة للفلسطينيين وعدم التوطين. فلتتحمل الدول العربية التي حملت القضية الفلسطينية جزءا من المسؤولية، ولتتحمل الدول التي أخذت القرار بإنشاء دولة إسرائيل جزءا. لذلك، قبل أن يطالبوننا بسلاح حزب الله وقبل أن يقرر إذا كان سلاحا ارهابيا أم لا، يجب أن يجدوا الحل لقضية حق العودة"
يرد جنرال باريس على نفسه في كلام قاله خلال لقاء له مع طلاب جامعة سيدة اللويزة NDU في 26 نيسان 2002 (أدار اللقاء الإعلامي الأستاذ الياس الزغبي)اضغط هنا لقراءة ما قاله العماد عون خلال اللقاء/26/4/2002/http://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun29.4.02ndu.zoghby.htm
جنرال باريس: "يمكنني أن أقول لكم بأن لبنان قد عاد، عاد لأنه لم يعد مقبولاً في العالم ( وقد سعينا جاهدين لذلك) أن يرتبط لبنان بأي مسار آخر لا سوري ولا غيره، ولا أن يرتبط بأي حل لمسألة الشرق الأوسط ولا بأي مسارات أخرى، لا بتقدّمها ولا بتراجعها. لبنان دولة قائمة بحد ذاتها بسيادتها واستقلالها. وقرارها الحر يرتبط بها وبشعبها، وسيادتها على أرضها غير منقوصة واستقلالها غير منقوص، هذا ما سعينا إليه، وهذا ما بدأ يُترجم بتبنّيه من قبل المراجع الرسمية الفاعلة، وخاصة الولايات المتحدة التي من دونها لا سلام ولا حرب على الكرة الأرضية لأنها القوة العظمى الأولى. وبالرغم من الجراح التي أصابتنا بسبب سياستها كان لا بد من فهم هذا الواقع والعمل انطلاقاً منه لتغيير القناعات".
ويتابع جنرال باريس برده متطرقاً إلى مزارع شبعا ومقولة تحرير الجنوب سنة ألفين فيقول: (حديث دولة العماد ميشال عون لتلفزيون MTV برنامج "سجّل موقف" 9/4/2002-المحاور الأستاذ إيلي الناكوزي)اضغط هنا لقراءة المقابلة بكاملهاhttp://www.10452lccc.com/elias.arab06/aoun.mtv13.4.02.htm
جنرال باريس: "في لبنان كان هناك قرار دولي، والمقاومة أطالت أمد الاحتلال، كان هناك عرض مقدّم من الحكومة الإسرائيلية عام 1994 فهل تخبرنا الحكومة اللبنانية لماذا انسحبت يومها من المفاوضات عندما قُدّم العرض الإسرائيلي للانسحاب؟ انسحب لبنان من المفاوضات لأنه ربط نفسه بالقافلة السورية وأذاب شخصيته السياسية والدبلوماسية، ونص هذا العرض لا يزال موجوداً واسألوا سفير لبنان في واشنطن آنذاك السيد سيمون كرم فهو يعرف الكثير".
"هناك مذكرة قدّمت للوفد اللبناني وللحكومة اللبنانية ونشرتها صحيفة السفير وحُوّلت بسببها إلى المحكمة لأن المذكّرة اعتُبرت سريّة، مذكرة جاءت من إسرائيل إلى الحكومة اللبنانية واعتبروها سرّية! سرّية على من؟ السرّية تكون على العدو وهي جاءت من "العدو"، كما يقولون، فلماذا اعتبروها سرّية؟ هل خافوا أن يطّلع عليها الشعب اللبناني؟ ولماذا اعتُبر نشرها في ذلك الوقت مخالفة قانونية وحوّلوا الصحيفة إلى المحاكمة؟ ببساطة لأنهم لا يريدون أن يُحرَجوا أمام الشعب اللبناني"
"كان هناك حل مطروح، فليشرحوا لنا لماذا لم يقبلوه أو لماذا لم يطلبوا تعديلات؟ لماذا لم يبلغوا واشنطن بأنهم يريدون تعديل بعض ما جاء فيه وينتظرون لمعرفة ماذا ستفعل؟ رفضوه بالمطلق وقالوا أن إسرائيل تريد المياه والأرض في لبنان، وأعلنت إسرائيل العكس فقالوا لها "لا، أنت تريدين المياه والأرض"، أنا أتحدث الآن أمام الشعب اللبناني وأنا مسؤول عن كلامي"وفي نفس المقابلة جرى الحوار التالي بين ايلي ناكوزي والعماد:ناكوزي:"نحن لا يزال لدينا جزءاً محتلاً لذلك لا بد من المقاومة" عون: أين هو الجزء المحتل؟ناكوزي: مزارع شبعاعون: كذبة، وأنا مسؤول عما أقول، لا يمكننا تعديل الخريطة على مزاجنا، مزارع شبعا ليست لبنانية، وحتى ولو كانت الأرض لبنانية فهي مضمومة سورياً منذ زمن ولبنان سكت عنها، والحكومة اللبنانية لم تذكر مرة أن لديها أرضاً محتلة خاضعة لتنفيذ القرار 242، على العكس قالت أنا لست معنية بالقرار 242، وليس لدي أرض محتلة، فلا يمكن أن تتراجع وتتبناها بعد تنفيذ القرار 425 وتقول أن لديها أرضاً محتلة. وعلى افتراض أن سوريا تريد إرجاع الأرض لنا فلتتفضل وتعطينا وثيقة وفقاً للشرائع الدولية على أن هذه الأرض لبنانية وتحدد على الخريطة رقعة الأرض التي هي لبنانية في مزارع شبعا، وعندها فلتترك لنا المقاومة شرف تحصيلها.ناكوزي: إذا اعترفت سوريا بلبنانية مزارع شبعا فهل توافق على تحريرها بالمقاومة؟عون: بالمقاومة وبغير المقاومة، المهم هو أكل العنب وليس قتل الناطور، أنا أريد أكل العنب، أريد حقوق الشعب الفلسطيني، الحلول الأخرى لا تجوز إلا عندما يعجز كلياً الحل السلمي.
من حق اللبنانيين على العماد عون أن يشرح لهم الأسباب الموجبة التي جعلته يتبنى المواقف الجديدة هذه والتي هي 100% متناقضة مع مواقفه قبل تحالفه مع حزب الله والتحاقه بالمحور السوري الإيراني. إن العماد يعتبر أميركاً الآن عدواً وهو يسلم بانتصارات حزب الله الإلهية التي لا تتطابق مع معايير العلوم العسكرية ولا مع الواقع ولا مع الحقائق.
ما ذكرناه في هذه الورقة هو غيض من فيض مواقف العماد عون المتناقضة كلياً بكبيرها وصغيرها وعلى كل الصعد، والتي أمست تهدد بشكل مدمر وكاسح أسس ومصير الكيان اللبناني واستقلاليته ونظامه الديموقراطي وتعايش بنيه، والثقافة التاريخية للمسيحيين ودورهم الحضاري المتميز في وسطيته واعتداله.
هذه المواقف "الألغام" تلزم كل من لا يزال من أهلنا السياديين مؤيداً للعماد عون أن يعيد النظر بفكر ثاقب بهذا التأييد ويراجع بحيادية وموضوعية دون عواطف و"غنمية" وتبريرات مرّضية (Rationalization) تموضعه وخياراته وتحالفاته وأجندته بعد تماهيه وذوبانه مع وبحزب الله وانخراطه في التحالف السوري الإيراني ومعاداته لأميركا وبكركي وكل الأحزاب المسيحية وانقلابه على كل الثوابت الوطنية.
يبقى: "إن كنتم لا تؤمنونَ، لن تفهَموا شيئًا". (القدّيس باسيليوس (330-379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية(
ملاحظة: لقراءة كل الوثائق لتي وردت في هذه الورقة بالكامل: إضغط هناhttp://www.10452lccc.com/aouncontradictions.htmlالوثائق هي:http://www.10452lccc.com/aoun%20excerpts/aoun.28.7.08.weapons.htm1-تصريح العماد عون بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل "التغيير والاصلاح/29 تموز/08http://www.10452lccc.com/aounaudio/aoun28.7.08.wma2-اضغط هنا للإستماع لتصريح العماد عون بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح/29 تموز/08/Windows Media Player3-مقابلة العماد عون مع محطة سي بي أن أجراها معه بالإنكليزية بات روبرتسون/12/9/02http://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun12.09.02..htm4-كلمة العماد عون في المؤتمر الثاني لطلاب المدارس في التيّار الوطني الحرّ/20 نيسان 2002/HTMLhttp://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun20.april.02.students%20conference.htm5-لقاء للعماد عون مع طلاب جامعة سيدة اللويزة NDU في 26 نيسان 2002 (أدار اللقاء الإعلامي الأستاذ الياس الزغبي)/HTMLhttp://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun29.4.02ndu.zoghby.htm6-اضغط هنا لقراءة مقالة العماد التي تحمل عنوان "الخيانة دون حدودhttp://www.10452lccc.com/general%20aoun/n247.pdf 7-اضغط هنا لقراءة كامل الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسفaoun.arabic.editorials/aoun26.2.02.yasouiea.very%20important.pdf
لم يعرف لبنان من تعاطى السياسة والشؤون الوطنية والحزبية والعسكرية كما تعاطاها ويتعاطاها العماد ميشال عون، فهو علامة فارقة بين كل أقرانه بالكثير من الأمور التي في مقدمها الكم الكبير المدون والموثق من ممارساته وطروحاته ووعوده وعهوده، أكان من خلال مقالات وتحاليل ورسائل كتبها خلال فترة نفيه الباريسية، أو في رزم الخطب والمقابلات والتصاريح والمواقف التي تتناول في مجملها وبالتفصيل معارك عسكرية وقضايا محلية ودولية ومحطات لبنانية مفصلية. من هنا فإن أي تبدل أو تغيير في مواقفه أو سلوكياته أو تحالفاته يتم رصدها بسرعة مما لا يترك له الكثير من فسحات المناورة. لقد تفوق الرجل بامتياز غير مألوف في وطن الأرز على كل من سبقه وعاصره من السياسيين والقادة في فجاجة التلون والتقلب القاتلين في مواقفه، وفي فجور ونفور تورم "الأنا" عنده، وفي النقض الكامل الأوصاف لشعاراته وطروحاته كافة، وفي النحر الوريدي لكل ما أوهم الناس أنها ثوابت وطنية وتاريخية وحقوقية ناضل في أطر شعاراتها، حتى وصل الأمر به إلى الانقلاب على ماضيه بالكامل وتبرير هذا الانقلاب بأخطاء وخطايا وارتهان وتبعية للآخرين، الذي هو أصلا بنى خطابه وشعبيته وتميزه وحيثيته السياسية والشعبوية على تظهيرها ومعارضتها وطرح البدائل لها.
في مقدمة هذه الرزمة "الشعاراتية والكلامية" التي استقطب الناس على أساسها، تأتي معارضته للعديد من بنود اتفاقية الطائف، تأييده المطلق لسلطة الدولة الأحادية على كامل أراضيها، معارضته "الصلبة" لكل الميليشيات والمربعات الأمنية والدويلات داخل الدولة، بما فيها سلاح ودويلة حزب الله، ومطالبته بحصر السلاح بالقوى الشرعية للدولة فقط، ورفضه القوي والعدائي للهيمنة السورية على لبنان، وعدم اعترافه بلبنانية مزارع شبعا ومجاهرته "بكذبة" احتلالها وكذّب ودجل مدعي العمل على تحريرها، ورفضه للإقطاع المالي والسياسي، وشكواه المستمرة والعالية النبرة من الفساد والإفساد، تمسكه بالقوانين والدستور وبشرعة الحقوق الدولية، وتطول القائمة.
براحة ضمير تامة وطبقاً لمقارنة موضوعية وأكاديمية علمية بحتة بين مخزون ماضيه وتأصله ووضوحه، وبين ضحالة حاضره وتشوشه، نؤكد بما لا يقبل الجدل أو الشك أن الرجل وللأسف قد دفن "تحت سابع أرض" كل ما كان يُسوّق له وينادي به ويحمل شعاراته على الصعد كافة، وفيما يتعلق بكل القضايا والشؤون من كبيرها لصغيرها. لقد انتقل الرجل بفجور من كنف السيادة والحرية والاستقلال طبقاً للمعايير والأطر التي هو أوجدها ونماها، إلى قاطع وموقع مناقضين بالكامل، وإلى تحالفات هجينة غير متجانسة مع مجموعات أصولية وعقائدية كان أصلا هو السباق في فضح مخططاتها ومشاريعها الهدامة ومعاداتها والوقوف ضدها بشراسة وشن الحروب المكلفة عليها.
أما آخر فصول الفجور في مسلسل التراجع والتقهقر الفاضح فقد جاء في كلام للعماد عون أدلى به يوم الاثنين بتاريخ 28/7/2008 عقب اجتماع في منزله لكتلته النيابية نشرته الوكالة الوطنية للأنباء. في أسفل بعض فقرات التصريح التي تتعلق بسلاح حزب الله:(وطنية - 28/7/2008 (سياسة) "يبحث سلاح حزب الله في استراتيجية دفاعية أو خارج استراتيجية دفاعية، ولكن لا يمكن للبنان أن يتنازل عن أي نقطة قوة قبل أن تحل كل القضايا المتعلقة بإسرائيل، ومنها قضية حق العودة للفلسطينيين وعدم التوطين. فلتتحمل الدول العربية التي حملت القضية الفلسطينية جزءا من المسؤولية، ولتتحمل الدول التي أخذت القرار بإنشاء دولة إسرائيل جزءا. لذلك، قبل أن يطالبوننا بسلاح حزب الله وقبل أن يقرر إذا كان سلاحا ارهابيا أم لا، يجب أن يجدوا الحل لقضية حق العودة. نحن لا نقبل بتوصيف هذا السلاح بالارهابي، لأنه سلاح مقاومة، ولبنان سيبقى قويا بكل عناصر القوة الموجودة فيه، ومن يمكنه أن يزيدها حتى تحل هذه القضية". "لا يمكن لأحد أن يستضعف لبنان، ويفرض عليه السياسة التي يريدها بسياسة التراخي والانحلال، التي ستوصلنا إلى أمر واقع مفروض علينا بالنسبة إلى المطالبة بحل قضية اللاجئين الفلسطينيين. ستون سنة تكفي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، هذا الأمر يجب أن يكون مفهوما من الجميع. نرفض أن يوصف حزب الله بالإرهابي، فهذا الأمر مرفوض على الأرض اللبنانية، مرفوض منا على الأقل. حزب الله مقاومة شريفة على الأرض اللبنانية، ومن يريد أن يصفه بأنه إرهابي، فلير الإرهاب الذي وقع على الفلسطينيين حتى هربوا من بلادهم، وما زالوا في المخيمات منذ 60 عاما. ماذا فعل لهم ليمنع الإرهاب عنهم؟ أو ليس هذا العمل إرهابا؟. نرفض رفضا كاملا لأي دولة ولأي سلطة دولية أو محلية أن تصف أحدا من اللبنانيين الذي يقاومون بالإرهابي. فليوقفوا أولا إرهابهم عنا". اضغط هنا للإستماع لتصريح العماد عون http://www.10452lccc.com/aounaudio/aoun28.7.08.wmaاضغط هنا لقراءة تصريح العماد عون بكاملهhttp://www.10452lccc.com/aoun%20excerpts/aoun.28.7.08.weapons.htm
في هذه الورقة الكاشفة للحقائق سوف يجيب العماد عون بنفسه على التناقضات القاتلة التي جاءت على لسانه طبقاً لما هو وارد في التصريح أعلاه، وذلك بالإستعانة بمخزونه الموثق ما بين 1988 و2008. ردوده على ذاته سوف تتركز على حزب الله وسلاحه ومقاومته وشبعا والمصداقية وموقع لبنان في الصراع العربي الإسرائيلي، وسوف نستعمل فرضية الجنرالين التي كنا استعملناها سنة 2006 في 8 دراسات تناولت التناقض المعيب والمحزن في مواقف عون خلال حقبة النفي وبعد عودته إلى لبنان وتحالفه مع حزب الله. جنرال باريس (الجنرال في المنفى يرد على جنرال الرابية المتحالف مع حزب الله).
أولاً: سنعود بالزمن إلى حقبة الاحتلال السوري ونفترض أن العماد لا يزال في منفاه الباريسي (جنرال باريس) وأن أحد السياسيين المسيحيين وتحديداً من أعضاء قرنة شهوان البارزين قد أدلى بالتصريح الوارد أعلاه عينه الذي أدلى به العماد، (جنرال الرابية) فبماذا كان سيرد جنرال باريس على هكذا كلام مسورن. الرد الافتراضي سنستعيره بحرفيته من مقدمة لمقالة كتبها العماد في/١١/٤/2002 في العدد 247 من النشرة اللبنانية تحت عنوان "الخيانة دون حدود"اضغط هنا لقراءة كامل المقالةhttp://www.10452lccc.com/general%20aoun/n247.pdf
رد الجنرال الباريسي المفترض: "إن المتورّطون في العمالة والخيانة، كالمدمنين على المخدرات، ينحدرون يوماً بعد يوم في خيانتهم كلما زاد ضلوعهم في تعاطيها، وتضمحّل شخصيتهم مع الوقت، فيموت في نفوسهم حسّ الكرامة، فلا يعود لديهم ما يخجلون منه مهما كان دنيئاً، ويضيع منهم الحس النقدي، فلا يميّزون بين الصواب والخطأ، ويتحوّلون إلى ذاكرات آلية، يطبع فيها محرّكهم ما يشاء، وساعة يشاء. هذه الدمى الإلكترونية تجتاح يوماً بعد يوم شاشات التلفزيون، وتحتلّ أعمدة الصحف؛ جميع المحرّمات حلال لها، والحلال محرّم على غيرها. تفخر بخيانتها وتسميها صداقة، وبعمالتها وتدعوها تعاوناً، وبعبوديتها وتعتبرها تحالفاً"
عون (جنرال الرابية) في 28/7/2008: "نرفض أن يوصف حزب الله بالإرهابي، فهذا الأمر مرفوض على الأرض اللبنانية، مرفوض منا على الأقل. حزب الله مقاومة شريفة على الأرض اللبنانية، ومن يريد أن يصفه بأنه إرهابي، فلير الارهاب الذي وقع على الفلسطينيين حتى هربوا من بلادهم، وما زالوا في المخيمات منذ 60 عاما. ماذا فعل لهم ليمنع الارهاب عنهم؟ أو ليس هذا العمل ارهابا؟"
عون (جنرال باريس) 26 شباط 2002/ في حوار تلفوني مع طلاب جامعة القديس يوسف أداره الإعلامي زياد نجيم: "ما قلته هو أن لا البطريك صفير ولا أنا ولا اميل لحود ولا الحكومة ولا أحد غير حزب الله يستطيع أن يدافع عن حزب الله، وذلك لأن علاقة هذا الحزب بالأطراف الخارجية وبالأجهزة وبالدول، في العمليات التي قام بها، ليست مشتركة بينه وبين من يدافع عنه، فليتكلم هو أولاً ويرد التهم كي نستطيع أن نأخذ منه موقفاً، من هنا ل أفهم لا موقف البطريرك ولا موقف الحكومة ولا "رئيس الجمهورية"، لأن حزب الله هو كيان مستقلّ ضمن الكيان اللبناني، هو يقوم بسياسته والدولة تلحق به، ومن هنا لا يحق لأحد أن يدافع عنه قبل أن يعلن موقفاً واضحاً مما نسب إليه."اضغط هنا لقراءة كامل الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسفaoun.arabic.editorials/aoun26.2.02.yasouiea.very%20important.pdf
ويرد جنرال باريس على جنرال الرابية من أميركا وبالإنكليزية فيقول عبر تلفزيون سي بي أن مع بات روبرتسون (19 أيلول 2002) إن حزب الله ليس كياناً مستقلاً بل هو واقع تحت السيطرة العملية لسوريا وأن سوريا هي مقر لـ 11 منظمة إرهابية من بينها حزب الله ويعدد المنظمات تلك. اضغط هنا لقراءة نص المقابلة بالإنكليزيةhttp://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun12.09.02..htm
نسأل بسذاجة الأطفال: هل دفاع عون الآن عن حزب الله يعني أنه أصبح شخصيا مطلعاً على كل أعمال وعمليات وشبكات وعلاقات هذا التنظيم؟ فإن كان هذا الأمر صحيحاً من الموجب قانوناً أن يعلم اللبنانيين والقضاء عن كل ما يعرف لأن حزب الله ليس مصنفاً إرهابيا في العديد من دول العالم الحر فقط، بل متهم أيضاً من قبل الكويت والسعودية وغيرهما من الدول العربية وغير العربية إضافة إلى العشرات من الجهات اللبنانية بعمليات اغتيالات وخطف وتعديات وتهريب وفرض خوات وغيرها؟
ويكمل جنرال باريس برده على جنرال الرابية (الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسف) قائلاً: "عندما نطالب بالسيادة والاستقلال، يقول حزب الله إنه الخط الأمامي للدفاع عن سوريا، وأن كل من يطالب بالسيدة والاستقلال يريد إرجاع لبنان إلى كوسوفو، أو يهددوننا بحرب أهلية، وهنا أسأل هل نحن بحاجة إلى سلاح هكذا تنظيم (حزب الله)؟ لا أعتقد ذلك، ثم من يخبرنا ما هو الدور الذي يقوم به على الحدود حالياً؟ المقاومة تكون على الأرض المحتلة وليس على الأرض المحررة. حالياً حزب الله يلعب دور الجيش، هو جيش بديل وليس حتى رديفاً، وهذا غير مقبول. هل لنا أن نعرف من أين له المال ومن أين يأتيه السلاح، وما هي أهدافه."
نسأل إذا كانت عند العماد اليوم كل الأجوبة على أسئلته لجهة المال والسلاح والأهداف والدور؟ من حق اللبنانيين الحصول على أجوبة مفصلة عن كل نقطة من النقاط الواردة أعلاه.
ويستفيض جنرال باريس بشرح موقفه من حزب الله (الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسف) فيقول: "لغاية تحرير الجنوب كنا ندعم حزب الله على الرغم من وجود وسيلة أخرى آنذاك للتحرير". "راجعوا محادثات واشنطن عام 1994، واطلبوا من السفير النص الذي قدمته إسرائيل بشأن الانسحاب وستجدون أنه يتجانس مع ما حصل الآن. في كل الأحوال، هناك ناس استشهدوا من أجل تحرير الأرض وشهادتهم مقدسة، ولكن بعد التحرير ماذا يفعل حزب الله؟ هو يرفع سعر سوريا في لبنان لا أكثر ولا أقل، ما هو امتداده؟ ما هو دوره؟ لا أحد يعرف".
وكأن ما قاله الجنرال الباريسي حتى الآن لا يكفي فيكمل (الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسف) مضيفاً: "للمقاومة حق القيام بكل ما يقوم به الجيش، ولكن الآن لا نعرف ما قام به حزب الله خارج إطار الشرائع الدولية والاتفاقات الدولية، هناك اتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين والعسكريين والأسرى، والمقاومة يعترف بها العرف الدولي إذا كانت أعمالها تطابق هذه الشرائع، أما في حال حصول الاغتيالات والتصفيات وأعمال خارج هذه الاتفاقات، فتصنف عند ذلك إرهاباً، ، لذلك أكرّر ما قلته في البداية، بأن لا أنا ولا أي شخص يمكنه أن يدافع بالمعنى القانوني والسياسي والدبلوماسي عن حزب الله غير حزب الله، لأن هناك أعمالاً منسوبة إليه تنطبق عليها مواصفات الإرهاب، وأنا لا يمكنني أن أعرف لذا كان قد قام بها أم لا، لذلك لا يمكنني أن أصنفه".
نسأل حضرة العماد، جنرال الرابية، وهو العسكري المتمرس على سبيل المثال لا الحصر ما إذا كانت عزوة حزب الله لبيروت وقتل وتعذيب وإهانة وترهيب وترويع أهلها المدنيين واحتلال مؤسساتها وشوارعها، ومحاولات احتلاله للجبل وإيقاع العشرات من ناسه المدنيين بين قتيل وجريح هي أعمال إغاثة أم إرهاب طبقاً لإتفاقيات جنيف التي تعلمها العماد في المعاهد العسكرية. نقول للعماد وبراحة ضمير: عيب يا جنرال وألف عيب أن تنحدر إلى هذا الدرك التزويري والتبريري الهرطقي. إلا تفكر ماذا سيقول عنك التاريخ؟.
ولأن جنرال الرابية على ما يبدو لم يقتنع برد جنرال باريس، فيكمل الأول شرحه قائلاً (الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسف): "في كل الأحوال حزب الله بعد تحرير الجنوب يجب أن يصفي دوره العسكري ويعود إلى الحظيرة السياسية اللبنانية. حالياً ما هي مهمته؟ هل يقوم بإستراتجية معينة؟ ومتى اعتمدتها الحكومة ومجلس النواب؟ نحن محاصرون اقتصادياً بسبب أعماله دون أن نعرف ما هو خياره. لماذا توقف إنماء الجنوب بعد التحرير؟".
ويكمل جنرال باريس الرد على جنرال الرابية (من وثيقة كلمة تلفونية للعماد عون ألقاها في المؤتمر الثاني لطلاب المدارس في التيّار الوطني الحرّ في 20 نيسان 2002)اضغط هنا لقراءة كلمة العماد تلك الكاملةhttp://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun20.april.02.students%20conference.htm
جنرال باريس: "هناك قرار دولي بإلغائه، (حزب الله) وهو مصنّف إرهابي، هو الثاني على اللائحة بعد القاعدة، وعلى هذا فإن حياته لم تعد طويلة بهذا الاتجاه، ومعادلته أكبر من المعادلة اللبنانية، لديه التزامات متعدّدة وقد سبق وتحدّثت عنه في عدة مناسبات، لا تخافوا من المشاكل الكبرى المطروحة لأن حلّها ليس من مسؤوليتكم، لقد بدأت آلية الحلّ تتبلور وكذلك السياسات الكبرى لحل هذه المشاكل، ولتصفيتها.
ربط جنرال الرابية مصير سلاح حزب الله بحق عودة الفلسطينيين إلى بلادهم كما جاء في تصريحه موضوع هذه الدراسة حيث قال: "ولكن لا يمكن للبنان أن يتنازل عن أي نقطة قوة قبل أن تحل كل القضايا المتعلقة بإسرائيل، ومنها قضية حق العودة للفلسطينيين وعدم التوطين. فلتتحمل الدول العربية التي حملت القضية الفلسطينية جزءا من المسؤولية، ولتتحمل الدول التي أخذت القرار بإنشاء دولة إسرائيل جزءا. لذلك، قبل أن يطالبوننا بسلاح حزب الله وقبل أن يقرر إذا كان سلاحا ارهابيا أم لا، يجب أن يجدوا الحل لقضية حق العودة"
يرد جنرال باريس على نفسه في كلام قاله خلال لقاء له مع طلاب جامعة سيدة اللويزة NDU في 26 نيسان 2002 (أدار اللقاء الإعلامي الأستاذ الياس الزغبي)اضغط هنا لقراءة ما قاله العماد عون خلال اللقاء/26/4/2002/http://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun29.4.02ndu.zoghby.htm
جنرال باريس: "يمكنني أن أقول لكم بأن لبنان قد عاد، عاد لأنه لم يعد مقبولاً في العالم ( وقد سعينا جاهدين لذلك) أن يرتبط لبنان بأي مسار آخر لا سوري ولا غيره، ولا أن يرتبط بأي حل لمسألة الشرق الأوسط ولا بأي مسارات أخرى، لا بتقدّمها ولا بتراجعها. لبنان دولة قائمة بحد ذاتها بسيادتها واستقلالها. وقرارها الحر يرتبط بها وبشعبها، وسيادتها على أرضها غير منقوصة واستقلالها غير منقوص، هذا ما سعينا إليه، وهذا ما بدأ يُترجم بتبنّيه من قبل المراجع الرسمية الفاعلة، وخاصة الولايات المتحدة التي من دونها لا سلام ولا حرب على الكرة الأرضية لأنها القوة العظمى الأولى. وبالرغم من الجراح التي أصابتنا بسبب سياستها كان لا بد من فهم هذا الواقع والعمل انطلاقاً منه لتغيير القناعات".
ويتابع جنرال باريس برده متطرقاً إلى مزارع شبعا ومقولة تحرير الجنوب سنة ألفين فيقول: (حديث دولة العماد ميشال عون لتلفزيون MTV برنامج "سجّل موقف" 9/4/2002-المحاور الأستاذ إيلي الناكوزي)اضغط هنا لقراءة المقابلة بكاملهاhttp://www.10452lccc.com/elias.arab06/aoun.mtv13.4.02.htm
جنرال باريس: "في لبنان كان هناك قرار دولي، والمقاومة أطالت أمد الاحتلال، كان هناك عرض مقدّم من الحكومة الإسرائيلية عام 1994 فهل تخبرنا الحكومة اللبنانية لماذا انسحبت يومها من المفاوضات عندما قُدّم العرض الإسرائيلي للانسحاب؟ انسحب لبنان من المفاوضات لأنه ربط نفسه بالقافلة السورية وأذاب شخصيته السياسية والدبلوماسية، ونص هذا العرض لا يزال موجوداً واسألوا سفير لبنان في واشنطن آنذاك السيد سيمون كرم فهو يعرف الكثير".
"هناك مذكرة قدّمت للوفد اللبناني وللحكومة اللبنانية ونشرتها صحيفة السفير وحُوّلت بسببها إلى المحكمة لأن المذكّرة اعتُبرت سريّة، مذكرة جاءت من إسرائيل إلى الحكومة اللبنانية واعتبروها سرّية! سرّية على من؟ السرّية تكون على العدو وهي جاءت من "العدو"، كما يقولون، فلماذا اعتبروها سرّية؟ هل خافوا أن يطّلع عليها الشعب اللبناني؟ ولماذا اعتُبر نشرها في ذلك الوقت مخالفة قانونية وحوّلوا الصحيفة إلى المحاكمة؟ ببساطة لأنهم لا يريدون أن يُحرَجوا أمام الشعب اللبناني"
"كان هناك حل مطروح، فليشرحوا لنا لماذا لم يقبلوه أو لماذا لم يطلبوا تعديلات؟ لماذا لم يبلغوا واشنطن بأنهم يريدون تعديل بعض ما جاء فيه وينتظرون لمعرفة ماذا ستفعل؟ رفضوه بالمطلق وقالوا أن إسرائيل تريد المياه والأرض في لبنان، وأعلنت إسرائيل العكس فقالوا لها "لا، أنت تريدين المياه والأرض"، أنا أتحدث الآن أمام الشعب اللبناني وأنا مسؤول عن كلامي"وفي نفس المقابلة جرى الحوار التالي بين ايلي ناكوزي والعماد:ناكوزي:"نحن لا يزال لدينا جزءاً محتلاً لذلك لا بد من المقاومة" عون: أين هو الجزء المحتل؟ناكوزي: مزارع شبعاعون: كذبة، وأنا مسؤول عما أقول، لا يمكننا تعديل الخريطة على مزاجنا، مزارع شبعا ليست لبنانية، وحتى ولو كانت الأرض لبنانية فهي مضمومة سورياً منذ زمن ولبنان سكت عنها، والحكومة اللبنانية لم تذكر مرة أن لديها أرضاً محتلة خاضعة لتنفيذ القرار 242، على العكس قالت أنا لست معنية بالقرار 242، وليس لدي أرض محتلة، فلا يمكن أن تتراجع وتتبناها بعد تنفيذ القرار 425 وتقول أن لديها أرضاً محتلة. وعلى افتراض أن سوريا تريد إرجاع الأرض لنا فلتتفضل وتعطينا وثيقة وفقاً للشرائع الدولية على أن هذه الأرض لبنانية وتحدد على الخريطة رقعة الأرض التي هي لبنانية في مزارع شبعا، وعندها فلتترك لنا المقاومة شرف تحصيلها.ناكوزي: إذا اعترفت سوريا بلبنانية مزارع شبعا فهل توافق على تحريرها بالمقاومة؟عون: بالمقاومة وبغير المقاومة، المهم هو أكل العنب وليس قتل الناطور، أنا أريد أكل العنب، أريد حقوق الشعب الفلسطيني، الحلول الأخرى لا تجوز إلا عندما يعجز كلياً الحل السلمي.
من حق اللبنانيين على العماد عون أن يشرح لهم الأسباب الموجبة التي جعلته يتبنى المواقف الجديدة هذه والتي هي 100% متناقضة مع مواقفه قبل تحالفه مع حزب الله والتحاقه بالمحور السوري الإيراني. إن العماد يعتبر أميركاً الآن عدواً وهو يسلم بانتصارات حزب الله الإلهية التي لا تتطابق مع معايير العلوم العسكرية ولا مع الواقع ولا مع الحقائق.
ما ذكرناه في هذه الورقة هو غيض من فيض مواقف العماد عون المتناقضة كلياً بكبيرها وصغيرها وعلى كل الصعد، والتي أمست تهدد بشكل مدمر وكاسح أسس ومصير الكيان اللبناني واستقلاليته ونظامه الديموقراطي وتعايش بنيه، والثقافة التاريخية للمسيحيين ودورهم الحضاري المتميز في وسطيته واعتداله.
هذه المواقف "الألغام" تلزم كل من لا يزال من أهلنا السياديين مؤيداً للعماد عون أن يعيد النظر بفكر ثاقب بهذا التأييد ويراجع بحيادية وموضوعية دون عواطف و"غنمية" وتبريرات مرّضية (Rationalization) تموضعه وخياراته وتحالفاته وأجندته بعد تماهيه وذوبانه مع وبحزب الله وانخراطه في التحالف السوري الإيراني ومعاداته لأميركا وبكركي وكل الأحزاب المسيحية وانقلابه على كل الثوابت الوطنية.
يبقى: "إن كنتم لا تؤمنونَ، لن تفهَموا شيئًا". (القدّيس باسيليوس (330-379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية(
ملاحظة: لقراءة كل الوثائق لتي وردت في هذه الورقة بالكامل: إضغط هناhttp://www.10452lccc.com/aouncontradictions.htmlالوثائق هي:http://www.10452lccc.com/aoun%20excerpts/aoun.28.7.08.weapons.htm1-تصريح العماد عون بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل "التغيير والاصلاح/29 تموز/08http://www.10452lccc.com/aounaudio/aoun28.7.08.wma2-اضغط هنا للإستماع لتصريح العماد عون بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح/29 تموز/08/Windows Media Player3-مقابلة العماد عون مع محطة سي بي أن أجراها معه بالإنكليزية بات روبرتسون/12/9/02http://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun12.09.02..htm4-كلمة العماد عون في المؤتمر الثاني لطلاب المدارس في التيّار الوطني الحرّ/20 نيسان 2002/HTMLhttp://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun20.april.02.students%20conference.htm5-لقاء للعماد عون مع طلاب جامعة سيدة اللويزة NDU في 26 نيسان 2002 (أدار اللقاء الإعلامي الأستاذ الياس الزغبي)/HTMLhttp://www.10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun29.4.02ndu.zoghby.htm6-اضغط هنا لقراءة مقالة العماد التي تحمل عنوان "الخيانة دون حدودhttp://www.10452lccc.com/general%20aoun/n247.pdf 7-اضغط هنا لقراءة كامل الحوار مع طلاب جامعة القديس يوسفaoun.arabic.editorials/aoun26.2.02.yasouiea.very%20important.pdf
هناك تعليقان (2):
حقيقة أنا لم أقرأ المقال... فلا وقت ولا رغبة لقراءة صفصطائيات وخنفشاريات منبعها الوحيد الحقد وهدفها الوحيد محاولة تشويه صورة أشرف سياسي مسيحي عرفه لبنان.... عنوان المقالة واسم الكاتب كافيان لارسالها الى سلة المهملات دون قراءة....
ياريت الاستاذ بجاني وأمثاله يوفروا كتاباتن لانوا شوهوا سمعتنا بالعالم كلو..نحنا مسيحيين لبنان منبع الشرف والاصالة والثقافة والاخلاق عاش عون وعاش فرنجية وعاش لبنان...
إرسال تعليق