الثلاثاء، أغسطس 05، 2008

بهاء بكرية - مغن جديد في اوركسترا مفلسة

نبيل عودة

( مبتزون ، مزورون ومحرضون .. ويريدون الاعتذار !!)

أوصى رجل على بدلة ، وأخذ خياطه كل المقاييس الضرورية ، وعندما جهزت ، وصل اليه لقياسها .
لبس البدلة ، وتأمل نفسه أمام المرآة .. ووجد ان أكمام البدلة أطول من اللازم بخمسة سنتيمترات على الأقل .
- خياطي العزيز الا ترى ان الأكمام أطول من اللازم ؟
- إطلاقا لا ... قال الخياط بثقة ، وأضاف :
- عندما تثني مرفق يدك سترى ان الكم يصبح بالمقاس الصحيح . لأن ثني المرفق يسحب الكم الى الخلف.
ثني الرجل مرفقه وقصر الكم فعلا.. ولكن عندها تحركت القبة نحو الخلف بشكل يسيء لشكل البدلة .
- انظر ايها الخياط .. القبة بهذه الحالة تنسحب نحو الخلف بشكل سيئ ؟
- وما الغرابة عزيزي .. ارفع رأسك جيدا وشده الى الخلف .. يجب ان تفخر أنك تلبس بدلة جديدة.. بالضبط .. الآن رائع .
تأمل نفسه بالمرآة .. وامتعض :
- ايها الخياط .. بهذا الوضع كتفي الأيسر منخفض عن كتفي الأيمن بعشرة سنتيمترات؟
- عزيزي .. هذه مشكلة سهلة .. انحني من وسطك بشدة نحو الجهة اليمنى ، وسيبدو كل شيء رائعا . هكذا بالضبط ... الكتفان الآن بنفس الارتفاع .
بمرفق منحن ، وراس مرفوعة بشدة الى الخلف ، وخصر منحن بقوة نحو اليمين ، خرج الرجل مرتديا بدلته الجديدة مستصعبا السير ، شاعرا أنه يقلد البطة في مشيتها ، وكل ذلك حتى تبدو البدلة تماما حسب مقاسه.
مر على شخصين يشربان فنجاني قهوة في احد المقاهي ، وقد لفت صاحبنا ببدلته الجديدة ومشيته الغريبة ، وجسمه المعوج أنظارهما.
قال الأول : أنظرالى هذا المشوه المسكين ، يؤلمني قلبي لحالته الصعبة.
قال الثاني : هذا صحيح مؤلم ، ولكن خياطه الذي فصل له بدلته ، عبقري ، أنظر كيف فصل البدلة ملائمة تماما لجسمه المشوه !!

الخياط بهاء بكرية في "دراسته الفكرية المعمقة" !! لخطاب نبيل عودة السياسي حول الخدمة المدنية والدمقراطية والمساواة والعدالة الأجتماعية ، لم يختلف للأسف الشديد عن الخياط الذي يفصل بدلة ، أو الكاتب الذي يفصل مقالا ويلزقه عنوة بنقاش مع كاتب آخر ، دون ان يكون على اطلاع حول المضامين الصحيحة التي انطلق منها نبيل عودة. ودون ان يفهم المقروء الذي يدعي انه يناقشه .
الفرق ان نبيل عودة لا يرتدى تفصيلاتكم الفكرية الخرقاء ، وأفكاركم المعوجة ، التي تجعلنا نبدو مشوهين.
نبيل عودة ليس هاويا سياسيا ، ولا يبحث عن مناصب سياسية . نبيل عودة عبر في حياته على تجربة سياسية واجتماعية وفكرية ونضالية ، لم تترك له خيارا الا اعادة تقويم نهجه ، وبرمجة أفكاره بما يتلائم وتجربته السياسية والفكرية ، متحررا من كل الضغوطات التي تجعل "خياطينا" – قادتنا السياسيين ، يميلون نحو رفع أسهمهم ، حتى على حساب تشويه توازن ابناء شعبهم .
الاستاذ بهاء بكرية ، لولا بعض الاستعلاء في نصه (ابتزاز فكري قراءة معمقة ونقد لخطاب نبيل عودة حول الخدمة المدنية، والديمقراطية، والمساواة والعدالة الاجتماعية – الحوار المتمدن –العدد 08 – 08 – 03 ) ، لشكرته على طرح الموضوع ، ولا يهمني ان يقبل أو يرفض طروحاتي ، ولكننا لم نتعلم بعد احترام المختلف ، وصاحب الرأي الآخر ، والرؤية الجديدة عما هو قائم وفاشل . والقدرة على القول : حتى هنا ، كفى !! والبدء من جديد .
العنوان بحد ذاته لم يبق مجالا مفتوحا للحوار ( ابتزاز فكري ) هل ابتززتك بالسيف يا بهاء ، أم فرضت عليك الجزية ، أو قبول أفكاري ؟
اذا سرنا على منهج بهاء بكرية ، ستصير حالنا مثل الرجل الذي أوصى على بدلة ، سليمي الجسد ، ولكننا مشوهين في اختيار أفكارنا ، مشوهين في التلفع بمواقف فكرية خرقاء، ولا نجرؤ على مواجهة "خياطنا" بالحقيقة انه فاشل في تفصيل سياسات وأفكار وقيم ورؤية اجتماعية مدنية واقعية .
خياطونا – سياسيونا ، أوجدوا لنا بكذبهم وصراعاتهم الانتهازية ، ورثة ثقيلة . للأسف لا أجد أي قائد سياسي يتحلى بالقدرة على طرح استراتيجية سياسية وتكتيكات عمل تقودنا الى تحقيق ولو أنجاز صغير في واقعنا الصعب في اسرائيل. وانا أتهمهم بالجبن السياسي وتفضيل مصالحهم الشخصية .. حقا أبطال في التصريحات ، ولكنهم جبناء في اختيار النهج الذي يقود شعبنا لتحقيق انجازات ذات قيمة، وليس تشبيع الشارع بشعارات هوجاء لا تفيد الا في اثارة الحماس لرفع الزعيم فوق الأكتاف ..
ما عدا جيل الطليعة الشيوعي ، كل من جاء بعدهم دمر ما بناه الأوائل . لا أدعي انهم
كانوا ملائكة ، ولا أدعي انهم كانوا بقمة الطهارة ، ولكن مسؤوليتهم عن مصير شعبنا كانت تخيفهم ، لذا تصرفوا بحكمة ومسؤولية وبطولة. اليوم المسؤولية لا تخيف ، مساحة الدمقراطية اتسعت بلا حدود ، المكاسب من التزعم لم تعد تقود الى النفي والاقامة الجبرية والسجون.. بل الى معاشات وسيارات ونقاهه ومساعدين وميزانيات أحزاب .. وفضائيات والحياة نعيم وشراء اراض من البعض ضمانا لولد الولد ..
لست في باب استعراض تاريخنا السياسي الآن ، والتاريخ معروف لمن يقرأ قراءة صحيحة ويفهم المقروء من مقالاتي .. ولكني أضيف ، انه منذ مؤتمر الجبهة القطري لاختيار قائمة مرشحي الكنيست في العام 1993 في الناصرة ، وما حدث من انقلاب لازاحة الكاتب، الشاعر والصحفي والمفكر والقائد الشيوعي البارز في وقته سالم جبران ، بدأت أعيد التفكير في مواقفي .
هل من الضروري أن أذكرك ان الانقلاب الذي وقع بحجة انقاذ قائمة الحزب – الجبهة في الانتخابات للكنيست من اسم " ضعيف " لا يجند ( سالم جبران ) ، ومن طائفة مضمونة في تصويتها ، ولكنها غير قادرة على كسب أصوات جماهير طائفة أخرى ، قاد الى خسارة 34% من الأصوات عما كان في الانتخابات التي سبقتها ؟ هذا هو الانقاذ الذي جاء به الانقلاب .. والأهم ان الحزب فقد مبررات وجوده وتنظيمه بعد الانقلاب .. وأدعي انه يعيش اليوم على حساب زمن ضائع.
هل قام أحد بتقديم نقد ونقد ذاتي لهذه المهزلة التي دمرت الحزب الشيوعي ؟ عضو مكتب سياسي قال لي في نفس المؤتمر ، عندما علم اني بدأت ، في نفس لحظة خضوع قيادة الحزب للانقلاب ، أكتب استقالتي من الحزب الشيوعي : يا رفيق نبيل هذا تدمير للحزب والجبهة . ولكنه ظل صامتا أمام ألانقلاب !!
تحرري من القيود الفكرية والتنظيمية وانطلاقي الفكري الواسع غير المقيد للون واحد ونهج واحد وموقف مغلق ومتزمت حزبيا ، انقذني من الضحالة والأصولية الفكرية التي بدأت تسود في الفكر الشيوعي والقومي .
ان وصولي لطرح رؤية جديدة سياسيا ، ليس كشفا ثوريا ، انما هو تطور منطقي يصل اليه كل من يتعامل مع السياسة من منطلق فكري وليس تجاريا. من منطلق الغيرة على مجتمعه المدني وتطوره الثقافي والعلمي والاقتصادي، وليس مجرد الحصول على مكاسب فردية . وما زلت على قناعة ان جيل الشيوعيين الطلائعيين ، كان سيتخذ مواقف أقرب الى طروحاتي من مواقف قيادات اليوم التي لا شيء يربطها بالفكر الماركسي أو الوطني أو الانساني . ولا شيء يربطها بقضايا شعبها الا رابط شكلي . ان سياسات القيادات الرسمية للجماهير العربية تكاد تتجه بقوة نحو الحفاظ على واقع التمييز الذي تعاني منه الأقلية العربية لأنه كما يظهر يفيدها في الحفاظ على مصالحها الفردية . وأرى ان كل مواقفها تتبع نهجا رفضيا ، بكل ما يتعلق بالواقع الاسرائيلي والتعامل مع السلطة في اسرائيل ، وكأن ما يجري في الواقع السياسي الاسرائيلي لا يخصنا ، وكل شيء يجب ان نرفضه بغباء ، حتى لو كان فيه مكسب لشعبنا.
ايضا هنا لن أعود لاستعراض قمت به سابقا مرات عديدة ، واذا كنت يا بهاء بكرية حقا قد قرأت مقالاتي ولم تنطلق من مواقف مع سبق الاصرار والترصد ، وتملك حقا القدرة على التفكير المنسجم مع الواقع ، وليس مع الأوهام والأحلام والسياسات التي تقر بالغرف المغلقة بدون علاقة الواقع الحياتي ،لتغير ما تطرحه ب 180 درجة. ربما قرأت مقالاتي ، ولكنك قرأتها وانت مصر على رفضها ومهاجمتي دون تفكير ، ربما لتكسب ود بعض السياسيين ، ولكن عزيزي هناك أشطر منك بانتهازيتهم ، والدور أمامك طويل. . ويستطيع القراء مراجعة كل مقالاتي في عشرات المواقع ، وخاصة في موقعي الخاص في " الحوار المتمدن ".
ربما تتوهم انك تعيش واقعا سياسيا ، اسرائيل غير قائمة فيه . أعترف ان هذا الوهم يسر بعض قادة أحزابنا. لا عزيزي ، في السياسة لا يمكن البناء على الكذب. هناك واقع يفرض نفسه وعلينا التعامل معه . في وثيقة "التصور المستقبلي " التي أصدرتها لجنة المتابعة العربية العليا ، يتضح لمن يقرأها ان القيادات العربية لا ترى المجتمع اليهودي ، بل ترى السلطة اليهودية العنصرية مقابل العرب في اسرائيل. من هنا لم يطرح التصور المستقبلي أي برناج عقلاني للنشاط مع أوساط اجتماعية يهودية ، وهذا ينسف القاعدة الفكرية والنظرية الأساسية للنهج التاريخي الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي يبدو انه معقلك السياسي ومنطلق نقاشك غير المتوازن مع طروحاتي .
لا اريد العودة لموضوع الخدمة المدنية ، وأصر ان ما جاء في مقالاتي هي مواقف عقلانية ، وفقط أسأل : ما الخطأ في أن يقوم الشباب والفتيات العرب في خدمة مجتمعهم وأهلهم داخل بلداتهم العربية؟ ما الخطأ في خدمة مجتمعهم المدني ومؤسساته البلدية والصحية والتعليمية والخدماتية ؟
من هذه الزاوية ( اقرأ يا بهاء جيدا وآمل ان تفهم المقروء) أنا مع الخدمة المدنية ، وأقول لك بمسؤولية كاملة ورسمية ، لا يوجد أي هدف لتجنيد العرب في الخدمة العسكرية أو شبه العسكرية ( ما عدا المفروضة عليهم الخدمة العسكرية منذ اقامة الدولة ، أي ابناء الطائفة الدرزية ، وبعض ابناء العشائر البدوية ). الذي يقرر في هذه المسائل لجنة عبري فقط وادارة الخدمة المدنية والوطنية التي يقف على رأسها الدكتور روبين غال ( الخدمة المدنية للعرب والوطنية لليهود ، هذا ما أقرته اللجنة بناء على اقتراحي ) واسقطت اللجنة كل اقتراح يشمل خدمة لها طابع غير مدني وغير أهلي بما يخص الوسط العربي غير الخاضع للخدمة العسكرية ، لذا لا تتشاطر وتخلط الحابل بالنابل وتجعلنا نسير مشوهين ببدلتك العقائدية المغلقة على الخطأ والفارغة من القدرة على الرؤية السليمة.
وشيء جديد ابشرك به ، وهو يثبت ان استطلاع الرأي الذي نفذه بروفسور سامي سموحة والدكتور نهاد علي صحيح بنسبة 90% على الأقل ، وهو ان عدد الشباب الجاهزين للتطوع في خدمة مجتمعهم المدني ، يتزايد لدرجة ان الملاكات ( عدد فرص التطوع ) المعدة لهم لا تكفي الا عددا صغيرا منهم ، ونضطر الى الحصول على ملاكات من وزارات مختلفة لنسد الطلب المتزايد ، وهذه السنة قرر مكتب رئيس الحكومة ، المسؤول المباشر عن المشروع ، وبسبب الطلب المتزايد للخدمة المدنية ، أن يضاعف الملاكات بنسبة 100% على الأقل ، ومع ذلك يبقى نقص كبير في الملاكات المطلوبة.
الخدمة المدنية التي يقوم بها الشاب العربي تعطيه حقوقا مساوية مثل التي يحصل عليها الجندي المسرح . هل الحقوق المساوية تعني اننا خنا وطننا ولم نعد نطالب بالحقوق الكاملة في وطننا بما في ذلك الأعتراف بنا كأقلية قومية ، وليس كطوائف؟ هل حصولنا على المساوة في وطننا يعني اننا تنازلنا عن مطالبنا القومية والاجتماعية ؟ هل تريد ان نبقى معزولين على هامش الواقع السياسي والاقتصادي الاسرائيلي أم علينا انه نقاتل لنصبح شركاء كاملي الحقوق ، وبالتالي كاملي التأثير على سياسات اسرائيل أيضا ؟ الا يشارك قادتنا في الكنيست ، وهي المؤسسة التشريعية لدولة اسرائيل ؟ لماذا مسموح لهم ذلك ، وحتى الوصول لمنصب نائب رئيس الكنيست ، وفي حالات معينة قد يكون نائب رئيس الكنيست ، قائما باعمال رئيس دولة اسرائيل .. هذا مشروع سياسيا ، اليس كذلك ؟ اذن لماذا ممنوع علينا ان نذهب لخدمة مدرسة في الناصرة او في سخنين أو في ام الفحم أو في الطيبة ومقابل أجرة وشروط تساعد الشاب أو الفتاة في بناء مستقبلهم التعليميي ، وحياتهم الاجتماعية أو الاقتصادية والحصول على سكن وشروط مريحة وهبات بلا شرط سياسي يجعل منها مبايعة للسلطة الاسرائيلية ؟ السنا جزءا من دولة اسرائيل في دفع الضرائب وفي المساهمة في الانتاج الاقتصادي الذي يزيد من قوة اسرائيل الاقتصادية والعسكرية ؟! لماذا تننازل عن حصتنا من المردود المادي الذي نساهم بانتاجه؟
الا نقوم بالعمل في أكثر المؤسسات الصناعية حساسية ، مثل مصانع تكرير النفط وشركة الكهرباء والمصانع البتروكيماوية ، وغيرها من المصانع التي تعزز أمن وقوة اسرائيل ، وممنوع ان نذهب لخدمة مستشفى في الناصرة ؟!
هل من ألأفضل ان يتسكع الاف الشاب العرب بعد الدراسة الثانوية بمقاهي الأرجيلة ، ام يذهبوا لسنة تميز واثراء شخصي ( ضمن 42 ساعة في الخدمة المدنية الأسبوعية ، جزء من ساعات الخدمة تخصص لاثراء الشباب ، وتطوير قدراتهم العلمية والتكنلوجية والفكرية ) ، وعمل في مؤسسة عربية تعليمية أو صحية او خدماتية باطار السلطات المحلية او غيرها من الخدمات لأهلنا ومجتمعنا؟
ان الذي يفصل " بدلاتنا السياسية " مصاب بنفس عقلية الخياط ، يريد ان نرتدي ما يفصله لنا رغم انه لا يتلاءم مع كياننا.
هذا هو الابتزاز الفكري عزيزي بهاء بكرية ، انا لا أملك من أسباب القوة والنفوذ لأصبح مبتزا ، انا عكسكم أملك العقل والقدرة على التفكير والجرأة في طرح الرأي ، حتى لو سبب لي ذلك الحرمان من العمل والمقاطعة البائسة من الأصوليين اليساريين والدينيين ، والتحريض الأهوج والأرعن من أشباه الكتاب والمتحذلقين الذين ، وضعت نفسك بينهم مع الأسف عليك ، وبهدف ارضاء بعض الزعماء . العكس هو الصحيح ، انتم المبتزون . انتم المحرضون . انتم بحاجة الى تنوير وتنظيف الترسبات السامة من تفكيركم ، والكف عن التحريض والتطاول غير الأخلاقي في معظمه. . أما القصور الفكري فهو لديك ولدى خياطي سياسة شعبنا. وعليه من يستحق الاعتذار يا بهاء ؟؟
ربما ما زلت تستصعب فهم المقروء السياسي والفكري ، ولكني ساروي لك حكاية رمزية قد تكون سهلة أكثر على من يحمل هذا الكم من الانغلاق العقائدي.
في يوم الحساب ، أوكل الله للقديس بطرس ، توزيع الناس الطيبين الورعين على غرف الجنة ، وذلك حسب انتماءاتهم وعقائدهم ودياناتهم حتى لا يقع المحظور بينهم لان الخطيئة في الجنة ممنوعة.
كان الدور طويلا جدا ، مما يشير الى تفوق عدد الناس الطيبين على الناس المنبوذين الأشرار.هذا الأمر بعث السعادة في نفس القديس بطرس. دخل شخص . ساله بطرس:
- لأي دين أو عقيدة تنتمي ؟
- انا يا سيدي مسيحي رومي .
- اذهب الى الغرفة 11 ، حيث جماعتك ، ولكن لا تحاول التوقف امام الغرفة خمسة حيث يعلو الضجيج والصراخ ..
دخل آخر :
- لأي دين أو عقيدة تنتمي ؟
- انا ياسيدي قومي ناصري ..
- اذهب الى الغرفة 9 حيت جماعتك .. ولكن لا تحاول التوقف امام الغرفة خمسة حيث يعلو الضجيج والصراخ ..
ودخل آخر ، وأجاب على سؤال القديس بطرس :
- انا وطني مستقل .. كنت سابقا بعثيا ..
- - حسنا حسنا .. لا يهمني ما كنت ، سيرتك حسنة ، اذهب الى جماعتك في الغرفة 17 ، ولكن لا تحاول التوقف امام الغرفة خمسة حيث يعلو الضجيج والصراخ ..
وهكذا دواليك يدخل الواحد وراء الأخر من جميع الديانات وجميع العقائد السياسية والفكرية ، وكل مميزاتهم انهم كانوا اناس طيبون ..ويرسلون الى غرف جماعتهم ، مع نفس التنبيه عن غرفة رقم ( 5 ) حيث يعلو الضجيج والصراخ ..
وعند الظهر دخل شخص . ساله القديس بطرس :
- لمن تنتمي ؟
- انا يهودي .
- حسنا ، اذهب الى غرفة جماعتك رقم 14 ، ولكن لا تحاول التوقف امام الغرفة خمسة حيث يعلو الضجيج والصراخ ..
- هذا ماقلته لجميع من سبقوني ... ترى ما السبب ؟
- انتم اليهود لا تقتنعون بما يقال لكم .. حسنا السبب انه في الغرفة رقم ( 5 ) يوجد الشيوعيين ، وهم يظنون انهم الوحيدون في الجنة ، لذلك يحتفلون ويلقون الخطابات ويصرخون بالشعارات ويصفقون ولا اريد من أحد ان يعكر مزاجهم !
فلتصرخ يا بهاء ، ولتهتف طويلا ، ولتردد الشعارات ، وليركبك زعماء الفشل ، مبروك عليهم مطاياهم .

نبيل عودة - كاتب وناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة
nabiloudeh@gmail.com

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

انت رجل مضحك لانك تحارب انسان وطني وحر
بالمقابل تطرح افكار هدامة ومشكوك بها